بِسْمِ اٌللهِ اٌلرَّحمَنِ اٌلرَّحيمِ
تجربتي مَعَ الفريق سعدون غيدان عضو مجلس قيادة الثورة في العِرَاق سابقاً بقلم: كولونيل حميد جبر الواسطي
أمَّا بَعدُ، تجربتي مَعَ الفريق سعدون غيدان , عضو مجلس قيادة الثورة في العِرَاق سابقاً وَأيضاً شغل الفريق غيدان منصب وزيراً للداخليَّة ثمَّ للمواصلات في عهدِ حُكُومَة أحمد حسن البكر. وَمِن خِلال ثلاثة مَواقف طيِّبَة.
الموقف الأوَّل.. في صيفِ 1973 وَكانَ الفريق سعدون غيدان يشغل منصب وزيراً للداخليَّة. بَعد تخرُّجي أنا كاتب السُطور (المقالة) مِنَ الدراسة الإعداديَّة عزمت السفر لمُدَّة شهر لزيارة جمهوريَّة مِصر العربيَّة، وَأثناء مراجعتي لدائِرَة الجوازات في بغداد؟ للحصول عَلَى جواز سفر.. كانت الدائِرَة وَساحاتها وممّراتها مكتضة باٌلمُراجعين وَالجَو حارّاً ..وَمِن حُسن الحظّ وَفجأة دخلَ الوزير سعدون غيدان إلى دائِرَة الجوازات ليُفتش وَيتفقد عمَل الضبّاط وَالمُفوضين وَالشرطة في دائِرَة الجوازات (إحدى دوائِر وزارة الداخليَّة) وَليطّلِع عَلَى سيرِ المُعاملات وَخِدمَة المُواطنين. وَقد أمرهم باٌلإسراع في إنجاز وَتسهيل مُعاملات المُواطنين. كانَ سعدون غيدان أنيقاً وَمتفانيّاً وَراقيّاً في تعاملهِ سَواء مَعَ المسؤولين في دائِرَة الجوازات أو المُواطنين باٌلرغمِ مِن إنَّ إحدى يديه كانت مَكسورَة وَمُجبَّرة طبيّاً؟ (عَلَى أثرِ تعرضه لطلق ناري في مُؤامَرة ناظم كزار قبيلَ شهر تقريباً مِن تأريخ مجيئه لدائِرَة الجوازات) ممّا تسبَّبَت زيارته الإيجابيَّة للدائِرَة مضاعفة موظفي الدائِرَة لجُهودهم وَحُسن تعاملهم مَعَ المُواطنين المراجعين وَقد انجزت كُلّ المُعاملات بسرعة فائِقة مِن نفسِ ذلِكَ اليوم.
الموقف الثاني مَعَ الفريق سعدون غيدان كانَ سنة 1976 أثناء زيارته للكُلِّيَّة العسكريَّة.. كانَ برفقةِ رئيس الجُمهوريَّة (الراحل) أحمد حسن البكر وَمَجموعَة مِن قادة الحزب وَالجيش وَمنهم عزة مصطفى وَتايه عبد الكريم وَعلي غنام وَقاسم سلام وَآخرين وَبَعدَ تناول العشاء مَعَ الطلاب إنتقلَ الرئيس البكر وَمرافقيه القادة إلى حديقةٍ واسعة وَجميلة وَقريبَة مِن مُقر الكُلِّيَّة. كانَ الرئيس البكر وَاقفاً وَمعه بَعض مُرافقيه وَآمِر الكُلِّيَّة العسكريَّة وَأمَّا بَعض القادة وَمِنهم المذكورة أسماءهم أعلاه.. وَقد وقف كُلّ واحد منهم منفرداً في الحديقة وَقد جاءت فصائل الكُلِّيَّة لتتوزع عَلَى أعضاء القيّادة وَأمَامَ كُل قائد أو مسؤول تشكَّلَ عشرات مِنَ الطلاب نصف دائِرَة وَقد كانَ لقاءاً أو حِوَاراً ليَفحص القادة مِن خِلالهِ مستوى الطلاب ليشيروا فيما بَعد عَلَى رئيسهم البكر في إمكانيَّة تخرّج الطلاب في تمُّوز القادِم أو أنَّ تبقى الدورة لمَوعدها المُقرَّر في كانون الثاني 1977 ؟؟ وفي الحقيقة كانَ جميعهم البكر وَمرافقيه ومنهم سعدون غيدان في غاية الأدب وَالأخلاق وَالتعامل الأخوي وَالطيِّب مَعَ الطلاب.. وَلَم أشعر مِن أيٍّ منهم نظرة تعالي أو تكبُّر.. راجع مقالة:
تجربتي مَعَ أحمد حسن البكر وَ تايه عبد الكريم.. بقلم: حميد الواسطي
http://pulpit.alwatanvoice.com/content-166575.html
الموقف الثالث كانَ عام 1977 حينها كنت – أنا كاتب السُطور – ضابطاً برتبة ملازم ثانِ في كتيبة صواريخ مُقاوَمَة الطائِرَات 155 وَمقرها في معسكر التاجي حوالي 30 – 40 كم شمال بغداد وَالموقف مَعَ الفريق سعدون غيدان لَم يكن معي شخصيّاً بَل مَعَ آمر الكتيبة وَكانَ – حينذاك – المقدم الركن منذر عبدالرحمن إبراهيم مِن سكنة الأعظمية / بغداد وَكانَ ضابطاً راقياً وَمثقفاً وَلبقاً وَذكيّاً وَمفخرة في الجيش العِرَاقي ..وَكانَ لا يملك خطّ هاتف (تِلفون) في دارهِ.. سعدون غيدان كانَ وقتها وزيراً للمواصلات فواجهه المقدم منذر عبدالرحمن وَطلب منه مساعدته في نصبِ خطّ هاتف في دارهِ وَأنه بحاجةٍ ماسّة إليه؟ فرحبَ به الوزير غيدان وَإعتبر طلبه مَعَ فائِق التقدير قالَ لآمر الكتيبة وَبالنصّ: " إكحاب (مُومسات) في دورهن تلفونات.. وَآمر كتيبة صواريخ ما عنده تلفون اِبيته (في دارهِ) !؟" فأمَر وزير المواصلات سعدون غيدان أن يُنصَب للمقدم الركن منذر عبدالرحمن إبراهيم خطّ هاتف (تِلفون) خِلال 48 ساعة.
استراليا – العراق
17 / 3 / 2010
[email protected]
تجربتي مَعَ الفريق سعدون غيدان عضو مجلس قيادة الثورة في العِرَاق سابقاً بقلم: كولونيل حميد جبر الواسطي
أمَّا بَعدُ، تجربتي مَعَ الفريق سعدون غيدان , عضو مجلس قيادة الثورة في العِرَاق سابقاً وَأيضاً شغل الفريق غيدان منصب وزيراً للداخليَّة ثمَّ للمواصلات في عهدِ حُكُومَة أحمد حسن البكر. وَمِن خِلال ثلاثة مَواقف طيِّبَة.
الموقف الأوَّل.. في صيفِ 1973 وَكانَ الفريق سعدون غيدان يشغل منصب وزيراً للداخليَّة. بَعد تخرُّجي أنا كاتب السُطور (المقالة) مِنَ الدراسة الإعداديَّة عزمت السفر لمُدَّة شهر لزيارة جمهوريَّة مِصر العربيَّة، وَأثناء مراجعتي لدائِرَة الجوازات في بغداد؟ للحصول عَلَى جواز سفر.. كانت الدائِرَة وَساحاتها وممّراتها مكتضة باٌلمُراجعين وَالجَو حارّاً ..وَمِن حُسن الحظّ وَفجأة دخلَ الوزير سعدون غيدان إلى دائِرَة الجوازات ليُفتش وَيتفقد عمَل الضبّاط وَالمُفوضين وَالشرطة في دائِرَة الجوازات (إحدى دوائِر وزارة الداخليَّة) وَليطّلِع عَلَى سيرِ المُعاملات وَخِدمَة المُواطنين. وَقد أمرهم باٌلإسراع في إنجاز وَتسهيل مُعاملات المُواطنين. كانَ سعدون غيدان أنيقاً وَمتفانيّاً وَراقيّاً في تعاملهِ سَواء مَعَ المسؤولين في دائِرَة الجوازات أو المُواطنين باٌلرغمِ مِن إنَّ إحدى يديه كانت مَكسورَة وَمُجبَّرة طبيّاً؟ (عَلَى أثرِ تعرضه لطلق ناري في مُؤامَرة ناظم كزار قبيلَ شهر تقريباً مِن تأريخ مجيئه لدائِرَة الجوازات) ممّا تسبَّبَت زيارته الإيجابيَّة للدائِرَة مضاعفة موظفي الدائِرَة لجُهودهم وَحُسن تعاملهم مَعَ المُواطنين المراجعين وَقد انجزت كُلّ المُعاملات بسرعة فائِقة مِن نفسِ ذلِكَ اليوم.
الموقف الثاني مَعَ الفريق سعدون غيدان كانَ سنة 1976 أثناء زيارته للكُلِّيَّة العسكريَّة.. كانَ برفقةِ رئيس الجُمهوريَّة (الراحل) أحمد حسن البكر وَمَجموعَة مِن قادة الحزب وَالجيش وَمنهم عزة مصطفى وَتايه عبد الكريم وَعلي غنام وَقاسم سلام وَآخرين وَبَعدَ تناول العشاء مَعَ الطلاب إنتقلَ الرئيس البكر وَمرافقيه القادة إلى حديقةٍ واسعة وَجميلة وَقريبَة مِن مُقر الكُلِّيَّة. كانَ الرئيس البكر وَاقفاً وَمعه بَعض مُرافقيه وَآمِر الكُلِّيَّة العسكريَّة وَأمَّا بَعض القادة وَمِنهم المذكورة أسماءهم أعلاه.. وَقد وقف كُلّ واحد منهم منفرداً في الحديقة وَقد جاءت فصائل الكُلِّيَّة لتتوزع عَلَى أعضاء القيّادة وَأمَامَ كُل قائد أو مسؤول تشكَّلَ عشرات مِنَ الطلاب نصف دائِرَة وَقد كانَ لقاءاً أو حِوَاراً ليَفحص القادة مِن خِلالهِ مستوى الطلاب ليشيروا فيما بَعد عَلَى رئيسهم البكر في إمكانيَّة تخرّج الطلاب في تمُّوز القادِم أو أنَّ تبقى الدورة لمَوعدها المُقرَّر في كانون الثاني 1977 ؟؟ وفي الحقيقة كانَ جميعهم البكر وَمرافقيه ومنهم سعدون غيدان في غاية الأدب وَالأخلاق وَالتعامل الأخوي وَالطيِّب مَعَ الطلاب.. وَلَم أشعر مِن أيٍّ منهم نظرة تعالي أو تكبُّر.. راجع مقالة:
تجربتي مَعَ أحمد حسن البكر وَ تايه عبد الكريم.. بقلم: حميد الواسطي
http://pulpit.alwatanvoice.com/content-166575.html
الموقف الثالث كانَ عام 1977 حينها كنت – أنا كاتب السُطور – ضابطاً برتبة ملازم ثانِ في كتيبة صواريخ مُقاوَمَة الطائِرَات 155 وَمقرها في معسكر التاجي حوالي 30 – 40 كم شمال بغداد وَالموقف مَعَ الفريق سعدون غيدان لَم يكن معي شخصيّاً بَل مَعَ آمر الكتيبة وَكانَ – حينذاك – المقدم الركن منذر عبدالرحمن إبراهيم مِن سكنة الأعظمية / بغداد وَكانَ ضابطاً راقياً وَمثقفاً وَلبقاً وَذكيّاً وَمفخرة في الجيش العِرَاقي ..وَكانَ لا يملك خطّ هاتف (تِلفون) في دارهِ.. سعدون غيدان كانَ وقتها وزيراً للمواصلات فواجهه المقدم منذر عبدالرحمن وَطلب منه مساعدته في نصبِ خطّ هاتف في دارهِ وَأنه بحاجةٍ ماسّة إليه؟ فرحبَ به الوزير غيدان وَإعتبر طلبه مَعَ فائِق التقدير قالَ لآمر الكتيبة وَبالنصّ: " إكحاب (مُومسات) في دورهن تلفونات.. وَآمر كتيبة صواريخ ما عنده تلفون اِبيته (في دارهِ) !؟" فأمَر وزير المواصلات سعدون غيدان أن يُنصَب للمقدم الركن منذر عبدالرحمن إبراهيم خطّ هاتف (تِلفون) خِلال 48 ساعة.
استراليا – العراق
17 / 3 / 2010
[email protected]