الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سامية العرب أمام اللاسامية الصهيونية بقلم:ا.د. عبد الكاظم العبودي

تاريخ النشر : 2010-04-02
سامية العرب
أمام اللاسامية الصهيونية
ا.د. عبد الكاظم العبودي
كلما واجه النقد الإنساني همجية المواقف الصهيونية أضحت التهمة لمنتقدي جرائم الصهاينة هي "تهمة معاداة السامية".يحدث هذا كثيراً عبر الإعلام المتصهين، ويتم بهذا الخطاب تجاوز حق العرب أنفسهم وساميتهم.
ورغم أنّ أجداد العرب هم الساميون، وقد كانت "عاد" من أولى هؤلاء الأقوام كما أشار إلى ذلك القرآن الكريم.
وإذا كانت العرب البائدة أو الساميون العرب قد هاجروا من مواطنهم الأصلية واندمجوا في حضارات المنطقة، وخاصة في الفترات المبكرة من ظهور الحضارة السومرية، كما ثبتته المصادر الأثرية والتاريخية؛ إلا أن تسمية "سامية" وكما ترد اليوم عُمِّمَت بدهاء وخبث من قبل مدارس الاستشراق الغربية، ويجري إطلاقها بالادعاء حصريا أنها انحدرت من صلب "سام بن نوح" الواردة في التوراة. وكان أول من أطلقها النمساوي "شلوتزر" Shlotzer عام 1781, وهكذا شاع اسمها للأسف في الغرب والعالم، ثم تسللت إلى الكتابات العربية بطريق الاقتباس غير الدقيق والتقليد الأعمى.
يعترض علماء اللغات ومؤرخوا الهجرات الجزرية وباحثوا الحضارات العراقية على هذه التسمية، لأنها لا تستند إلى أي واقع تاريخي أو سند علمي أو إلى أسس عضوية صحيحة، أو حتى إلى وجهة نظر لغوية.
ومن الواضح أن إصرار بعض المدارس الاستشراقية على إشاعة هذا المفهوم واصطلاحه لا مبرر له سوى التشبث بالرواية التوراتية، واستخدام الاصطلاح الشائع لإرضاء اليهود. وكما أن كتبة التوراة في هذه القضية سبق أن تعمدوا كثيرا من المغالطات عندما حشروا مع أسرة الساميين أقواما أخرى: مثل العيلاميين واللوديين وأقصوا الفينيقيين والكنعانيين، بناء على ما ترسب عندهم من أحقاد اليهود الشديد لهؤلاء الأقوام فعدّوهم من الكوشيين، كما ورد في كتابات العهد القديم, وفي ذلك الكثير من المغالطات التاريخية.
لقد صبَّ كتبة التوراة حقدهم المبيت على الكنعانيين، فنعتوا كنعان مثلا بالملعون وأسموه عبد العبيد لإخوته وعبدا ليافث. يقول بروكلمان في ذلك: (إن كتبة التوراة تعمدوا إقصاء الكنعانيين من جدول أبناء سام بسبب العداء الذي كان بينهم وبين الكنعانيين التي تمثلت في قصص الحروب ومدونات الإخبار التي وردت في أسفار التوراة).
لابد من الإشارة إلى أن الدراسات المنصفة ترى أن الساميين هم العرب من السكان الأصليين لجزيرة العرب، وقد وُجِدوا هناك في كل العصور الجيولوجية الجليدية، بعدها نزحوا إلى شمال وادي الرافدين منذ الألف التاسع قبل الميلاد إثر الجفاف الذي حلَّ بجزيرة العرب، ثم انحدروا إلى جنوب وادي الرافدين في الألف الخامس قبل الميلاد، فتجاوروا وتصاهروا مع السومريين سكان جنوب العراق الأصليين وتبعتهم أقوام جزرية أخرى ليتشكل منهم الأكاديون إلى بقية الأقوام التي شكلت حضارة وادي الرافدين التالية ممثلة بالدولة الأكدية.
وهكذا لازمت تاريخَ العراق في كل مراحل حضارته ظاهرةُ وجودِ العنصر السامي في العراق، بدءا من العصر السومري، مروراً بالعصر الأكدي والبابلي والآشوري, ولم يكن هذا العنصر العربي السامي طارئاً على حضارة المنطقة أو منفصلا عنها، لا سياسيا ولا اجتماعيا.
رغم محاولات مدارس الاستشراق الغربية المتأثرة بالفكر الصهيوني أن تجعل من السومريين أقواماً غرباء عن المنطقة بتجاهل أصولهم العراقية الأولى، وباعتبارهم قد قطنوا السهل الرسوبي من المنطقة الجنوبية من العراق منذ أزمان سحيقة.
ترى الحقائق والدراسات الأثرية الموضوعية، ومنها دراسات العلامة الأثري الدكتور طه باقر والدكتور احمد سوسة: (أن السومريين قد أخذوا التسمية لاحقا نسبة إلى اسم الإقليم الذي استوطنوا فيه جنوب العراق، وكذلك الحال مع الأقوام التاريخية التي اشتهرت بهم دول وأقاليم وادي الرافدين المتعاقبة، مثل أكد وبابل وآشور وغيرها. واعتبارا من العصر الأكدي كان ظهور الأقوام الجزرية المهاجرة من جزيرة العرب قد طبع أثرهم على حضارة وثقافات وادي الرافدين.
إن الساميين من أحفاد سام بن نوح كانوا واحدة من الهجرات، وليسوا كلها ، وهم مثل غيرهم اندمجوا في أقوام المنطقة وحضاراتها المتعاقبة، وليس هناك من حضارة عراقية اسمها "سامية" خاصة بهم، وهم كقوم عاشوا ضمن أقوام الهجرات الجزرية الأخرى اندمجوا في قبائلها وشعوبها، فلم يتركوا لنا شيئا متميزا خاصا بهم، اسمه مثلا "الحضارة السامية" ولم نعرف لهم أنهم تركوا مدينة واحدة اسمها "مدينة سام" بل كانوا، شأنهم شأن الأقوام الجزرية الأخرى، ممن تسمَّوا بأكديين أو بابليين أو آشوريين أو غير ذلك، فكلهم في المجمل التاريخي والثقافي والحضاري ساميون أو عرب جزريون.
لقد حاول المستشرقون الغربيون والصهاينة مسخ تاريخ وادي الرافدين فابتدعوا نظرية غريبة مفادها:(إن حضارة وادي الرافدين الأساسية هي الحضارة السومرية الغريبة عن السامية لغويا....)، وحشروا معها هنا لفظة "السامية" حشراً مقصودا.
والسامية أو الساميون في نصوص الاستشراق المعادي للعرب هم فقط أجداد اليهود، وليسوا أحفاد حضارة العراق السامية العربية برمتها، التي بدأ ظهورها المبكر في حضارة تل العبيد، وفي أريدو التي ترجع إلى 5000 ق.م. وهي تمثل أقدم استيطان جزري وفد من جزيرة العرب في الألف التاسع قبل الميلاد.
حتى أن المؤرخ كارلتون كاتب "قصة الإنسان" يرى: (...إن أرض سومر كان يسكنها شعب ذو لغة سامية في اغلب الظن), وإن الساميين (العرب) هم أول من اخترع الزراعة التي تعتمد الري وهم أول وأقدم من مارس الفلاحة، وهم أولئك العرب الذين نزحوا من جزيرة العرب إلى الهلال الخصيب إثر فترة الجفاف الذي حل بوطنهم ونقلوا إلى وادي الرافدين خبراتهم ومعارفهم الزراعية.
الحقد الدفين ضد العرب والسامية والذي بدأه المستشرقون ودرّسوه في الجامعات والكليات الغربية بدأ بإنكار أصول السومريين أولا، وبتجاهل الهجرات العربية, لقد وُجدت في جنوبي العراق حتى ما قبل الطوفان، الذي حدده الآثاريون بحدود الألف الثالثة قبل الميلاد، مدن، كما وجدت بعد الطوفان أيضا مدن أخرى, لهذا يرى الباحثون أن الحضارة السومرية وما جاورها كانت سومرية ـ جزرية سبقت الطوفان، ثم استمرت الأقوام العربية وغيرها في اندماجات شكلت حضارات وادي الرافدين.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف