الأخبار
وفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيا
2024/4/30
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

خيبة أمل بقلم:نزار ب. الزين

تاريخ النشر : 2010-02-19
خيبة أمل بقلم:نزار ب. الزين
خيبة أمل
قصة قصيرة
نزار ب. الزين*

كانوا ثلاثة ، سامي و زكي و صفوان ، تزاملوا في المرحلة الثانوية منذ بدايتها و استمروا معًا ، نفس المستوى الدراسي ، نفس الميول و المواهب ، نفس الإتجاهات مع فارق بسيط في المستويين الاقتصادي و الاجتماعي اللذان لم يؤثرا قط على علاقتهم الحميمة .
اذا زار زكي أو صفوان أو كليهما معا سامي في داره ، يستقبلهما والده بكل ود و احترام .
و اذا زار سامي صديقه زكي لوحده أو بصحبة صفوان فإن السيدة أم زكي تستقبله أو تستقبلهما بالترحاب و كأنهما ولداها ، و تحتار كيف تكرمهما .
أما شقيقة صفوان الكبرى و التي أصبحت في مقام والدته بعد أن رحلت والدته إلى العالم الآخر ثم تبعها والده بعد أشهر ؛ فكانت تشاركهما الحديث و النقاش و لكن خلف باب نصف مغلق .
كانوا يتنزهون معا و يتجولون في شوارع المدينة أو أسواقها معا ، و يشاركون في الرحلات المدرسية أو الترويحية معا .
كانوا ملتصقين سواء في المدرسة أو خارجها ، و قد يخالهم الآخرون إخوة ، و حتى أن بعض زملائهم أطلقوا عليهم لقب الفرسان الثلاثة .
و كبر ثلاثتهم معا و حصلوا على الثانوية العامة معا ، ثم توجه كل منهم في اتجاه مغاير .
سامي حصل على وظيفة في وزارة المعارف ( التربية ) ، و زكي حصل على وظيفة في وزارة المالية ، أما صفوان فقد التحق بكلية الطب بدعم من أخيه المغترب .

*****
و ذات يوم ...
لمح سامي شقيقة صفوان الصغرى ، فأعجبته ، كان يراها كثيرا عندما كانت أصغر سنا فلم تكن تلفت إنتباهه ، و لكنها نضجت الآن و تحولت إلى فتاة جميلة تضج بالأنوثة و الجاذبية .
استولت على كل تفكيره ...
تصورها على عرش الزفاف* إلى جانبه...
تخيلها زوجة مخلصة و أما حانية تملأ بيته بالبنين و البنات ...
لم يكن حبا صاعقا أو رومنسيا كما تُصوره الروايات أو أفلام السينما ، بقدر ما كان قناعة تامة بأن هذه الفتاة تصلح لأن تكون شريكة حياته ، و أن صداقته لصفوان سوف تدعم هذا الزواج ، فهو أدرى من أي إنسان آخر بخلفيته الإجتماعية و استقامة خلقه .
استشار زكي حول نيته، فرحب بالفكرة و شجعه بحرارة ....
استشار أم زكي ، فشجعته بزغرودة ...
إستشار والديه ، ففرحا و شجعته أمه بزغرودة مجلجة ...
عرضت أمه أن تذهب في الحال لخطبتها فرجاها التريث قليلا ، ريثما يستشير صديقه ، إذ لا يجوز أن يكون صفوان آخر من يعلم !
- و هل سيجد أفضل منك ؟
سألته أمه ، فأجابها ضاحكا :
- ( القرد بعين أمه غزال )
و لكنه أصر على التريث ....
لملم شجاعته و فاتح صفوان في الأمر ...
انتظر ترحيبه الحار ....
انتظر ابتسامته المشرقة ....
انتظر أن يشد على يده مشجعا ...
و لكنه أبداً لم يتوقع أن يجيبه صفوان بشيء من الجفاء :
- في حالة حدوث خطوبة رسمية وفق الأصول فسوف لن أعارض (؟!)
كان كمن يتكلم مع غريب !!!....
و كانت تلك هي الصدمة الأولى التي تمكن سامي من تجاهلها بصعوبة .
*****
تحرك وفد نسائي من طرف سامي لطلب يد سعاد شقيقة صديقه ، وفقا للتقاليد - تماماً كما طلب صفوان - و كانت الاجابة لدهشة الجميع و في مقدمتهم سامي :
- (( سوف نسأل عنه و نتشاور مع الفتاة و الأهل و نرد لكم الجواب بعد شهر ))
يا للعجب العجاب !!!
يسألون عني ، أنا ؟!
و كأنهم يتكلمون عن غريب ؟!
يسألون عني أنا ، و هم أدرى الناس بمن أنا ؟؟
و كانت تلك الصدمة الثانية
*****
و مضى الشهر الموعود ، اختفى فيه صفوان عن ناظر صديقيه سامي و زكي معاً ..
و عندما ذهبت خالته للحصول على الجواب ...
كان الجواب
- (( مافي نصيب ! عم البنت لم يوافق !!!! ))
و كانت تلك هي الصدمة الثالثة
انقطعت الصلة بين سامي و صفوان إثر هذا الموقف الذي أقل ما يقال فيه أنه غير ودي و إنكار لصداقة السنين ، و الذي لا يمكن إدراجه تحت أي عبارة تبريرية !
*****
و رغم عمل سامي الناجح و زواجه الأكثر نجاحا ...
و على الرغم من إنجابه خمسة أطفال أصبحوا محور حياته و آماله
فإنه ظل يتساءل بينه و بين نفسه :-
" ترى ما العيب الذي اكتشفوه بي ، و أنا لا أعرفه؟! "
" و ما سر الموقف السلبي الذي عاملني به صديقي صفوان؟! "
" و كيف تبخرت صداقة عشر سنين و ضاعت و كأنها لم تكن ؟ "
-------------------------
*( الأسكي أو الكوشة )
-------------------------
*نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
الموقع : www.FreeArabi.com
-------------------------
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف