الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في ظلال الخيام (04) بقلم : دباب عامر بدوي

تاريخ النشر : 2009-12-01
في ظلال الخيام (04) بقلم : دباب عامر بدوي
شوائب اللغة عند البدوي

هذه الهزات والصراعات بما تحويه من عادات وتقاليد ولهجات ولغات مختلفة والتي تساقطت عليه بشكل مكثف جعلت اللغة العربية عند البدوي تنزلق عن أصلها وتمزج كل مرة بلغة أو لهجة دامت بمنطقته طويلا.
ففي المشرق العربي نلاحظ الدمغ اللغـوي في المفردات بين العربية والفارسيــة والانجليزية حتى وان تغلبت العـربية على هذه اللغات بذبذبات صوتية ومخارج للحـروف واضحة , إلاّ أنها تبقى متميـزة عن اللغة الفصحى كما هي الحال في صعيد مصـر على غرار المناطـق المجاورة المتأثرة بالانجليزية ففي لهجتهم شيــئ مـن الخشونـــة مع زيادة أو نقص بعض الحركات فيها وأحيـانا بعض الحروف مما جعل المتكلم يبتدع بعض النبــرات الصوتية ويحرف حروفها فيلفظها كما جاءت حتـى وان لم تكتب ، وفي هذا المضمون يقول الدكتور أحمد توفيــق المدني :"…أمّا إذا نظرنا إلى اللهجة التي ينطق بها ذلك الكلام رأينا أن لهجة العرب العــوام في شـمال افريقيـا في الجهات التي ذكرناها لهجة قويــة لا إدغـام فيها ولا تعدى على بعض المقاطع بينما اللهجات العامية الأخرى تنطق مدغمة إلى درجـة يصعب معها فهم الحروف ثم إن العرب عندنا سواء بتونس أو بالجزائر ينطقون الحروف كلها كما كان ينطقها رجال قريش فالجيم جيـم و القاف قاف و الذال ذال و التاء تاء والضاد ضاد بينما اغلب اللهجات العامية الاخرى في أغلب البــلاد الشرقيـــة ، تضيف إلى ضعف التركيب و ادغام الكلمات تغير اصوات الحروف و خاصة بمصر فالجيم هناك ينطق " GU…" أو مانكتبه نحن (ق) فوقه ثلاث نقاط والقاف ينطق ألف مهموزة و الذال ينطق زايا والثاء ينطق سينا والضاد قريبة من الطاء ."
فهذه العربية الممزوجة بلغات أخرى أصبحت لغة البدوي العامية كما هي لغة سائر الشعب يتناولها الاجيال من جيل إلى جيل ويطلقون عليها اسم لغة العوام (لأنها لغـة عامة الناس).
كما يسمونها الدارجة (لأنها مدرجـة بلغات أخرى) والمقصود هنا في الاندماج هو المصطلح لمفهوم الاسماء الملموسة وبعض المعاني لافرق فيها بين البدوي والمتمدن ولا الجاهل والمتعلم ولا المثقف وغير المثقف, فهي لغـة وسطيــة تجمع بين العربي والمستعرب والبربري وغيرهم فكل الناس تتكلـــم بها دون أن تخضــع لقواعد سليمة (نحويـة وصرفية ) ولا تحتاج إلى مرادفات تزيل غموضها إلاّ فيما يخص الاسماء الدخيلة واسماء الأدوات والأشيـاء الحديثة كمصـطلحات تعرف بهـا " فاللهجة العامية العربية بالجزائـــر تعتبر بالنسبة إلى اللهجات العامية الأخرى في البــلاد الشرقية لغة فصحى راقية ، فالعامية عندنا هي العربية التي نزل بها القرآن إنما دخل عليها تحريف قليل لو بذل العلماء جهدا صادقا لمحقوه ولما بقي منه شيء ونحن بذلك أقرب الأمم العربية إلى العربية الفصحى و هذه ميزة لبلدنا لا يستطيع نزعها أحد" .
ومهما يكن فإنّ البدوي في المغرب العربي لا يختلف عن البدوي في المشرق العربي و كلاهما يحتفظ بأكثـر من 80 في المائة من لغته الاصليـة و 90 في المـائة من عاداته وتقاليده .
نترك البحث مفتوحا للباحثين و المهتمين بالأدب الشعبي و خاصة هذا الجانب اللغوي للدراسة و التقويم

عيشــة القهر
رغم هذه التطورات -كما ذكرناها سابقا - بقيّ البدوي محافظا بنسبة عالية على عادته في الترحال وطلب الرزق و الكلأ لمواشيه ، وصديقا مخلصا لخيمته (خفيفة المحمل ) ولتربية الابل التي يستعملها كوسيلة نقل عبر الصحاري الخالية والاحراش الخاوية كما يستفيد من وبرها ولبنهـاولحومها دون أن يفقد صفات الكرم إلى حد التبذيروالشجاعة المهابة ، يسكن الصحاري الشاسعة والفلوات الخالية مع الوحوش والحشرات الضارة والزواحف القاتلة ويصارع الأمراض والكوارث الطبيعيـة مـن عواصف هوجاء وبرد قــــــارس وأعاصير قالعـة وزوابع رمليـة وحرارة مرتفعة وجفاف قاحل بأبسط الوسائل وأتفه الأشياء البدائية…وقد ذكر العلامة الكبير ابن خلدون في مقدمتـه –الفصــل الثاني تعريـفا مفصــلا قال فيه:( يتخـذون البيـوت من الشعـر والوبـر أوالشـجـرأو من الطين والحجارة غير منجـدة ، إنما هوقصد الاستظلال والكن لا ما وراءه وقد يأوون إلى الغيران والكهوف أما أقواتهم فيتناولـون بها يسيرا بعـــلاج أو بغير علاج البتة إلا ما مسته النار، فمن كان معاشه منهم في الزراعة والقيـام بالفلح كان المقام به أولى من الظغن ، وهؤلاء سكان المـدن والقـرى والجبال وهم عامة البربر والأعاجم . ومن كان معاشه في السائمـة مثل الغنم والبقر فهم ظغن في الأغلب لارتياد المسارح والمياه لحيواناتهم فالتقلب في الأرض أصلح بهم ويسمون شاوية ، ومعناه القائمون على الشاء والبقر، ولا يبعدون في الفقر لفقدان المسارح الطيبـة.
وهؤلاء مثل البربروالترك وإخوانهم من التركمان والصقالية . وأما من كان معاشهم في الإبل فهم أكثر ظغنا وأبعـد في الفقر مجـالا لأن مسارح التلول ونباتها وشجرها لايستغني بها الإبل في قوام حياتها عن مراعي الشجر بالفقر وورود مياهه المالحـة وتقلب فصل الشتـاء في نواحيه فرارا من أذى البرد إلى دفء هوائه، وطلبا لما خض النتاج في رماله، إذا الإبل أصعب الحيــوانات فصالا ومخاضا وأحوجها في ذلك إلى الدفء فاضطروا إلى إبعاد النجعة . وربما زاتهم الحامية عن التلول أيضا فأوغلوا في القفار نفـرة عن الضعة منهم ، فكانوا لذلك أشد الناس توحشـــا وينزلون من أهل الحواضر منزلة الوحش غير المقدورة عليه والمفترس من الحيوان العجم، وهؤلاء هم العرب.)
مـع ذلك بقي صارما صامدا مقاتلا كالنســـر على الاعـالي يراقب كل ما يدور تحت دائرة بصره كما أنّه صبـور صبّار يعيش على ما تنتجه أراضيه من قمح وشعير أو ثمر أو ذرى أو تمر…الخ ،ويخزن هذه الثمار تحت التراب في حفر عميقة تسمى (المطامير ) حيث تبقى فيها مدة طويلة من الزمن قد تدوم عدة سنوات دون أن يمسها التلـف ولا يطعنها الفســـاد أو يحتفظ بها في أكياس إلى جانب حليب المواشي والنيق (النوق) ويكتسون من وبرها وشعرها وصوفها .
هذا جانب من عيشة البداوة عبر التاريخ ولازال يحتفظ بغالبيتها إلى اليوم مع بعض الظرافة بعدما احتك بسكان المدن وتوسعت رقعة البناءات العصرية وكثرة وسائل النقل وزحفت المداشر والتجمعات السكنية والقرى نحو البوادي والصحاري واتسعت دائرة التجارة ، إذ أضاف لنفسه أشياء من أمور الترفيه وكل ما هو ضــروري من غذاء ودواء ونقل حتى تقرب من المدني في كثير من العادات والتقاليد باعتبارها من أصل واحد لاسيما في القرن العشرين ولا تستطيع أن تفرق بين البدوي والقروي ولا بينه وبين المدني إلاّ في بعض السلوك والمعاملة التجارية والممتلكات الشخصية وقليل من الفوارق الذاتيـــة.
أما المرأة البدوية فهي ليست بعيدة عن الرجل من حيث الطبائع إلا في خصائصها كأنثى سواء في اللباس أو المعاملات أو إلتزامها بالبيت إلى جانب مشاركتها الرجل في الأعمال الشاقة، كمالا تقل شجاعة ولا صرامـة في مصارعة ظروف الحياة , لذا تراها تلعب دورا هاما في تسيير شؤون الحياة البدوية حيث تقسم وقتها بين أعمال البيت كامرأة، تراها تقوم على تربية الأطفال فهي الأم والخادم والطبيبة والحارسة الباسلة ، وهي التي تحضر الخبز من سنابله إلى طحنه إلى خبيزه إلى نضجه ، كما تقوم بأعمال الحرث والحصاد وتحضير لوازم البيت وتربية الخراف…الخ، فالمرأة البدوية تدخر جهدا كبيرا أكثر بكثير من الرجل سواء من حيث اقتصاد المعيشة أومن حيث صعوبة التربية، وهي التي تخرج من مدرستها علماء كبارفي كثير من الميادين وفقهاء أجلاء
يتبع ....
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف