الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

شعراء على شال القدس/مجموعة شعراء ـ ج1 جمع وتبويب حسين علي الهنداوي وحاتم قاسم

تاريخ النشر : 2010-04-11
شعراء على شال القدس
أطياف الشعر في الشتات




شعراء على شال القدس

- مجموعة شعرية -






الكتاب : شعراء على شال القدس/ مجموعة شعرية
الكاتب : مجموعة من الشعراء
موافقة وزارة الإعلام رقم :
الطبعة الأولى : 1428/2009م
كمية الطباعة : 1000 نسخة














الإهداء
إلى القدس سحابة تنتظر صعقة كهربائية من أطفال الحجارة




مقدمة
حينما تتحول حمائم الصمت العربي إلى صقور تمتشـق رؤوس الجبال موطناً تورق حجارة الأطفال فــي الشـــوارع الفلسطينية الواعدة 0 و حينما تتحول القــــدس إلـى روح صامتــــــة تبكي فجيعتها نجوم السماء يخرج المارد الفلسطيني من قمقمه حـاملاً حجراً فلسطينياً واعداً يعيد للقدس إشراقتها الإنسانية 0
القدس عاصمة الثقافة لأنها مهبط الثقافة الإنسانية بكافة أطيافهـا فهي انطلاقة المسيرة الإنسانية نحو حضارة واعـــدة يخفق بيـن جناحيها روح الإنسان العربي الذي حمل رسالة السماء الأخيرة إلى الأرض فمن على صخرتها اعتلت ســـحابة العروج النبوي إلى السماء السابعة و قبلها كرز الســــيد المسيح على شوارعها ولم يبق نبي من الأنبــــيــــاء إلا و خفقت نعـــاله على أرضــها
و الشعراء منذ تقديس القدس و هم يتنســـمون حروفها المضيئة في إشراقات ليل مظلم فقد كتب القدس آلاف الشعراء لا بل هي كتبتهم في ذاكرتهــــا لأنها الذاكــــرة الواعــــدة و الحلـم المطل و الصمت الواعد 0
مجموعة شعرية لثلة من الشعراء تنسمتهم صباحات القدس التي لم تشرق منذ ستين عاماً و هم ينتظرون على أحر من الجمر أن تبتســـــــم القدس و أن تظهر بطلعتها البهية مشـيحة عن وجهها العروبي الإسلامي مختالة بين نظائرها من المدن الإســــــلامية وكأنهم يترقبون ســـاعة الصفر التي تؤرق ذاكرة الشــــعر إنهم شعراء أخذوا على سواعدهم أن تكون الكلمة الواعدة الصـــادقة إشراقة الأمل التي تفوح برائحة الدم الذي ســـــفك على التراب العربي من أجل أن تكون القدس عربية 0

الناقد : حسين علي الهنداوي

























يتمتم نعشك خاصرة من وجع
* حسين علي الهنداوي

لأني كنت قريباً من النار
أنت احترقت
لأني كنت بعيداً من الثلج
أنت اشتعلت
على جمر صوتك
كانت طيور النوارس
تهجس حقداً
وحزناً
وموت
ضحكنا جميعاً وأنت بكـــيت
هربنا جميعاً و أنت استويت
أيا ومضة الجمر
و الخمر
و التمر
قل لي لماذا بكيت ؟؟؟
وها قد تلوّنتَ في الصمت
وها أنت في زحمة الراحلين عبرت
تألقت رغم المسافات نهراً 00
و غيماً
و صحراء حزن
و بيت
وهم ينشدون على جسر موتك هذا
لـــعــــــل
و ليـــــت
فلا ترحل الآن 0000
ها قد حملناك حلماً
وها قد حملناك وهماً
و زيفاً
وصوت
فقل لي : برب الخيول ألـ تكدس فيها الصدا
لماذا احترقت ؟؟؟؟
و لما حملناك سيفاً
لماذا اخترقت ؟؟؟؟

حججنا إليك 000
فسالت بأعناقنا رابيات النوى
وماجت بأحلامنا غافيات الرؤى
ولما تولّّه فينا الهوى
وكادت حجارتك السود
تثقب أحلامنا في المسير 000
اســترحت
ويممت صمتك نحو الأفاعي
لماذا بذرت سمومك حتى استدارت
وجوهاً من البؤس
ثم انثنيت
أنا جبل من رماد
و أنت خريطة موت
تبدد فيها الفؤاد
و أطرافك الباكيات
تمدد فيها السبات
و عظ على ضفتيها
الشتات
تمزقت يا أيها الوطن المستريب
شظايا تضيء الموات
تشظيت شرقاً و غربا
فألقيت غربك في حضن قاتل
و ألقيت شرقك في خف نادل
و غنيت جرحك في ليل بابل
و ( نفطك ) 000سار المسيح إلى الجلجلة
على وهج بؤسك
ينضج جوع القرون المديدة
و في صعقة الموت
تنساب فينا جروحاً عديدة
و نحن و أنت
على جمر أشلائنا
نتوقـَّــد
ننام و نصحو
و يرمقنا الحزن ناراً و عسجد
و تسأل 00000
تسأل 0000
يا قبلة الموجعين
يتمتم نعشك أنشودة من وجع
فيرتد صوتي صهيلاً
من النور و النار
في خاصرات البجع





جنوبان هم في جهات القدر
* حسين علي الهنداوي
لم الصمت ؟! قالت
وحط على دمعها سارقان
وفي الباب كانت 000
جموع العذارى
تشد النشيد
و تنسج للمتعبين حصان الرهان
لم الصمت ؟! ليلى
تثرثر في معصميها القيود
فتعبر للمدن الهاربه
وجساس يفتح نشرة أخبارنا 0000
الساعة الآن صفر ٌ
تسمّر في موسم الثلج نار
تمر الجنائز في مقلتينا دوار
و تشهق بغداد
يكبر في وجنتيها الحصار
و يستعر اللهب المقدسي الدفين
وحيدين كنا 00
وما بزغت شمسنا
من جديد
لمن كل هذا الجليد ؟؟!!
كأن المجازر مأهولة بالنشيد
كأن الثريا حديد
يثرثر من خلف عينيك طفل عنيد
و يكتب أنشودة للبريد
نعود ترى أم نعود
نزيد ترى أم نبيد
جنوبان هم في جهات القدر
يخيطان ثوباً ( لشبعا) 000
بغير حدود
و غزة تنسج من جوعها
عباءة موت جديد
وكل القناديل في موسم الثلج
مجد أكيــــد

وها نحن نرحل للموت 000
يسرقنا كالدروب
و أحلامنا تستحم أمام الكروب
تشظّت رؤانا 00
على قرع طبل طريد
تمدت يدانا على كرة من جليد
أسائل نفسي 000
فيهرب مني المكان
و تضحك في حلمها النادليِّ 000
الجدائل و المقلتان
و بيروتُ تزفر 00
بيروت تشخرُ 000
بيروت تفتح ُ للموت
صبحاً جبان
لقد حدثتني السنونو
عن النادل المقدسي 00
يثرثر في التيه يجري
يبيع و يشري
بطاقات حزن
وبعض حنان
( لشبعا) يطل القمر 00
و يغزل من ضوئه 000
ثوبها المنتظر
التقــينا 00
بكــينا 000
ضحكنا 00
شهقنا 000
فكانت مواويل أحلامنا من حجر
لغزة وجه من النور و النار 00
يمتدُّ في حضن ليلى
كأن المواســـم قحط
على حاجبيـــنا تدلى
كأن الزمان استدار حجر
و صوتك يا نبض روحي
طــــواه القدر

هنا القدس 00
يا حضن ليلى تجــذ ّر
إليك سنأتي 00
رجالاً 000
شيوخاً 00

ولن نتأخر
هنا القدس 00
هل من سبيل إلى المستحيل ؟؟!!
ونعرف أن الطرق إليك 00
طـــــويــل
و أن البنادق و العاديات 00
تقهقه 00
تروي 000
صهيل الخيول
كأن المدائن تنشد :
ها قد رجعنا 00
و في مهجتينا 00
حـنين أصيــل
جنوبان هم في جهات القدر
يخيطان ثوباً 00
إلى المنتظـــر


يا قدس جئنا
* حاتم قاسم
يا صوت عشــق في العيـــون مآذن
يرنــــو إليهـــــا فجــــرنا المقــدام
و العيس تحمـــل في هواها ريحهــم
يا ريـــح يوســــف عينهــن كـــلام
أوجــــس بقلبي و الجراح نواهـــل
فـوق الخطـــوب رياحهــــا أحــلام
و القدس تبقى و الصهيل شــعاعها
شمـس على عرش القـــلوب تنــام
لغة الرصاص وما عرفنـــا غيرهــا
فالموت يحلو و الصــــــلاة تـقـــام
عصف الرياح الســابحات جوانحي
تأبـــى الرمـــال بــأن يـقـــال نعـــام
و الموج إن ألقـــى نداءً باســـــماً
ألقيت بوحـــي ..... في هــواك سلام
تفتر عن ثغـري خطـوب أجمـــــعت
لم يبق فـــــي الجرح المهـيب كــلام
ما بال هـذا الســــيف أغـواه الصدا
وغبــــاره أعمـــى الــعيـــون لثـــام
وســـراج قومـي في العيون مجرة
شمــس علـــى بـــدر التمــــام تمـام
ودم تموســـــــــق فـــي رؤانـا ظله
والصوت في جــــرح الهــوى أنغام
ليمون يافـــا برتقــــال رصـــاصها
بـرق تســـامـــق و اعـــتلاه غــمـام
ما بوح عينــــي مــن زهور هدني
خجــــل و أعــيا مطرفـــي الإحــكـام
و النصل يســكن في العيون بشره
أدمـــاه كفـــــي و القلوب ســــــجـام
لا الخيل تصهل لا السيوف قواطع
كالنــــــار تـأكل بعــــضـهـــــا الآلام
لا السيف يجدي في هــواكم همتي
ســــيان عنـــــدي صـــارم وحمـــام
نعمــاه قلبـــــي إن أذل لجامهــــــا
ما اهتـــــز جرح للعيـــون يســـــــام
و الذئب يســطو إن تكــشر طامعاً
و النــــــسر يأبــــــى جنحه القســام
غرُّ الشـــــمائل ما حملـــنا ذلهـــا
يا درا عــــــزٍّ بالســـــــيوف حـــزام
نادمت عيني في هــواك و هزنـي
ودٌّ تســــــامق فاعتـــــلى الإقـــــدام
ولئن تكــــن رمحـي لديك تكســـرت
فحقــــول جســـــمي كلهـــــا ألغـــام
ليـــس الأماني بالتـــــرجي بوحهــا
و النصل في كف الجـــبان حســــــام
سُــــــــرَّ العداة و الهواجــل أدميت
فعــــــلام نشـــكو و الخِلاق خِصـــام
و الذئب يرتع كالهزبـــر خضابـــه
متــــأوداً تمشــــــي بـــــــــه الأيـــام
وجعي ســــأحمل صبره زاداً لـــنا
أنت الشـــــراب لجرحنــــــا وطعـــام
قالوا القلوب لديك يحلو ســــــرها
والنبــــض شـــوق فجــره بســــــام
إن الصــلاة لديك أعراس الــرؤى
ودم الجــروح بمســـمعيـــــك إمــــام
صــــــوت يكبر في المآذن عاليـــاً
يا قدس جئـــنا و النفـــــوس كــــرام





مرايا الشوق
* حاتم قاسم

يطيــــــر الشـــوق أجنحـتـي مـــرايا
وحـــرُّ الشـــوق أنجـمـهــــــا مـــرادي
أروني الشمـــس أســــــــألها المنايا
طريــــــق المجـــد تعـــرفــــه جــيـادي
فلا تخبو الضــلالة ُفـــي عيونــــــي
و ســــــهمك مورق الأجفـــــان غـادي
فكم ســـرنا علــــى جمـــــر مسـجى
وشـــبَّ الجمـــر من عــــين الرمــــــاد
وإن حملـــوا جراحي فــــي أكــــفٍ
حملــــت جراحهـــم فـــوق الأيـــــــادي
وهذي الريــــح من عينيك تســـري
فـــأنت العــــزم فــــــي كــف الرشـــــاد
قوافينـــا تراقصــــهــا غيومـــــي
و أنت البـــــــرق ينضـــح مـــن وهــاد
فلا نبـــع يــروّي شـــــوق دمــــي
أنا العطشــــــــان مــن يــروي فؤادي ؟
ســــل الأيـــــــام ذاكــــرة ً تنــــدت
تقاســــي الهـــــــم فــي كـف الــمـــزاد
ربيــــع العـــين ما انفــــكــت رؤاها
يفوح المســــك فــــــــي يــــوم الحصاد
و هـــا ذكـــراك أشــــــربهـــا بمــــر ٍ
فكيـــف العــــيـد مــــزق كـــــل غـــــــاد
أعيد الصبر توســـعـــــه همـــــومي
ويغـــشى الهــــــم يغــرق فــي امتـــداد
فأي اللحــــــن تنشـــــــده الــــروابي
ولحنـــــك أدمـــــع ٌ فــيــــــه اتـــقــادي
تذوب النفـــس فـــــي حـــــب توارى
وطيب العــــــود مــن مســــك الأيــادي
أقـــــيد الهـــــم تســـــحقه جفـــوني
وفجـــــر الشــوق ينبـــــوع الســـهــاد
أعن جرحي تمــــــر النفس صـــــبراً
فما صــبري علـــــــى جــرح البــعــاد
طليق الخطــــــو تنثرهـــــا عظـــامي
و نـــســــر الأرض تعــرفــه وهـــادي
يفيض البيــــــدر المشــــــتاق حــــباً
شـــــــربنا الحب مــن عين الصـوادي
فكم كحل تعــــــثر فـــــي عيـــــــوني
وكحـــــل العــيــن مـــرودهــــا بــلادي
عجــــــاج الدرب يُكـــــسى من لهيب
هطول الجمــــــر فــي ســـاح الأعـادي
خيول الفجـــــر تكفلهـــــا عيونــــي
محجلـــــة ًعليهـــا العــطـــــــر بــــادي
وشــــوك الأرض تقلعــــه أكـفـــــي
يهــون الجــرح فــــــي عين الجـــــواد
يشــــــق لهاثنــــا أرض تســــــامت
بها الأمجــــاد من شــــــــيم المبـــادي
ولون الحــــرف من هــام الـثـــــريا
ثراك الــروض فــي يــــوم التـــنــــادي
حماة القلب إن هــــبــــــوا نشـــامى
و ينبــــو القمـــــــح من وقــع الجـــراد
و إن ضـــــــاقت فللكــــون اتســـاع
شـــــــواسع لحنــــــنا فـــــي كل وادي
و إن عـــبرت فللـدنــــيا هــــــديــــر ٌ
كأن الصبــــح يرفـــــل في الـشــــــداد
بشوق الأرض إن ســــــــرت وسرنا
تمـــــوج الروح فــــــي لحــن ارتدادي
فكـم نامـــــت على جــــمـــر المنـايا
ليوقــظ جرحهـــا نــــــزف الضــمـــــاد
وإن هبــــت خيـــــول الفجـــــر تـألو
لحـــوض المــــاء مــــوردها جيـــادي


البحث عني
* خالد مودي
أهاجــــــر من رفــــات في رفـــــــــات
أجـيء مبعثرا صـــــوب الجــــهــــــــات
وآنــس مــــن لظــــــــى الأيام لســـعـا
كأنــــــي غـارق فـــــي مظــلمــــات
أفتـــش فــــــي خبايــــا النفــس عنـي
وأثمــــــد مقـــلتـــي تــرب المــمات
علــــــى ظل الثقــــــوب وجــدت ذاتـي
تـــراقـــص نـــايهـــــا كالغــــانيــات
ولذت الصمـــــــت فــــي نـــأي بعــيـد
وأدفــــــن تحــت أهدابـــي ســـباتي
أراهــــــن ريــشـــــة الأيـــــــام عـودا
أرانــــــي لاهثــــــا فـي مفرداتـــــي
ولـــــي فـــــي النفس لمعة كل ســيف
كلمـــع النجـــــم فـــــي ثغــر الفتاة
أبـــــادل صفحـــة الأوراق عشـــــقــاً
وادنــاف الدمـــاء علــــى دواتــــي
أرصــع كثبــهـــــــا بعجـــيــــن أمـــي
فتنــــثـــرني كتــــــــبر فــــي فــلاة
وأســــريت النجــــــوم لكـــي ترينــي
بما ســــتعـــــود من ليـــــل الجناة
فعــــــادت والجـــــــراح لهـــا بكـاء
تباهــــلنــــي بجـــــانحـــة الرمــــاة
تنوح أصــــــابعي مـــن صمت شعري
كدفــن الحــــــي فــــي بطــن الحياة
وتنســلخ الـــــرؤى كغــبـــــار بيــد
إذا ما أســــلمــت للســـــــافيــــــات
ولي عود علــــى مضــــغ اللـيالــي
أعـــــــود مدجنــــا ذاتــــي بذاتــــي
وأذكر من بقايا الأمــــس حضنـــــا
ولذة خمــــرة مــــــن أمـهـــاتــــــي
لنا خيــــــم وللأغــيـــــــــار ملكــــا
أراه مســــوغا طعــــــم الشــــــــتات
ولســـــــــت براغب شــكوى وأني
أأبن ماتبـــــــقـــــى بنهنـــــــهــــاتي
متى تلد الطلــــول لنـــــا قصــــورا
وأبصــــــــر في الظــــــلام النابــلات
وجدي يمتطـــــــي الأشـــواق فكرا
وغــــــــار الدمـع فـــــــي كف الغواة
وقل للفجـــــــــر ألزمت انحباســــا
إذا خاف القطيــــــع مــــن الرعــــــاة
وقفت على شـــــــفيرك يا جــراحي
أراني محاصـــــــــرا بتنــــــاقضـــاتي
تدثرنــــي المآســـــي رغـــم أنفــي
وأحيــــا مثقـــــلا بتــســـــــائــــلاتـــي
ســـــأدخل زهـــــــــرة الأيــــام حبا
لأرفع مااســـــــتطعــت تبتـــــلاتـــــــي
أنا الســـــــــيف المرصع بامتهـان
وأرتشـــــــــف الدمـــــا مـن ذكرياتـي
متى ســـــــــف الرمـاد على وجوه
أســـــالت مائهـــــــا كالعـــــــاهــرات
نفيت بداخـــــلي فرجعـــــــت كهلا
وكفـــــــي ترتـجـــي مــــاء الســــقـاة
ســـــأرجــــع كأســـــي وخمـــري
فلن يغنـــــي الفــــوات مـــن الفــوات
وألجــــــأني الحنين إلى دواتــــي
إلــــــــى طهــــــــر لســــيدة اللغــــات
أبادلهــــــا العــــناق بعنفوانـــــي
فيســـــــري نســــغهــــا في أحجـياتي
وأرتصــــــف الحيــــــاة كأن بعثا
يجــــــيء مهـــودجـــــاً بتـــأمـلاتــــي
ولي وطـــــن إذا انتظمت نجــوم
تماهــــــى ناشـــــــياً بمنمنــماتــــــــي
ســـــأشـــنق في الصوت صمتـي
وأرتقـــــــب القـــافـــــل ضــــاعنـــات
ولي قطع من الأوطــــــان حيـرى
عنـــــادلــــهــــــا لصـــوت القــــبرات
أســــــافر باحثا عنـــي وانــــــي
ســـرجت خيولــــهــــــا بتوحــداتـــــي
ومن غرف التجـــــارب هز نبضي
بــــــأن تلـــد الأوار تــفـــــاعـــلاتــــي
متــــى تروى الأجنة في بلاطــي
وقد ســــــــكب الأجــــــاج على فراتــــي وانــــي مذ دخلت السجن وحدي
أحشـــــــرج مـــــن زفيــــر تداعياتــي
وأندلس نســــير علـى خطــــاها
وتبكينـــــا مـــــآقــي الصــــــافنــــــات
ومات بنيلنــــا نســــب عريــــق
ونحــــــن اليــــــوم ننســـب للواتــــــي
أيا طهـــر المســـاجد ويح قلبي
محــــــاريبـــــي تـــــــؤم تنبــــــؤاتـــي
ســــيخرج من لظى الأيام سـعدا
وفســــطاطا يعــــــود إلـــــى صـــلاتــي
علــــى ثغر المعابر مســـــتراح
وإرجــــــاف لأبـــــنــــــاء الــــزنــــــــاة
أنا الســجان والمســـجون جدي
وصـــــلصـــــلـــة ووقــــع العــــــاديـات




فصول الإياب
* خالد مودي

وطيــــــر ألـقّ من فمــــه الخطابــــا
فأرهـــــقنـــي بخطبتــــه جــــــوابــا
نمـد إلـــــــــى ابن أمـي كــــل رفـــد
ويكســـــــونا من المنــــــح الحرابــا
أبي هانت عليـــــــه دمـــــــوع جدي
وأمـــــي كحــلهـــا أمــسى عذابــــــا
وكفـــــي قد طعـــنت بهـــــا وريـدي
فمن ملك المثوبــــــة والعــقــابــــــا
نســينا اللــــــــوز والليمــــــون فينا
وقنديـــــــلا أنــــار لنـــــــا الشـهــابا
تعوســـــــجت الأنا بجميـــــع جســـمـي
ربيـــــــع العمـــــر أمطــــــرنا يبـابــا
خرافــــــي تسـتباح علـــــــى تلالـي
إذا أمســى الرعــــــاة لهـــــا ذئــابــا
فما هطلـــت بأوردتــــــــي حيـــــاة
ونابلـــس تبــــــادلنــــا اغـتـــــرابــــا


بكانا في الدجــــــــى حجــــر لطفـل
ومـــقـــلاع يحــــــث لنـــــا الربــابـــا
ألا شــــوقا إلــــــى تنـــور أمــــــي
فنــــــور الشـــــمس قد بلع الضــبابـــــا
إذ ارقــص التلعثـــــم فـــــي شــفاه
فقل للشــــــعر أرويـــت الســــــــرايا
وان نســـبت لغســـــــان وفـــــــود
فانـــــي أرفـــــض اليـــــوم انتــسـابا
فغســـــــــان أراه يمـــــوت عشــقا
إذا بلــــغ المســـــــامع أن تحابــــــى
وأبواب القصـــــيدة مشـــــــرعات
ليدخــــــل مـــــــن يريـــد أذا أنـــــابا
دم الشـــــهداء أورثنــــــا حيــــــاة
تبـــــــادلنــــا إذا هجـعــــــت عتــــابا
وأغدقنـــــــا الفـــــؤاد بحـــار وجد
وقد طرقــــــــت أمــــانينــا العــــبابا
وتنتشـــــر الدمـــــوع بكــــل بيــت
ودمعــــــي اليـــــوم قد بلـــغ النصــابـــا
وترســــــــله الديــــار كتاب غوث
تدثــــــــر مهجتــــــــي ذاك الكـــتابــــا
ملئت حشـــــــاشــــتي عتبا عليكم
أخــــاف لفعلكـــــم يمســـي تــــبابــــــا
تمـــــر بنــــــا مجنــــزرة بتيـــــه
ويمســـــــي زرعهــــــا فينــــــا ملابـــا
تجـــــــر إلـــــي في قيـــد سجون
وقد حقــبت مــــن الفـــــرق الشــبابـــــا
يرى الســـــجان فـــي عيني موتا
يصـــــب عليــــه من بصري انصــبابـــا
ومد النســـــــر أجنحـــــة انتصار
وهذا الفجـــــــر أوعــــدنــي اقتـــرابــــا










جلال الشهادة
(مرثية الشيخ أحمد ياسين)
* أحمد صيتان الشرع
كم من الناس على الراس يبــاس
ومن النــاس علـى الأنف يداسُ
ومن النـاس إذا وافــى قضــاء
لهـم في جبــهة المجــد نواسُ
ومن الناس شــذا زهــر نـدي
ومن النــاس جفــاف و يبـاسُ
ربما موت الفتى يعنـي حيـــاة
وحيـاة قد يضـــاهيـها ارتـماسُ
محنة نشـقى بهـا منذ احتلمــنا
تتجلـــى في الأولى شـانوا وخاسوا
الأولى هانـوا و باعـونا ببخـس
وحذاء العـلج رغـــم الأنف باسـوا
كرة صـرنا على أقـدام قــوم
مـثلمــا شــاؤوا نرامـى و نداسُ
أيها الشـيخ المشـظى في وقـار
فشــظـايــاك بــذور و غـراسُ
غرسـت كفاك بالأمـس غراسـاً
للغـد الأتــي و ما أبطــاك يـاسُ
فارفع البـاقي من الرأس اعتزازاً
فـلـقــد أثمــرت الآن الغــراسُ
إن كرسـيك صاح اليـوم فـينـا
نفخـة الصــور وقـد طـار النعـاسُ
لم تعد تجـدي ادعاءات و زعـم
لا ولا يجــدي إتـمـار أو ســـياسُ
هل يسـاوي الصدق زعمٌ وادعاء
أو يســاوي لمسـة الطـهر النجـاسُ
هل يقـاس البدر وهاجـاً سـنـاه
ببصيــص الجمر يا بئـس القـيـاسُ
أيها الباكـي على الشـيخ تفانـى
في رضـا الرحمن و التقـوى لبـــاسُ
كيف تبـكي الشـيخ و الجنـة دار
ومـقـــام وإذا شـــئت كنـــاسُ
أحمد الياســـين باق في حمـانا
مشـعــلاً فيـه لمن يسري إنـــاسُ
إنه البـدر تــعلى و تســـامى
في ســمانا فيـه ينجــاب الغـلاس
إن موت الشـيخ ميلاد شـــهيد
فارقئـي الدمـع احتباساً يا حمـــاسُ
إنها البشـرى تمناهـا طــويـلاً
فأتت فـي كفهـــا للشـــيخ كاسٌ
نحن ياشيخ علـى العهد سـنمضي
دونما خـــور يـوافـــي أو إياسُ


فواجع و مواجع
أحمد صيتان الشرع
اشـرب فشــربك لا عيب ولا عار
ماذا يهم إذا ما انهــارت الــدارُ
اشرب فهاهم ليوث الغاب قد مسخوا
عيراً إلى الأوتــــاد عيــــارُ
كنا وكانت جياد الخيل مركبنـــا
واليوم صـرنا وكل العرب حمَّــارُ
لا خير في العيش إن كانت مصائرنا
يلهو بها خـائب في السـاح خـوارُ
بغداد يا أخت صبـراً فالمنى قربت
وطالب الشـهد رغم الصعب يشـتار
إنا نصمم و الإصـرار في دمنــا
ما يبلغ الغـاي تصميم و إصــرارُ

بغداد يا مـهرة في السـاح مفردة
غداً يوافـيك أنسابٌ و أصهـــارُ
ما هنت يا رايــة الأمجاد خافقة
من غابر الدهر أنت النور و النـارُ
إن كنت في السلم في تاريخنا قمراً
فأنت في الحرب و الأحداث أقمـارُ
مدي إلي يداً كي لا أموت جوىً
جرحي قديم ٌ عميق الغور فــوارُ
يا أيها العرب الأقحاح ويحكمو
ألم يحن بعد أن يسـتنهض الثــارُ
يا ويحكم يكسر الأعلاج شوكتكم
ويزرع الموت في الأوطان أشــرارُ
هبوا سراعاً لدرء الخطب ويحكمو
حتى و لو لم يعد في الدار ديـــارُ
هبوا لساح الوغى كي نحمي دارتنا
كتفاً لكتف ٍ فموت في الحمـى غـارُ
من وحي الانتفاضة
* عبد الكريم حسين كيوان
حار البيان وحار النطـــــق و الكلــــم
وصوحـت أحـــرف رفـــافـــة وفـــمُ
واسّــــاقط الدمع من عينــــــيَّ منسكباً
وساطني القهر والإعيــــاء والألــــــمُ
ماذا أسطر والأصقــــــاع عاصفــــــة
وذي البراكين والنيـــــران تصطلـــمُ
مــــاذا أقــــول و أشـــــــلائي ممزقة ٌ
وما عســــاه يحير النطق و الكـــــلـمُ
يا أمة ً رشحت صدر الشمــوس حلىً
وهاجة ً وتناخى العــــــزمُ و الشـــمم
فامض إلى الموت منقضاً و منتفضــاً
و انفر ســـريعــاً فهذا الغيــــظ يحتدم
أشهى من الشهد موتٌ في ملاعبـــنــا
عسى نرى دولة الطغيان تنــهــــــدمُ
أيذبح الأهل في ســـــــاحي على ملأ
كأنما الناس في حسبـــانهم غــــنــــمُ
آواه يا دمنا المشـــبوب من غضـــبٍ
هيا انتفض شرراً يهمي و يلتــــهـــمُ


عاث الطغاة بنـــا شراً وفــاتــــهــــمُ
أنا علـــــى كل طاغ ٍ غاشــــــمٍ حممُ
فالعزم أقـــوى من الطــوفان صولته
سـنقســم البغي والمـــولى هو الحكمُ
يا قدس عهداً سنغدو ساعداً و يـــــداً
نحمي حماك ِوهذا العهدُ و القســــــمُ
عيسى و أحمـــــدُ منذ البدء قد سطعا
صبحاً وروحـــاً بنور الحب ِتتســــمُ
ماذا أقول و أشــــلائي ممـــزقــــــةٌ
وما عســــاه يحير النــــطق و الكلمُ
رهطٌ هجينٌ من الشــــذاذ و اجتمعوا
على الشقاق ِغزاة للحمى قدمــــــوا
هذي الشعاراتُ أصداءٌ نرددهـــــــا
ياليت شعري متى بالحزم نلتــــــزمُ
ممزقـــــــون وذي الأعداء ترصدنا
ونحن طبقاً لما قد تشـــــتهي خـــدمُ
يا أمة ً وشحت صدر الشموس ِحلىً
وهاجة ًوتناهى العــــزمُ و الشــــممُ
ألم تكن وحدة الأرواح تجمــعنــــــا
و العظمُ و الدمُ و الأنسابُ و الرحمُ
رحيق النور
* عبد الكريم حسين كيوان
رفيفٌ من رحيق النور ندا وهذا حــــلم فـردوس تبـــــدى
وذا صبح على الأمداء ناد ٍ وفي الأصـقاع أرجها و أجدى
وفجـــرٌ للمعلم سلسبيـــــلٌ إذا ما سفه العـافي اســـــتجــدّا
و بشرى زفها للناس هدياً إلى الأجيال نظرهـا و أســــدى
فأقمار الهداة تضوع نوراً يرفُ على العــــــلا راياً و بندا
فمن يجني الشهاد إذا حبانا وجاد بشهده كرمــا و أهـــــدى
ضياءك أمتـي عزاً تهادى وحسناً من شــــموس النـور قدا
وكان العهد أن نبني نفوساً يسحُ نميرها الأسـنى و ينــــدى
و نمطرُ أمتي شرفاً وعدلاً و نمهرُ مجدها مهجـــاً و كــبدا
أخا الإحسان عفوك قد أطلنا صلاة الروح في المحراب قصدا
ألا يا مانح الأجيال بــــوحـاً مجاجاً ســــــحَّ ريحاناً و رنـــــدا
لقد آليت ألا تــــألو جهــــدا ً و ألا تأتلــــــــي نصــباً و كـــــدا
إذا رام الشـــــهادة عزم حرٍ تأبى سيفه المـــــسلول غمـــــــدا
فقد حمل الأمانـــة باحتسابِ إذا ما انبت عـــزم القوم شـــــــدًّا
ألا يا بارك الله السجايـــــــــا و أجزلك العطــا نعمـــــاً و خلدا
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف