الأخبار
الاحتلال يقتحم المصلى القبلي في المسجد الأقصىجيش الاحتلال يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن(هآرتس): نتنياهو يشترط شروطاً تعجيزية ستؤدي لفشل الصفقةالشرطة بغزة تُصدر تصريحاً بشأن إلزامية التداول بالأوراق المالية المهترئة وفئاتهاانتحار جندي إسرائيلي في قاعدة سدي يمانقوات الاحتلال تُعدم مواطناً بإطلاق الرصاص عليه ثم دهسه بآلية عسكرية في جنينمعظمهم أطفال.. استشهاد وإصابة عشرات المواطنين في قصف إسرائيلي على مناطق متفرقة بقطاع غزةالولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في ظلال الخيام (ج10 ) بقلم:دباب عامر بدوي

تاريخ النشر : 2009-12-29
في ظلال الخيام (ج10 ) بقلم:دباب عامر بدوي
شعر الحب والعتاب
.......
الشاعر الشعبي معرض لهزات عواطفه وملامسة مشاعره لا سيما إذا سقط في الغراميات وشاء القدر أن يفارق حبيبه، يكثر البكاء والنحيب والتأسف والتألم خاصة إذا عرفنا أن حب البدويات عادة ما يكون بالعين فقط أو بالجلسات السرية في جو مخيف ومخفي عن الأنظار لأن عقاب أهل المعشوقة يكون قاسيا إلى حد الموت :
طول هجرك وامرارت العشــرى
كاتب القصيد ايامو فاتــــو
شوق قلبي و الحب ما يـــدري
يتغنى بغناه شاعر بابيانــــو
حرقت قلبي النار الحمــــرى
و الهجر إذا طال يصعب مماتوا
قاسيت السنين حرقتني جمــرة
ضاق الحال عني خبرهاما جاتو
أسمرة و علاش قلبك كالحجــرة
قاسـي مثل احديد ياما قاساتوا
غابت الشمس اللي كانت بــدري
طالت ليام والحب امحاتـــوا
ولما يشتد اليأس و تستقيظ جراحه ينظر حواليـــه
ويوجه عتابه إلى قلبه الذي اسقطه في الغرام الذي اصبح يعانـي منه عناءا شديدا الى درجة البكـــاء و التحصر و النـدم فهذا الشاعر الشعبي محمد بن عزوز يركز بصورة جلية علـى الضمير باعتباره مصدر الخير و الهداية و مصدر الشـر و الانحراف لاتباعه النفس الضالة و هو الشيطان قــال الاستاذ التلى بن الشيخ في دراسته لهذا الشاعر - نحن نلمس هذا الاعتقـاد أو هذا الطرح لسلوك الانسان في العتاب الذي يخاطب به محمد بن عزوز قلبه إلي درجة ان الشاعر يعبر عن خضوع القلب إلى الشهوات و الملذات بالهبال فيقول :
ياقلبي عيتني رب يهديــــك
عني كل انهار زايد باهبــــالك
قلت نسالك عيدلي ماصايربيك
عرفني بالكاينــة واش احـوالك
بكري كانت سيرتك لاباس عليك
و حسبنا فيها تـدوم علــى حالك
بعدما صبنا الضر معـاك شريك
يا أميــر الذات بالحــق نسالك
خلقك رب دار لك مايصلـح بيك
وانت ساكـن فيه محسوب قدالك
تحت محل جديد بنيانو حايط بيك
( وانت ساكـن فيه محسوب قـدالك)
كاتم سرك غير المولى عالم بيك
ما تدريش الناس مـاهو فـي بالك
كل مسى وصباح قايم عن كرسيك
تنـظر في اللي كاينة قـاع اقبـالك
انتقل الشاعر من الحوار مع قلبه إلى وصفه و وصف عرشه و مملكته ثم يذهب الشاعر إلى القول بأن كل الجوارح الانسانية و أعضاء جسمه مسخرة لخدمة هذا الامير و ان جزاء الانسان يوم القيامة يتوقف عند هذا الامير وحسب عمله (هذا العضو الصغير) و لعل ذلك واضح في الحديث الشريف ( الا أن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله و اذا فسدت فسد الجسد كله …الا وهي القلب). يواصل الشاعر قوله :
و العقل مكسوب دار احجاب عليك
واذا تنطــق بيه تــوزن بالك
القوسيين مع ضياهم طاعوليــك
عساسيـن علـى يمينك و شمالك
الوذنين اخبار من جايشتكي بيـك
واليدين صحــاح هما اعمـالك
ما كاين في الذات جملة ينسب ليك
ساكنها في الجـوف ولات حلالك
مثل الدولة طائعة وانت مليـــك
تتعرف كمـــا تحب ويحـلالك
و العقل المذكور دل الراي عليـك
هو شرعــك الرعيــة تهـدالك
اذا كان انت صلحت تبايــع ليك
واذا علت تعيــل هــي كـذلك

وهنا يفصح عن المقصود و يوجه كلامه مباشــــرة إلى التي فعلت به العارم (عائشة) التــي كانت السبب فـي تحريك شعـوره و زرع الرعب و الخــوف في نفسيته قال الاستاذ التلي بــن الشيخ:(و انما يحدثنـا عن ذكريات الماضي و جراحـــه ليوعز إلى القلب ان ينسى الجــراح و الاحــزان ويدفن حب عائشــــة) .
عين العارم عائشة مادارت بيك
رهواجـة هـي اسبـاب لاعلالك
كان قبلت وصايتي منها خليـك
تمسى رايـح خاطـرك يتهنـالك
بكري كانت كل وقت تسال عليك
واذا غبت الكـل جهـة تشغـالك
كي غست في رايهـا ولات عليك
واش من حب يحبي معاها يحلالك
اللي كان حبيب لـي لام عليــك
هذي حاجــة طايحــة تيمالك
و لو منك هايلة وتهاتــي بيـك
يقول عنهـــا تبردي في مالك
كان خذيت الراي حاجة ما تاتيك
المشعال اللي مهجــج يطفـالك
لا تامن مكر النسا بالك نوريك
لو مبسوطيــن يـزها واقبـالك
اذا نطقت بالجواب ونصحة ليك
راها شوفة ناصة نصبوهـا لك
بعد الحوار المباشر مع القلب ،و اللوم الذي وجهه اليه لانه قد سبب له مشاكل عاطفية ودفع به إلى الهاويـة و بعد الافصاح عن الشخص الذي سبب له كل هذه الآلام من الحصر، يتحول الان إلى جانب التعقل ويخاطب قلبه بشتى النصائح و من خلاله كل مستمـع و كل مغمر في هذا البحرحيث يوصيه قائـــلا:
لا تعرض عني اهموم ان صارت بيك
ديرالصبر الخالقـي يجبر حالك
ماكاش وحدك غير انتاي مكـره بيك
خداعـة قدام جيلـي وجيـالك
يا عاشق حب النسا هكذا نوريــك
نسالك عـن سيرتـه عبر نسالك
ساعة ليك دالته بظلام عليـــك
ساعة مثل النهار شمسه تضوالك
اذا حبيت ساعدي الايام تجيــك
تريحـي من كل حاجـة تسجالك
قولها يازينة الوشمة يهديـــك
يامن جيت ويـن مقطـوع سواك
انت راكي خافية و انا ندعيــك
و الصهـد اللـي كان في يجرالك
كاس الحب يزيد بالكثرة يسقيــك
المحنــة عـن كـل جهة تقوالك
عندي كم احروف جملة حاطة بيك
كل اخر فـي بـاب زمره يلقالك
الحاء وسطه شاعلة والباء تغليك
الياء بعد السين شــوري تهوالك
محمد هذا كلامه جاب عليــك
بن عـزوز اسمـاه رتب مقالك
نويت في خاطرك يغدا ويجيك
فـي ظني مشتاق شوفت خيـالك
على كل: هذا نمــوذج العتاب في الأدب الشعبي في حالة اليأس و الوقوف عند حقائق الامور ، فهــو لا يستطيع لـوم صاحبه لانه لا يملك عليه سلطانا ،فكل ما في الامر هما متحابان فاذا تفكك هذا الوصـــال لا يستطيع احدهما السيطرة على الآخر …
تلكم هي الحالات تجعل الشاعر يطعن في مصداقية قلبه فيوجه اليه كل اللوم و العتاب حتى يحدد مسؤولية الخطأ
ولا يعني هذا تهربا من العواطف أوعدم التأهيل لربط
وثاق الحب كانسان بل يعني تطورات في الأدب الشعبي
واعطاء أهمية قسوى لهذا الموضوع كنوع-أو بالاصح–كلون من ألوان الشعر الشعبي بالجزائر .
فأهل البادية لا يتسامحـون في الشرف و النيــــف
و الرجـولية و لو كلفــهم ذلك التخلي عن العواطف أو الهجر:
طول هجرك ومرارت العشــرى
كاتب القصـيد أيامو فاتـــو
شوق قلبي و الحب ما يـــدوي
يتغنـى بأغناه شاعر بأبياتــو
حرقت قلبــــي النار الحمرى
والهجراذا طال يصعب مماتـو
قاسيت السنين حرقتنــي جمرى
ظاق الحال عني خبرهـا ما جاتو
اسمرة وعلاش قلبك كالحجـرى
قاسي مثل حديد ياماقاساتــــو
غابت الشمس اللي كانت بـدر
طالت ليام والحب أمحاتــــو
أصبح اسمك محمـي يا قدري
والحب اللي كان حلـو مراتـو
أنا حبك مانبدلش بالفضة الحرة
مانبـدلكش بالذهب و قيماتـو
اطول الايام و ترجعـي ياسمرة
ذاك الحب مهما طـال بسباتـو
و لعل الشاعر الشعبي، يصبو هنا إلى غرض التذكار
و التمني بعد الهجر الذي عانىمنه مدة طويلة ، سواء كان هذا الهجرناتج عن رحيل الحبيب و ابتعاده عن مكـان سكنى حبيبه ،او ناتج عن فراق أبدي –أي كان شكله او عن فراق ناتج عقب خصام و جفا –فمهما كان نوع البلاء فإن الهجر وارد في هذه الحالات بأسلوب التبليغ و ايصال الرسالة إلى الشخص المعني لا يمكن ان يكون عن طريق البريد أو عن طريق الهاتف ، ببساطة فإن البدوية لا تقرأ ولا تكتب و لكنها تستنطق المعاني و تترجم الاشارات و تستمتع بالأشعار لا سيما الغنائية منها .
.....
يتبع
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف