
قناة السويس والاحتلال البريطاني
-------------------0-
- عهد الخديوي سعيد
بعد تخلي محمد علي عن حكم مصر لابنه ابراهيم ومن ثم تولى الخديوي عباس حكم مصر ضعف النفوذ الفرنسي وارتفع شان الانجليز في مصر وكان لهم الاثر الكبير في اضطراب اعصاب محمدعلي وولديه ابراهيم وعباس حتى تولى سعيد الحكم عام 1854م فزاد معه تغلغل النفوذ الاجنبي من انجلترا وفرنسا نظرا لان سعيد نشا نشاة اوربية وكان شغوفا بالحضارة الغربية وكارها للتخلف في الشرق دون ان يدرك اسبابه ويساعد في علاجها فتضاعف في عهده عدد الاوربيين المقيمين في مصر الى عشرة اضعاف ما كانوا عليه في عهد جده محمد علي عام 1840م اي خلال خمسة عشر سنة
وكان مشروع حفر قناة السويس واحدا من المشاريع التي بحثتها حملة نابليون بونابرت عام 1798-1801م فكانوا اول من فكر بوصل البحرين الابيض والاحمر - الفرنسيين - لان الفراعنه كانوا قد درسوا امكانية وصل البحر الاحمر بنهر النيل قبل ثلاثة الاف سنه وجاء التنفيذ في عهد الخديوي سعيد الذي منح امتياز حفر قناة السويس لصديق صباه المهندس الفرنسي فرديناند ديلسبس عام 1856م واحتوى الامتياز حقوقا للشركة الفرنسيه تجعلها مالكة لللااضي المحيطة بالقناة وحقها في الاعفاءات الضريبية والجمركية وتشغيل العمال المصريين بالسخرة حيث بدا العمل في العام 1859م وسيق الفلاحين الى العمل وسط معاملة سيئة وتغذية سيئة ادت الى اصابتهم بالارهاق والمرض ولكن سعيد المستسلم لهواه في حب الفرنسيين وصداقته لديلسبس جعلته لايرى ما اصاب شعبه من معاناة حتى توفي وقد اصبحت مصر دولة تقترض بعد ان كانت تقرض قبل عهد ه
------------------------------
الخديوي اسماعيل
-----------
تولى الحكم عام 1863م واخذ يتفاوض مع نابليون الثالث ملك فرنسا على ان تكون القناة لمصر وليس العكس وكان نابليون هذا متزوجا من اوجيني قريبة المهندس ديلسبس فسعت الى ان يكون الاتفاق الجديد مرضيا له حتى اصدر نابليون حكمه بالغاء السخرة على المصريين وانقاص مساحة الارض المملوكة لشركة القناة الى حدود القناة فقط مقابل تعويض مالي تدفعه مصر وقدره ثلاثة ملايين ونصف المليون جنيه مصري في العام 1864م واستمر العمل في القناة بعد ان قبل الانجليز به كمشروع حيوي يستفيد منه الجميع وكان افتتاح القناة في العام 1869م في احتفال مهيب انفق عليه الخديوي اسماعيل باسراف شديد بلغت تكاليفه المليون جنيه مصري وكانت الدولة العثمانية تزداد ضعفا على ضعفها وكانها ليست مركز الخلافة وكان مصر ليست من الولايات التابعة لها بسبب الثورات الشعبية البلقانية الداخلية واستمرار الحرب عليها من روسيا التي اشتدت في عامي 1877- 1878م
وقد زاد في اطماع الانجليز لاحتلال قناة السويس واحتلال مضيق البسفور والدردنيل وكلاهما من المفروض انه تابع للدولة العثمانية المفككة الضعيفة انذاك
وكانت احوال مصر قد ساءت وبلغت الديون عليها اكثر من 90 مليون جنيه بسبب الديون المتراكمة منذ عهد الخديوي سعيد وما تحملته مصر من تكاليف في مشروع قناة السويس والمشروعات الاقتصادية والعمرانية التي قام اسماعيل بانشائها مع محاولة مد سلطانه الى شمال افريقيا وجنوب مصر الامر الذي دفعه الى بيع اسهم مصر في القناة الى الانجليز الذين اشتروها بمبلغ زهيد لم يتجاوز الاربع ملايين جنيه مصري عام 1875م
وبدا التدخل الاجنبي يتزايد في مصر اعتبارا من العام 1876م مع توايد البعثات المالية والتبشيرية الفرنسية والانجليزية تحت حجة فرض الوصاية المالية على مصر حفاظا على مصالح الدائنين الاوربيين وادى ذلك الى تاليف وزارة مصرية محتلطة برئاسة نوبار باشا تضم وزيرا انجليزيا واخر فرنسي مع عدد كبير من الموظفين الاوربيين الذين شغلوا المناصب الكبرى في الحكومة المصرية ابتداء من العام 1878م
---------------
الحركة الوطنية المصريه
--------------
في 7/4/1879م قدم الخديوي اسماعيل عريضة وطنية لمجلس النواب المصري الذي شكله عام 1866م وكان يؤيده ويوجهه كبار المفكرين المصريين والمسلمين امثال جمال الدين الافغاني الذي طرد من بلاده ومن الهند بسبب كراهيته للانجليز وجاء الى مصر ليكمل دوره في محاربتهم واسس مع فريق من الوطنيين المصريين الحزب الوطني المصري الذين لعبوا دورا رئيسيا في اعلان العصيان المدني على الانجليز عام 1879م ضد وزارة نوبار في ما سميت بمظاهرة قصر النيل الاولى احتجاجا على محاولة الوزير الانجليزي ويلسون اعلان افلاس مصر وسجلوا موقفهم في العريضة الوطنية التي دعت الى اقالة وزارة الخديوي توفيق وتشكيل وزارة يراسهامحمدشريف فردت انجلترا وفرنسا بخلع الخديوي اسماعيل من الحكم في 26/6/1879م وتولية الخديوي توفيق مكانه ووجهته لحل مجلس النواب المصري واعادة الحكومة الاوربية برئاسة رياض باشا الذي صادر الصحافة الوطنية وجعل نصف الميزانية المصرية لسداد الديون وابعد قادة الثورة الوطنية والاسلامية بما في ذلك جمال الدين الافغاني مما دفع الجيش المصري بقيادة احمد عرابي الى التحرك يؤيده الضابطان المصريان / علي فهمي وعبدالعال حلمي حين قدموا عريضة الجيش في 9/9/1881م بعد مظاهرة قصر النيل الثانية المسنودة من الجيش المصري وقبل ان يصدر الخديوي توفيق اوامره باعتقال عرابي وصحبه حين قال عبارته المشهودة المشهورة
لقد خلقتنا امهاتنا احرارا ووالله الذي لا اله الا هو لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم
-----------
الاحتلال البريطاني
----------
واذعن الخديوي توفيق لمطالب الحركة الوطنية باجراء انتخابات عامة لمجلس شورى النواب في ديسمبر 1881م
وزاد ذلك الى اصدار انجلترا وفرنسا مذكرة مشتركة في 7/1/1882م لوقف هذه الاجراءات في ظل موافقة الخديوي توفيق على الحد من استفحال سلطات الجيش والحركة الوطنية التي كانت قد شكلت وزارة وطنية برئاسة محمود البارودي عين فيها احمد عرابي وزيرا للحربية بدلا من وزارة الخديوي توفيق التي كانت برئاسة محمدشريف ولكن هذه الوزارة وجدت امامها تدخلا انجليزيا فرنسيا سافرا تم بموجبه وصول 25 سفينة حربية الى المياه الاقليمية المصرية وكان ذلك في 25/5/1882م وفي 11/6/1882م اعتدى الاجانب في الاسكندرية على المصريين فدارت اشتباكات بين الجانبين ادت الى مقتل عشرات المصريين والاجانب فكان ذلك سببا في ضرب الاسطول الحربي الاجنبي للاراضي المصريه ابتداء من 11/7/1882م بعدوان غادر على الاسكندرية ثم بدا الانجليز في غزو مصر برا عن طريق سيناء واحتلال الاسماعيلية والسويس وبورسعيد فقرراحمدعرابي مواجهة الانجليز عند التل الكبير مع تواطؤ رئيس مجلس شورى النواب محمد سلطان ضده في القاهرة دعما لموقف الخديوي توفيق المؤيد للاحتلال الانجليزي والذي نجح في احتلال مدن القناة وهزيمة عرابي في التل الكبير ودخول القاهرة بادئا عهد الاحتلال البريطاني لمصر في 1/9/1882م
-------------------0-
- عهد الخديوي سعيد
بعد تخلي محمد علي عن حكم مصر لابنه ابراهيم ومن ثم تولى الخديوي عباس حكم مصر ضعف النفوذ الفرنسي وارتفع شان الانجليز في مصر وكان لهم الاثر الكبير في اضطراب اعصاب محمدعلي وولديه ابراهيم وعباس حتى تولى سعيد الحكم عام 1854م فزاد معه تغلغل النفوذ الاجنبي من انجلترا وفرنسا نظرا لان سعيد نشا نشاة اوربية وكان شغوفا بالحضارة الغربية وكارها للتخلف في الشرق دون ان يدرك اسبابه ويساعد في علاجها فتضاعف في عهده عدد الاوربيين المقيمين في مصر الى عشرة اضعاف ما كانوا عليه في عهد جده محمد علي عام 1840م اي خلال خمسة عشر سنة
وكان مشروع حفر قناة السويس واحدا من المشاريع التي بحثتها حملة نابليون بونابرت عام 1798-1801م فكانوا اول من فكر بوصل البحرين الابيض والاحمر - الفرنسيين - لان الفراعنه كانوا قد درسوا امكانية وصل البحر الاحمر بنهر النيل قبل ثلاثة الاف سنه وجاء التنفيذ في عهد الخديوي سعيد الذي منح امتياز حفر قناة السويس لصديق صباه المهندس الفرنسي فرديناند ديلسبس عام 1856م واحتوى الامتياز حقوقا للشركة الفرنسيه تجعلها مالكة لللااضي المحيطة بالقناة وحقها في الاعفاءات الضريبية والجمركية وتشغيل العمال المصريين بالسخرة حيث بدا العمل في العام 1859م وسيق الفلاحين الى العمل وسط معاملة سيئة وتغذية سيئة ادت الى اصابتهم بالارهاق والمرض ولكن سعيد المستسلم لهواه في حب الفرنسيين وصداقته لديلسبس جعلته لايرى ما اصاب شعبه من معاناة حتى توفي وقد اصبحت مصر دولة تقترض بعد ان كانت تقرض قبل عهد ه
------------------------------
الخديوي اسماعيل
-----------
تولى الحكم عام 1863م واخذ يتفاوض مع نابليون الثالث ملك فرنسا على ان تكون القناة لمصر وليس العكس وكان نابليون هذا متزوجا من اوجيني قريبة المهندس ديلسبس فسعت الى ان يكون الاتفاق الجديد مرضيا له حتى اصدر نابليون حكمه بالغاء السخرة على المصريين وانقاص مساحة الارض المملوكة لشركة القناة الى حدود القناة فقط مقابل تعويض مالي تدفعه مصر وقدره ثلاثة ملايين ونصف المليون جنيه مصري في العام 1864م واستمر العمل في القناة بعد ان قبل الانجليز به كمشروع حيوي يستفيد منه الجميع وكان افتتاح القناة في العام 1869م في احتفال مهيب انفق عليه الخديوي اسماعيل باسراف شديد بلغت تكاليفه المليون جنيه مصري وكانت الدولة العثمانية تزداد ضعفا على ضعفها وكانها ليست مركز الخلافة وكان مصر ليست من الولايات التابعة لها بسبب الثورات الشعبية البلقانية الداخلية واستمرار الحرب عليها من روسيا التي اشتدت في عامي 1877- 1878م
وقد زاد في اطماع الانجليز لاحتلال قناة السويس واحتلال مضيق البسفور والدردنيل وكلاهما من المفروض انه تابع للدولة العثمانية المفككة الضعيفة انذاك
وكانت احوال مصر قد ساءت وبلغت الديون عليها اكثر من 90 مليون جنيه بسبب الديون المتراكمة منذ عهد الخديوي سعيد وما تحملته مصر من تكاليف في مشروع قناة السويس والمشروعات الاقتصادية والعمرانية التي قام اسماعيل بانشائها مع محاولة مد سلطانه الى شمال افريقيا وجنوب مصر الامر الذي دفعه الى بيع اسهم مصر في القناة الى الانجليز الذين اشتروها بمبلغ زهيد لم يتجاوز الاربع ملايين جنيه مصري عام 1875م
وبدا التدخل الاجنبي يتزايد في مصر اعتبارا من العام 1876م مع توايد البعثات المالية والتبشيرية الفرنسية والانجليزية تحت حجة فرض الوصاية المالية على مصر حفاظا على مصالح الدائنين الاوربيين وادى ذلك الى تاليف وزارة مصرية محتلطة برئاسة نوبار باشا تضم وزيرا انجليزيا واخر فرنسي مع عدد كبير من الموظفين الاوربيين الذين شغلوا المناصب الكبرى في الحكومة المصرية ابتداء من العام 1878م
---------------
الحركة الوطنية المصريه
--------------
في 7/4/1879م قدم الخديوي اسماعيل عريضة وطنية لمجلس النواب المصري الذي شكله عام 1866م وكان يؤيده ويوجهه كبار المفكرين المصريين والمسلمين امثال جمال الدين الافغاني الذي طرد من بلاده ومن الهند بسبب كراهيته للانجليز وجاء الى مصر ليكمل دوره في محاربتهم واسس مع فريق من الوطنيين المصريين الحزب الوطني المصري الذين لعبوا دورا رئيسيا في اعلان العصيان المدني على الانجليز عام 1879م ضد وزارة نوبار في ما سميت بمظاهرة قصر النيل الاولى احتجاجا على محاولة الوزير الانجليزي ويلسون اعلان افلاس مصر وسجلوا موقفهم في العريضة الوطنية التي دعت الى اقالة وزارة الخديوي توفيق وتشكيل وزارة يراسهامحمدشريف فردت انجلترا وفرنسا بخلع الخديوي اسماعيل من الحكم في 26/6/1879م وتولية الخديوي توفيق مكانه ووجهته لحل مجلس النواب المصري واعادة الحكومة الاوربية برئاسة رياض باشا الذي صادر الصحافة الوطنية وجعل نصف الميزانية المصرية لسداد الديون وابعد قادة الثورة الوطنية والاسلامية بما في ذلك جمال الدين الافغاني مما دفع الجيش المصري بقيادة احمد عرابي الى التحرك يؤيده الضابطان المصريان / علي فهمي وعبدالعال حلمي حين قدموا عريضة الجيش في 9/9/1881م بعد مظاهرة قصر النيل الثانية المسنودة من الجيش المصري وقبل ان يصدر الخديوي توفيق اوامره باعتقال عرابي وصحبه حين قال عبارته المشهودة المشهورة
لقد خلقتنا امهاتنا احرارا ووالله الذي لا اله الا هو لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم
-----------
الاحتلال البريطاني
----------
واذعن الخديوي توفيق لمطالب الحركة الوطنية باجراء انتخابات عامة لمجلس شورى النواب في ديسمبر 1881م
وزاد ذلك الى اصدار انجلترا وفرنسا مذكرة مشتركة في 7/1/1882م لوقف هذه الاجراءات في ظل موافقة الخديوي توفيق على الحد من استفحال سلطات الجيش والحركة الوطنية التي كانت قد شكلت وزارة وطنية برئاسة محمود البارودي عين فيها احمد عرابي وزيرا للحربية بدلا من وزارة الخديوي توفيق التي كانت برئاسة محمدشريف ولكن هذه الوزارة وجدت امامها تدخلا انجليزيا فرنسيا سافرا تم بموجبه وصول 25 سفينة حربية الى المياه الاقليمية المصرية وكان ذلك في 25/5/1882م وفي 11/6/1882م اعتدى الاجانب في الاسكندرية على المصريين فدارت اشتباكات بين الجانبين ادت الى مقتل عشرات المصريين والاجانب فكان ذلك سببا في ضرب الاسطول الحربي الاجنبي للاراضي المصريه ابتداء من 11/7/1882م بعدوان غادر على الاسكندرية ثم بدا الانجليز في غزو مصر برا عن طريق سيناء واحتلال الاسماعيلية والسويس وبورسعيد فقرراحمدعرابي مواجهة الانجليز عند التل الكبير مع تواطؤ رئيس مجلس شورى النواب محمد سلطان ضده في القاهرة دعما لموقف الخديوي توفيق المؤيد للاحتلال الانجليزي والذي نجح في احتلال مدن القناة وهزيمة عرابي في التل الكبير ودخول القاهرة بادئا عهد الاحتلال البريطاني لمصر في 1/9/1882م