الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التطور العمرانى فى المشرق العربى (ج3) بقلم:م. زياد صيدم

تاريخ النشر : 2010-01-11
التطور العمرانى فى المشرق العربى (ج3) بقلم:م. زياد صيدم
(الفصل الثالث)

*التقدم العلمى والتراث الأصيل فىالعمارة:-

التقدم العلمى فى أى بلد بوجه عام وفى مجال البناء بوجه خاص منوط بالوضع الإقتصادى والتكنولوجى للبلد فالتطور العلمى فى بلاد الغرب تقدم بشكل كبير وبخطى واسعة نحو الأمام فى مجال البناء مما أدى إلى فقد القيم الإنسانية و التراثية فى العمارة .
وفى البلاد العربية فإن صناعة البناء حتى الآن فى مراحلها الأولى مقارنة لما هو حادث فى بلاد الغرب وذلك بسبب نقص التكنولوجيا والأيدى المدربة فى ذلك المجال ،تسبب فيها صعوبة الأوضاع الإقتصادية فى معظم أقطارها بإستثناء بعض الأقطار الغنية فى المشرق العربى(شبه الجزيرة العربية) والتى إستطاعت إحضار هذه التكنولوجيا من خلال الشركات الأجنبية المتخصصة والتى عملت فى تلك الأقطار دون أى مراعاه أو إعتبار لمدى ملائمتها مع البيئة أو المجتمع والتى سارعت فى نشوء عمارة مختلفة وبعيدة كل البعد عن العمارة ذات الطابع التراثى الإسلامى والتى تميز المدن العربية.
إذن فالهدف هو الوصول إلى التقدم التكنولوجى المطلوب والذى يضمن ويكفل ملائمته للمجتمع والبيئة وذلك حتى يتم إحترام الشكل العام للمدينة الإسلامية مع الإستمرار فى تحديثها، مع العلم بأن ذلك ليس بالأمر السهل فى زمن التقدم الإجتماعى والإقتصادى والذى من خلاله فقد التوازن بين الضرورة والحاجة المادية من جهه وبين الضرورة والحاجة المعنوية من جهه أخرى وهنا تكمن خطورة الموقف و حساسيته والذى يتوجب علينا التفكير والوقوف لإستعراض التأثيرات السلبية لهذا التقدم التكنولوجى وعمل كل ما هو مستطاع حتى يخدم ويساعد الوصول للحفاظ على القيم أو بعضها لتلك المدن العربية والتى تفقد رويداً رويداً قيمها التراثية الإسلامية الأصيلة.

_مثال،( شبه الجزيرة العربية):
شبه الجزيرة العربية ترجع فى جذورها الإنسانية إلى أوصول واحدة بالرغم من تعدد أقطارها المختلفة و تنوعها جغرافياً..وهى مقسمة إلى مملكات وإمارات ودول وهى: (المملكة العربية السعودية-الكويت- الإمارات العربية المتحدة-قطر-البحرين-عُمان واليمن) .وقد لعب المناخ دوراً هاماً وأساسياً فى تنوع الحضارات الإقليمية فيها والذى عمل على تجمعها على طول سواحلها البحرية الشرقية والغربية والجنوبية وهذا يشرح بدوره عمليات التبادل بين الحضارات الأخرى المجاورة والتى كانت متواجدة فى العراق وبلاد الفرس فى الشرق وإفريقيا فى الجنوب ومصر وبلاد الشام فى الغرب والشمال.
إن المكانة الكبيرة لشبه الجزيرة العربية وأهميتها التاريخية تنبع من كونها مهدا للإسلام فى القرن السابع وأرضاً لكثير من الحضارات الغابرة فى الزمن السحيق والتى جاء ذكرها فى القرآن الكريم أمثال قوم ثمود وهم اللذين نحتوا بيوتهم وقصورهم فى الجبال الواقعة فى الشمال و الغرب واللذين تأثروا فيهم فيما بعد عبر التاريخ المكتوب كل من الرومان والإغريق.
