الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في ظلال الخيام (07) بقلم : دباب عامر بدوي

تاريخ النشر : 2009-12-17
في ظلال الخيام (07) بقلم : دباب عامر بدوي
الحكاية في الأدب الشعبي
------------------------
إنّ الحكاية الشعبية لا تختلف كثيرا عن القصــة القصيرة نظرا لموطنها الاصلي وفصول أحداثهــا فهي تخدم الجانب النفسـي والاجتماعي أكثــــر من الجانب المادي –الذي قد لا يولى له البدوي أهمية قسوة لإعتقاده الراسخ أنّ الفوارق الاجتماعية هي وراثيــة أو كائنة حتمية.
فمنتج هذا اللون من الأدب تخرج من مدرسة الحيـاة وهي مدرسـة عريقة تطبيقية استوحت برامجهـا مـن تجارب أناس عاشوا حقبا من التاريـــــخ بين الصحاري الخالية و الفلوات الشاسعة ،يصارعون ظروف الحياة بكل ما يملكون سواء أكانت الظروف الطبيعية المتقلبة تقلب موقع الارض التي عاشوا عليها أو مافرضته الحروب الهمجية المدمرة فهاته العوامل تركت تجعداتها على جمجمة كل بدوي وبدوية ، وكأنها خرائط وخدوش خلفتها عواصف وأعاصيـــر هوجاء و انجرافات سالخة ، ومع ذلك نجذه متعصبا لعيشتــه فخورا بنفسه ،عاشقا لخيمته آلفا لحيواناته متمسكا بوكره متنقلا حيث الماء و الكلأ .
كل هذه الميزات ترجمها الأدب الشعبي ســواء عن طريق السرد أو عن طريق الشعر في كـل لون من ألوانه.فهي معروفة عند الجميع ومتداولة بكثرة بين العائلات سواء البدوية أو المدنية ، وهي مرويــة بالتواتر فيكثر سردها في الليالي الطوال،كليالي السمر خاصة عند سكان البوادي .
والحكاية تخضع لقواعد وقوانين وخطط رسمها البدوي الذي لا يقرأ ولا يكتب ولكن بمخيلته الواسعة وتصويره الجيد للزمان و المكــان والحدث ،استطاع أن يبرز أبطال حكايته ويضع كل واحد في موقعه لأداء المهمة المخولة له خدمة للغرض المرسوم لها مما جعله ينجح في تركيبها وجذب انتباه سامعيه حتـى المثقفين منهم ,الذين يتتبعون أحداثها مرحلة مرحلة حتى النهاية ببالغ التأثيــر.و المعروف عندهم أن الحكاية الطويلة تقسم إلى حلقات ، يقف الراوي عند نقطة تأزمية لحالة البطل (العقدة) ليكملها في الحلقة الموالية …وهذا حتى النهاية هذا الأسلوب يدفع بالمستمع ليعيش الحدث بكل دقة وبتركيز مميز حيث يتأسف حين تحدث الكوارث لبطلها-أو أبطالها-ويضحك ويصفق حين ينتصـرون خاصة الأطفال منهم .
ومن الحكايات الشعبية –حكاية لونجة بنت السلطان -المرأة المعلقة في القمر-مقيدش-صاحبة الشعرة الطويلة الصوص وحبة القمح …الخ.
مقيدش : هذا القـــزم الذي فعل مافعل بالغولـة وحيل الغولة هذه يختلف الراوي بين منطقـة واخـرى في تصويرها ووصفها خلقا وخلقــا .
ومما يروى :أنّ مقيدش القزم الحاذق ،الفطين صاحب الذكاء الحاد( كما يصفه الراوي ) ابن شيخ غني الذي تزوج من امرأتين احداهما قصيرة انجب منها مقيدش فضحك الناس لقصر قامته وصورته هذا الطفــل حتى يئس أبوه منه وتنازل عنه للغولة على حصانه الصغير فأخذته إلى بيتها في مكــان موحش وربته مع أبنائهــا الأربعة ، لكنه كان يمتاز عليهم بالحيل والفطنــة مما جعلهم يكيدون له كيدا قصد الانتقام و في أحـد الأيام طلبوا من أمهم ( الغولة ) – أكله فهمت للقضـاء عليه دون أن يشعر إذ دبرت له حيلة دون أن يتفطن غطته بغطاء مهلهل مميز وغطت أبناءها بغطاء جديد مميز ، وعند منتصف الليل تفطن مقيدش للخطة وغير الغطاء ، فلمّا جاءت بماء مغلـي لتصبه على رأسه أصابت به أبناءها فماتوا جميعـا .
ونجا مقيدش من كيدها الأمر الذي جعلها تكن له حقدا كبيرا , فكل مرة تخطط للقضاء عليه لكن دون جدوى .
هذه الحكاية المطولة تتجدد حلقاتها على هذا المنوال كل مرة …إلى أن تنتهي بنهاية الغولة.
كأنّ البدوي قصد بذلك تغيير الديكور أمام ذهن سامعه
كـي لا تسيطر عليه الكراهية و الملل وبالتالي يتبخـر بتبخر الهدف المقصود وقد تتنوع مواضيعها وانواعهـــا كحكايات الواقع الاجتماعي –وحكايات الحيــــوان وحكايات الطيور-والحكايات الهزلية وحكايات الألغاز وحكايات الواقع الاخلاقي ، وكلها تمثل تنوعا لشكل واحد , كما يختار لها مناسبات و أوقات للتمتع بها فهي تكثر رواياتها فـي ليالـي الشتاء قصد تغطية الفراغ الإعلامي (كما هو معروف اليوم) فتتفنن الجدات في سردها بصوت خافت متقطع ومعبر يندفع من الأعماق ( يوحي لسامعه معاناة بطل القصة بعمر هذه الجدة ) حتى يتسنى للأطفال تتبع خطوات أبطالها خطــوة خطـوة وفكـرة فكرة كما تروى الحكايات الغرامية بين الزوجين ( أو المتحابين ) في ليالي السمر وتحت ضوء القمر ، كحكاية ألف ليلة وليلة وحكاية بني هلال الجميلة جدا و التي تعكس حقائق المجتمع العربي البدوي على عادات وتقاليد زمان أهلهــا .
هذه الحكايات الشعبية التي دونها المهتمون بهذا اللون من ألوان الأدب الشعبي وتناقلها الأجيال عبر العصور حسب ثقافاتهم ولهجاتهم . إلى جانب حكايات تربوية تعلم الفتى البدوي الصير والشجاعة وتحمل المسؤولية و تـرفع من معنوياته عند الفقر والمرض و تربطه بالدين والاخلاق الانسانية .
تلكم هي ضرب من ضروب السرد الشفــوي النثري عرفها مجتمعنا منذ القدم وكثرت مع زمن تراجع المسلمين عن الفتوحات وهجوم الاستعمار على البلـدان العربية لرفع المعنويات العامة وطرد البؤس و الحرمان على الكبار وغرس بذور الأمل في نفوس الصغار ذلك هو الشعور الذي تبناه البدوي إبان الاستعمار الفرنسي .
هذه النماذج من الحكايات كانت كلها سردا عكــس ما قيل عنها – فلا أوافق من ربطها بالشعر المنظم وشعر الأسواق لأني أرى بينهــا فرق فــي كثير من الجوانب كما هو مبين في كل نوع.
يتبع .....
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف