الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اوهام الفكر الديني القراءة الممكنة والمتعذرة بقلم:أ.د. كريم الوائلي

تاريخ النشر : 2010-02-08
اوهام الفكر الديني القراءة الممكنة والمتعذرة بقلم:أ.د. كريم الوائلي
اوهام الفكر الديني القراءة الممكنة والمتعذرة
د .كريم الوائلي

للقراءة دلالتان : خارجية وداخلية ,اذ تدل الاولى على مجرد التلفظ واخراج الوحدات الصوتية عبر جهاز النطق وبحسب الانظمة اللغوية : صوتية , وصرفية , ونحوية , ودلالية , وتدل الثانية على الفهم , لتعني تجاوز التلفظ الى التفسير والتأويل , وهذا يعني ان هناك ثلاثة عناصر أساسية تكون القراءة : القارئ والمقروء وناتج القراءة .

ان العلاقة بين القارئ والمقروء ليست سلبية في كل الاحوال بحيث يتحول القارئ او المقروء الى مجرد طرف فاعل , ويتحول مقابله الى طرف منفعل , اذ يؤثر كل منهما في الاخر , ويتفاوت التغاير لدرجة يؤثر بناتج
القراءة . ولذالك فليست هناك قراءة خاطئة وانما هناك قراءة ممكنة وقراءة متعذرة , الامر الذي يجعل تعدد القراءات وتباينها أمرا محمودا ومستحبا , غير اننا نلتقي بقراءة ( متعذرة ) تجعل ناتج القراءة الغاية والمعيار , بحيث تلغي القراءات المختلفة , وتجعل ذاتها البديل .

ويتجلى ذلك في ما نطلق عليه الدين والفكر الديني , اذ يقع الكثير في وهم يخلط بين الدين بوصفه يمثل الثابت والفكر الديني بوصفه يمثل المتغير , بمعنى ان كليهما يمثل حقيقة لها استقلالها وخصائصها , على الرغم من ان الفكر الديني يعتمد على الدين ويتأسس في ضوئه , ويقترن به أقتران المعلول بعلته الثابتة .

ان الدين هو القرآن الكريم وما صح من السنة النبوية , ويمثل الثبات , في حين يمثل الفكر الديني أحد قراءات الدين وتتأثر هذه القراءة بالضرورة بالمنهج الذي تصدر عنه وآليات التحليل التي يستخدمها والعصر الذي ولدت فية , وفي هذه الحالة تتعدد القراءات وتختلف ولكنها لاتخرج عن الاصول والثوابت التي أقرها الدين وحددتها الشريعة , ولذلك يصح ان نقول ان هناك قراءة أشعرية وقراءة معتزلية وقراءة شيعية ..وهكذا ..

ان هذه القراءات المتعددة هي قراءات ممكنة وكل واحدة منها لاتلغي الاخرى او تنفيها او تهمشها ولكنها منحازة للاصول والثوابت التي تصدر عنها , بحيث تؤكد مقولة الامام
الشافعي : رأيي صواب يحتمل الخطأ , ورأيي غيري خطأ يحتمل الصواب , وهذا يعني ان الفكر الديني ليس هو الدين , وليس هو البديل عن الدين وأنما هو أحد القراءات .

ونلتقي في هذا السياق ببعض التصورات المتطرفة التي تجعل القراءة الخاصة وهي جزء من الفكر الديني بديلا عن الدين ومن ثم فأنها تسقط أصول القراءة على الدين فتصبغه بطابعها , وتجعل القراءة هي الدين وبذلك تهمش وتنفي وتلغي وتكفر كل قراءة أخرى , وهذا يعني ان من يجعل الفكر الديني متقدما على الدين او بديلا عنه انما يقوم بقراءة متعذرة للدين وفهم متخلف عن الواقع .

وتمثل بعض فرق الخوارج أبرز الامثلة على ذلك من تراثنا وتاريخنا لانها قرأت الدين والواقع قراءة متعذرة فكفرت المجتمع المسلم كله , وجعلت فكرها الديني بديلا عن الدين , الامر الذي دفعها الى التطرف في استخدام العنف ساعية الى اجتثاث مخالفيها من المسلمين فكريآ وجسديآ , ولكن حركة التاريخ تجاوزت هذه الممارسات فأصبحت مجرد حدث تأريخي محض يدرسه المتخصصون ويستفيد من عبرته الباحثون والناس جميعآ .

وتبرز اليوم بؤر مماثلة تعتمد تصورات اصولية و وتجعل فكرها الديني متقدما على الدين نفسه , وتعتمد فقها خاطئا يكفر المجتمع المسلم كله , وتمنح نفسها حق امتلاك المعرفة واحتكار الحقيقة , ثم تعمد بعد ذلك الى استخدام ادوات العنف ضد مجتمعات تدين بالولاء للدين والعقيدة .

ان حركة التاريخ وقوانينة اثبتت بما لايدع مجالا للشك ان حركة بعض فرق الخوارج كانت مجرد فقاعة في تأريخ المسلمين , ثم آلت الى الزوال , والامر نفسه يصدق على كل حركة تعاند صيرورة التاريخ , لآن مصيرها سيكون حتما الى الزوال ..ولو بعد حين ..
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف