الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حول الأحزاب ونظامها داخل إسرائيل مع نظرة متفحصة لتجربة حزب العمل الإسرائيلي " الماباي "اعداد:أ.هالة هشام جودة

تاريخ النشر : 2009-11-27
بسم الله الرحمن الرحيم

حول الأحزاب ونظامها داخل إسرائيل

مع نظرة متفحصة لتجربة حزب العمل الإسرائيلي " الماباي "

هالة هشام جودة
طالبة جامعية
كاتبة فلسطينية وناشطة اجتماعية


المحتويات:

1- مقدمة: حول النظام الحزبي في إسرائيل
2- الأحزاب اليسارية
3- الأحزاب العمالية
4- حزب العمل الإسرائيلي " الماباي " التأسيس.
5- مؤسسي الحزب ونبذة من سيرتهم الذاتية وانتماءاتهم.
6- تاريخ الحزب وسياسته...
7- الانشقاقات في الحزب وأزماته....
8- موقف الحزب من القضايا التالية: - السلاح الإيراني النووي
- حركة حماس كحركة"إرهاب"
- العمليات الاستشهادية الفلسطينية.
- الاستيطان
- الجدار الأمني
- عملية السلام والتسوية
- حول الدولة الفلسطينية وحقوقها" القدس واللاجئين"

9- واقع حزب العمل الإسرائيلي في المرحلة الراهنة ولأي حال وصلت قيادته.

10- المراجع...


مقدمة :النظام الحزبي الإسرائيلي

تمتد جذور الأحزاب الإسرائيلية إلى ما قبل الإعلان عن قيام الدولة الصهيونية ,فقد ظهرت هذه الأحزاب على
شكل حركات ومجموعات صهيونية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين و تنظمت في العقد الثالث
بشكل أحزاب.
ويمكن القول بان الأحزاب الصهيونية قبل الإعلان عن قيام الدولة كانت أحزابا فوقية, تميزت مفاهيمها ونشاطاتها
بالتناقضات الكثيرة بسبب افتقارها لأرضية طبيعية تنمو عليها ,فبعضها سعى إلي تحقيق " مجتمع اشتراكي" والآخر
سعى إلي تحقيق " مجتمع يميني ليبرالي " ,وكفلت الحركة الصهيونية بناء " اشتراكية كولونيالية " تقوم على تغييب
العنصر العربي, وتوظف الديباجات الاشتراكية في تحقيق أهداف الاستعمار الاستيطاني الاحلالي .

ويمكننا النظر إلى الأحزاب الإسرائيلية على أنها مؤسسات استيطانية/ استيعابية أسست الدولة وليست أحزابا
تتواجد داخل الدولة , أما الدولة فهي مجرد تعبير شكلي عن وضع استيطاني قائم بالفعل جوهره المؤسسات
الاستيطانية التي تدعى أحزابا .

وتظهر استيطانية الأحزاب في علاقة الأعضاء بها ,فالحزب ليس مجرد انتماء أيديولوجي , بل هو أيضا انتماء
اقتصادي وسلالي , فللأحزاب مشروعات الإسكان الخاصة بها وشركات البناء والمراكز التعاونية والمستشفيات
ونظام الضمان الصحي ,كما أن لها بنوكها التابعة لها.
ولعل هذا يفسر أيضا ظاهرة الانضباط والمركزية في الأحزاب الإسرائيلية .

ويتميز النظام الحزبي في إسرائيل بسمات أهمها تلك التي لازمته منذ قيام الدولة عام 1948 , من تعدد حزب كثير ومتطرف.
فالأحزاب الإسرائيلية لاتكف عن الانقسام والاندماج وذلك لعوامل تاريخية ترتبط بدور الأحزاب في تنظيم وبناء المستوطن الصهيوني, والولاء للقيادات والزعامات الصهيونية المختلفة في آرائها وايدولوجياتها , إضافة إلى النظام الانتخابي الذي يسمح بوصول الأحزاب الصغيرة للبرلمان من خلال خفض نسبة الحسم.
كما يمكن تفسير كثرة الأحزاب الإسرائيلية بوجود الانقسامات الاجتماعية والاقتصادية بين سفارد واشكيناز , متدينين وعلمانيين, والانقسام حول مستقبل الأراضي المحتلة والانقسام بين اليهود والعرب , ويترتب على كثرة الأحزاب وتعددها وجود حالات دائمة من الانشقاقات والاندماجات وإنشاء كتل انتخابية مختلفة , ويؤدي ذلك إلى عجز أي حزب عن تشكيل الحكومة بمفرده إلا من خلال ائتلاف حكومي.

والنظام الحزبي الإسرائيلي, ورغم الانشقاقات والانقسامات , إلا انه يدور بأسره داخل إطار الإجماع الصهيوني والصيغة الصهيونية الأساسية الشاملة والإيمان بان الحركة الصهيونية حركة تحرر قومي لبعث القومية اليهودية وتحقيق حلم الشعب اليهودي وتهجيرهم واستيعاب المهاجرين وإفراغ ارتس يسرائيل من سكانها الأصليين , ولعل اكبر دليل على هذه الوحدة الكاملة أن جميع الأحزاب الصهيونية قد أسست بتشجيع من الحركة الصهيونية العالمية والمنظمة الصهيونية وتحت إشرافهما , وكل الأحزاب ممثلة في هذه المنظمة وممولة من قبلها وكل الصراعات بينها تتم في إطار هذا الانتماء الإيديولوجي . كما أن هذه الأحزاب المتصارعة تتحالف وتتآلف داخل المؤسسات الصهيونية الاستيطانية مثل الهستدروت وداخل الائتلافات الوزارية ( التي تضم أحزابا دينية وعمالية وثالثة رأسمالية ) ولكنها في نهاية الأمر صهيونية .
أما الصراعات الأيديولوجية الحادة بين الأحزاب فهي لا تتعدى بأية حال المستوى اللفظي ولا تحدد سلوك هذه الأحزاب وممارساتها . ولعل اكبر دليل على أحادية النظام الحزبي في إسرائيل انه بعد تأسيس الدولة بخمسة وعشرين عاما وبعد خوضها ثلاثة حروب لم يظهر حزب إسرائيلي جديد له ثقل يقف ضد المؤسسة الصهيونية الحاكمة , إذ لاتزال الأحزاب المعادية للصهيونية مجرد تجمعات أفراد أكثر من كونها حركات سياسية ,
ويلاحظ بعد عشية حرب 1967 تلاشت الخلافات بين الأحزاب وتم تشكيل أول حكومة وحدة وطنية بين اليمين واليسار تعبر عن الإجماع الصهيوني.

وقد شهدت فترة السبعينيات والثمانينيات اتجاها نحو تبلور النظام الحزبي في حزبين أساسيين هما العمل والليكود.
ولكن وبعد فترة زمنية تناقص تمثيل كلا الحزبين في الكنيست إلى النصف , ولعل ابرز تلك التطورات لتزايد مشاعر التطرف القومي والاتجاه نحو اليمين العلماني أمثال ( تسومت و موليدت وهتحيا وجوش ايمونيم وكاخ )
ومن جهة أخرى نمو اليمين الديني في الجماعات الأرثوذكسية وبروز الطوائف الشرقية ويمثل حزب شاس في الحياة السياسية هذا التطور, ومن جهة أخرى نمو دور الأحزاب العربية وزيادة تمثيلها في الكنيست.

وهنا وفي هذا السياق سنتطرق بعيدا عن اليمين المتطرف نسبيا لنستعرض الأحزاب اليسارية ,

وبعدها احد هذه الأحزاب متمثلة بتجربتها على الساحة الإسرائيلية السياسية .

الأحزاب اليسارية : وكما ندرك أن كل الأحزاب الإسرائيلية تدور في إطار الإجماع الصهيوني ولذا فهي لا علاقة لها بمجموعة القيم السياسية التي تسمى " يسارية "
( إيمان بالعدالة والمساواة إلى إصرار على التخطيط ) ومع هذا تستخدم الأحزاب الصهيونية العمالية ديباجات يسارية على عكس الأحزاب اليمينية التي تستخدم ديباجات عنصرية واضحة .

وحتى نميز الواحدة عن الأخرى نطلق على الأحزاب الصهيونية ذات الديباجات اليسارية والاشتراكية " أحزاب عمالية " .

الأحزاب العمالية : ومنذ تاريخ إنشاء وتطور الأحزاب العمالية الصهيونية يشير إلى أنها وصلت عبر عمليات انشقاق واتحاد متواصلة على امتداد سنوات المشروع الصهيوني إلى أشكالها التنظيمية الحالية .
وترتبط التركيبة الأثينية والعرقية لتلك الأحزاب بالجماعات اليهودية الغربية ( الاشكناز ) حتى الوقت الراهن,
وهو ما أدى إلى انتهاج الدولة الإسرائيلية ومؤسساتها العامة والحزبية لسياسة التمييز الطائفي ضد اليهود الشرقيين ( السفارد ) ويهود العالم الإسلامي , ورغم تدفق المهاجرين من بلدان العالم الإسلامي وتغير الوضع الديموغرافي لصالح السفارد بعد قيام الدولة , فانه ينعكس في تركيبة البني المجتمعية مثل الأحزاب والمؤسسات الرسمية .

وفي الوقت الراهن يندرج تحت تصنيف معسكر الأحزاب العمالية كل من حزب العمل الإسرائيلي وكتلة ميرتس التي تتألف من ثلاثة أحزاب هي شينوي ومابام وراتس . واذا كان حزب الماباي ( العمل ) هو واضع أسس الدولة وسياستها تجاه العرب .
فيمكن القول بأنه قد تبلور اتجاه نشط داخل معسكر الأحزاب العمالية قاد سياسة الصراع العربي الإسرائيلي مرتكزا على منطق القوة وفرض الأمر الواقع , وانتهاز الفرص لتوسيع حدود الكيان الصهيوني , ثم فرض السلام على الدول المجاورة ,
إما على صعيد القضايا الداخلية الاقتصادية والاجتماعية فقد حدثت تغيرات في الديباجات اليسارية نفسها
نابعة من الخصوصية الصهيونية , فالديباجات اليسارية القديمة كانت تعبر عن الاشتراكية والديمقراطية , ولكن الآن التركيز على مايطلق عليه دولة الرفاهة مع الاهتمام بحقوق الإنسان الفردية والجماعية مع الاهتمام بالتطبيقات , وقد فقد الهستدروت والكيبوتس الكثير ن خصائصهما الاشتراكية ( أي الاستيطانية الجماعية )

ويتضح ذلك كثر في حركة يريتس التى تركز على الحقوق المدنية والسياسية وخدمات الرفاهية والالتزام بعملية التسوية ودور القطاع الخاص والسياسات الأمنية .

وبشئ من التفصيل سنستعرض تاريخ وتجربة حزب العمل الإسرائيلي " الماباي "

التأسيس: اخذ هذا الحزب اسمه من المصطلح العبري " مفليجيت بو علي ايرتس يسرائيل " , أي " حزب عمال ارض إسرائيل "

وهو حزب صهيوني عمالي اشتراكي تأسس سنة 1930 من اتحاد حزبي " أحدوت هاعافودا " أي ( اتحاد العمل)
و " هبوعيل هتسعير " أي ( العامل الفتي ) ومن ابرز قادة الماباي دافيد بن غوريون وليفي أشكول وغولدا مائير وموشي دايان وشمعون بيرس واسحق رابين .
وبنبذة مختصرة عن كل من مؤسسين حزب العمل الإسرائيلي " الماباي " انتماءاتهم و البيئة التي جاءوا منها وهم كالتالي :



ديفيد بن غوريون :
سياسي إسرائيلي واشتراكي، واحد من مؤسسي إسرائيل، رئيس وزراء من 1948 إلى 1953 ومرة ثانية من 1955 إلى 1963.

ولد في بولندا وهاجر إلى فلسطين في 1906 للعمل في الفلاحة. كان زعيما للحركة الصهيونية، وعين وزير الدفاع وعمل على تطوّير القوّات المسلحة لإسرائيل


ليفي اشكول : ساعد على إيجاد إسرائيل وعمل كرئيس للوزراء من 1963 حتى موته. إشكول كان مديرا قادرا وقائد سياسي. خدم في منصب مدير وزارة الدفاع وزير الزراعة و وزير المالية. بينما كان رئيس وزراء إسرائيل قاتلت إسرائيل حرب الأيام الستّة ضدّ الدول العربية في 1967.

ولد في أوكرانيا. أرتبط بالحركة الصهيونية. في 1914، إنتقل إلى فلسطين وعمل كمزارع. ساعد على تشكيل الهيستدروت (إتحاد العمال العامّ) في 1920 وكذلك حزب مابي (حزب عمّال إسرائيل) في 1930. في الثلاثينات، ساعد اليهود في ألمانيا للانتقال إلى فلسطين. ساعد في تأسيس الهاجانا، المنظمة اليهودية السرية الإرهابية التي قاتلت ضدّ الإنتداب البريطاني وضدّ العرب الفلسطينيين.



جولدا مائير : (1898-1978). عملت كرئيسة وزراء إسرائيل من 1969 إلى 1974. خلال عمرها السياسي، دعمت هجرة واسعة النطاق إلى إسرائيل وبرامج إنشاء مستعمرات سكنية ضخمة. مشكلتها الرئيسية كرئيسة وزراء كان النزاع الإقليمي بين إسرائيل وعدّد من الدول العربية.

في أكتوبر/تشرين الأول 1973، اندلعت الحرب للمرّة الرابعة بين إسرائيل و العرب. عانت إسرائيل من خسائر مبكّرة ثقيلة مما عرض حكومة مائير للانتقاد بشدة. نتيجة ذلك استقالت في يونيو/حزيران 1974، بالرغم من أنّها قادت حزب العمل إلى الانتصار في انتخابات ديسمبر/كانون الأول 1973.

غولدا مائير ولدت في كيف، أوكرانيا. عائلتها إنتقلت إلي ميلووكي في 1906، وقد عملت مدرسة بعد ذلك هناك. في 1921 هاجرت الى فلسطين.

في 1948 بعد احتلال اليهود لجزء من فلسطين وإنشاء دولة إسرائيل. مائير عملت كوزيرة للعمل من 1949 إلى 1956 وكوزيرة للشؤون الخارجية من 1956 إلى 1966. كانت أمين حزب العمل من 1966 إلى 1969.


موشي دايان : (1915-1981). رجل عسكري إسرائيلي وقائد سياسي. قائد القوات الإسرائيلية التي فازت بالحرب العربية الإسرائيلية في 1956. وقاد النصر الإسرائيلي في حرب الأيام الستّة ضدّ مصر، الأردن، وسوريا في يونيو/حزيران 1967. دايان أصبح وزير خارجية إسرائيل في 1977. استقال في 1979 لأنة إعتقد أنّ الحكومة ما كانت تعمل بما فيه الكفاية لصنع السلام مع العرب. كان وزيرا الدفاع من 1967 إلى 1974، وزير الزراعة من 1959 إلى 1964، ورئيس هيئة أركان الجيش من 1953 إلى 1958.

في 1939، البريطانيون الذين حكموا فلسطين سجنوا دايان لعمله مع جماعة الهاجانا المحظورة. أطلق في 1941 للمحاربة مع البريطانيين ضدّ فرنسا. دايان جرح خلال الحرب في معركة في لبنان، وقد فقد عينه اليسرى. دايان إشترك أيضا في الحرب العربية الإسرائيلية الأولى في 1948. دايان ولد في ديجانيا، فلسطين.


شمعون بيرس: (1923-... ). سياسي وعضو حزب العمل. رئيس وزراء إسرائيل مرّتين. شغل ذلك المنصب من 1984 إلى 1986 ومرة أخرى في 1995 بعد إغتيال رئيس الوزراء إسحاق رابين. في 1996 خسر بيريز في الإنتخابات العامة و حل محلة بنجامين نيتانياهو من حزب الليكود كرئيس وزراء.

في أوائل ومنتصف التسعينات، كان لبيريز وهو وزير الخارجية تحت رئيس الوزراء إسحاق رابين وكرئيس وزراء بنفسه دورا رئيسيا في تحرّيك السلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينيّة. بيريز، رابين، وزعيم منظمة التحرير الفلسطينيّة ياسر عرفات إشتركوا في 1994 بجائزة نوبل للسلام لجهودهم في تحقيق السلام في الشرق الأوسط.

عمل بيريز كرئيس وزراء في حكومة الوحدة بين حزن العمل وكتلة الليكود في سبتمبر/أيلول 1984. شكّلت الأحزاب هذة الحكومة بعد عدم فوز اي من الحزبين بالأغلبية في الإنتخابات البرلمانية. دامت حكومة الوحدة 50 شهر. وفق الإتفاقية بين العمل والليكود، بيريز (رئيس حزب العمل) عمل كرئيس وزراء لمدة 25 شهر وإسحاق شامير(رئيس الليكود) كان نائب الرئيس ووزير الخارجية، بعد المدة المقررة عكست الأدوار في أكتوبر/تشرين الأول 1986.


في 1988 العمل والليكود شكّلا حكومة إئتلافية جديدة مع شامير كرئيس الوزراء. بقى بيريز نائب الرئيس و وزير المالية. في 1990 إنهار الإئتلاف وإستقال بيريز من مناصبه.

ولد في فيشنيفو، بلدة صغيرة قرب منسك، بولندا. إسم عائلته كان بيرسكاي. غيّر الاسم إلى بيريز في الأربعينات. بيريز هاجر مع عائلته إلى فلسطين في 1934. أصبح ناشط في الحركة التي أدّت إلى خلق إسرائيل في فلسطين في 1948. في 1950 بعث بيريز إلى الولايات المتحدة كزعيم وفد وزارة الدفاع. درس هناك في جامعة نيويورك وجامعة هارفارد. وعاد إلى إسرائيل في 1952.

بيريز إختير للكنيست الإسرائيلي (البرلمان) في 1959. ساعد على تشكيل حزب العمل في 1968. كان وزيرا الدفاع من 1974 إلى 1977. عمل كوزير خارجية في 1987 الى 1988 ومن 1992 حتى 1995.


اسحق رابين : (1922-1995). رئيس وزراء إسرائيل من 1974 إلى 1977 ومن 1992 حتى موته. في 4 نوفمبر/تشرين الثّاني 1995 إغتيل في تل أبيب،إسرائيل من قبل طالب جامعي إسرائيلي يميني من المعارضين لرابين.

رابين ولد في القدس وكان أول رئيس وزراء ولد في فلسطين وباقي رؤساء وزارات إسرائيل السابقون ولدوا في أوروبا. في 1941 خلال الحرب العالمية الثانية أنضم رابين بالماتش وهي وحدة يهودية سرية في فلسطين. كان نائب قائد الماتش في 1948 خلال الحرب العربية الإسرائيلية الأولى. رابين ترأّس وزارة الدفاع في إسرائيل من 1964 إلى 1967 وهو مخطّط إستراتيجية حرب 1967.

من 1968 إلى 1973، كان رابين سفير إسرائيل في الولايات المتحدة. وهو عضو في حزب العمل وقد إختير لبرلمان إسرائيل في 1973. أصبح رئيس وزراء في 1974 الى 1977. كان وزيرا للدفاع من 1984 إلى 1990.

رابين أصبح رئيس حزب العمل ثانية في فبراير/شباط 1992. نجح الحزب في إنتخابات يونيو/حزيران وأصبح رئيس وزراء مرة ثانية أحتفظ لنفسه بمنصب وزير الدفاع. في 1993 حكومة رابين و منظمة التحرير الفلسطينيّة وقّعا إتفاقية تضمّنت بداية حكم ذاتي وبداية لإنسحاب إسرائيل من قطاع غزة والضفة الغربية. رابين مع وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز وزعيم منظمة التحرير الفلسطينيّة إشتركوا في 1994 بجائزة نوبل للسلام. أيضا في 1994 المحادثات بين رابين والملك حسين ملك الأردن أدت إلى توقيع معاهدة سلام أنهت حالة الحرب بين البلدين.





تاريخ حزب العمل " الماباي " وسياسته:

يصف حزب الماباي نفسه بانه حزب عمالي , وحدد اهدافه في برنامجه الذي اقره المؤتمر التأسيسي
" بالتفاني في بعث شعب إسرائيل على أرضه كشعب عامل متحرر ومتساوي الحقوق يضرب جذوره
في جميع المجالات الزراعية والصناعية ويطور ثقافته وتراثه العبري ويتلاءم مع الطبقة العمالية العالمية
في نضالها لإلغاء العبودية والاضطهاد الاجتماعي "

فقد اتصف توجه االماباي نحو الاشتراكية بالبراغماتية . وفي هذا تعبير واضح عن طبيعة الوجود الصهيوني القائم على أساس التوسع والسيطرة والعدوان.
ونتيجة لهذا التوجه تشكلت مجموعة يسارية عرفت ب " الكتلة ب " وعارضت هذا الاتجاه وسيطرته على مراكز النفوذ والقوة داخل الحزب. فاتخذ الحزب في المؤتمر الذي عقده سنة 1942 قرارا بحظر التكتل داخله وأدى هذا إلى انسحاب " الكتلة ب " سنة 1944 – ومعها ما يقارب نصف حركة الكيبوتز الموحد وتشكيلها " الحركة من اجل اتحاد العمل "

ويعد من أهم مبادئ حزب العمل : الحفاظ على التشكيل الديمقراطي للحكومات الإسرائيلية , وتحسين الحياة الاجتماعية والاقتصادية للشعب الإسرائيلي و تقوية الاقتصاد الإسرائيلي القائم على مبادئ السوق الحر للعمل على تحقيق السلام ( حسب التصور اليهودي ) .

وفي عام 1942 سيطر الماباي على الهستدروت وبلغت قوته الانتخابية فيه 69,5% .
وسيطر على مزارع الكيبوتز والمستعمرات التعاونية والمنظمة الصهيونية العالمية .
والقسم السياسي من الوكالة اليهودية التي كانت تشرف على اغتصاب الأرض وشرائها من الإقطاعيين العرب وطرد الفلاحين الفلسطينيين منها.
وتبنى الماباي شعار العمل العبري ولعب دورا قياديا في الهاغاناة , والتخطيط لأعمالها الإرهابية ضد الشعب الفلسطيني . وعمد بعد قيام
( إسرائيل ) عام 1948 إلى توحيد الهاغاناة والمنظمة العسكرية الصهيونية الأخرى وتحويلها إلى جيش الدفاع الإسرائيلي .

أما بالنسبة لسياسته الخارجية فكانت ذات تعاون وثيق مع القوى الامبريالية العالمية , وبالسعي إلى ربط ( إسرائيل ) بالإستراتيجية الأمريكية في المنطقة كحليف قوي وأساسي لدعم وجود ( إسرائيل ).

والحفاظ على أمنها ومساعدتها على تحقيق أغراضها الاستعمارية التوسعية . وقد أيد الماباي السياسة الأمريكية العدوانية على الفيتنام, وقاد مع فرنسا وبريطانيا العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 .

فقد سيطر الماباي ( العمل ) على الحياة السياسية داخل إسرائيل وقد كان عدد المقاعد التي يحصل عليها بمفرده من الكنيست الأول حتى السادس يراوح بين 40 و48 مقعدا من مجموع مقاعد الكنيست البالغة 120 مقعدا .


ومع كل ذلك وملاحظة تماسك البنية الفكرية والسياسية لحزب العمل الإسرائيلي " الماباي "

إلا انه تعرض لازمات كثيرة أدت إلى حدوث عدد من الانشقاقات داخل صفوفه :

وكان من أهمها الفضيحة المعروفة بقضية لافون سنة 1965 حين أدى الخلاف بين زعيم الماباي بن غوريون – مدعوما بدايان وبيرس – وزعماء الحزب القدامى – وعلى رأسهم أشكول ومائير وسابير – وهزيمة بن غوريون وأنصاره في اللجنة المركزية للحزب إلى انسحاب الأخير ومؤيديه من الماباي وتشكيل قائمة " رافي –عمال إسرائيل "

واثر انشقاق بن غوريون تحالف الماباي مع اتحاد العمل سنة 1965 , ثم انضم إليهما سنة 1968 حزب رافي فأسس الثلاثة حزب العمل الإسرائيلي الذي تحالف انتخابيا مع حزب المابام سنة 1969 وتم بذلك تشكيل تجمع المعراخ .


ورغم تعدد الأحزاب الإسرائيلية والانشقاقات داخلها , إلا أنها جميعها تقع تحت كنف الصهيونية ,

فحزب العمل مثله مثل الأحزاب الأخرى التي تجسد صورة الشعب اليهودي, والذي يعتبر الصهيونية هي النافذة والمنبع الأساسي لتغيير الواقع والتاريخ والمستقبل, فالصهيونية اكبر من مجرد برنامج سياسي واضح,
بل هي للشعب اليهودي منظومة فكرية وعقائدية تتغذى على تأويل مستمر للتاريخ, وسيرورات الواقع وصور المستقبل , فهي بالنسبة لهم أشبه بما أطلق عليه الفلاسفة الألمان في ذاك العصر " القرن التاسع عشر " ( منظار إلى العالم) كونها تحكم كافة مواقف حياة الشعب اليهودي وجميع مجالات حياتهم.

ومن هنا سنتطرق لمواقف حزب العمل " الماباي " من عدة قضايا دولية وعربية فلسطينية :
فبالنسبة للسلاح الإيراني النووي فيعتبر الحزب من خلال احد ممثليه :

عامي أيلون رئيس جهاز الشباك السابق:


: أن إيران في طريقها للتحول إلى تهديد وجودي لإسرائيل وهي تشكل تهديداً لكل الاستقرار في الشرق الأوسط وليس بالنسبة لإسرائيل فقط. إنها تمثل أيضاً تهديداً لمصالح الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، وتهديداً لدول إسلامية في المنطقة (مثل تركيا، الأردن، مصر، المملكة السعودية)، فضلاً عن تهديد دول تقع إلى الشرق منها مثل الباكستان. لذلك يتعين على إسرائيل الانخراط في ائتلاف إقليمي يتصدى للتهديد الإيراني. يتعين على إسرائيل عمل أقصى ما تستطيع من أجل منع إيران من امتلاك سلاح ذري وأن تستعد في ذات الوقت لاحتمال تحقق هذه الإمكانية.