إذن العمارة بدأت هنا بإنشاء البيوت بنحتها فى الجبال أو بإستخدام الحجارة فى المناطق السهلة حتى تأثر المنطقة بالحضارات الثلاثة اللآحقة فى الجنوب والشرق والشمال، وكانت الكعبة المشرفة أولى البيوت فى المدينة والتى إكتسبت فيما بعد مكانتها المقدسة لجميع مسلمى المعمورة على حد سواء.
بهجرة الرسول الكريم إلىالمدينة قادماً من مكة أصبحت مكة مركزاً ومنطلقاً للفتوحات الأولى للإسلام فى خارج شبه الجزيرة العربية نحو الشرق والغرب والشمال و تميزت هذه الفترة بعمارة بسيطة دون أى قيمة معمارية تذكر وذلك مرجعه إلى أن الإسلام كان مهتماً بادىء ذى بدىء ببناء الإنسان على بناء وإنشاء البيوت والقصور.
وبإنتقال الخلافة إلى دمشق فى العصر الأموى خضعت شبه الجزيرة تحت القيادة الأموية حتى بداية العصر العباسى وعاصمته بغداد وبشكل موازى كان الأيوبيين يحكمون مصر حتى إنتقال الخلافة إليها بعاصمتها القاهرة.
إستمر ذلك حتى مجيىء العثمانيين للمنطقة العربية بأسرها بحجة حماية الأماكن المقدسة فخضعت شبه الجزيرة تحت الولاية العثمانية كجزء من المنطقة بأكملها.
إذن فالعمارة التراثية فى شبه الجزيرة العربية سجلت أولى بداياتها بنحت البيوت فى سفوح الجبال وبإستخدام المواد الأولية المتواجدة فى البيئة الصحراوية والتى تميز المنطقة وهى الطين والرمل والحجارة وبإستخدام سعف النخيل فى إنشاء سقوف البيوت وهذه المواد مجتمعة ميزت العمارة فى شبه الجزيرة فسُميت بعمارة الطين وعليه فالمناخ والمواد الأولية عملت على صبغ الطابع والشكل للعمارة وتصديقاً لذلك نجد بأن العمارة لم تزد فى إرتفاعها على طابقين بإستثناء تلك الموجودة فى المدن والتى أُستخدمت فيها الحجارة لتدعيم وتقوية الطين،بالإضافة إلى أن البيوت والقصور توجهت نحو الداخل مع إنشاء فراغات أمامية لها أيضاً للوقاية من المناخ الحار والجاف بالإضافة إلى بناؤها قريبة من بعضها البعض وإحتوائها على سور من الطين لتخدم نفس الغرض.
وبوجه عام فإن العمارة كما سبق وذكرنا قد تنوعت من منطقة إلى أخرى فى شبه الجزيرة طبقاً للمناخ فمثلاً فى الجنوب حيث تتساقط الأمطار نجد إحتوائها على الحجارة وعلى العكس فى مناطق الشمال فهى تخلو من الحجارة وإقتصارها على الطين وذلك لعدم تساقط الأمطار .
مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ومع الهزائم التركية المتلاحقة إحتلت بريطانيا شبه الجزيرة ،ودخلت المنطقة من جانب آخر فى حروب داخلية نشبت بين القبائل المتصارعة على الحكم والسيطرة ساعدت على خلق أوضاع داخلية صعبة للغاية على جميع الأصعدة وقد تركت الفترة العثمانية أثرها على العمارة من حيث تأثرها بها فنجدها فى مدينة جدة على سبيل المثال،وبإنتهاء الربع الأول من القرن العشرين ومع إكتشاف البترول وإنتهاء الصراع الداخلى بين القبائل ونشوء العربية السعودية والأقطار الأخرى وذلك بعد الإستقلال عن بريطانيا العظمى آنذاك فإن شبه الجزيرة بدأت عهداً جديداً ومختلفاً تماماً من حيث التطور والتقدم الإقتصادى والإجتماعى فى معظم مناطق شبه الجزيرة العربية- والذى سنتحدث عنه لاحقاً- .


- العمارة المحلية وأسباب فقدها للقيم الأصيلة في(شبه الجزيرة):
العمارة المحلية لأى منطقة هى بالتأكيد تمثل مرآة تنعكس عليها معظم الحضارات التى تتعاقب عليها وتأتى الدراسات والبحوث لكشف النقاب عنها،وهى ظاهرة هامة ومسؤولية كبيرة والتى تقع على عاتق المهندسيين المعماريين تحديداً وذلك من حيث تأثرهم بالعمارة الغربية وتراثها وخصوصاً عندما يتجاهلون كثيراً من تلك الحقائق التاريخية والإجتماعية للمناطق التى يعيشون فيها حين يقومون بتطبيق حلول ليس لها وجود فى البناء الإنسانى -إن صح التعبير- ويتجاهلون أيضاً ردود الفعل للمجتمع العربى وذلك لعدم درايتهم ومعرفتهم الكافية بالعمارة المحلية أو تلك التراثية مستخدمين-بشكل لا يخالف العادات- الإمكانيات والوسائل الحديثة والتكنولوجيا من أجل الأخذ بالجانب الإيجابى وترك الجوانب السلبية وبتعبير آخر لم يستطيعوا خلق عمارة ذات ميزات محلية ملائمة ومناسبة لعصرنا الحالى،ويرجع هذا لإعتقادهم بأنها لا توفى ولا تخدم المجتمع الحديث أو المتطلبات العصرية الحياتية فى الوقت الحالى.
بدأ المشرق العربي فى القرن العشرين كما فى غالبية الدول النامية فى تطبيق عمارة ذات طابع غربى معتقدة بذلك أنها ستواكب التقدم الحادث فى الغرب بسرعة كبيرة...مما تسبب عنه إنتشار أشكال وأنماط أجنبية وبسرعة مذهلة فى معظم مناطق شبه الجزيرة، توازى ذلك مع ظهور مشاكل إجتماعية معقدة من الناحية التراثية والعادات والتقاليد وقطيعة كلية مع العمارة ذات التراث الإسلامى الأصيل.
وسنتطرق الآن لأهم الأسباب الرئيسية التى ساعدت فى التوجه نحو العمارة ذات الطابع الغربى:-
- الحاجة الملحة لإيجاد حلول للمشاكل المتعلقة بالسكن وذلك بعد الزيادة الكبيرة فى أعداد السكان.
- الحاجة الملحة للحاق بوكب التطور والتقدم السريع الذى يميز الغرب.
- إكتشاف مصادر البترول والتحولات الآحقة وهو من العوامل الرئيسية والذى سنتحدث عنه لاحقاً.
وبعد إستعراض تلك الأمور والتى سارعت فى إنتشار العمارة الغربية فى بدايات القرن العشرين فى معظم بلدان المشرق العربى والموضحة أعلاه، متسببة فى هجر كلى للبيئة الطبيعية والإجتماعية تقريباً فيما يتعلق بالعمارة التراثية وذلك بالتأئر بالنهج الغربى على أنه الحلم بمستقبل متطور وأفضل،وعليه بدأت تشاهد أشكال ومكونات ذات أنماط أجنبية وغريبة ومختلفة تماماً عن التراث ونستطيع القول بأنه تغْير جذرى أصبح يلاحظ فى معظم مناطق شبه الجزيرة الأمر الذى أوقع الفكر العربى فى المنطقة تحت تأثير مدارس مختلفة منها اليونانية والإيطالية والفرنسية دون إمعان الفكر فى أنها نشأت فى ظروف وبيئة إقتصادية وإجتماعية و سياسية مختلفة تماماً عما نعيشه و نحياه.
والآن سنستعرض بعض الأمثلة لهذا التأثير فى مناطق متنوعة فى شبه الجزيرة ولكن قبل ذلك لابد من التنويه إلى وجود شرائع ولوائح تنظيمية وقوانين خاصة مرتبطة ومعقدة وخصوصاً فى بعض الأقطار التى تتبع أنظمة إشتراكية حيث التأثير بدى ضعيفاً وغير ملموس ونلمس ذلك فى المشاريع الحكومية والمنشآت الشعبية كمساكن وغيرها..، على حين فى الأقطار ذات الإقتصاد الحر نسبياً! بدى واضحاً وجلياً من خلال التغير والإختلاف والتنوع بالتطبيع النمطى الغربى والذى لم يعنى قطعياً بتكلفة مواد البناء المستخدمة أو بالتراث المحلى فمثلاً نجد أبنية ذات أنماط سويسرية فى الرياض !فى العربية السعةدية و أنماط رومانية فى ضواحى مدينة الكويت ! أو أشكال هندية كما ضهر فى مسجد أبو ظبى الكبير فى الإمارات العربية المتحدة ! .
ومن ناحية أخرى ظهرت عمارة ذات طابع عشوائى غير منظم فى ضواحى مدينة جدة ونماطق نائية ريفية فى شبه الجزيرة لأنها أكثر قابلية على إحتياجات السكان وتكيفهم من النواحى البيئية والإجتماعية...إخ وهذا قد يكون رداً من المجتمع على ما يرونه من تأثر غير مناسب بالعمارة الغربية.
إذن فتكنولوجيا البناء بشكل عام فى المشرق العربى وشبه الجزيرة بشكل خاص لهو بلا شك إمتداد للغرب متمثلاً فى إستيراد كل جديد دون تدقيق لملائمة المواد المستخدمة أو النمط المعمول مع المجتمع والبيئة على إختلافها. ،إذن للوقوف أمام هذه التغيرات السريعة فى التقدم التكنولوجى الغير مراقب ومواجهته وذلك من أجل الحفاظ على الخصائص المعمارية التراثيةالأصيلة بدأت - وللحق- تُسمع كثير من الأصوات والآراء والتى تنادى وتطالب بإنشاء عمارة محلية ملائمة وتتناسب مع الأحوال الإجتماعية والبيئية فى المنطقة، لإعتقادها الراسخ بأنه من هنا يمكن إعادة اللحمة وزيادة الروابط بين الإنسان وبين المسكن الذى يعيش فيه ، حيث أن العلاقة وطيدة بين البيئة والعمارة ومن هنا تبدىء الطريق السليمة لإنشاء وخلق عمارة ملائمة و مناسبة لكل مناطق المشرق العربى .
إذن فالحلول لا يمكن أن تكون بإستيراد تكنولوجيا البناء الحديث والمواد المعقدة المستخدمة فيها والمرتفعة ثمناً فقط ،ولكن فى إيجاد الوسائل التكنولوجية الخاصة بالعمارة التى تتلائم وتتناسب مع الثقافة التى تميز المنطقة والبيئة بكل أنواعها المختلفة، ومكملة لإحتياجات وإمكانيات السكان العملية والمعنوية ومع الإمكانيات الإقتصادية لأى قطر فيها.
وعليه فمن الأهمية القصوى والضرورة الملحة -طبقاً لوجهة نظرنا - أن يحدث تغيير جذرى فى القواعد والنظم والإدارات سواء فى القطاع العام أو الخاص وضرورة تحديث وتطوير الكتب المدرسية والتعليم فى مختلف الكليات الجامعية للهندسة المعمارية بشكل يسمح للقواعد والنظريات واللوائح الخاصة بالعمارة أن تكون أكثر ملائمة و واقعية مع البيئة والإقتصاد وقبل كل ذلك مع المجتمع بعاداته وتقاليده وثقافاته ،وكذلك يجب فحص وإختبار التكنكة المستخدمة فى البناء بطريقة علمية وعملية. وبهذا نستطيع الوصول لإيجاد إحتمالات ربط العمارة الحديثة مع العمارة التراثية الأصيلة فى المشرق العربى والتى سنتحدث عنها لاحقاً ..

- التحولات الجذرية فى العمارة بعد إكتشاف البترول فى المنطقة:
لقد تحدثنا سابقاً عن أهم الأسباب التى سارعت فى التوجه و التأثر بالعمارة الغربية، وكان أحد تلك الأسباب الهامة هو إكتشاف مصادر البترول .
فى سنوات 1940 بدأت العمارة فى شبه الجزيرة عهداً جديداً تميز بالإنفتاح الكبير وألا محدود تجاه الغرب وتجاه العالم بأكمله بوجه عام مما تسبب عنه صعوبة كبيرة فى إيجاد أى أثر للعمارة المحلية -الإقليمية- ،وبهذا دخلت المنطقة فى مرحلة مختلفة تماماً عن العادات والتقاليد التراثية للسكان وبشكل موازى أصبح مألوفاً مشاهدة أشكالاً معمارية لا عربية ولا أجنبية إن صح التعبير أو بعبارة أخرى لا تنتمى لأى شخصية نمطية معروفة، فانتشرت بل واكتسحت المنطقة أنماطاً وأشكالاً معمارية مختلفة ومتنوعة وبشكل سريع وقد حدث ذلك عن طريق: الأول العمارة الرسمية (الحكومية) أى المنشآت الكبيرة التى يتم إنشاؤها بواسطة المعماريين الأجانب دون الأخذ بإعتبارات إقتصادية حيث الميزانية المالية الكبيرة التى تمتلكها وهى مبانى البنوك- الفنادق- القصور العامة والخاصة للأسر المالكة- ،فأصبحت المنطقة حقلاً للتجارب المعمارية و للمعماريين الأجانب وملعباً يتسابق فيه الجميع،حدث ذلك طوال السنوات الماضية حتى مجيىء الربع الأخير من هذا القرن وتحديداً فى مدينة جدة فى العربية السعودية أن تنبهت بلدية جدة وأخذت المبادرة فى الرقابة العامة لجميع مشاريع البناء.
الطريق الثانى العمارة الخاصة أى البيوت والقصور السكنية والتى تنوعت واختلفت حسب الأحوال الإقتصادية والإجتماعية والثقافية وخضعت أيضاً للمزاج والأهواء الشخصية لأصحاب تلك المنشآت زاللذين فرضوا رغباتهم المختلفة لما يشاهدونه فى الغرب على المعماريين سواء الأجانب منهم والعرب وذلك على إطاعة أمزجتهم وتلبية رغباتهم وتطلعاتهم. وبهذا فقدت العمارة المحلية أصالتها وجذورها فى النواحى الإجتماعية والبيئية فى معظم المدن الكبيرة ،هذا من ناحية و من ناحية أخرى من حيث العمارة الصحراوية فى القرى والمناطق النائية والأرياف فبعد إكتشاف البترول هجرها ساكنيها إلى المدن أو إلى المناطق القريبة من مصادر إستخراج البترول ومع مرور الزمن والزيادة السكانية المتصاعدة ومع قدوم أعداداً ضخمة من العمالة الأجنبية طلباً للرزق ساعد ذلك فى حدوث هجرة معاكسة فتوجه من هجروا قرآهم وأريافهم إليها مرة أخرى ناقلين معهم كل مستحدث وحديث من أشكال وأنماط البناء المختلفة وحجتهم بأن المساكن القديمة لم تعد تؤدى غرضها وأهدافها العصرية ومستلزمات الرفاهية والأوضاع الإقتصادية الجديدة...وهذا أحدث بدوره آثاراً متبادلة اما حدث فى المدينة وبهذا يفسر الإنتشار الكبير فى جميع مناطق شبه الجزيرة دون إستثناء للتأثر والتطبع بالغرب والعمارة الأجنبية بوجه عام والذى ذكرنا سلبياته آنفاً.
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف