
لهجة البدوي أو لغته
ويواصل الدكتور قوله: العرب مغرمون بحفظ القرآن الكريم يقبلون عليه قدر جهدهم واستطاعتهم و خاصة التعليم العربي (القرآن) في الزوايا الكبيرة بناحية الصحراء وإذا ما نظرنا من جهة اللغة العربية العامية فإنّ الاستاذ يقول : "أمّا اللغة العامية الدارجة فيجب علينا أن نعيد هذا القول بأن العربية العامية موجودة بشمــال افريقيا عمومــا وخاصة في الهضاب العلياو الصحراء الجزائرية… هي أفصح لغة عربية عامية موجودة على وجه الارض لأن أغلب عباراتهـا (نحو 98 في المائة ) هي عبارات فصيحة قرآنية بدون اعراب بل أني أستطيع أن أؤكد بأنّ العربية العاميـة في بلادنا هي أفصح بكثير وأقرب إلى لغة القـرآن من العامية التي يتكلمونها في اليمن وبعض عوام الحجاز… وحقيقة الأمر أن هذه اللغة المدمجة في لهجة سكان البـوادي علـى امتـداد طول خط الهضاب العليـــا و السهوب خاصة – ذلك الخط الرابط عبر ولايات ,البيض-الأغواط-الجلفــــة-المسيلـة بسكرة في حين تغلب عليها بعض الرنات الصوتية في الولايات الأخرى المجاورة لهذه الولايات ,ففي الغرب الجزائري يكون لفظها مدمجًا خشن مع الصيغة الدائرية للسان قولهم (واه) و في الشرق الجزائري تميل هذه اللهجة إلى الإمتداد العرضي مثل وادي السوف وتبسة وبعض الجهات المجاورة ويختلف هذا عند سكان المـدن نسبيـًا
القبائل العربية الجزائرية
ومن هنا نستطيع القول بأن سكان البوادي المستقرين بمنطقة الانجاد أو منطقة السهوب من الأصل العربي كسائر البدو المستقرة بكل نواحي الجزائر وشمال إفريقيا سواء كانوا أحفاد العرب المهاجرين أيام الدولة الحمادية أو الفاتحين حسب مواطنهم اليوم من بني هلال المستقرة بمناطق من السهوب والهضاب العليا والمعروفة اليوم بكثرة من قبائل زغبة العربية، فمن هذه الأخيرة تفرعت قبيلة عروة وحميس اللتين تكونان أصلا لقبيلتي التذر وحمص ( كما ذكرهما توفيق المدني ) أو النظر ( كما ذكرهما الشيخ مبارك الميلي ) – فمن التذر – النذر – عروش تقطن نواحي الجلفة و الأغواط إمتدادا إلى البيض وهي معروفة اليوم بأسمائها منها الصحاري أولاد شريفة ، الحماقنة ، أولاد خليفة ، أولاد سليمان ، أولاد زيان .
ومن حميص ( حميس) عروش منها يقضان ، أولاد نايل (فذر) أولاد عبيد الله حيث تمركزت معظم هذه القبائل على شمال الأطلس الصحراوي ومنطقة الجلفة ، ويبقى البحث من اختصاص الباحثين في التاريخ وما اشارتنا الى هذا الا لربط فصول الموضوع بالشخصية العربيــة البدوية في هذه المناطـق .
لنكتفي بهذه الشهادات التي تربط البدوي الهلالــي في موقعه اليوم ببدوي بني هلال في الجزيرة العربية بين الحجاز ونجــد
أهمية الأدب الشعبي
إن الأدب الشعبي لا يقل أهمية عن الأدب العربــي والاسلامي بحكم الاصالة والعروبة التي تربطهما فكلاهما نبع من البادية وكلاهما شاع بين أفرادها وذاع صيته عبر صحاريها و فلواتها فلم تحجبه الكثبان المتراكمة ولاالجبال العالية ولا البحار الهائمة ولاالقارات المترامية على هذه الكرة .
فأينما استوطن البدوي وحط رحاله كانت له حكــايات وملحمات وأشعار تروي أيام الترحال وتصورحياته وهو يصارع الطبيعة القاسية وتؤرخ لبطولاته في الذاكــرة ( تدون انتصاراته وانهزاماته ) مفتخرا أومعتذرا, ويروي صراعه مع قساوة الطبيعة التي كان يعانقها مدى حياته لذلك كان الأدب الشعبي الشاهد الوحيد والمؤرخ الفريد الذي يلازمه في كل مكان وزمان عبر الأجيال ، فتراه يعكس حياة البداوة في تلك الصحاري الشاسعة ’ يصوّر حقائـقها ويترجم سيرة سكانها الذاتيـة كما يصف اخلاقهم وصفاتهم الخلقية والخلقية ليسهل علـى الدارس لهذا النوع من الادب معطيا ت البحث فإذا كان هذا عند البدوي الأصيل صاحب الطبع الخشن واللسان الفصيح والقومي المحنك والشجاع الباسل والعنيد العنيف في العصور السابقة فإن ذلك لم يفقده بداوته في العصر الحديث ، ولكنه أدبّ نفسه فيما كان من جهالة بحكم الدين الاسلامي وتعاليمه السمحاء فأصبـح عربيا مسلما دون أن ينسلخ عن صفاته المعروفة وعاداته المألوفة إلاّ فيمـاهو ضار من عمل الجهالة كالصعلكـة والعناد وكثرة الحروب القبليــة من أجل الغزو والافتخـار.
بقي كريما لضيفه ، مناصرا لحلفائه ، مدافعا عن دينه ولسانه وقوميتــه محافظا على بداوته ، مربيا لماشيته يقطن الصحـاري والبوادي مستخليا بنفسه وبأسرته الصغيرة حاميا لوطنه ومستوطنــه أينما حلّ وحيثما وجد مأواه ومستقر مواشيه " الماء و الكلأ " .
*بمعنى اخر* لازال محافظا مصححا لنفسـه يتكيف مع كل التطورات والحضرات المتعاقبة رغم الغزوالأوروبي لأوطانه بعدما تحولت الحضارة العربية الاسلاميـة مـن المسلمين إلى الصليبيين وتفككت المملكة الاسلاميـة عقب انهيارالحكم العثماني حيث هجم الانجليزعلى آسيا وشرق افريقيا، وهجمت ايطاليا وفرنسا على شمال ووسط افريقيا والاسبان على غربها كنتيجة حتمية لمدة طويلـة استمرت فيها الصراعات على هذه المناطق ، وتعاقبت عليها بعض الدويلات الناشئة تارة والمنشقة تارة أخرى من قومية واحـدة ومن عقيدة واحـدة .
لم يكتب التعيش طويلا على أراضيها خاصة مناطق المغرب العربـي.
فكل الصراعات ، وتلك الهزات خلفت أثارا مخدوشة علـى طبيعـة البـدوي الذي كان لايفقه في السياسة ولا يفرق بين الاجناس إلاّ بالمظاهر أو باللغة فيعطي لها أسماء عفوية أو يتناقل أخبارها عرفيا حسب الدين فيلقبها بشكلها أو لونها أو طبعها.
يتبع .....
ويواصل الدكتور قوله: العرب مغرمون بحفظ القرآن الكريم يقبلون عليه قدر جهدهم واستطاعتهم و خاصة التعليم العربي (القرآن) في الزوايا الكبيرة بناحية الصحراء وإذا ما نظرنا من جهة اللغة العربية العامية فإنّ الاستاذ يقول : "أمّا اللغة العامية الدارجة فيجب علينا أن نعيد هذا القول بأن العربية العامية موجودة بشمــال افريقيا عمومــا وخاصة في الهضاب العلياو الصحراء الجزائرية… هي أفصح لغة عربية عامية موجودة على وجه الارض لأن أغلب عباراتهـا (نحو 98 في المائة ) هي عبارات فصيحة قرآنية بدون اعراب بل أني أستطيع أن أؤكد بأنّ العربية العاميـة في بلادنا هي أفصح بكثير وأقرب إلى لغة القـرآن من العامية التي يتكلمونها في اليمن وبعض عوام الحجاز… وحقيقة الأمر أن هذه اللغة المدمجة في لهجة سكان البـوادي علـى امتـداد طول خط الهضاب العليـــا و السهوب خاصة – ذلك الخط الرابط عبر ولايات ,البيض-الأغواط-الجلفــــة-المسيلـة بسكرة في حين تغلب عليها بعض الرنات الصوتية في الولايات الأخرى المجاورة لهذه الولايات ,ففي الغرب الجزائري يكون لفظها مدمجًا خشن مع الصيغة الدائرية للسان قولهم (واه) و في الشرق الجزائري تميل هذه اللهجة إلى الإمتداد العرضي مثل وادي السوف وتبسة وبعض الجهات المجاورة ويختلف هذا عند سكان المـدن نسبيـًا
القبائل العربية الجزائرية
ومن هنا نستطيع القول بأن سكان البوادي المستقرين بمنطقة الانجاد أو منطقة السهوب من الأصل العربي كسائر البدو المستقرة بكل نواحي الجزائر وشمال إفريقيا سواء كانوا أحفاد العرب المهاجرين أيام الدولة الحمادية أو الفاتحين حسب مواطنهم اليوم من بني هلال المستقرة بمناطق من السهوب والهضاب العليا والمعروفة اليوم بكثرة من قبائل زغبة العربية، فمن هذه الأخيرة تفرعت قبيلة عروة وحميس اللتين تكونان أصلا لقبيلتي التذر وحمص ( كما ذكرهما توفيق المدني ) أو النظر ( كما ذكرهما الشيخ مبارك الميلي ) – فمن التذر – النذر – عروش تقطن نواحي الجلفة و الأغواط إمتدادا إلى البيض وهي معروفة اليوم بأسمائها منها الصحاري أولاد شريفة ، الحماقنة ، أولاد خليفة ، أولاد سليمان ، أولاد زيان .
ومن حميص ( حميس) عروش منها يقضان ، أولاد نايل (فذر) أولاد عبيد الله حيث تمركزت معظم هذه القبائل على شمال الأطلس الصحراوي ومنطقة الجلفة ، ويبقى البحث من اختصاص الباحثين في التاريخ وما اشارتنا الى هذا الا لربط فصول الموضوع بالشخصية العربيــة البدوية في هذه المناطـق .
لنكتفي بهذه الشهادات التي تربط البدوي الهلالــي في موقعه اليوم ببدوي بني هلال في الجزيرة العربية بين الحجاز ونجــد
أهمية الأدب الشعبي
إن الأدب الشعبي لا يقل أهمية عن الأدب العربــي والاسلامي بحكم الاصالة والعروبة التي تربطهما فكلاهما نبع من البادية وكلاهما شاع بين أفرادها وذاع صيته عبر صحاريها و فلواتها فلم تحجبه الكثبان المتراكمة ولاالجبال العالية ولا البحار الهائمة ولاالقارات المترامية على هذه الكرة .
فأينما استوطن البدوي وحط رحاله كانت له حكــايات وملحمات وأشعار تروي أيام الترحال وتصورحياته وهو يصارع الطبيعة القاسية وتؤرخ لبطولاته في الذاكــرة ( تدون انتصاراته وانهزاماته ) مفتخرا أومعتذرا, ويروي صراعه مع قساوة الطبيعة التي كان يعانقها مدى حياته لذلك كان الأدب الشعبي الشاهد الوحيد والمؤرخ الفريد الذي يلازمه في كل مكان وزمان عبر الأجيال ، فتراه يعكس حياة البداوة في تلك الصحاري الشاسعة ’ يصوّر حقائـقها ويترجم سيرة سكانها الذاتيـة كما يصف اخلاقهم وصفاتهم الخلقية والخلقية ليسهل علـى الدارس لهذا النوع من الادب معطيا ت البحث فإذا كان هذا عند البدوي الأصيل صاحب الطبع الخشن واللسان الفصيح والقومي المحنك والشجاع الباسل والعنيد العنيف في العصور السابقة فإن ذلك لم يفقده بداوته في العصر الحديث ، ولكنه أدبّ نفسه فيما كان من جهالة بحكم الدين الاسلامي وتعاليمه السمحاء فأصبـح عربيا مسلما دون أن ينسلخ عن صفاته المعروفة وعاداته المألوفة إلاّ فيمـاهو ضار من عمل الجهالة كالصعلكـة والعناد وكثرة الحروب القبليــة من أجل الغزو والافتخـار.
بقي كريما لضيفه ، مناصرا لحلفائه ، مدافعا عن دينه ولسانه وقوميتــه محافظا على بداوته ، مربيا لماشيته يقطن الصحـاري والبوادي مستخليا بنفسه وبأسرته الصغيرة حاميا لوطنه ومستوطنــه أينما حلّ وحيثما وجد مأواه ومستقر مواشيه " الماء و الكلأ " .
*بمعنى اخر* لازال محافظا مصححا لنفسـه يتكيف مع كل التطورات والحضرات المتعاقبة رغم الغزوالأوروبي لأوطانه بعدما تحولت الحضارة العربية الاسلاميـة مـن المسلمين إلى الصليبيين وتفككت المملكة الاسلاميـة عقب انهيارالحكم العثماني حيث هجم الانجليزعلى آسيا وشرق افريقيا، وهجمت ايطاليا وفرنسا على شمال ووسط افريقيا والاسبان على غربها كنتيجة حتمية لمدة طويلـة استمرت فيها الصراعات على هذه المناطق ، وتعاقبت عليها بعض الدويلات الناشئة تارة والمنشقة تارة أخرى من قومية واحـدة ومن عقيدة واحـدة .
لم يكتب التعيش طويلا على أراضيها خاصة مناطق المغرب العربـي.
فكل الصراعات ، وتلك الهزات خلفت أثارا مخدوشة علـى طبيعـة البـدوي الذي كان لايفقه في السياسة ولا يفرق بين الاجناس إلاّ بالمظاهر أو باللغة فيعطي لها أسماء عفوية أو يتناقل أخبارها عرفيا حسب الدين فيلقبها بشكلها أو لونها أو طبعها.
يتبع .....