الأخبار
ما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداًبن غافير يهاجم بايدن ويتهمه بـ"الاصطفاف مع أعداء إسرائيل"الصحة: خمسة شهداء بمدن الضفة الغربيةخالد مشعل: ندير معركة شرسة في الميدان وفي المفاوضاتمفوض عام (أونروا): أموالنا تكفي لشهرين فقط
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عبد المعين صدقة، الكاهن الأكبر، في ذمّة الله بقلم:بروفيسور حسيب شحادة

تاريخ النشر : 2010-02-26
عبد المعين صدقة، الكاهن الأكبر، في ذمّة الله
بقلم:بروفيسور حسيب شحادة
عبد المعين صدقة، الكاهن الأكبر، في ذمّة الله
بقلم بروفيسور حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


وُلد صديقي الوفيّ العزيز، عبد المعين (إلعازار) بن صدقة (بن إسحق بن عُمران الزمان بن سلامة بن غزال بن إسحق بن إبراهيم بن إسحق بن صدقة بن يوسف بن غزال بن يوسف بن غزال بن يوسف بن إبراهيم بن غزال بن عبد الله بن سلامة بن بابا بن إسحق بن إبراهيم بن إسحق بن بابا بن إسحق اللاوي النسب الموسوي المذهب الإسرائيلي الحسب) في ١٩٢٧/٢/٢ في حيّ الياسمينة في نابلس وانتقل إلى عالم الأرواح في ٢٠١٠/٢/٣ بعد أن دبّ فيه الوهن والشيخوخة في الشهور الأخيرة، مخلفاً وراءه زوجة مخلصة ونشطة، شفيقة (روحامه) ابنة عمّه، ثلاثة أبناء، بنتا واحدة وأربعة أحفاد، آخرهم عبد المعين الصغير ابن وضّاح (يائير) الذي وُلد مؤخّرا وأثلج صدر جدّه كما كان يثلج صدرَه حفيدُه الآخر من جهة بنته إلهام. مرّت عائلة المرحوم، والده الزعيم المعروف، صدقة بن الكاهن الأعظم إسحق بن الكاهن الأعظم عمران وزوجته منيرة، حفيدة الكاهن الأعظم يعقوب بن هارون، بأوضاعَ صعبة لا سيما بعد ولادة الطفل عبد المعين. في صيف ١٩٢٧ ضربت هزّة أرضية عاتية بلاد الشام برمّتها ووصلت إلى مدن فلسطينية عديدة مثل نابلس وصفد واللد. أدّت تلك الهزّة إلى انهيار الحيّ السامري في المدينة فانتقل السامريون، حوالي ١٥٠ نسمة، إلى منطقة المقبرة السامرية الصغيرة وهناك وفي خيمة عاش الرضيع عبد المعين مع أسرته مدة أشهر إلى أن هبّ الزعيم النابلسي، الحاج أحمد محمد حسن الشكعة (١٨٨٠-١٩٥٢)، ومدّ يد العون لأبناء هذه الطائفة العريقة والصغيرة فمنحهم قطعة أرض على سفح جبلهم المقدس، جبل الطور (جريزيم)، حيث بُنيت بعض المساكن هناك منذ عام ١٩٣٣. وقد تزايد عدد أفراد الطائفة السامرية خلال حياة المرحوم خمس مرّات تقريبا وبلغ تعدادها في بداية هذا العام ٧٢٩ فردا.

تعلّم المرحوم إلعازار في مدارس نابلس، منها ثانوية كلية النجاح الوطنية التي تخرّج منها وبرّز فيها وأصبح فيما بعد، ١٩٥٤-١٩٧١، أستاذا للرياضيات في المرحلة الثانوية في نابلس، أما في المجال الديني فقد تتلمذ على يدي عمه الكاهن الأكبر، عمران بن إسحق (١٨٨٩-١٩٨٠) الذي أحبّه وقدّره كثيرا وعلى يدي الكاهن أبي الحسن بن الكاهن الأعظم، يعقوب بن هارون (١٨٧٩-١٩٥٩) وبالطبع على يدي والده، صدقة بن إسحق (١٨٩٤-١٩٧١). وفي العام ١٩٧٤ أصبح عبد المعين كاهنا ذا شأن وغدا من الرعيل الأول في الانتاج نثرا وشعرا بالعربية والآرامية السامرية.
في صيف سنة ١٩٨٦ قام أبو وضاح بزيارة الحبر الأعظم، البابا يوحنا بولس الثاني (١٩٢٠-٢٠٠٥) وساهمت تلك الزيارة في إنشاء مركز السلام العالمي في لوزا عام ١٩٨٨. وفي عام ١٩٩١ زار عبد المعين مع أربعة آخرين من أبناء طائفته المكتبةَ الوطنية الروسية، (مكتبة سالتيكوف شيدرين سابقا)، في سانت بطرسبورغ لفحص ما فيها من مخطوطات سامرية، حوالي ١٣٥٠ مخطوطا كانت قد اقتنتها المكتبة من الزعيم القرائي المعروف، أبراهام فيركوفتش (ريشف، ١٧٨٧–١٨٧٤) الذي كان بدوره قد اقتناها من السامريين في نابلس في الستينيات من القرن التاسع عشر. وقد عبّر عبد المعين عن شعوره لهذه التجربة الفريدة بهذه الكلمات “كم وددت أن يكون الوضع المعيشي هناك جيدا لأمدد إقامتي وأدرس وأتعلم أكثر لأن كثيرا ها هو موجود هناك لا يوجد منه عند الطائفة السامرية”. وفي صيف عام ١٩٩٥ توجّه مع وفد سامري إلى أمريكا وإنجلترا بغية تأمين ممر آمن بين شقّي الطائفة السامرية التي تعيش في كل من نابلس وحولون في إطار أي حل سياسي مستقبلي بين الإسرائيليين والفلسطينيين. كما والتقى عبد المعين رؤساء وشخصيات رفيعة المستوى في حياته الحافلة منهم على سبيل المثال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (محمد عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني، ١٩٢٩-٢٠٠٤). وفي صيف ١٩٩٦ حضر المرحوم المؤتمر العالمي الرابع للدراسات السامرية في ميلانو مع ابن عمّه أيضا، سلوم بن عمران الكاهن الأكبر (١٩٢٢-٢٠٠٤)، والذي كان عضوا في المجلس التشريعي الفلسطيني منذ أوائل العام ١٩٩٦. وكان لكاتب هذه السطور الشرف في دعوة أبي وضّاح وأربعة سامريين آخرين لحضور المؤتمر العالمي الخامس الذي عُقد في هلسنكي عام ٢٠٠٠ وإلقاء محاضرة عن “التراث السامري وكيفية الحفاظ عليه”. ألقى المرحوم تلك المحاضرة بلغة أمه، العربية، وقمت بترجمتها للإنجليزية. وشهد مؤتمر هلسنكي المذكور ولأول مرّة اشتراك ثلاثة من السامريين في إلقاء محاضرات بعد أن كان الوضع قبل ذلك مقتصرا على الصديق النشط بنياميم راضي صدقة. وفي الجلسة الختامية لمؤتمر هلسنكي التي دار فيها نقاش معمّق حول مستقبل جمعية الدراسات السامرية Société D’Études Samaritaines-SES التي أسست في باريس عام ١٩٨٥، تم انتخاب المرحوم عضوا في الجمعية المذكورة.

وفي ٢٠٠٤/٢/٢٩ أصبح عبد المعين الكاهن الأكبر، رقم ١٣١ وفق التقليد السامري منذ أهرون شقيق النبي موسى، كليم الله. خلال سنوات الكهنوت الست تلك، أدار الكاهن عبد المعين شؤؤن طائفته بحكمة واقتدار وتفان، ساعد، على سبيل المثال، في تشييد الكنيس والمركز الجماهيري على الجبل. ربطته علاقات صداقة وطيدة مع كلا الجانبين، الفلسطيني والإسرائيلي، ويذكر أن أباه صدقة كان أيضا على صلة مودة قوية مع الملك عبد الله الأول بن الشريف الحسين بن علي (١٨٨٢-١٩٥١) وحفيده، الملك حسين بن طلال (١٩٣٥-١٩٩٩) ورئيس بلدية نابلس المعيّن السيد سليمان بك طوقان (١٩٢٥-١٩٥١) . ومما يجدر ذكره في هذه العجالة أن المرحوم كان قد أصدر فتوى تجيز للشباب السامري الزواج من يهوديات بعد تسمرنهنّ (اعتناقهن للعقيدة السامرية) وذلك بسبب النقص الكبير في عدد الفتيات السامريات وبغية ضخ دم جديد في شرايين الطائفة. ومنذ تأسيس الشقيقين العزيزين، بنياميم ويفت، ابني المرحوم راضي صدقة للدورية أ. ب. أخبار السامرة الفريدة في نوعها في أواخر ١٩٦٩ وحتى الرمق الأخير من حياته، كان رحمه الله سبّاقا في كتابة المقالات بالعربية ونظم عشرات القصائد الدينية، پيوطيم، بالآرامية السامرية وله قصائد بالعربية أيضا. وفي العام ٢٠٠٨ تسلّم عبد المعين الميدالية السامرية الأولى للسلام من قبل مؤسسة الميدالية السامرية التي أقيمت عام ٢٠٠٥.

تعود علاقتي بالمرحوم الكاهن الأكبر، عبد المعين صدقة، وآخرين كثيرين من أعزائي السامريين إلى أربعة عقود من الزمن ونيّف، أوائل السبعينيات من القرن العشرين. حينها بدأت في إعداد أطروحتي للدكتوراة حول الترجمة العربية لتوراة السامريين بإشراف الأستاذ الفذّ في الدراسات السامرية، زئيڤ بن حاييم. وهنا لا بدّ أن أذكر كما نوّهت بذلك في محاضرتي في ٢٣ آذار ٢٠٠٩ على جبل جريزيم أن المرحوم جميل عفيف فياض السامري كان أول من تعرّفت عليه من سامريي نابلس وزرته في دائرة الصحة بنابلس عام ١٩٦٨، وكتب لي على قصاصة من الورق الأبجدية السامرية وما زلت أحتفظ بها بملف بعنوان “مراسلة السامريين”. منذ تلك السنة وحتى يوم الناس هذا وعلاقتي مع أصدقاء سامريين قائمة لا سيما بالمراسلة ابتداء بوجودي في القدس في الجامعة العبرية فبرلين فهلسنكي. وقد دأب المرحوم عفيف بطرح ما كنت أرسل إليه من أسئلة على مسمع الكاهن صدقة للاستشارة والتحقق من الإجابات لتكون سليمة. وفي غضون السنوات السبع التي قضيتها في البحث والإعداد وكتابة أطروحتي توطدت علاقتي مع المرحوم الكاهن عبد المعين وزرته في منزله العامر في حارة الياسمينة وتعلمت منه الكثير، وأفادني في قضايا متنوعة متعلقة بالدراسات السامرية. وقد شكرته أكثر من مرة في ثنايا أطروحتي على رجاحة عقله وسعة علمه وثقافته. لا زلت أذكر جيدا أن موضوع اسم أبي الحسن الصوري، آڤ حسده، الذي عاش في أواخر القرن الحادي عشر وبداية الثاني عشر، قد أشغلني طويلا قبل أن توصلت إلى نتيجة يركن إليها باطمئنان. كان ذلك على هدي ما ورد في رسالة المرحوم أبي وضاح بتأريخ ٢٠ تشرين الأول عام ١٩٧٤، جاء فيها ردا على سؤال وجهته له حول أبي الحسن المذكور: “واسمه إسحق وكنيته أبو الحسن وكان يسكن قرية صور من أعمال نابلس وله من الكتب: الطباخ؛ وفصل الميعاد (قصد: المعاد) وشرح للإرْبَت (أصول المناكحات) بالاشتراك مع ولده أبو إسحق إبراهيم وشروحات للفرائض والأحكام”. وقد علّق الكاهن الأكبر، يعقوب بن عزي السامري، أبو شفيق (١٨٩٩-١٩٨٧) بقوله: “الأخ الفاضل، أعتقد أن جواب ابن أختنا السيد عبد صدقة الكاهن هو كافياً وشافياً ولا يحتاج إلى زيادة”. وقد أدّى التحري والتمحيص في آخر المطاف بعد عدة شهور إلى إيجاد مخطوط في مكتبة الكاهن صدقة يبرهن صحة ما ورد في رسالته هذه بشأن الاسم الكامل لأبي الحسن الصوري وأن ابنه هو إبراهيم شمس الحكماء من أعظم العلماء السامريين‮. الاسم الكامل لأبي الحسن الصوري هو أبو الحسن إسحق بن فرج بن ماروث وهو أبو الطبيب والنحوي‮ المعروف شمس الحكماء وكان طبيبا لصلاح الدين الأيوبي‮. كان لأبي‮ الحسن ولد آخر اسمه أبو صالح كما نعلم من ملاحظة وردت في‮ كتاب التوطئة لشمس الحكماء‮. (‬بنياميم صدقة في‮ كتابه بالعبرية عن تاريخ السامريين،‮٠٠٠٢‬،‮ كتب في‮ ص‮. ٣٦: إسحق بن مرحيڤ بن ماروث مترجم وشاعر ومفسر للتوراة من القرن ‮١١‬،‮ معروف بلقبه اب حسدة الصوري‮". الطِباخ أي‮ كتاب‮ המצוות‮ (أ.ب‮. ٨٥٧-١٦٧‬،‮ ٨١/٤/٠٠٠٢ ص‮. ٧٥).

لقد نسخ المرحوم عبد المعين صدقة بخطه الواضح والأنيق حوالي ستين كتابا سامريا في الدين والعلوم والشعر، منها خمس نسخ للتوراة السامرية ومنها واحدة طولها ٥٠سم وعرضها ٣٥سم . ومثل آخر لما نسخه الكاهن هو كتاب مرقة، ثنائي اللغة، الآرامية السامرية واللغة العربية بالرسم السامري “باسم الله اله اسرايل هذا كتاب المعاجيز لسيدنا العالم العلامه هكهن مرقه ابن سيدنا عمران الزمان رضي الله عنه”, שמה–٣٤٥ ص. وتاريخ النسخ ١٩٩٤/٥/١٥ و١٩٩٤/٥/٢٠ وليس عام ١٩٤٤ كما جاء في الأصل سهوا، ص. ٢٨٩-רפט. وقد كوّن الناسخ التشقيل (أي: إدخال معلومات عن الناسخ والتاريخ والمكان والإهداء الخ. من خلال فرز الحروف المطلوبة في النص دون أية زيادة وتكوين الكلمات عاموديا ووضع نقطة في نهاية كل منها والقراءة تكون من الأعلى للأسفل، وعليه فهذه العملية قد تتطلب صفحات كثيرة بغية الحصول على المطلوب من الحروف لتركيب كلمات هذه المعلومات، ويبدو أن هذا النهج سامري وجاء في الأصل في نسخ نص التوراة ومن المعروف عدم جواز زيادة أو إنقاص أي حرف منها، ينظر سفر التثنية ٤: ٢، ١٣: ١) التالي في العامود الترجومي الأيمن ص. ٢٩١-٣١٣. “אני אלעזר בר צדקה בר יצחק עמרם בן שלמה בן טביה הכהן כתבתי הדה מימר אדונן מרקה רצון יהוה עליו בהרגריזים בית אל ואני בן ששים ושמונה שנה והוה זה שנת ו אלף ותלג לבריאת עלמה היא שנת ג אלף ווקלג למושב בני ישראל לארץ ירשתם היא שנת כז לנצחן ממשלת איביהם דלקח כתבו שנתים בלא מגרע והוא על שם בני יאיר אלה ישמרו ויוקרו וילף בנים ובני בנים בה אמן בעמל משה הנאמן אמן’’. وفي نهاية المخطوط أضاف الناسخ قصيدة له ذات مائة وواحد وعشرين بيتا ينتهي الشطر الأول بالقافية -נו والعجز بـ -רה/א/ח والبيت الأول: אין כיהוה אלהינו אל גדול ונורא
(أي: لا إله كإلهنا إله عظيم ورهيب)
والبيت الأخير:
ויהוה אלהינו ההלך לפנינו לא ירפך ולא יעזבך לא תירא
(أي: والله إلهنا السائر أمامنا لن يضعفك ولن يتركك، لا تخف).
كما ونسخ ما وجده من “كتاب هتوروت” للشيخ الفاضل زقن يشرائل، إسماعيل الرميحي، ١٥٦ ص. في ١٦ آذار ١٩٧٩. جمع الناسخ هذا الكتاب الناقص في رأسه ووسطه وذيله، من وريقات ممزقة (في الأصل، ص. ١٥٦: مشرمطة) بخط المؤلف وهي موجودة في مكتبة آل عمران. وجاء في آخر المخطوط، الكولوفون (لفظة لاتينية من أصل يوناني ومعناها الأصلي “قمة الجبل، أوج العمل”، ويأتي نص الكولوفون بأشكال مختلفة من مثلثات مقلوبة ومربعات وأهرامات)، ما يلي: “وهو برسم ولدي الناطق الوحيد أسأله تعالى ان يلهمه ويفتح ادراكه وينير سبيله ويهديه لحفظ ما جاء به بجاه رسول الدارين سيد الكونين سيدنا موسى آل عمران عليه افضل الصلاه والسلام ووصيتي لولدي هذا ان يحافظ عليه ولا تغريه الفلوس على بيعه لكي يكسب دائماً رضاء والده وفي نفس الوقت لا يبخل في علمه او بما في حوزته على كل طالب علم فهذا حق بين الشعوب وواجب على المقتدرين...“ وللكاهن صدقة كانت باع طولى في حساب التقويم السامري، חשבן קשטה أي الحساب الشريف/الصحيح/ السليم، وكانت السيدة الألمانية سيلڤيا پاولز-نيامي (نعمة) قد أعدّت أطروحة دكتوراتها في برلين عام ١٩٧٧ حول كتاب حساب السنين من تأليف الكاهن صدقة.

وقد خلّف الكاهن الأكبر انتاجا مخطوطا ذا بال بالعربية باستثناء الكتابين الأولين في القائمة التالية:
١) موجز في تاريخ وعادات وأعياد الطائفة السامرية، إعداد الكاهن عبد المعين صدقة، طبعت على نفقة نادي شبان الطائفة السامرية بنابلس، سنة ١٩٧٣، ٥٤ص، ستانسل. الموجز في تاريخ وعادات وأعياد الطائفة السامرية، إعداد عبد المعين صدقة، نابلس، الطبعة الأولى ١٩٩٧، حقوق الطبع محفوظة للمؤلف، ٧٤ ص. ورأيت اقتباس ما ورد في كلمة الإهداء “الى كل محبي الحقيقة، والباحثين عنها والى كل من يتوخى المعلومات الدقيقة والصحيحة والى كل الذين يدركون الحقائق ويتفهمونها والى كل فكر منفتح بعيد عن التعصب الاعمى الى رواد الحقيقة اينما حلوا وارتحلوا في كل زمان ومكان اهدي هذا العمل المتواضع” الكاهن عبد المعين السامري. ويذكر أن معظم هذا الموجز موجود على الشبكة العنكبوتية في الموقع
http://www.eltareekh.com/vb/showthread.php?p=27172
وقد اعتمد على هذا الموجز كل من كتب عن السامريين بالعربية أمثال د. محمد حافظ شريدة والأستاذ عمر عبد الخالق غوراني في كتابهما “الطائفة السامرية، تاريخها، عقيدتها، شريعتها، عاداتها، واقعها المعاصر. عرض ودراسة، نابلس طبعة أولى، ١٩٩٤، ١٤١ص + بعض الصور؛ د. عدنان عياش، الطائفة السامرية في نابلس. دراسة في معتقداتها وتقاليدها. نابلس ، طبعة أولى، ٢٠٠٣، ٢٢٨ص.

٢) ترجمة التوراة السامرية لأبي الحسن الصوري، إعداد الكاهن عبد المعين صدقة السامري. نابلس ١٩٧٨/٢/١، ٣٢٠ ص. وينبغى أن نشير هنا إلى أن الشيخ الدكتور أحمد حجازي السقا المصري قد حصل على نسخة من طبعة الكاهن صدقة هذه ونشرها وعرّف بها (٢٣ ص الأولى وإضافة باب بعنوان: من الفروق بين التوراة السامرية والعبرية فى الألفاظ والمعانى، ص. ٣٤٣-٤١٦) في العام ذاته ١٩٧٨ في القاهرة، دون إذن من الناشر الأول وترديد نفس الأخطاء بالنسبة لهوية المترجم والناسخ إلخ. هناك مقال ضاف حول هذه الترجمة بقلم كاتب هذه السطور يمكن لمن يهمه الأمر الرجوع إليه:
A New Unknown Version of the Arabic Translation of the Samaritan Pentateuch? In: Maria Macuch, Christa Müller-Kessler, Bert G. Fragner (eds.), חכמות בנתה ביתה Studia Semitica Necnon Iranica Rudolpho Macuch Septuagenario Ab Amicis Et Discipulis Dedicata. Otto Harrassowitz, Wiesbaden 1989, pp. 303—327.

٣) ) سبيل اللهفان لمعرفة الإيمان، نابلس ١٩٧٠/١١/١٥/؛ ١٩٧٩/٧/١٧؛ ١٩٧٩/١٢/١٢؛ ١٩٨٠/١/١٥، ٢٥٥ ص، بين جمع وتأليف مدّة عقد من السنين، والتدوين استغرق عاما. بين دفتي هذا المخطوط باقة كبيرة من المقالات بالعربية وبالآرامية السامرية مثل: مقالة وعظ لجد المرحوم عبد المعين، عُمران بن سلامة بن غزال (عُمران الزمان، ١٨٠٩-١٨٧٥)؛ العُشر؛ تفسير السفر الأول ٦: ٣ ויאמר יהוה לא ידון רוחי באדם לעולם בשגם בשר הוא... للكاهن فنحاس بن إسحق؛ فصل من أصول الدين لأبي الفرج بن اسحق بن كثار؛ تسعة أسئلة دينية يجيب عنها المؤلف والجامع؛ עשרה אמירות, רחמים, דברים, מופתים, الخ.؛ وصية الربيس لولده؛ مواضيع في الشريعة ؛ السبعة عهود؛ لعنات عشر لكل من الأرض وآدم وحوّاء والحية؛ أسرار لفظة בראשית، مواضيع عديدة في الشريعة؛ أشعار بالآرامية السامرية؛ تفسير تعطيف الخواطر لأبيشع بن فنحاس بن إسحق؛ شرح וזאת הברכה؛ كلام في العقل (مصادر عربية؟)؛ مقالة في הרגריזים وהתרומה لعبد المعين؛ أصول الدين؛ فتوى إفطار الطفل والمريض لأبي سعيد بن أبي الحسين بن أبي سعيد إلخ. وقد أطرى على هذا المخطوط أربعة من السامريين، اثنان وهما أبو وائل، يوسف أبو الحسن الكاهن، عديل وابن عم المرحوم أبي وضّاح في ٢٨ تموز ١٩٨٠، أما السيد المرحوم جميل عفيف وفي التاريخ ذاته فكتب يقول: “الى نيافة الاخ الكاهن عبد المعين آل اسحق المحترم
١- نقلت للخلف من السلف فاحسنتْ
٢- أنرت الطريق للجاهل فوجب القول بأنك عدلتْ
٣- طول أناملك وباعك في آلانشاء صورت فابدعتْ
٤- باطلاعي في سبيل اللهفان لمعرفة الايمان رأيتك على الشاطىء رسوتْ
٥- واخيراً وليس آخراً وجب القول بانك كفّيت ووفّيتْ.
أما الآخران فهما المرحوم راضي صدقة في ١٩٨٠/٩/١٢ والسيد فياض (زبولون) يوسف لطفي في ١٩٩٢/٩/١٢ فسجلا:
א) לא כל מי דאמר אמר, ולא כל מי דכתב כתב (أي: ليس كل من قال قال وليس كل من كتب كتب).
ב) לפני תאמר אני אדע, אקרא מה כתבו אנשי העדה עד תלמדה ותלמדה ובתר כן תאמר אלף תודה למבאר זה ספרה חסידה. (أي: قبل أن تقول: أعرفُ، إقرأ ما سطّره رجال الطائفة حتى تسبر كنهه وبعد ذلك تقول ألف شكر لكاتب هذا الكتاب الحسن). في هذا المخطوط ورد ذكر كثيرين من أعلام السامرة مثل عُمران بن سلامة؛ زين الشعراء، أبيشع بن فنحاس بن يوسف المصنّف؛ مرقه؛ الكاهن فنحاس بن إسحق؛ أبو القرج بن إسحق بن كثار؛ موفق الدين يوسف العسكري؛ عبد الله بن سلامة؛ إسماعيل الرميحي؛ أبو الحسن إسحق الصوري؛ إبراهيم آل يوسف القباصي؛ ربان فنحاس؛ المعلم يعقوب بن عمران؛ الحكيم بن دبشة؛ إبراهيم بن يعقوب العية؛ فنحاس بن العازار بن أهرون الكاهن الأكبر؛ أهرون بن منير (أبو الرجا)؛ العازار بن فنحاس.

٤) سيرة هـرون، نابلس ابتداء في ١٩٧٩/٥/٢٢ وانتهاء في ١٩٨٢/٢٨/١، ٩٣ ص. فيه أحد عشر فصلا مثل نشأته؛ مكانته عند ربه وعند قومه؛ تطلعه إلى خلاص شعبه؛ مد يد العون لشقيقه موسى؛ شخصيته؛ دور ابنه إلعازار؛ وفاته. وقد اعتمد المؤلف على بعض المصادر مثل التوراة المقدسة وميمر مرقه وشرح للكتاب المقدس لأحد القُسس (هكذا) وأقوال عمرم داره وشرح التوروت لإسماعيل الرميحي. وفي كلمة الإهداء تتجلى الصراحة والصدق اللذان تميز بهما المرحوم: “الى ولدي … الى وحيدي … إليه لكي يعي ويستوعب ويدرك كُنْهَ الطاعه وحُب الأخوه وعطفهم على بعضهم البعض … إليه … يا من لا استطيع أَن أُهدي غيره قبله … … …”. ومن الفصول التي تجذب القارىء ذلك الوصف الحيّ والمؤثر لزيارة الكاهن صدقة للحضرة المقدسة، مقام النبي أهرون في الأردن، قبل أربعة عقود ونيف (ص. ٨٥ الخ.). وكتب صدقة في بداية ص. ٩٠ “وكان لكل منا مطلب ولقد توسلته انا شخصيا وابتهلته بشفاعته وشفاعة اخيه الرسول الكريم وسر الاسم العظيم (أي: شيما = الله) أن يرزقني بولد فهيم طليق اللسان ولكل عمل حسن قويم يكون عاشقاً وسلوكه يكون ايضاً مستقيم ليحمل اسمي ويحافظ على رسمي ويكون لاخوته العجزه سند خير ولشرف عائلته أحسن طير وأقسم بالله العظيم انه ما مضى على تشرفنا بهذه الزياره تسعة اشهر حتى كان لي ما أردت وأنالني ربي ما طلبت ولعن الله الكاذب والمكذب لعنة ابديه فالحمد لله بما أجاد ما رمشت عين وأُغمضت للرُقاد”.

٥) الدُرر الفريده في شرح وتفسير الاسماء المجيده الوارده في التوراة الشريفه، نابلس ١٩٨٠/١١/١٦ ج. ١، ٢٥٦ص من الحجم الكبير، ثمرة عشرين سنة من التفكير والبحث. يأتي المؤلف بتفسير الأسماء وفق تسلسل ورودها في التوراة مستعينا بمصادر سامرية وأجنبية. وجاء في كلمة الإهداء “الى كل محب للبحث في امور دينه من طائفتي الاصيله الى كل واحد منهم سالك في امور دينه القويم، الى كل من يحافظ على مسيرة طائفته هذه، الى كل بان، الى كل مؤسس، الى كل مؤمن، الى كل من يسبق عقله كلمته، الى كل هاد للحق، اليهم جميعا اتشرف بوضع كتابي هذا بين ايديهم” ص. ٤. وهذه عينة من التفسير: עירד: (أصلا بالحرف السامري، ص. ١١) وتعنى “السريع” ربما كان سريعاً في الفهم او الحركه والله اعلم ومنهم من يقول ان معناه “مدنيا” نسبة لان والده كان يبني مدينه”؛ הגר (أصلا بالحرف السامري، ص. ٧٣): “يعتقد البعض أن هذه السيده عربية الأصل الأمر الذي يخالف التوراه: ולה שפחה מצרית ושמה הגר (في الأصل بالرسم السامري) مما يؤكد أنها مصريه ولذلك فان اسمها مصري ويعني ”العرب”؛ אסנת (في الأصل بالحرف السامري، ص. ٢٠٩): “يفسرها البعض ”رسمية” والبعض “زليخه” وهي ايضاً كلمة مصريه تعني “محبوبة نات” على اعتبار أن نات هو آلهة الحكم عند المصريين”.
بهذه المناسبة الحزينة نكتفي بهذه الإطلالة على أمل العودة مستقبلا إلى مخطوطات أخرى للمرحوم مثل “ديوان شعري وسقط قلمي” ولا سيما “ سقط اللعاب لأولي الألباب” الذي احتل مكانة خاصة في ذهن المرحوم وقلبه. ذكر لي ذلك عدة مرات خلال محادثاتنا الهاتفية خلال العام المنصرم.
رحمك الباري يا ابن عمران لحقت بجدك عمران الزمان

وفي الأسبوع ذاته فقدت الطائفة السامرية ابنا بارّا آخر، في التاسع من شباط الحالي ٢٠١٠، الصديق العزيز، يسرائيل بن جمليئيل صدقة عن عمر ٧٨ عاما.
لا ريب أن الكبار الأوفياء تبقى ذكراهم مغروسة في ذاكرة الناس. مات أبو وضاح الحكيم والدمث والمحبوب وهو واقف كما شجرة النخيل الباسقة، رحل عنا جسدا وسيبقى روحا.
نرجو من الله أن يسبغ ثوب العافية والتوفيق على خليفة عبد المعين، أهرون بن آف حسده (هارون أبو الحسن) الكاهن الأكبر الجديد.

جعل الربّ مثوى المرحومين الجنّة
وألهم ذويهما وأهلهما
جميل الصبر والسلوان
לית ממן לעלם אלא אלה לגדלה
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف