الأخبار
غزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليومي
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

موقف الأقباط في مصر من العرب الغزاة بقلم:أشرف صالح

تاريخ النشر : 2010-01-14
يجمع المؤرخون على أن موقف الأقباط من العرب الغزاة كان سلبيًا، بمعنى أنهم لم يعاونوهم ولم يعادوهم، فلا يمكن القول أن الأقباط استقبلوا العرب كمحررين لبلادهم لأنهم يجهلونهم ويجهلون نواياهم.كما أنهم لم يعاونوا الروم إلا بالقدر الذي يضطرهم إليه خضوعهم لسلطة قيصر. كما يمكن تلخيص موقف الأقباط من العرب الغزاة - حسب قول الأب جانو- أنهم لم يقوموا بأي مجهود بوقف الكارثة (الغزو) ولكنهم احتموا خلف أسوار المدن التي لم يجرؤ العرب على اقتحامها وانتظروا هجومهم عليها.

لم يطمئن العرب إلى الأقباط ولم يعلنوا توجهاتهم لهم وذلك لجهلهم بلغتي الشعب اليونانية والقبطية، ورغم أنهم لم يكونوا شديدي الوحشية في قتالهم، إلا أن زحفهم لم يخل من أعمال مشينة وحركات قمع دامية. يذكر الأسقف حنا النقيوسي بعض الأعمال الوحشية التي قام بها العرب أثناء زحفهم على المدن المصرية مثل: أمر عمرو بن العاص بالقبض على القضاة الرومان وتكبيل أيديهم وأقدامهم بسلاسل حديدية وأوتاد خشبية وقتلهم ومصادرة أموالهم، كذلك اغتصاب أموال المسيحيين ومضاعفة الضرائب على الفلاحين، والاحتفال بالمرتدين عن المسيحية والقيام معهم بالاستيلاء على أملاك المسيحيين ونعتهم بلقب أعداء الله.

وهناك مَن يرى أن حرية العقيدة وعدالة الضرائب سبب إقبال الأقباط على الفتح الإسلامي لمصر، فالجزية التي تم فرضها على الأقباط عقب فتح المسلمين لمصر كانت تعادل دينارين، وهي ضريبة مقابل الانتفاع بالمرافق العامة التي تنشئها الدولة الإسلامية وكجزء من نفقات الجيوش التي تدافع عن المسيحيين، كما لم يكن يدفعها سوى 75% من الأقباط لأنه يُعفى منها النساء والشيوخ والأطفال وغير القادرين، مما ترتب على ذلك مساعدة الجيوش الإسلامية أثناء مسيرها من العريش إلى الإسكندرية.

فقد كان الأقباط يضمرون كرهاً وحقدًا لدولة البيزنطيين، والسبب في ذلك ظلم الضرائب التي وصلت إلى خمس وعشرين نوعاً وفرضوها لتغطية حروبهم الدائمة مع الدولة الفارسية، ويضاف إلى ذلك الاضطهاد الديني الموجه للمسيحيين الأرثوذكس وهم غالبية أبناء مصر الأقباط، ولذا تعهد الأقباط باستضافة المسلمين ثلاثة أيام إذ ما نزلوا عليهم حتى يرحموهم من ظلم الدولة البيزنطية.

لقد كانت كل الأقاليم الواقعة تحت الحكم البيزنطي في حالة من الضياع والفقر ترزح تحت ترسانة من الضرائب، ولم يكن أهل البلاد خاصةً في مصر الطبقة السفلى في النظام الاجتماعي، بينما الطبقات العليا المكونة من الرومان ليس لهم إلا غرض واحد هو ابتزاز المصريين حتى آخر درهم، وهو ما يفسر مساعدة الأقباط للمسلمين في فتح مصر، كما أن تقدير الضرائب كان يتم حسب ظروف الإمبراطورية في العام الذي تقدر فيه، يضعها الإمبراطور مع مستشاريه وفقاً للحروب التي ستدخلها الدولة أو نفقات العمران التي تحتاجها، أو القصور التي سيبنيها الإمبراطور لنفسه، فوصلت الضرائب إلى (25) نوعًا في الدولة البيزنطية.

الجدير بالذكر؛ أن الأقباط كانوا بمعزل عن الأحداث من قبل الفتح بستة قرون بعد سيطرة الدولة الرومانية وقهرها لأهل البلاد، وهو الأمر الذي بلغ مداه قبل وصول الجيوش الإسلامية علي أبواب مصر بعد محاولات من الحاكم لتغيير ملة ومذهب الأقباط وتحويلهم إلي المذهب الملكاني، وهو ما فشل فيه فشلاً ذريعًا مما دفعه إلي تخريب الكنائس والأديرة الخاصة بالأقباط، وأصبح الجو مهيئًا لاستقبال الوافد الجديد، خاصةً مع وجود العديد من الطوائف والمذاهب التي كانت خارجة علي الكنيسة الأرثوذكسية ووجدت نفسها تتفق مع تعاليم الإسلام، فدخلوه بإرادتهم الحرة خاصةً أن الإسلام كان لا يجبر أحدا علي الدخول فيه، فكان يضع في المقدمة الدخول في الإسلام أو الجزية، أو الحرب.

وكانت شروط الجزية غاية في التيسير، فكان يُعفي منها من يعاني من الفقر أو المرض أو كبر السن، وكانت لا تمثل شيئا بالنسبة لما كان يدفعه الأقباط للرومان، وشعر الأقباط بالأمان مع قدوم القوات الإسلامية بعد أن أدركوا أنهم لا يخططون لإخراجهم من دينهم ولن يرهقوهم بالضرائب الباهظة، والدليل علي ذلك أنه حتى نهاية العصر الفاطمي لم يدخل في الإسلام من أقباط مصر أكثر من 20٪ منهم.

ومما لا شك فيه؛ أن القبط لم يعاونوا الروم في قتال العرب إلا بالقدر الذي يضطرهم إليه خضوعهم كارهين لسلطان قيصر وعماله. ولكن لا شك كذلك في أنهم لم يعاونوا العرب، إلا أن تكون معاونات فردية. أما فيما وراء ذلك، فقد وقف شعب مصر من الفريقين المتحاربين موقف المتفرج شديد التطلع. ولما كان الشعب قد أفسدته العبودية، فكان يتحمل سادته بشيء من عدم المبالاة، ولله الأمر في اجتياح الفرس لبلادهم وخروجهم منها، وفي عودة الرومان إليها ونزوحهم عنها، وفي دخول العرب إليها وبقائهم فيها.

المراجع:
- الأب أنطون فؤاد، الأقباط تحت الحكم الإسلامي: الجزء الأول.- موقع كنيسة الإسكندرية الكاثوليكي: (ww.coptcatholic.net)
- الراهب القس أثناسيوس المقارى، الكنائس الشَّرقيَّة وأوطانها.-الطبعة الأولى.- القاهرة: مكتبة مجلَّة مرقس، 2007. (الجزء الثَّاني)
- جاك تاجر، أقباط ومسلمون من الفتح العربي إلى عام 1922.- جيرسي سيتي: الهيئات القبطية بالمهجر، 1984.
- عادل جندي، مقال بعنوان "الثور الناطح والبقرة الحلوب".- جريدة إيلاف.- 17/7/2004.(www.elaph.com)
- مجلة آخر ساعة.- العدد 3912؛ 14 أكتوبر 2009.
- محمد حسين هيكل، الفاروق عمر.- الطبعة الخامسة.- القاهرة: دار المعارف، 1972. (2 جزء في مجلد واحد)
- نبيل لوقا بباوي، الأقباط: هل ساعدوا المسلمين في فتح مصر/ تقديم الشيخ علي عبد الباقي.- الطبعة الأولى.- القاهرة 2009.
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف