العلاقة بين مقتل الحسين وحديث إذا بويع لخليفتين ، فاقتلوا الآخر منهما
يزيد بن حسين
قضية شائكة تداخلت فيها القصص والأحداث وتشابكت ونحن هنا نحاول دراستها دراسة علمية اكاديمية وفق ماجاء في احاديث الرسول الكريم محمد (ص) وهنا تساْلات احاول ان اطرحها على الشيعة من اجل كشف الحقيقة ومحالة تحليل الموضوع بطريقة موضوعية حديثة لم يتطرق لها المؤرخين والدارسين وسوف ادرس الاسباب والمسببات والنتائج والتخمينات بصورة مختصرة ، وافحص كل ماكتبه التاريخ حول مقتل الحسين فهل فعل هؤلاء الجهلة البواكين اللطامين في الحسينيات ألان و قاموا بدراسة قصة الحسين من جميع الجوانب قبل إن يتباكون عليه ويلطمون ؟ ونسألهم هل ذهب الحسين إلى العراق من اجل الجهاد في سبيل الله ضد الطغاة كما يدعون وهل كان يزيد طاغية وشراب الخمور ، أم من اجل الرسائل والدعوات التي وصلته من شياطين أهل الكوفة وهم يحثوه بالمكر والخداع للمجيء إلى العراق واستلام الخلافة عل طبق من ذهب بعد مبايعتهم له على الورق ، وقد بلغ عددها أكثر من 12 الف دعوة وعزيمة للمجيء وهي تخادع هذا الانسان المؤمن الشهيد الحسين رضا الله عنه . وإذا كان الحسين من المعصومين وعنده علم الغيب ويقول للشيء كن فيك كما يدعي محبيه والمتشيعين له ألان فكيف فاتت عليه حيلة الشيطان الساكن في قلوب أهل الكوفة وكيف انخدع بهذه الرسائل التي فيها الحب والعشق والهيام وإنهم جنوده الاوفياء المخلصين في محاربة الطاغوت يزيد ، فهل الخلافة كانت همه الاكبر أم طمع في الدنيا ومباهجها أم لمحاربة الطاغية يزيد لأنه كان دكتاتوريا بحق شعبه يرسل جنوده وشرطته والعلاسة والميليشيات السنية لتخطف الشيعة الأبرياء من الشوارع والاسواق ومن بيوتهم في منتصف الليل وتلقي بجثثهم في المزابل والطرقات في اليوم التالي . مسكين أنت ياحسين خدعوك بالوعود واستقبالك بالاحضان والورود كما خدعوا بوش الارعن بعدك ؟ . الم تأخذ عبرة ابيك واخيك وابن عمك مسلم بن عقيل الم تستورث العصمة منهم بالوراثة كما يدعون فكيف ذهبت إلى حتفك برضاك ؟ . الم تأخذ بالحسبان من غدر أهل الكوفة ؟ .
لنفرض انه وصل العراق بأمان وسلام ولم تعترضه قوات يزيد و بويع بالخلافة من قبل أهل الكوفة ، وقد بويع قبله أهل الشام لخلافة يزيد فسيصبح المسلمون في هذه الحالة قد بايعوا لخليفتين وهذا مخالف شرعا لحديث الرسول محمد (ص) إذ جاء في حديث للرسول الكريم إذا بويع لخليفتين ، فاقتلوا الآخر منهما الراوي: أبو سعيد الخدري خلاصة الدرجة: صحيح المحدث: مسلم المصدر: المسند الصحيح الصفحة أو الرقم: 1853إذا بويع خليفتان ، فاقتلوا الآخر منهم الراوي: أبو سعيد الخدري خلاصة الدرجة: صحيح المحدث: الألباني المصدر: صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 421 .إذا كان في الأرض خليفتان فاقتلوا آخرهما الراوي: معاوية خلاصة الدرجة: رجاله ثقات المحدث: الهيثمي المصدر: مجمع الزوائد الصفحة أو الرقم: 5 . ومثله حديث: إنه ستكون هنات، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان. ومثله حديث: من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه. روى ذلك كله مسلم في صحيحه. قال الإمام النووي: فيه الأمر بقتال من خرج على الإمام أو أراد تفريق المسلمين ونحو ذلك، ونهي عن ذلك فإن لم ينته قوتل، وإن لم يندفع شره إلا بقتله قتل.
عن أبي حازم قال: قاعدت أبا هريرة خمس سنين فسمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي, وسيكون خلفاء فيكثرون قالوا فما تأمرنا قال: فوا ببيعة الأول فالأول أعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم» متفق عليه. قوله صلى الله عليه وسلم فوا ببيعة الأول معناه فوا ببيعة من يبايَع أولاً، أما الذي يبايع بعده فلا تفوا له، فبيعة الأول صحيحة، وبيعة من بعده باطلة.والوفاء ببيعة الأول واجب لأنه وفاء بعقد صحيح، والوفاء ببيعة من بعده حرام لأنه وفاء بعقد باطل. وفوق هذا فإنه يجب قتل من بيعته باطلة إذا لم يندفع إلا بالقتل, أما إذا تنازل فلا يقتل. والدليل على وجوب قتله إذا لم يندفع . وقد تنازال الحسن عن الخلافة لمعاوية . وأخرج البخاري ح(2704) من حديث الحسن عن أبي بكرة – رضي الله عنه- قال: "إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- خطب يوماً ومعه على المنبر الحسن بن علي – رضي الله عنهما- فجعل ينظر إليه مرة وإلى الناس أخرى، ويقول: "إن ابني هذا سيد، ولعل الله تعالى أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين"، فكان كما أخبر عليه الصلاة والسلام أصلح الله به بين أهل الشام والعراق بعد الحروب التي وقعت بينهم، وقد اخبر جبريل عليه السلام النبي محمد (ص) بما سيحدث للحسن والحسين ويعلم إن الحسين سيقتل . وقال إن شر الفتنة تخرج من الشرق ويعني العراق ولكن الرسول كان يعلم انه قدر ومكتوب للحسين ، وفي الوح محفوظ
وجاء أيضا عن حديث أبي سعيد الخدري عند مسلم قال . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما» وحديث عرفجة عند مسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه» وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند مسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر», فهذه الأحاديث الثلاثه حديث أبي سعيد وحديث عرفجة وحديث عبد الله تأمر بقتل من يعمل على شق العصا وتفريق الجماعة ومنازعة الخليفة الأول, وهذا يدل على بطلان هذه البيعة التي ارسلها أهل الكوفة إلى الحسين بعد البيعة الصحيحة الأولى ليزيد لان البيعة الثانية كانت قائمة على المكر والخديعة والخذلان والنكوث عن العهد والتهرب عن النجدة والمساعدة للحسين فأصبحت باطلة ، ولا يتوقف المسلمون عن قتله إلا إذا أعلن بطلان بيعته وهذا ماطلبه الشهيد من قاتليه في السماح له للذهاب إلى يزيد والبيعة له لكن القتلة المجرمين شياطين أهل الكوفة هم الذين قاموا بقتله بعد إن علموا انه توقف عن المطالبة بالخلافة ومنازعة الخليفة الأول بعد إن شعر بغدر العراقيين . الم يعلم الشهيد المعصوم بحديث الرسول إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الأخر منهما ؟ .
وحكى ابن حزم [الاتفاق على أنه لا يجوز أن يكون على المسلمين في وقت واحد في جميع الدنيا إمامان لا متفقان ولا مفترقان ولا في مكانين ولا في مكان واحد], وهذا الاتفاق عند ابن حزم يشمل الصحابة ، والصحابة اتفقوا في السقيفة على أنه لا يكون أميران ولا سيفان في غمد ثم اتفقوا بعد وفاة عمر على تأمير واحد من الستة، ونقل النووي في شرحه على صحيح مسلم هذا الاتفاق فقال: [واتفق العلماء على أنه لا يجوز أن يعقد لخليفتين في عصر واحد سواء اتسعت دار الإسلام أم لا] وقال في موقع آخر: [وفيه انه لا يجوز عقدها لخليفتين وقد سبق قريباً نقل الإجماع فيه]، فسمّي الاتفاق إجماعاً.
فقول صلى الله عليه وسلم: «إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما» فإنه ينهى عن إقامة دولتين في البلاد الإسلامية مستقبلا ، مثلا دولة إسلامية في العراق عاصمتها الكوفة والخليفة الحسين ودولة في الشام عاصمتها دمشق والخليفة فيها يزيد ، فهذه النصوص صريحة في تحريم تعدّد الدول، فإذا تعددت كان ذلك منكراً وجبت إزالته، وإزالة تعددها إنما هو توحيدها. الوحدة بين البلاد الإسلامية فرض على المسلمين لأن الإسلام حَرَّم تعدُّد الدولة الإسلامية، فحرّم تعدّد الخلافة، قال صلى الله عليه وسلم: «ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر»، فإنه ينهى عن تقسيم الدولة إلى دولتين، إذ منازعة الخليفة اقتطاع جزء من البلاد، وإقامة خلافة ثانية فيها،
وفي الحديث دليل على منع إقامة إمامين أو خليفتين لأن ذلك يؤدي إلى الشقاق والمخالفة، وحدوث الفتن وزوال النعم، وقد نقل الإجماع على ذلك النووي في شرح مسلم فقال: اتفق العلماء على أنه لا يجوز أن يعقد لخليفتين من عصر واحد سواء اتسعت دار الإسلام أم لا، وقال إمام الحرمين في كتابه الإرشاد: قال أصحابنا لا يجوز عقدها لشخصين، قال: وعندي أنه لا يجوز عقدها لاثنين في صقع واحد، وهذا مجمع عليه .
والان لندرس ونناقش فرضية وجود خليفتين الحسين ويزيد ، اعتمادا على حديث الرسول الكريم إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الأخر منهما . لنفرض إن الحسين اصبح الخليفة الثاني للمسلمين بعد الخليفة الاول وهو يزيد واعلن القتال ضد الطائفة الأخرى المسلمة في الشام بقيادة يزيد وبدات المعارك الطاحنة بين الطرفين وكانت المبارزة بين الحسين ويزيد وكل واحدا منهم يريد يريد قتل الطرف الأخر وشاءت الظروف إن يسقط الحسين شهيدا في ارض المعركة فهل مقتله جهاد في سبيل الله ورفع راية الإسلام أم جهاد من اجل الخلافة وطمع في الدنيا . وهل سيكون شهيدا في سبيل الإسلام وهذا مجرد افتراض نحاول دراسته والخروج بنتيجة منطقية وفق ماجاء بحديث الرسول يقول فيه القاتل والمقتول في النار ؟ وهل قتل يزيد للحسين سيكون جزاؤه جهنم خالدا فيها كما قال رب العزة في القران الكريم : ((وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)) [النساء (93)] ونهى الله تعالى المجاهدين في سبيل الله عن قتل من رفعوا على رأسه السيف في ميدان القتال، بمجرد قوله: لا إله إلا الله . وقد قتل الحسين واستشهد ظلما وعدوانا قبل إن تحل الخلافة له ولم يحمل السيف إلا دفاعا عن نفسه واهله ، واستتب الأمر ليزيد إلا إنه لم يكن القاتل ولم يأمر بقتله ولم يعلم بمقتله إلا بعد إن وصلته الاخبار واسرى أهل البيت . وقد حزن على استشهاد الحسين ومع ذلك فقد فاز الشهيد الحسين فوزا عظيما وهي جنة الخلد وحور العين وهذا مايتمناه كل مسلم . افرح ياحسين بما اتاك ربك من نعيم الخلد (( ونحن نلعن من قتله ومن شارك في قتله ومن حرض على قتله أو أمر بقتله )) وان يزيد لم يكن هو القاتل ولم يامر بقتله ولم يعلم بذلك إلا بعد إن وصلته الاخبار بمسيرة شهرا واحدا مابين النجف والشام . وثم انه لو كان يعلم برحيل الحسين إلى العراق لما حدثت هذه الفاجعة العظمى في الإسلام بعد إن تأخر وصول الخبر إليه بسبب بعد المسافة بين مكة والشام والتي هي مسيرة شهرا على اقل تقدير . وفي هذه الفترة الزمنية يكون الحسين قد وصل الكوفة وحدث له ماحدث من تلك المصيبة والفاجعة المؤلمة ، لنفرض إن يزيد قد وصلت له الاخبار بتحرك الحسين إلى العراق وامر يزيد بقتله أو اسره فأن اوامره ستصل إلى جيشة في الكوفة بعد مسيرة شهر اخر من السفر على الجمال . ففي كل الاحوال سيكون الوقت متأخرا لان الحسين قد سقط شهيدا في ارض المعركة متضرجا بدمائه الطاهرة الزكية ، واقوال الرواة وماجاء في كتب التاريخ وليس اقوال أهل التشيع تثبت لنا ببراءة يزيد من دم الحسين كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب . فيزيد إذن بريء من دم الحسين ، ونتسأل أيضا هل إن البيعة الثانية باطلة ولا يجوز الوفاء بها وجاء الوعيد على صاحبها ،كما جاء الوعيد الدنيوي النبوي بقتل المطالب بالبيعة الثانية . إن مبايعة المتقدم الاول من قبل المسلمين وعقدت له الخلافة ، لانها حافظةُ الدين والدنيا، بها تقام الأحكام، وتحدُّ الحدود، وتفتح الفتوح وترفع الرؤوس بالحق" . وما فعله أهل الكوفة وجيش الامويين هل نعتبره استجابة لقول الرسول الكريم"إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار" . أخرجه البخاري ح(31)، ومسلم ح(2888)، من حديث أبي بكرة –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يقول: "إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، فقلت: يا رسول الله هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصاً على قتل صاحبه . والحاصل أن ما جاء في هذا الحديث من توعد الملتقيين بسيفيهما بالنار، هذا الوعيد تحت مشيئة الله – عز وجل- إن شاء عذبهما وإن شاء غفر لهما؛ لعموم قوله: "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء"[النساء: 48]. لكن لا يخلدان في النار، وإذا اعتقد كل فريق أنه المحق ومخالفه باغ فوجب عليه قتاله ليرجع إلى أمر الله، وكان بعضهم مصيباً وبعضهم مخطئاً
يزيد بن حسين
قضية شائكة تداخلت فيها القصص والأحداث وتشابكت ونحن هنا نحاول دراستها دراسة علمية اكاديمية وفق ماجاء في احاديث الرسول الكريم محمد (ص) وهنا تساْلات احاول ان اطرحها على الشيعة من اجل كشف الحقيقة ومحالة تحليل الموضوع بطريقة موضوعية حديثة لم يتطرق لها المؤرخين والدارسين وسوف ادرس الاسباب والمسببات والنتائج والتخمينات بصورة مختصرة ، وافحص كل ماكتبه التاريخ حول مقتل الحسين فهل فعل هؤلاء الجهلة البواكين اللطامين في الحسينيات ألان و قاموا بدراسة قصة الحسين من جميع الجوانب قبل إن يتباكون عليه ويلطمون ؟ ونسألهم هل ذهب الحسين إلى العراق من اجل الجهاد في سبيل الله ضد الطغاة كما يدعون وهل كان يزيد طاغية وشراب الخمور ، أم من اجل الرسائل والدعوات التي وصلته من شياطين أهل الكوفة وهم يحثوه بالمكر والخداع للمجيء إلى العراق واستلام الخلافة عل طبق من ذهب بعد مبايعتهم له على الورق ، وقد بلغ عددها أكثر من 12 الف دعوة وعزيمة للمجيء وهي تخادع هذا الانسان المؤمن الشهيد الحسين رضا الله عنه . وإذا كان الحسين من المعصومين وعنده علم الغيب ويقول للشيء كن فيك كما يدعي محبيه والمتشيعين له ألان فكيف فاتت عليه حيلة الشيطان الساكن في قلوب أهل الكوفة وكيف انخدع بهذه الرسائل التي فيها الحب والعشق والهيام وإنهم جنوده الاوفياء المخلصين في محاربة الطاغوت يزيد ، فهل الخلافة كانت همه الاكبر أم طمع في الدنيا ومباهجها أم لمحاربة الطاغية يزيد لأنه كان دكتاتوريا بحق شعبه يرسل جنوده وشرطته والعلاسة والميليشيات السنية لتخطف الشيعة الأبرياء من الشوارع والاسواق ومن بيوتهم في منتصف الليل وتلقي بجثثهم في المزابل والطرقات في اليوم التالي . مسكين أنت ياحسين خدعوك بالوعود واستقبالك بالاحضان والورود كما خدعوا بوش الارعن بعدك ؟ . الم تأخذ عبرة ابيك واخيك وابن عمك مسلم بن عقيل الم تستورث العصمة منهم بالوراثة كما يدعون فكيف ذهبت إلى حتفك برضاك ؟ . الم تأخذ بالحسبان من غدر أهل الكوفة ؟ .
لنفرض انه وصل العراق بأمان وسلام ولم تعترضه قوات يزيد و بويع بالخلافة من قبل أهل الكوفة ، وقد بويع قبله أهل الشام لخلافة يزيد فسيصبح المسلمون في هذه الحالة قد بايعوا لخليفتين وهذا مخالف شرعا لحديث الرسول محمد (ص) إذ جاء في حديث للرسول الكريم إذا بويع لخليفتين ، فاقتلوا الآخر منهما الراوي: أبو سعيد الخدري خلاصة الدرجة: صحيح المحدث: مسلم المصدر: المسند الصحيح الصفحة أو الرقم: 1853إذا بويع خليفتان ، فاقتلوا الآخر منهم الراوي: أبو سعيد الخدري خلاصة الدرجة: صحيح المحدث: الألباني المصدر: صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 421 .إذا كان في الأرض خليفتان فاقتلوا آخرهما الراوي: معاوية خلاصة الدرجة: رجاله ثقات المحدث: الهيثمي المصدر: مجمع الزوائد الصفحة أو الرقم: 5 . ومثله حديث: إنه ستكون هنات، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان. ومثله حديث: من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه. روى ذلك كله مسلم في صحيحه. قال الإمام النووي: فيه الأمر بقتال من خرج على الإمام أو أراد تفريق المسلمين ونحو ذلك، ونهي عن ذلك فإن لم ينته قوتل، وإن لم يندفع شره إلا بقتله قتل.
عن أبي حازم قال: قاعدت أبا هريرة خمس سنين فسمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي, وسيكون خلفاء فيكثرون قالوا فما تأمرنا قال: فوا ببيعة الأول فالأول أعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم» متفق عليه. قوله صلى الله عليه وسلم فوا ببيعة الأول معناه فوا ببيعة من يبايَع أولاً، أما الذي يبايع بعده فلا تفوا له، فبيعة الأول صحيحة، وبيعة من بعده باطلة.والوفاء ببيعة الأول واجب لأنه وفاء بعقد صحيح، والوفاء ببيعة من بعده حرام لأنه وفاء بعقد باطل. وفوق هذا فإنه يجب قتل من بيعته باطلة إذا لم يندفع إلا بالقتل, أما إذا تنازل فلا يقتل. والدليل على وجوب قتله إذا لم يندفع . وقد تنازال الحسن عن الخلافة لمعاوية . وأخرج البخاري ح(2704) من حديث الحسن عن أبي بكرة – رضي الله عنه- قال: "إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- خطب يوماً ومعه على المنبر الحسن بن علي – رضي الله عنهما- فجعل ينظر إليه مرة وإلى الناس أخرى، ويقول: "إن ابني هذا سيد، ولعل الله تعالى أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين"، فكان كما أخبر عليه الصلاة والسلام أصلح الله به بين أهل الشام والعراق بعد الحروب التي وقعت بينهم، وقد اخبر جبريل عليه السلام النبي محمد (ص) بما سيحدث للحسن والحسين ويعلم إن الحسين سيقتل . وقال إن شر الفتنة تخرج من الشرق ويعني العراق ولكن الرسول كان يعلم انه قدر ومكتوب للحسين ، وفي الوح محفوظ
وجاء أيضا عن حديث أبي سعيد الخدري عند مسلم قال . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما» وحديث عرفجة عند مسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه» وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند مسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر», فهذه الأحاديث الثلاثه حديث أبي سعيد وحديث عرفجة وحديث عبد الله تأمر بقتل من يعمل على شق العصا وتفريق الجماعة ومنازعة الخليفة الأول, وهذا يدل على بطلان هذه البيعة التي ارسلها أهل الكوفة إلى الحسين بعد البيعة الصحيحة الأولى ليزيد لان البيعة الثانية كانت قائمة على المكر والخديعة والخذلان والنكوث عن العهد والتهرب عن النجدة والمساعدة للحسين فأصبحت باطلة ، ولا يتوقف المسلمون عن قتله إلا إذا أعلن بطلان بيعته وهذا ماطلبه الشهيد من قاتليه في السماح له للذهاب إلى يزيد والبيعة له لكن القتلة المجرمين شياطين أهل الكوفة هم الذين قاموا بقتله بعد إن علموا انه توقف عن المطالبة بالخلافة ومنازعة الخليفة الأول بعد إن شعر بغدر العراقيين . الم يعلم الشهيد المعصوم بحديث الرسول إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الأخر منهما ؟ .
وحكى ابن حزم [الاتفاق على أنه لا يجوز أن يكون على المسلمين في وقت واحد في جميع الدنيا إمامان لا متفقان ولا مفترقان ولا في مكانين ولا في مكان واحد], وهذا الاتفاق عند ابن حزم يشمل الصحابة ، والصحابة اتفقوا في السقيفة على أنه لا يكون أميران ولا سيفان في غمد ثم اتفقوا بعد وفاة عمر على تأمير واحد من الستة، ونقل النووي في شرحه على صحيح مسلم هذا الاتفاق فقال: [واتفق العلماء على أنه لا يجوز أن يعقد لخليفتين في عصر واحد سواء اتسعت دار الإسلام أم لا] وقال في موقع آخر: [وفيه انه لا يجوز عقدها لخليفتين وقد سبق قريباً نقل الإجماع فيه]، فسمّي الاتفاق إجماعاً.
فقول صلى الله عليه وسلم: «إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما» فإنه ينهى عن إقامة دولتين في البلاد الإسلامية مستقبلا ، مثلا دولة إسلامية في العراق عاصمتها الكوفة والخليفة الحسين ودولة في الشام عاصمتها دمشق والخليفة فيها يزيد ، فهذه النصوص صريحة في تحريم تعدّد الدول، فإذا تعددت كان ذلك منكراً وجبت إزالته، وإزالة تعددها إنما هو توحيدها. الوحدة بين البلاد الإسلامية فرض على المسلمين لأن الإسلام حَرَّم تعدُّد الدولة الإسلامية، فحرّم تعدّد الخلافة، قال صلى الله عليه وسلم: «ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر»، فإنه ينهى عن تقسيم الدولة إلى دولتين، إذ منازعة الخليفة اقتطاع جزء من البلاد، وإقامة خلافة ثانية فيها،
وفي الحديث دليل على منع إقامة إمامين أو خليفتين لأن ذلك يؤدي إلى الشقاق والمخالفة، وحدوث الفتن وزوال النعم، وقد نقل الإجماع على ذلك النووي في شرح مسلم فقال: اتفق العلماء على أنه لا يجوز أن يعقد لخليفتين من عصر واحد سواء اتسعت دار الإسلام أم لا، وقال إمام الحرمين في كتابه الإرشاد: قال أصحابنا لا يجوز عقدها لشخصين، قال: وعندي أنه لا يجوز عقدها لاثنين في صقع واحد، وهذا مجمع عليه .
والان لندرس ونناقش فرضية وجود خليفتين الحسين ويزيد ، اعتمادا على حديث الرسول الكريم إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الأخر منهما . لنفرض إن الحسين اصبح الخليفة الثاني للمسلمين بعد الخليفة الاول وهو يزيد واعلن القتال ضد الطائفة الأخرى المسلمة في الشام بقيادة يزيد وبدات المعارك الطاحنة بين الطرفين وكانت المبارزة بين الحسين ويزيد وكل واحدا منهم يريد يريد قتل الطرف الأخر وشاءت الظروف إن يسقط الحسين شهيدا في ارض المعركة فهل مقتله جهاد في سبيل الله ورفع راية الإسلام أم جهاد من اجل الخلافة وطمع في الدنيا . وهل سيكون شهيدا في سبيل الإسلام وهذا مجرد افتراض نحاول دراسته والخروج بنتيجة منطقية وفق ماجاء بحديث الرسول يقول فيه القاتل والمقتول في النار ؟ وهل قتل يزيد للحسين سيكون جزاؤه جهنم خالدا فيها كما قال رب العزة في القران الكريم : ((وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)) [النساء (93)] ونهى الله تعالى المجاهدين في سبيل الله عن قتل من رفعوا على رأسه السيف في ميدان القتال، بمجرد قوله: لا إله إلا الله . وقد قتل الحسين واستشهد ظلما وعدوانا قبل إن تحل الخلافة له ولم يحمل السيف إلا دفاعا عن نفسه واهله ، واستتب الأمر ليزيد إلا إنه لم يكن القاتل ولم يأمر بقتله ولم يعلم بمقتله إلا بعد إن وصلته الاخبار واسرى أهل البيت . وقد حزن على استشهاد الحسين ومع ذلك فقد فاز الشهيد الحسين فوزا عظيما وهي جنة الخلد وحور العين وهذا مايتمناه كل مسلم . افرح ياحسين بما اتاك ربك من نعيم الخلد (( ونحن نلعن من قتله ومن شارك في قتله ومن حرض على قتله أو أمر بقتله )) وان يزيد لم يكن هو القاتل ولم يامر بقتله ولم يعلم بذلك إلا بعد إن وصلته الاخبار بمسيرة شهرا واحدا مابين النجف والشام . وثم انه لو كان يعلم برحيل الحسين إلى العراق لما حدثت هذه الفاجعة العظمى في الإسلام بعد إن تأخر وصول الخبر إليه بسبب بعد المسافة بين مكة والشام والتي هي مسيرة شهرا على اقل تقدير . وفي هذه الفترة الزمنية يكون الحسين قد وصل الكوفة وحدث له ماحدث من تلك المصيبة والفاجعة المؤلمة ، لنفرض إن يزيد قد وصلت له الاخبار بتحرك الحسين إلى العراق وامر يزيد بقتله أو اسره فأن اوامره ستصل إلى جيشة في الكوفة بعد مسيرة شهر اخر من السفر على الجمال . ففي كل الاحوال سيكون الوقت متأخرا لان الحسين قد سقط شهيدا في ارض المعركة متضرجا بدمائه الطاهرة الزكية ، واقوال الرواة وماجاء في كتب التاريخ وليس اقوال أهل التشيع تثبت لنا ببراءة يزيد من دم الحسين كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب . فيزيد إذن بريء من دم الحسين ، ونتسأل أيضا هل إن البيعة الثانية باطلة ولا يجوز الوفاء بها وجاء الوعيد على صاحبها ،كما جاء الوعيد الدنيوي النبوي بقتل المطالب بالبيعة الثانية . إن مبايعة المتقدم الاول من قبل المسلمين وعقدت له الخلافة ، لانها حافظةُ الدين والدنيا، بها تقام الأحكام، وتحدُّ الحدود، وتفتح الفتوح وترفع الرؤوس بالحق" . وما فعله أهل الكوفة وجيش الامويين هل نعتبره استجابة لقول الرسول الكريم"إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار" . أخرجه البخاري ح(31)، ومسلم ح(2888)، من حديث أبي بكرة –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يقول: "إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، فقلت: يا رسول الله هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصاً على قتل صاحبه . والحاصل أن ما جاء في هذا الحديث من توعد الملتقيين بسيفيهما بالنار، هذا الوعيد تحت مشيئة الله – عز وجل- إن شاء عذبهما وإن شاء غفر لهما؛ لعموم قوله: "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء"[النساء: 48]. لكن لا يخلدان في النار، وإذا اعتقد كل فريق أنه المحق ومخالفه باغ فوجب عليه قتاله ليرجع إلى أمر الله، وكان بعضهم مصيباً وبعضهم مخطئاً