
من سمـات أهل البوادي
-----------------------
إن سمات سكان البوادي في العالم العربي كلها متشابهة والشعب الجزائـــري يعكس هذه السمات في كثيــر من التعاملات , هذا الشعب الذي غرس جذوره في شمــال غرب افريقيا منذ توافد العرب قبل التاريخ ( الخراطون) الفلسطنيون(كما ذكرها الدكتور عثمان سعدي) واثناء انتشار الدعوة الاسلامية وما ارتكز عنه من قبائل بني هلال وبني سليم وبني عامر وغيرهــم .
ذكر الاستاذ أحمد توفيق المدني مما يؤثر عن عبد الرحمن الكواكبي قوله "العرب يخالطون ولا يختلطون فالعربي (البدوي) صعب الاندماج في غير مجتمعه شديد المحافظة على ذاتيته غيورعلى عروبته ،وما تنطوي عليه من عوائــد و اخلاق وسجايا ، فترى القبائـــل
العربية الكبرى خاصـة المستقــرة منها بالزاب والغرب الجزائري ، تعيش العيشة نفسها التي كان عليها أسلافها وتتكلم اللغة نفسها التي كانوا يتكلمونها ، وتتخلق بالأخلاق المعروفة عند القبائل العربية التاريخيـــة.
لقد حافظوا بعبارة اخرى على جميع الكليات والجزئيات التي كانت لبني هلال و بني سليم من حيث "فصاحة " اللغة و" فضائل " الاخلاق و"التمسك" بالعوائد على العقلية والنفسية " ذاتها"و"الفتى" العربي اليوم "نسخة من الفتى" العربي النازح مـع أبيه وأمه من الحجاز و الراعي العربي يمثل تمثيلا صحيحا الراعي الهلالي والسيد العربي اليوم نفسه الذي كان يسوق القبائل نحو بلاد المغرب ،والمرأة العربية اليوم (هي صورة الحجازية الهلالية) إلى درجة إذا استقربك المقام في خيمة عربية وفي أي ناحية من نواحي الجزائر أمكنتك الرؤية أن ترى وتسمع نموذجا حيـا ( من نماذج العز العربي الاصيل ) وكأنهم لايزالون يرعون السائمة بين الحجاز ونجد و في مصـــر.
الشخصية البدوية
-----------------
قال الأستاذ: توفيق المدني إن العربي ( البدوي ) ذكي إلى درجة مفرطة ، فصيح طلق اللسان ولو كان أميا ،كريم إلى أقصى حدود الكرم شجاع إلى درجة الجرأة ,فارس يعشق فرسه ويتغنى بذكر محاسنه , شريف النفس إلى حد التضحية بماله ومصالحه وذاته في سبيل الشرف ، مسلم متين الاسلام قوي الثقة بالله متوكل أحيانا إلى درجة التفريـط والكسل.
هذه الميزات و غيرها بدأت تتراجع شيئًا فشيئا لاسيما في السنوات الأخيرة ، و لعل هذا التراجع النسبــي من بين أسبابه نزوح السكان نحو المدن و تزاوج الحضارات مابين المدينة والبادية اوعلى الأصــح زحف المدن الحضارية الى القرى والبوادي فأصبحت تشقها الطرق المعبدة -على غيرالعادة- وتوفيروسائل النقل الحديثة ممـا سهلت عملية التنقل وبالتالـي الاحتكاك بين المتمدن و البدوى فنقلت كثير من الأشياء الى البادية خاصـة ما يخص التجارة وتبادل المنتوجات وكل الأساليب الممكن توظيفها في الحياة الى جانب نقل بعض الطبائع ولو بقليل من الأهميـة نحو الريف كما لعبت المدرسة دورًا هامًا كحلقة وصل في التعليــم على السواء بين أبناء المدينة والقرية و الباديــة .
ومع ذلك يبقى البدوي محافظًا على طبائعه كما لخصها الدكتورأحمد توفيق المدني في الجزء الخاص بالعنصر العربي الجزائري قائــــــلا:
-أولها: لا يعرف للاقتصاد معنى ولا مبنى ان كان غنيا فهو شديد الإسراف يعيش عيش البذخ والعظمة حتى الزوال وإن كان متوسط الحال فهو ينفق من ماله عما يتحصل عليه وإن كان فقيرا لا يفكر إلاّ في قوت يومه فإن تحصل على أكثر مما يحتاج إليه نسى غــده .
-وثانيهما: رجل متسامح لا يكسب من الحقد شيئا مفرط في تسامحه إن أساء مسيء إليه ثم ابتسم له وطلب مصافحته نسي الاساءة و انمحى من قلبه أثارها ، فيمد يد الصداقـة والاخوة والاخلاص.
فهاتان الميزتان لا تزالان تلازمان البدوي إلى يومنا هذا رغم ما طرأ على حياة البداوة بعد النــزوح الريفي إلى المدن وانتشار حياة التمدن على كل بقاع الوطن نتيجة الاحتكاك الدائم بالمدينة لاسيما يخص الجانب التجاري وانكماش أساسيات المعيشة خاصة الفلاحة بعد الجفاف… والعربي (البدوي) بطبيعة الارض التي يعيش عليها أقل صبرا على العمل ، وأكثر إخلادا إلى الراحة ( فهو) يعيش أغلب الاحيان في التنقل الدائم مع سائمته (أنعامه ) يرتاد لها المراعـي و لـه مضار الصيــف و الشتاء وصدق قول الله عز وجل في آيات سورة ( قريش )حينما اعطى موجزًا قرآنيًا لأهل البيت العتيق كنمط من أنماط حياتهم من خلا ل رحلتي الشتاء و الصيف بين الشام و اليمن .
إن الموقعين يختلفان عن بعضهما البعض في كل الجوانب الطبيعية والمناخية ولذا كانت الرحلة شاقــة و صعبة المسالك بين البحريـــن .
يتبع
-----------------------
إن سمات سكان البوادي في العالم العربي كلها متشابهة والشعب الجزائـــري يعكس هذه السمات في كثيــر من التعاملات , هذا الشعب الذي غرس جذوره في شمــال غرب افريقيا منذ توافد العرب قبل التاريخ ( الخراطون) الفلسطنيون(كما ذكرها الدكتور عثمان سعدي) واثناء انتشار الدعوة الاسلامية وما ارتكز عنه من قبائل بني هلال وبني سليم وبني عامر وغيرهــم .
ذكر الاستاذ أحمد توفيق المدني مما يؤثر عن عبد الرحمن الكواكبي قوله "العرب يخالطون ولا يختلطون فالعربي (البدوي) صعب الاندماج في غير مجتمعه شديد المحافظة على ذاتيته غيورعلى عروبته ،وما تنطوي عليه من عوائــد و اخلاق وسجايا ، فترى القبائـــل
العربية الكبرى خاصـة المستقــرة منها بالزاب والغرب الجزائري ، تعيش العيشة نفسها التي كان عليها أسلافها وتتكلم اللغة نفسها التي كانوا يتكلمونها ، وتتخلق بالأخلاق المعروفة عند القبائل العربية التاريخيـــة.
لقد حافظوا بعبارة اخرى على جميع الكليات والجزئيات التي كانت لبني هلال و بني سليم من حيث "فصاحة " اللغة و" فضائل " الاخلاق و"التمسك" بالعوائد على العقلية والنفسية " ذاتها"و"الفتى" العربي اليوم "نسخة من الفتى" العربي النازح مـع أبيه وأمه من الحجاز و الراعي العربي يمثل تمثيلا صحيحا الراعي الهلالي والسيد العربي اليوم نفسه الذي كان يسوق القبائل نحو بلاد المغرب ،والمرأة العربية اليوم (هي صورة الحجازية الهلالية) إلى درجة إذا استقربك المقام في خيمة عربية وفي أي ناحية من نواحي الجزائر أمكنتك الرؤية أن ترى وتسمع نموذجا حيـا ( من نماذج العز العربي الاصيل ) وكأنهم لايزالون يرعون السائمة بين الحجاز ونجد و في مصـــر.
الشخصية البدوية
-----------------
قال الأستاذ: توفيق المدني إن العربي ( البدوي ) ذكي إلى درجة مفرطة ، فصيح طلق اللسان ولو كان أميا ،كريم إلى أقصى حدود الكرم شجاع إلى درجة الجرأة ,فارس يعشق فرسه ويتغنى بذكر محاسنه , شريف النفس إلى حد التضحية بماله ومصالحه وذاته في سبيل الشرف ، مسلم متين الاسلام قوي الثقة بالله متوكل أحيانا إلى درجة التفريـط والكسل.
هذه الميزات و غيرها بدأت تتراجع شيئًا فشيئا لاسيما في السنوات الأخيرة ، و لعل هذا التراجع النسبــي من بين أسبابه نزوح السكان نحو المدن و تزاوج الحضارات مابين المدينة والبادية اوعلى الأصــح زحف المدن الحضارية الى القرى والبوادي فأصبحت تشقها الطرق المعبدة -على غيرالعادة- وتوفيروسائل النقل الحديثة ممـا سهلت عملية التنقل وبالتالـي الاحتكاك بين المتمدن و البدوى فنقلت كثير من الأشياء الى البادية خاصـة ما يخص التجارة وتبادل المنتوجات وكل الأساليب الممكن توظيفها في الحياة الى جانب نقل بعض الطبائع ولو بقليل من الأهميـة نحو الريف كما لعبت المدرسة دورًا هامًا كحلقة وصل في التعليــم على السواء بين أبناء المدينة والقرية و الباديــة .
ومع ذلك يبقى البدوي محافظًا على طبائعه كما لخصها الدكتورأحمد توفيق المدني في الجزء الخاص بالعنصر العربي الجزائري قائــــــلا:
-أولها: لا يعرف للاقتصاد معنى ولا مبنى ان كان غنيا فهو شديد الإسراف يعيش عيش البذخ والعظمة حتى الزوال وإن كان متوسط الحال فهو ينفق من ماله عما يتحصل عليه وإن كان فقيرا لا يفكر إلاّ في قوت يومه فإن تحصل على أكثر مما يحتاج إليه نسى غــده .
-وثانيهما: رجل متسامح لا يكسب من الحقد شيئا مفرط في تسامحه إن أساء مسيء إليه ثم ابتسم له وطلب مصافحته نسي الاساءة و انمحى من قلبه أثارها ، فيمد يد الصداقـة والاخوة والاخلاص.
فهاتان الميزتان لا تزالان تلازمان البدوي إلى يومنا هذا رغم ما طرأ على حياة البداوة بعد النــزوح الريفي إلى المدن وانتشار حياة التمدن على كل بقاع الوطن نتيجة الاحتكاك الدائم بالمدينة لاسيما يخص الجانب التجاري وانكماش أساسيات المعيشة خاصة الفلاحة بعد الجفاف… والعربي (البدوي) بطبيعة الارض التي يعيش عليها أقل صبرا على العمل ، وأكثر إخلادا إلى الراحة ( فهو) يعيش أغلب الاحيان في التنقل الدائم مع سائمته (أنعامه ) يرتاد لها المراعـي و لـه مضار الصيــف و الشتاء وصدق قول الله عز وجل في آيات سورة ( قريش )حينما اعطى موجزًا قرآنيًا لأهل البيت العتيق كنمط من أنماط حياتهم من خلا ل رحلتي الشتاء و الصيف بين الشام و اليمن .
إن الموقعين يختلفان عن بعضهما البعض في كل الجوانب الطبيعية والمناخية ولذا كانت الرحلة شاقــة و صعبة المسالك بين البحريـــن .
يتبع