بحث وتقديم .. ديار الهرمزي
هو محمود سامي بن حسن حسني بك البارودي ، ينتهي نسبه الى المقام العالي المولوي الاميري الكبيري السيدي المالكي المخدومي العضدي الذخري المجاهدي السيفي نوروز الأتـــابكي الملكي الأشرفي ..
والبارودي .. نسبة الى إيتاي البارود ، بلدة من مديرية البحيرة بمصر ، كان أحد أجداده ملتزما لها فنسب إليها على عادة تلك الأيام ..
ولد محمود سامي البارودي سنة ١٨٣٩م ، بعد أن تلقى المبادئ التعليمية دخل المدارس الحربية في سنة ١٨٥٠م في بداية حكومة عباس باشا الاول ، وخرج منها في الأواخر سنة ١٨٥٥ م ، في أوائل حكومة سعيد باشا .. وكان في طبعه ميل غريزي الى الآداب العربية
وفنون الإنشاء والنظم ، فأشتغل بها حتى بلغ درجة عالية في النظم والنثر ، وفي شعره من السلاسة والمتانة وحسن التخيل ولطف الاداء وبهجة الديباجة ما لا ترى نظيره الا في شعر فحول المخضرمين ..
"محمود باشا سامي البارودي "، الملقب بـ شاعر السيف والقلم
ثـم جنحت نفسه الى تحصيل فنون الآداب التركية ، فرحل الى الاستانبول وأقام هناك بقلم كتابة السر بنظارة الخارجية في الباب العالي ، فأتقن اللغة التركية قراءة وكتابة ، وله فيها من الاشعار والرسائل ما يعترف أدباء الترك ببلاغته ، وتعلم اللغة الفارسية ..
ولما انتهت إمارة مصر الى اسماعيل باشا ، وسافر الى الاستانبول لأجل القيام بالشكر الحضرة السلطانية على ولاية مصر عاد بصاحب الترجمة ... محمود سامي ... في حاشيته وكان ذلك في رمضان سنة ١٨٦٢م .. ورقي إلى رتبةالبكتاشي العسكرية في سبع يقين من المحرم سنة ١٨٦٣م وفيها سافر مع جماعة من ضباط العسكر المصري الى فرنسا لمشاهدة التمرينات العسكرية التي تكون هناك كل عام في المعسكر المعروف باسم .. قان دوسالون .. ، وسافر بعد ان قضى لبانته من ذلك الى لندرة عاصمة إنكلترا لاختيار الاعمال العسكرية والآلات الحربية فيها ، ثم عاد الى مصر فارتقى الى رتبة القائمقام في الألاي الثالث من الفرسان المعروف .. الفارديا .. وكان ذلك في سنة ١٩٦٤م ، وفي غاية ذي القعدة من هذه السنة ارتقى الى رتبة أميرألاي ، فكان على الألاي الرابع من عسكر الحرس المعروف .. الفارديا .. .في سنة ١٨٦٧ أنعم السلطان عبدالعزيز عليه بالوسام العثماني من الدرجة الرابعة ، وعاد الى مصر فكان من حجاب الخديو..ياور .. ، ولما صدر الفرمان السلطاني بحصر الخديوية المصرية في ذرية إسماعيل باشا في سنة ١٨٧٣ وصار محمد توفيق ولي العهد صار محمود سامي الاتابكي رئيس الحجاب .. الياوران .. ، وبعد ثلاث سنين جعله الخديو كاتب السر الخاص له .. مكتوبي أوسكرتير .. ، وبعد سنتين عاد الى العكرية .
ولما خرجت بلاد الصرب على الدولة عقيب فتنة الهرسك ، وارسلت الحكومةةالمصرية جيشا لمساعدة الدولة على تدويخها، أرسل محمود سامي البارودي الاتابكي الى الاستانة برسالة خاصة بذلك ، فأقام فيها ثلاثة اشهر وعاد الى مصر، ثم أرسل إليها برسالة أخرى تختص بفتنة البلغار وخروج الجبل الاسود على الدولة .ولما اشتعلت نار الحرب بين الدولة العثمانية وروسيا سافر محمود سامي البارودي بعسكره مع الجيش المصري الذي أرسل لمساعدة الدولة العثمانية الى .. وارنة .. ولم يعد
إلا بعد عقد الهدنة الاخيرة ، وفي خلال ذلك رقي الى رتبة أمير لواء ، ومنح الوسام المجيدي الثالث والمداليا .
وفي سنة ١٨٧٨م عين مديرا للشرقية ، ثم عين رئيسا للشحنة .. الضبطية ..في مصر سنة كاملة ، اهتم فيها بحفظ الامن ، وكانت المخاوف تتناوش الناس من كل مكان لما كان فيها من الاصابع الخفية التي تتلاعب بإثارة الخواطر في ذلك الوقت ، أي أواخر حكم اسماعيل باشا بما كان من المنافسة بين الامراء والكبراء ومن توجه كثير من الافكارلإثارة الشرور وإيقاف حركة الادارة ، حتى أذا ما تم أمر بعزل اسماعيل باشا ، وأقيم ولي عهده توفيق باشا أميرا لمصر ، جعل محمود سامي البارودي الاتابكي عضوا في مجلس وزراء ، وقلده نظارة عموم الاوقاف المصرية ، وكانت مختلة معتلة فأصلح خللها وداوى عللها بما وضعه اها من القواعد والترتيب .
ولما تم أمر التصفية المصرية على ما يرام رقي محمود سامي الى رتبة فريق وأعطي الوسام المجيدي من الدرجة الثانية وذلك في سنة ١٨٨٠م....
بحث وتقديم .. ديار الهرمزي
مصدر ..الاعمال الكاملة للامام محمد عبدة بن خيرالله التركماني لاستاذ محمدعمارة
هو محمود سامي بن حسن حسني بك البارودي ، ينتهي نسبه الى المقام العالي المولوي الاميري الكبيري السيدي المالكي المخدومي العضدي الذخري المجاهدي السيفي نوروز الأتـــابكي الملكي الأشرفي ..
والبارودي .. نسبة الى إيتاي البارود ، بلدة من مديرية البحيرة بمصر ، كان أحد أجداده ملتزما لها فنسب إليها على عادة تلك الأيام ..
ولد محمود سامي البارودي سنة ١٨٣٩م ، بعد أن تلقى المبادئ التعليمية دخل المدارس الحربية في سنة ١٨٥٠م في بداية حكومة عباس باشا الاول ، وخرج منها في الأواخر سنة ١٨٥٥ م ، في أوائل حكومة سعيد باشا .. وكان في طبعه ميل غريزي الى الآداب العربية
وفنون الإنشاء والنظم ، فأشتغل بها حتى بلغ درجة عالية في النظم والنثر ، وفي شعره من السلاسة والمتانة وحسن التخيل ولطف الاداء وبهجة الديباجة ما لا ترى نظيره الا في شعر فحول المخضرمين ..
"محمود باشا سامي البارودي "، الملقب بـ شاعر السيف والقلم
ثـم جنحت نفسه الى تحصيل فنون الآداب التركية ، فرحل الى الاستانبول وأقام هناك بقلم كتابة السر بنظارة الخارجية في الباب العالي ، فأتقن اللغة التركية قراءة وكتابة ، وله فيها من الاشعار والرسائل ما يعترف أدباء الترك ببلاغته ، وتعلم اللغة الفارسية ..
ولما انتهت إمارة مصر الى اسماعيل باشا ، وسافر الى الاستانبول لأجل القيام بالشكر الحضرة السلطانية على ولاية مصر عاد بصاحب الترجمة ... محمود سامي ... في حاشيته وكان ذلك في رمضان سنة ١٨٦٢م .. ورقي إلى رتبةالبكتاشي العسكرية في سبع يقين من المحرم سنة ١٨٦٣م وفيها سافر مع جماعة من ضباط العسكر المصري الى فرنسا لمشاهدة التمرينات العسكرية التي تكون هناك كل عام في المعسكر المعروف باسم .. قان دوسالون .. ، وسافر بعد ان قضى لبانته من ذلك الى لندرة عاصمة إنكلترا لاختيار الاعمال العسكرية والآلات الحربية فيها ، ثم عاد الى مصر فارتقى الى رتبة القائمقام في الألاي الثالث من الفرسان المعروف .. الفارديا .. وكان ذلك في سنة ١٩٦٤م ، وفي غاية ذي القعدة من هذه السنة ارتقى الى رتبة أميرألاي ، فكان على الألاي الرابع من عسكر الحرس المعروف .. الفارديا .. .في سنة ١٨٦٧ أنعم السلطان عبدالعزيز عليه بالوسام العثماني من الدرجة الرابعة ، وعاد الى مصر فكان من حجاب الخديو..ياور .. ، ولما صدر الفرمان السلطاني بحصر الخديوية المصرية في ذرية إسماعيل باشا في سنة ١٨٧٣ وصار محمد توفيق ولي العهد صار محمود سامي الاتابكي رئيس الحجاب .. الياوران .. ، وبعد ثلاث سنين جعله الخديو كاتب السر الخاص له .. مكتوبي أوسكرتير .. ، وبعد سنتين عاد الى العكرية .
ولما خرجت بلاد الصرب على الدولة عقيب فتنة الهرسك ، وارسلت الحكومةةالمصرية جيشا لمساعدة الدولة على تدويخها، أرسل محمود سامي البارودي الاتابكي الى الاستانة برسالة خاصة بذلك ، فأقام فيها ثلاثة اشهر وعاد الى مصر، ثم أرسل إليها برسالة أخرى تختص بفتنة البلغار وخروج الجبل الاسود على الدولة .ولما اشتعلت نار الحرب بين الدولة العثمانية وروسيا سافر محمود سامي البارودي بعسكره مع الجيش المصري الذي أرسل لمساعدة الدولة العثمانية الى .. وارنة .. ولم يعد
إلا بعد عقد الهدنة الاخيرة ، وفي خلال ذلك رقي الى رتبة أمير لواء ، ومنح الوسام المجيدي الثالث والمداليا .
وفي سنة ١٨٧٨م عين مديرا للشرقية ، ثم عين رئيسا للشحنة .. الضبطية ..في مصر سنة كاملة ، اهتم فيها بحفظ الامن ، وكانت المخاوف تتناوش الناس من كل مكان لما كان فيها من الاصابع الخفية التي تتلاعب بإثارة الخواطر في ذلك الوقت ، أي أواخر حكم اسماعيل باشا بما كان من المنافسة بين الامراء والكبراء ومن توجه كثير من الافكارلإثارة الشرور وإيقاف حركة الادارة ، حتى أذا ما تم أمر بعزل اسماعيل باشا ، وأقيم ولي عهده توفيق باشا أميرا لمصر ، جعل محمود سامي البارودي الاتابكي عضوا في مجلس وزراء ، وقلده نظارة عموم الاوقاف المصرية ، وكانت مختلة معتلة فأصلح خللها وداوى عللها بما وضعه اها من القواعد والترتيب .
ولما تم أمر التصفية المصرية على ما يرام رقي محمود سامي الى رتبة فريق وأعطي الوسام المجيدي من الدرجة الثانية وذلك في سنة ١٨٨٠م....
بحث وتقديم .. ديار الهرمزي
مصدر ..الاعمال الكاملة للامام محمد عبدة بن خيرالله التركماني لاستاذ محمدعمارة