وحول الإرهاب الفلسطيني كما يعتبره حزب العمل والحكومة الصهيونية وحول حركة حماس بأنها تعتبر

أنه يمكن لإسرائيل أن تحاور "حماس" فقط إذا التزمت الحركة بشروط خريطة الطريق، بمعنى:
أ‌- الاعتراف بوجود دولة إسرائيل كدولة الشعب اليهودي.
ب‌- أن تنزع الحركة سلاحها وتوقف كل أعمال الإرهاب.
إذا تحقق هذان الشرطان فلن يبقى من سبب يمنع اعتبار "حماس" أهلاً للحوار في إطار مفاوضات تجري في نطاق "خريطة الطريق". في المقابل علينا أن نتحرك بشكل مستقل نحو الانفصال عن الفلسطينيين ونحو خلق واقع سياسي يقوم على أساس دولتين لشعبين. وفي نطاق التحرك المستقل يتعين على إسرائيل الإسراع في بناء الجدار الأمني بموجب توجيهات المحكمة الإسرائيلية العليا وتطبيق قانون الإخلاء والتعويض على المستوطنين القاطنين شرق الجدار وذلك بغية تمكينهم من "العودة إلى البيت" بكرامة.

وحول العمليات الانتحارية كما يدعى الجانب الإسرائيلي فانه برده عليها يعتمد الحزب على مقولة "من يسعَ إلى قتلك بكِّر إلى قتله" هذا أمر وواجب أخلاقي يجب أن يكون الأساس والمنطلق لعملهم ضد الإرهاب. في المقابل فإن حربهم ضد الإرهاب يجب أن تكون محددة الاستهداف قدر الإمكان، بمعنى الامتناع قدر المستطاع عن العقاب الجماعي الذي يشوّش الحياة اليومية للمجتمع الفلسطيني. كسياسة يتعين على إسرائيل الإسراع في بناء الجدار وخلق فصل عن طريق إقامة معابر على امتداد الجدار وفتح الجسور والمعابر إلى الأردن ومصر والامتناع قدر الإمكان عن إقامة حواجز ونقاط مراقبة وتفتيش بين التجمعات الفلسطينية.

هذه الرؤى تم استنباطها من حوار مع احد ممثلي حزب العمل الإسرائيلي " عامي أيلون" بصحيفة هارتس الإسرائيلية.


انتقالا لموقف الحزب حول قضية الاستيطان : فمع مرور الاستيطان بمراحل عدة وتوسعه , ففي الفترة 1967- 1974 , حيث مثل هذه الحقبة حزب العمل من خلال رئيس الحكومة ليفي اشكول ومن بعده جولدا مائير , أقامت الحكومة الإسرائيلية في هذه الفترة 9 مستوطنات وفي الفترة التي تليها بين عامي 1974- 1977 استثمرت حكومة رابين العمالية نتائج حرب تشرين لتقيم 9 مستعمرات جديدة .

ومن وجهة النظر الإسرائيلية التي حاولت تبني مشاريع تدعي أنها حلا للأراضي الفلسطينية المحتلة:

ومنها مشروع " ألون " حزب العمل/ 1967- 1976
ويقوم على فكرة استيطان يهدف لتحقيق إستراتيجية تضييق مجال الخيارات المتاحة للتسوية, بشان السيادة على الأرض المحتلة وهو مشروع قال عنه ألون " من متطلبات الأمن وكحافز للنضال السياسي "


ومن جهة أخرى حول قضية الجدار الأمني : الذي بدا بناءه عام 1994 خلال فترة حكم حزب العمل
بقيادة " اسحق رابين " ليجسد سياسة الفصل العنصري التي انتهجتها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.


وحول عملية التسوية والسلام فقد كان حزب العمل قد قدم وثيقة باسمه تنص على:
على مشروع سلام يرتكز على حل إقليمي وسط, والمحافظة على الطابع اليهودي للدولة , ويقوم على أساس دولتين مستقلتين , إسرائيل وعاصمتها القدس الموحدة , والدولة الأردنية الفلسطينية المجاورة , وترفض الوثيقة قيام دولة فلسطينية منفردة أخرى غرب نهر الأردن .


وأخيرا حول موقف حزب العمل من الدولة الفلسطينية وحقوقها فهو يعتبر رغم:

انه من المعلوم أن حزب العمل هو الذي أبرم اتفاقية أوسلو مع الشعب الفلسطيني ، وعلى رأس الحزب رابين وشمعون بيرس وفشل من بعدهم أيهود باراك في كامب ديفيد في الوصول إلى حل دائم مع الجانب الفلسطيني ومن أهم مبادئ حزب العمل :القدس عاصمة إسرائيل الأبدية تحت السيادة الإسرائيلية ، إسرائيل لا تبقى على احتلال الشعب الفلسطيني ، سيبقى الجيش الاسرائيلى على الحدود الشرقية في غور الأردن ، الفصل مع الفلسطينيين
( باتفاق ) يحقق المطالب الحيوية للأمن الاسرائيلى الإبقاء على المستوطنات الكبرى تعاون اقتصادي اسرائيلى فلسطيني أردني ، رفض العودة لفلسطينيي الشتات ( اللاجئين ) لدولة إسرائيل ، ومن الجدير بالذكر أن متسناع قبل استقالته من رئاسة حزب العمل أعلن بأنه مع الانفصال أحادي الجانب عن الفلسطينيين وتسوية في القدس أيضا، تؤدي إلى "سيادة إسرائيلية في الأقسام اليهودية من المدينة وفي الأماكن المقدسة لليهود".
ويؤيد إزالة "المستوطنات المنعزلة" في الضفة الغربية. وبموجب برنامج الحزب بشأن الفصل، يتم الانفصال الأحادي الجانب عن الفلسطينيين عن طريق إقامة جدار فاصل، "يمتد من عراد وحتى بيت شان"، وفق أقوال متسناع(5).
أما زعيم «حزب العمل» الجديد عمير بيرتس بعد أن أدرك أن برنامج شارون وفق كاديما حظى بشبه إجماع صهيوني فاضطره إلى تعديل مواقفه الحمائمية وتبني برنامج مماثل لإدراكه انه حتى اليسار الصهيوني يرفض العودة إلى حدود العام 1967 كما يرفض المساس بـ «وحدة» القدس ويرفض قطعاً الحديث عن عودة اللاجئين الفلسطينيين.









واقع حزب العمل الإسرائيلي في المرحلة الراهنة ولأي حال وصلت قيادته هذا ما يتبين من الآتي:

يعتبر أيهود باراك، زعيم حزب «العمل" الحالي ومع الوضع الإسرائيلي الراهن فقد تعرض إلى هجمة شرسة من بعض زملائه في القائمة ,بسبب سياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية بقيادة نتنياهو و ليس فقط بسبب عدم تعاون باراك بحكم منصبه وزيرا للدفاع في حكومة بنيامين نتنياهو مع النداءات المطالبة بلجنة تحقيق إسرائيلية حول ممارسات السلطات الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة على غزة، ولكن أيضا بسبب التراجع الكبير في شعبية الحزب خلال الأشهر القليلة الماضية حيث دلت استطلاعات الرأي التي نشرت في صحافة نهاية الأسبوع الماضي بأن العمل قد "يتحطم" إلى نحو ستة مقاعد فقط في حال جرت انتخابات للكنيست وذلك بعد أن كان قد تراجع في الانتخابات الأخيرة التي عقدت قبل بضعة أشهر فقط من 19 مقعد إلى 13 مقعد فقط.
وفي الوقت الذي يدور الحديث في بعض أروقة الحزب عن احتمال قيام اسحق هيرتسوغ أو أوفير بينس بالترشح لمنافسة باراك على زعامة الحزب، إلا أن أغلبية الاستطلاعات تدل على أن أي من هؤلاء، وبالرغم من تمتعهم بشعبية في بعض أوسط الحزب، لن يستطيع بالضرورة هزيمة إيهود براك من جهة، وحتى إن استطاع أحدهما فعل ذلك، فإن أي منهما لن يقدر، بحسب الاستطلاعات، على قيادة حزب العمل ليس فقط نحو العودة لقيادة زمام الأمور في الدولة بل أيضا نحو الحصول على الموقع الثاني من حيث عدد المقاعد في الكنيست.
لكن، بعكس ادعاء بعض خصوم باراك في الحلبة الحزبية الإسرائيلية، لا يجوز اتهام باراك وحده بالتراجع الكبير في شعبية الحزب خلال الأعوام الماضية ولا سيما في الأشهر الأخيرة.
صحيح أن باراك هو زعيم الحزب حاليا وهو المسؤول الأول عما آلت إليه أوضاع الحزب، إلا أنه منذ اغتيال يتسحاق رابين في العام 1995 والحزب في تراجع مستمر مع أن الحزب غير في هذه الفترة ما لا يقل عن أربعة رؤساء، من بينهم شمعون بيرس وعمرام متسناع وعمير بيرتس وإيهود براك نفسه.
فبالإضافة إلى تفرد باراك بقيادة الحزب وتركيز جل اهتمامه على عمله كوزير للدفاع في حكومة نتنياهو وعدم منحه الاهتمام الكافي لتحسين صورة وقدرات الحزب،
إلا أن هنالك ثلاثة عوامل رئيسية التي يمكن اعتبارها العناصر الأهم وراء تراجع شعبية حزب العمل سواء في إسرائيل وفي العالم.:
أولا، غياب الصبغة اليسارية عن الحزب، بالأساس منذ اغتيال اسحق رابين في العام 1995. فشمعون بيريس، وبالرغم من التأييد الجارف الذي كان يتمتع به غداة مقتل رابين، تخبط كثيرا ولم ينسحب من الخليل كما كان مقررا، ولم يكمل ما بدأ به رابين من مفاوضات على المسار السوري، لا بل خاض حربا في لبنان (التي سميت آنذاك إسرائيليا بعملية "عناقيد الغضب") ما جعله يخسر الانتخابات التي جرت في أيار من العام 1996 لصالح بنيامين نتنياهو.
ومنذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا وحزب العمل يتخبط بين اليسار واليمين وما كان فوز إيهود باراك في انتخابات العام 1999 سوى قصاصا شعبيا لعنجهية نتنياهو بسبب الفضائح المتكررة التي لحقت به وبزوجته، وهو السبب الذي يجعل من مستشاري نتنياهو يصرون على "إخفاء" زوجته عن الأضواء منذ توليه زمام الأمور في الدولة مجددا قبل بضعة أشهر.
إن تخبط العمل بين اليسار واليمين لاسيما بعد اتهامه بالمسؤولية عن فشل مفاوضات كامب ديفيد في العام 2000 واندلاع الانتفاضة الثانية ساهم بشكل كبير ليس فقط بتراجع هذا الحزب بل ما يسمى بمعسكر اليسار وبالذات الأحزاب الصهيونية "اليسارية" مما قلص مجموع عدد مقاعد حزبي العمل وميرتس من نحو 50 مقعد في العام 1992 إلى 16 مقعد حاليا ومع احتمال تراجع هذا العدد إلى 8 في الانتخابات المقبلة!
ثانيا، ومنذ أن دعم يتسحاق رابين حاييم رامون لمنافسة حاييم هبرفيلد، مرشح شمعون بيرس، لرئاسة نقابة العمل العامة الإسرائيلية "الهستدروت" في أوائل التسعينات فقد تراجعت العلاقة التنظيمية بين حزب العمل والهستدروت بشكل ملحوظ، ولم تعد الهستدروت التي أسسها دافيد بن غوريون في العشرينات من القرن الماضي ذراعا قوية لحزب العمل، بل أصبحت جسما مهنيا منفصلا عن الحزب وبالتالي فقد الحزب قواعد شعبية كبيرة كان يتمتع بها من خلال هذه النقابة.
كما فقد الحزب منذ ذلك الحين علاقاته القوية التي كان يتمتع بها مع العديد من النقابات مما جعله يفقد قواعد انتخابية التي كانت تشكل نواة مهمة في شعبيته، الأمر الذي يجعل شعبية الحزب الآن تقتصر بالأساس على قدامى الأعضاء ممن لا يزالون يحنون إلى الأمجاد الماضية للحزب عندما كان القائد الأوحد لمعظم مؤسسات الدولة.
ثالثا، يفتقد حزب العمل، بالذات منذ اغتيال اسحق رابين لقيادة كاريزماتية قوية تستطيع تجميع الحزب خلفها. فحتى رابين عاني من وجود معسكرات داخل الحزب، ومع مقتله برزت هذه المعسكرات بصورة أكبر وقد خابت آمال أعضاء الحزب بعد كل مرة جرت فيها انتخابات داخلية لزعامة الحزب بأن ينجح الرئيس الجديد إن لم يكن بتوحيد الحزب فعلى الأقل بوضع استراتيجية له وبتنظيم أموره.
باختصار، يمكن القول بأنه لا يمكن التكهن بأن يحدث أي تحسن في شعبية حزب العمل في المستقبل المنظور حتى وإن نجح أحد أقطاب هذا الحزب باستبدال باراك في موقع الزعامة، مع أن فرص حصول ذلك ليست بالكبيرة لأن خصوم باراك يكرهون بعضهم البعض بصورة لا تقل عن كرههم له!
فمشكلة حزب العمل خاصة واليسار الصهيوني عامة تكمن بعدم الجرأة لطرح بدائل حقيقية لسياسات اليمين، مما جعل الكثير من الإسرائيليين وحتى الكثير من اللاعبين الدوليين الذين راهنوا على حزب العمل واليسار الصهيوني في الماضي يفقدون الأمل من عودة هؤلاء للتأثير على مجريات الأمور في الدولة.
لكن، بالرغم من ذلك، فإن تحطم حزب «العمل» لن يحصل على الأرجح مرة واحدة بل سيحصل على مراحل، لأنه في المستقبل القريب سيبقى يحصل على بضعة آلاف الأصوات من قدامى الحزب الذين لا يزالون ينتظرون معجزة ما أو الذين لا يزالون يرون بأنفسهم ملزمين دعم الحزب الذي نشأوا فيه بالرغم من أن هذا الحزب لم يعد يملك رؤية واضحة في أي من القضايا التي كان حازما فيها قبل بضعة عقود!






المراجع:

1- كتاب " مجلد " الموسوعة الفلسطينية ( ص63 )
2- كتاب الموسوعة الموجزة في جزأين " اليهود واليهودية والصهيونية " (المجلد الثاني)
د. عبد الوهاب المسيري " الجزء الثالث:إسرائيل- المستوطن الإسرائيلي"
ص466- ص470
3- palestinehistory.com ( شخصيات إسرائيلية )
4- www.alasra.ps مركز الأسرى للدراسات ( اليمين واليسار في إسرائيل-رأفت حمدونة)
5- www.mesc.com.jo مركز دراسات الشرق الأوسط عمان- الأردن
-" الاستيطان اليهودي وأثره على الشعب الفلسطيني (ملخصات الأوراق)
- الشؤون الإسرائيلية – دراسات وتقارير إسرائيلية
6- http://www.alquds.com/node/207978 صحيفة القدس الالكترونية..


وهنا يراودني السؤال اين نحن من تجارب عدونا؟؟؟
اين وطننا كما يبحثون عن وطنهم ؟؟
أين مجتمعنا كما ينمون مجتمعهم؟؟
اين وحدتنا كما لايتعدون على وحدة امنهم؟؟

اتساءل وحاشا للمقارنة بين عدالة قضيتنا وزيف وجودهم ولكن لناخذ بعض العبر من عدونا
ونسمع صدى ضمائرنا فانتم يا احزابنا لستم الا لاجل وطن وبدونه للفناء ذاهبون فهلا توحدتم ؟؟!!
ببقاءه يستتمر وجودكم ...ويترك الوطن صرخته هلا توحدتم!!!!
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف