ثابـت العـمور
كاتب ومحلل سياسي من غزة
اختتمت القمة العربية أعمالها وانفض الجمع، وعاد كلا إلى بلده وكأن شيئا لم يحدث، وقيمة الأشياء بنتائجها وقيمة النتائج بجدواها، وكالعادة لا نتائج ولا جدوى ولا قيمة، لا نستهدف لا قدر الله المس بالزعماء والقادة حامين الحمى والقائمين على شؤون الأمة ورعاية مصالحها، ولكننا نستهدف النتائج والقرارات والإفرازات التي خرجت بها القمة وتلقفتها الشعوب،فكثير من المكلومين والمذبوحين واللاهثين والمحاصرين والصامدين الصابرين في القدس وغيرها كانوا وربما لا زالوا ينتظرون نتائج القمة وقراراتها حتى وإن كانت حبرا على ورق لا يهم مادامت تلامس الجراح والتطلعات والآمال والأحلام لرؤية وطن عربي واحد موحد لا حدود ولا سدود ولا جدران بل عمل إنساني وحضاري مشترك تحكمه وتنظم علاقاته وأنساقه مصالح مشتركة تنظمها اتفاقية دفاع عربي مشترك باتت أثرا.
فقدت القمة قيمتها وبريقها وقامتها هكذا اجمع الكثير من الكتاب والمحللين والمراقبين والصحفيين، أصبح عقد القمة من عدمه أمر لا يعني الكثيرين باتوا فقط يرتقبون الهفوات والزلات والمفارقات والطرائف والمناكفات التي قد تحدث لتلتقط ولتعد سبقا وقد حدث ذلك بالفعل ومثلما كان متوقعا، ولن أعرج على ذلك فقد مضى وانتهى، ونحن على موعد مع قمة أخرى جديدة في أيلول القادم وبالطبع سنكون على موعد مع كثير من هذه المظاهر والمشاهد والسيناريوهات فلم التعجل!.
غابت سبع دول عن القمة من بينها مصر والسعودية ولهذا دلالاته وتداعياته، فمشاكل العرب تحتاج لمعجزة لكي تحل وتسوى وقمة واحدة فقط لا تكفي، بالمناسبة بعض القمم وهذه القمة من بينها أدت لخلق افتراقات ومشكلات ومناكفات عربية عربية كنا في غنى عنها ولكنها حدثت وبالتالي باتت القمة مجلبة لتوتر العلاقات وربما قطعها، وغياب بعض الدول هو بسبب مناكفات كانت قد حدثت في السابق خلال قمم سابقة، صحيح أن الملفات والقضايا التي كانت مطروحة على جدول أعمال القمة كانت شاملة لجل القضايا والتحديات التي تواجه العرب، ولكن هذا علامة على عدم فعالية القمة وجديتها وصورها وأظهرها بأنها فقط لذر الرماد في العيون لا أكثر، لأن طرح هذا العدد الكبير والكثيف من المشكلات العربية المزمنة والمعقدة يحتاج لشهور وربما لسنوات من المداولات والشد والجذب بل إن المشكلات بين الزعماء والقادة العرب هي الأخرى بحاجة لمجهودات وتحركات فوق العادة لإصلاح العلاقات وإذابة جبال الجليد الموجودة والملموسة، وقد فشلت كثير من الوساطات العربية لتقريب وجهات النظر بين الزعماء كأقل الإيمان بأن هناك وحدة في القمة لا في سواها، عزوف البعض عن الحضور والمشاركة والاكتفاء بالتمثيل على مستوى السفراء كارثة حقيقة تهدد ما بقى من أطلال العروبة وتراثها، وكادت أن تقع الوقيعة والقطيعة بين عباس والأسد وقبلها بين عباس والقذافي وقد اكتفى الرجلين- الأسد وعباس- بتسجيل سجال كلامي فقط لم يتطور بحمد الله فكثير من الأمور في عالمنا العربي عندما تتطور تتهور ولا تحمد عقباها فحمد لله مرة ثانية على غياب التطوير والتنوير حتى عند الزعماء والرؤساء.
بحثت في نتائج القمة وقراراتها علي أجد حسنة واحدة أو قيمة قليلة كانت أم كبيرة علها تلامس التطلعات والآمال فلم أجد، وليتني لم أبحث لأن البحث مشقة، خاصة اذا تعلق الأمر بالمفقودات، فلم أجد حتى أضغاث أحلام، تمخض الجبل فولد فأرا هذا ما خلفته الولادة العسيرة للقمة العربية، التي أكدت وليتها لم تؤكد في بيانها الختامي بأن السلام خيار استراتيجي وأن العودة للمفاوضات تتطلب الوقف الكامل للاستيطان باعتباره عائقا خطيرا أمام تحقيق السلام العادل والشامل، يا سادة قد وسع الله علينا وعليكم فلم تضيقون علينا وعلى أنفسكم وتحصرون وتحشرون قضية شعب ومصير أمة في استيطان وشتان بين المعنى اللغوي لاستيطان واغتصاب فهي مغتصبات وليست مستوطنات، وهل هناك سلام شامل وعادل أتى بالتمني والتغني، السلام بحاجة لقوة تحميه وتدافع عنه وإلا فهو إملاءات واستجابات لشروط القوي التي يفرضها على الضعيف وهذا شيء آخر سموه ما شئتم لكنه ليست سلام.
وأقر القادة العرب أدام الله عزهم "خطة" مجهولة المعالم والحدود لدعم صمود القدس بـ 500 مليون دولار سيكون مصيرها كمصير مخصصات إعادة إعمار غزة وكمصير إعمار لبنان وهلم جرا، حتى في خطتهم هذه سيتحرك العرب باتجاه مجلس الأمن واليونسكو والاتحاد الأوروبي لتحميلهم مسؤولية المحافظة على المسجد الأقصى، شيء مخزي والله وسيقف التاريخ مطولا عند هذا الكلام فمسؤوليات العرب جمة وكبيرة وخطيرة لهذا الحد الذي لا يحتملون ولا يتحملون مسؤولية الحفاظ على أولى القبلتين ماذا يحمون إذن " كراسيهم" ؟!.
للقمة ونتائجها قيمة واحدة ورسالة واحدة موجهة فقط لإسرائيل، بأنه عليها أن تستمر في الغطرسة والتهويد والحصار والقصف والاغتيالات وبناء الكنائس والتلويح باستهداف المسجد الأقصى وهدم البيوت في القدس، وإن كانت تفكر في إعادة احتلال غزة فلا مانع فالأموال مرصودة لإعادة بنائها، هكذا أباحت القمة لإسرائيل أن تفعل ما تشاء وتلك هي القيمة الوحيدة التي خرجت بها القمة وأنتجتها وليتها أنتجت شيئا ذا قيمة لأن إسرائيل ماضية في مشروعها ومخططاتها دون ضوء عربي أخضر يصدر عن قمة.
واختتم بما ذكرته صحيفة يديعوت - يوم الاثنين بعد اختتام القمة- عن سمدار بيري تحت عنوان " العرب يتنازعون- نتنياهو فجر القمة العربية..!! وانتهت فقرة يديعوت بالجملة التالية "مرة أخرى انجرف المشاركون في القمة نحو نثر الأوهام وإطلاق الشعارات دون غطاء". ولا تعقيب.
كاتب ومحلل سياسي من غزة
اختتمت القمة العربية أعمالها وانفض الجمع، وعاد كلا إلى بلده وكأن شيئا لم يحدث، وقيمة الأشياء بنتائجها وقيمة النتائج بجدواها، وكالعادة لا نتائج ولا جدوى ولا قيمة، لا نستهدف لا قدر الله المس بالزعماء والقادة حامين الحمى والقائمين على شؤون الأمة ورعاية مصالحها، ولكننا نستهدف النتائج والقرارات والإفرازات التي خرجت بها القمة وتلقفتها الشعوب،فكثير من المكلومين والمذبوحين واللاهثين والمحاصرين والصامدين الصابرين في القدس وغيرها كانوا وربما لا زالوا ينتظرون نتائج القمة وقراراتها حتى وإن كانت حبرا على ورق لا يهم مادامت تلامس الجراح والتطلعات والآمال والأحلام لرؤية وطن عربي واحد موحد لا حدود ولا سدود ولا جدران بل عمل إنساني وحضاري مشترك تحكمه وتنظم علاقاته وأنساقه مصالح مشتركة تنظمها اتفاقية دفاع عربي مشترك باتت أثرا.
فقدت القمة قيمتها وبريقها وقامتها هكذا اجمع الكثير من الكتاب والمحللين والمراقبين والصحفيين، أصبح عقد القمة من عدمه أمر لا يعني الكثيرين باتوا فقط يرتقبون الهفوات والزلات والمفارقات والطرائف والمناكفات التي قد تحدث لتلتقط ولتعد سبقا وقد حدث ذلك بالفعل ومثلما كان متوقعا، ولن أعرج على ذلك فقد مضى وانتهى، ونحن على موعد مع قمة أخرى جديدة في أيلول القادم وبالطبع سنكون على موعد مع كثير من هذه المظاهر والمشاهد والسيناريوهات فلم التعجل!.
غابت سبع دول عن القمة من بينها مصر والسعودية ولهذا دلالاته وتداعياته، فمشاكل العرب تحتاج لمعجزة لكي تحل وتسوى وقمة واحدة فقط لا تكفي، بالمناسبة بعض القمم وهذه القمة من بينها أدت لخلق افتراقات ومشكلات ومناكفات عربية عربية كنا في غنى عنها ولكنها حدثت وبالتالي باتت القمة مجلبة لتوتر العلاقات وربما قطعها، وغياب بعض الدول هو بسبب مناكفات كانت قد حدثت في السابق خلال قمم سابقة، صحيح أن الملفات والقضايا التي كانت مطروحة على جدول أعمال القمة كانت شاملة لجل القضايا والتحديات التي تواجه العرب، ولكن هذا علامة على عدم فعالية القمة وجديتها وصورها وأظهرها بأنها فقط لذر الرماد في العيون لا أكثر، لأن طرح هذا العدد الكبير والكثيف من المشكلات العربية المزمنة والمعقدة يحتاج لشهور وربما لسنوات من المداولات والشد والجذب بل إن المشكلات بين الزعماء والقادة العرب هي الأخرى بحاجة لمجهودات وتحركات فوق العادة لإصلاح العلاقات وإذابة جبال الجليد الموجودة والملموسة، وقد فشلت كثير من الوساطات العربية لتقريب وجهات النظر بين الزعماء كأقل الإيمان بأن هناك وحدة في القمة لا في سواها، عزوف البعض عن الحضور والمشاركة والاكتفاء بالتمثيل على مستوى السفراء كارثة حقيقة تهدد ما بقى من أطلال العروبة وتراثها، وكادت أن تقع الوقيعة والقطيعة بين عباس والأسد وقبلها بين عباس والقذافي وقد اكتفى الرجلين- الأسد وعباس- بتسجيل سجال كلامي فقط لم يتطور بحمد الله فكثير من الأمور في عالمنا العربي عندما تتطور تتهور ولا تحمد عقباها فحمد لله مرة ثانية على غياب التطوير والتنوير حتى عند الزعماء والرؤساء.
بحثت في نتائج القمة وقراراتها علي أجد حسنة واحدة أو قيمة قليلة كانت أم كبيرة علها تلامس التطلعات والآمال فلم أجد، وليتني لم أبحث لأن البحث مشقة، خاصة اذا تعلق الأمر بالمفقودات، فلم أجد حتى أضغاث أحلام، تمخض الجبل فولد فأرا هذا ما خلفته الولادة العسيرة للقمة العربية، التي أكدت وليتها لم تؤكد في بيانها الختامي بأن السلام خيار استراتيجي وأن العودة للمفاوضات تتطلب الوقف الكامل للاستيطان باعتباره عائقا خطيرا أمام تحقيق السلام العادل والشامل، يا سادة قد وسع الله علينا وعليكم فلم تضيقون علينا وعلى أنفسكم وتحصرون وتحشرون قضية شعب ومصير أمة في استيطان وشتان بين المعنى اللغوي لاستيطان واغتصاب فهي مغتصبات وليست مستوطنات، وهل هناك سلام شامل وعادل أتى بالتمني والتغني، السلام بحاجة لقوة تحميه وتدافع عنه وإلا فهو إملاءات واستجابات لشروط القوي التي يفرضها على الضعيف وهذا شيء آخر سموه ما شئتم لكنه ليست سلام.
وأقر القادة العرب أدام الله عزهم "خطة" مجهولة المعالم والحدود لدعم صمود القدس بـ 500 مليون دولار سيكون مصيرها كمصير مخصصات إعادة إعمار غزة وكمصير إعمار لبنان وهلم جرا، حتى في خطتهم هذه سيتحرك العرب باتجاه مجلس الأمن واليونسكو والاتحاد الأوروبي لتحميلهم مسؤولية المحافظة على المسجد الأقصى، شيء مخزي والله وسيقف التاريخ مطولا عند هذا الكلام فمسؤوليات العرب جمة وكبيرة وخطيرة لهذا الحد الذي لا يحتملون ولا يتحملون مسؤولية الحفاظ على أولى القبلتين ماذا يحمون إذن " كراسيهم" ؟!.
للقمة ونتائجها قيمة واحدة ورسالة واحدة موجهة فقط لإسرائيل، بأنه عليها أن تستمر في الغطرسة والتهويد والحصار والقصف والاغتيالات وبناء الكنائس والتلويح باستهداف المسجد الأقصى وهدم البيوت في القدس، وإن كانت تفكر في إعادة احتلال غزة فلا مانع فالأموال مرصودة لإعادة بنائها، هكذا أباحت القمة لإسرائيل أن تفعل ما تشاء وتلك هي القيمة الوحيدة التي خرجت بها القمة وأنتجتها وليتها أنتجت شيئا ذا قيمة لأن إسرائيل ماضية في مشروعها ومخططاتها دون ضوء عربي أخضر يصدر عن قمة.
واختتم بما ذكرته صحيفة يديعوت - يوم الاثنين بعد اختتام القمة- عن سمدار بيري تحت عنوان " العرب يتنازعون- نتنياهو فجر القمة العربية..!! وانتهت فقرة يديعوت بالجملة التالية "مرة أخرى انجرف المشاركون في القمة نحو نثر الأوهام وإطلاق الشعارات دون غطاء". ولا تعقيب.