الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

يوهان هيردر": فيلسوف اللغة، وصديق الإسلام بقلم:أ.د. ناصر أحمد سنه

تاريخ النشر : 2010-02-23
يوهان هيردر
"يوهان هيردر": فيلسوف اللغة، وصديق الإسلام.
"لقد هبت رياح الدين، والشرف، وتذوق الجمال الإسلامي على الأوروبيين، فأغنت قيمهم ".الفيلسوف الألماني "هيردر"

بقلم: أ.د. ناصر احمد سنه/ كاتب وأكاديمي من مصر

"يوهان هيردر"(1744-1803م) فيلسوف لغوي ومستشرق ألماني عظيم تمتع بشخصية فذة، ومنصفة ومحايدة.وله أيادي بيضاء وتأثير واضح على الحضارة الألمانية. ولد الفيلسوف الألماني "يوهان غوتفريد هيردر" في 25 أغسطس 1744م في "موارنغين"، حيث عمل والده كمعلم وقائد لفرقة موسيقى الكنيسة. وفي وقت لاحق انتقل إلى "كونيغسبيرغ" لدراسة الطب والفلسفة وعلم الأديان. وشغل وظيفتي مدرس وراهب في المدرسة الدينية بمدينة "ريغا". ومن ثم أصبح خطيباً في مدينة "بوكيبورغ". في العام 1769م سافر "هيردر" إلى باريس حيث جادت قريحته بكتاب "العاصفة والضغط". وانتقل بعد ذلك إلى "فايمار"..المدينة التي احتضنت مفكرين وفلاسفة على غرار "غوته"، و"شيلر"، و"نيتشة" الذين عاصرهم "هيردر".
"
هيردر".. وعنصر اللغة
عاصر "هيردر" علماء وفلاسفة ومفكرين كبار مثل "لايبنيتز"، و"ليسنغ"، كما تأثر بآخرين أمثال "كانط"، و"هامان". وقد عُرف عنه موقفه الرافض لفلسفة "نقد العقل" للفيلسوف "كانط". كما عارض المفكر "وولف" في "تجزئته للنفس البشرية" داعياً إلى اعتبارها "كيان متكامل". .
وكان هو أول من أرشد "جوته" للإطلاع على الشعر العربي والقرآن الكريم. وكان يحمل رؤى غير منحازة ـ مفادها: أن اللغة أساس هام لاحترام الفروق الثقافية بين الحضارات، مع أهمية البحث عن المهم "الجوهر الإنساني" لدي الشعوب, كما جسده "هوميروس" في ملاحمه الخالد. ولقد فتح عيون الأدباء الألمان على "العبقرية الدرامية" لشكسبير. كما كان من أكبر الأدباء المنصفين للإسلام وهو ما أوضحه من خلال كتابه " أفكار حول فلسفة تاريخ الإنسان"(1791م)، وقام فيه بالإطراء على شخص الرسول الكريم "محمد" صلى الله عليه وسلم، و"حماسته لعقيدة التوحيد"، كما أوضح إعجابه بتعاليم الدين الإسلامي. ولقد أثر هذا "المعلم"، وأفكاره في نفس "جوته" تأثيرا بالغاً وعميقاً. قام "جوته"ـ بمساعدة "هيردر"ـ بترجمة كثيراً من الأشعار العربية والمعلقات إلى الألمانية، وذلك مروراً بترجمات لاتينية وإنجليزية (وكانت المعلقات العربية قد ترجمها لأول مرة "وليم جونز" (1746-1794م)، وفي عام 1783 صدرت بالحرف العربي المطبوع باللاتينية، مرفقة بترجمة "جونز"، مما حدا بجوته إلى ترجمتها إلى الألمانية).
من أبرز ما دعى إليه "هيردر" الاهتمام باللغة، كونها أساس أي تطور. وتأتي اللغة حسب مفهومه في المقدمة ثم تتبعها المعرفة والحكمة. كما أنه يري أن اللغة "تجعل من الإنسان إنساناً". لذلك قام بمحاولات "لـتأريخ اللغة"، ودراسة مراحل تطورها. ودعى "هيردر" إلي "احترام الخصوصيات الثقافية بين الحضارات والأجناس. وأكد أنه من خلال تلك الخصوصيات يمكن فهم الحضارة الإنسانية بشكل عام.

إشادته بالإسلام
رأى "هيردر" أن الحروب الصليبية كانت "فرصة ثمينة" لأوروبا لتتفهم الكثير عن حياة المسلمين وحضارتهم وثقافتهم. وفي كتابه "أفكار حول فلسفة تاريخ الإنسان" أطرى "هيردر" على شخص نبي الإسلام محمد ـ صلي الله عليه وسلم ـ وأبدى حماسة كبيرة لمبدأ "وحدانية الخالق". كما أبدى إعجابه بتعاليم الإسلام التي منحت المسلمين "الأمان، والاطمئنان النفسي". كما أبدى إعجابه بالقران الكريم فقال: "لو كان للجرمانيين كتاب كلاسيكي بلغتهم كالقرآن الكريم لما أصبحت اللغة اللاتينية مسيطرة عليهم، ولتعذر تفرقهم وتشتتهم ضمن الشعوب المختلفة المجاورة". يعد " هيردر" من كبار الألمان الذين لهم شهادتهم المُنصفة للإسلام. ولعل مقولته: "لقد هبت رياح الدين، والشرف، وتذوق الجمال الإسلامي على الأوروبيين، فأغنت قيمهم…" دليل جلي على ذلك. عاش "هيردر" في "فايمار" حتى وفاته في أغسطس عام 1803م.

بقلم: أ.د. ناصر أحمد سنه / كاتب وأكاديمي من مصر.
E.mail:[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف