ألتمرد ضد الزعيم عبدالكريم في بداية ١٩٥٩م بحث وتعليق وتقديم:ديار الهرمزي

لقد استمرت الفوضى والصراع بين الزعيم قاسم ومؤيده من الشيوعيون من جهة وضباط القوميون والاسلاميون من جهة مما دفع الضباط التفكير بجدية لتخطيط لتمرد ضد الزعيم عبدالكريم في بداية ١٩٥٩م بعد ان يئس رفعت من ثني قاسم عن عدم التفكير في اعلان مجلس قيادة الثورة الذي زاد الوضع تعقيداً وزادت المسافة بين المتصارعين عن السلطة .. لقد تجمع الضباط بشكل سري جدا وتولى العقيد رفعت الحاج سري مدير المخابرات العسكرية في بغداد والزعيم الركن ناظم طبقجلي قائد الفرقة الثانية في كركوك مسئولية الاطاحة بحكم اللواء عبدالكريم قاسم وانظم الى حركتهما عدد من الضباط ذات اتجاه القومي والاسلامي )الاخوان المسلمين( وفي الموصل اعاد الضباط صفوفهم من جديد بقيادة الرائد الركن محمود عزيز لغرض ايقاف ايقاف تحركات الشيوعيون ومن معهم ووضع حد لفوضى العارمة التي تقود البلاد الى الهاوية ومن اجل اعادة الاوضاع الى طبيعتها حسب الرأي الضباط الذين وقفوا ضد الزعيم عبدالكريم...
لقد خططوا لاطاحة بحكم الزعيم قاسم ..
اما خطة فوضعت كما يلي..
اولا..
في البداية يعلن العميد الركن ناظم الطبقجلي الحركة من قيادة الفرقة الثانية في كركوك وبالتالي السيطرة على جميع المراكز والالوية التابعة له عسكريا...وفي المرحلة الثانية التحرك نحو العاصمة بغداد ..اذا اقتض الامر.. ولكن هذه الخطة ابعدت لاسباب لايعرفه احد الا الضباط ..
ثانيا..
تحولت الانظار الى اعلان الحركة في الموصل حيث تمت مفاتحة العقيد الركن عبدالوهاب الشواف بقيادتها من الموصل فوافق فورا بعد ان تؤكد استحالة اصلاح الامور مع الزعيم عبدالكريم الذي على رأس السلطة في بغداد..وقد قيل ان العقيد الركن الشواف قد وافق على قيادة الحركة الضباط في الموصل لانه كان ينتظر منصبا اكبر من منصب آمر لواء.. او لربما تم استغلاله من قبل الضباط الثائرين ووقغ تحت سيطرتهم والله اعلم...
ثالثا ..
اما الخطة في بغداد فقد اختار رفعت اربعة من الرجال المقربين منه لاغتيال الزعيم عبدالكريم ..حيث تم اعداد الاسلحة اللازمة مع القنابل يدوية في خزانة حديدية في غرفته ..وكانت الخطة هنا اغتيال الزعيم عبدالكريم في غرفته او اثناء اجتماعه مع الوزراء.. وينفذ رفعت نفسه هذه العملية للتمكين من استقالته تسفيره خارج العراق او قتله ...
رابعا ..
وضعت خطة ثانوية لاحتلال مرسلات ابي غريب ومحطة الاذاعة وبعض القطعات في جنوب العراق وشمالها حال الاعلان عن الاتقلاب على الحكم في بغداد..
خامسا ..
تم الاتفاق مع التنظيمات والاحزاب والحركات القومية وابعاد التنظيمات ذات اتجاه المذهبي لاسباب سياسية...
سادسا..
الاتصال مع الجمهورية العربية المتحدة لتأمين الدعم المادي والاعلامي اللازم....
لقد حددت الساعة الصفر ليلة ٧/٨-آذار - ١٩٥٩ م في الساعة الثانية عشرة...... هكذا كانت الصراعات بين الضباط العراقيين والزعيم عبدالكريم قاسم طمعا لمناصب العالية في السلطة لا اكثر ولا اقل والشعب دفع الثمن الاخطاء القادة ولا زال الشعب العراقي يدفع الثمن الاخطاء القادة العصر الديمقراطية .. وحسبي الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم المصير....
هوامش ..
...عبدالكريم قاسم البداية والسقوط/جمال مصطفى مردان
...انتفاضة الشواف في الموصل/حازم حسن العلي
...موسوعة العراق السياسية
...ذاكرة التاريخ لثورة تموز