الأخبار
غوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنيننحو صفقة ممكنة: قراءة في المقترح الأمريكي ومأزق الخياراتالكشف عن تفاصيل جديدة حول اتفاق غزة المرتقبمسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يرغب بشدة في التوصل لصفقة تبادل "بأي ثمن"أخطاء شائعة خلال فصل الصيف تسبب التسمم الغذائيألبانيز: إسرائيل مسؤولة عن إحدى أقسى جرائم الإبادة بالتاريخ الحديثالقدس: الاحتلال يمهل 22 عائلة بإخلاء منازلها للسيطرة على أراضيهم في صور باهرقائد لا قياديعدالة تحت الطوارئ.. غرف توقيف جماعي بلا شهود ولا محامينارتفاع حصيلة شهداء حرب الإبادة الإسرائيلية إلى 57.130بعد أيام من زفافه.. وفاة نجم ليفربول ديوغو جوتا بحادث سير مروّع
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التحزب القح و مصالح الوطن بقلم:عماد علي

تاريخ النشر : 2009-10-09
التحزب القح و مصالح الوطن بقلم:عماد علي
التحزب القح و مصالح الوطن
عماد علي
انه لبديهي و طبيعي ان يحب المواطن وطنه و نعرف جميعا بان الوطن اقدم و اعلى و اثمن من الحزب و اية حركة او تركيبة سياسية مهما كانت اهدافها و شعاراتها، غير ان الشعب و المواطن الانسان هو الاهم و هو الهدف الاسمى و الاعلى من كل المسميات المادية و المثالية الاخرى، و الاهداف و الامنيات العامة هي من اجل الانسان ذاته و ليس المكان او الموقع او البقعة التي يعيش فيها او ينتمي اليه . و هذا لا يعني ان لا يكون هناك حب للوطن و التضحية من اجله، بل في تسلسل الاهميات و المهمات التي تندرج لهذه المفاهيم الاولوية للانسان ثم الوطن و اخيرا الحزب او الفكر و العقيدة و الايمان ان كنا نهتم بالحياة و ما فيها و نحن علمانيين، و العلمنة تعني العديد من المفاهيم العصرية المتمدنة الحديثة و اولها الفكر الانساني و العقلية الانسانية.
و لا يوجد على هذا الارض من لا يحب البقعة التي ترعرع فيها ، اي المواطن يحب وطنه و يحس به من قرارة نفسه مهما كانت ظروفه، و ان احس بالاغتراب و عدم الرضا فانه لا يكره وطنه مهما حدث الا القليلين جدا و هم ما يمكن ان يُنعتوا بالالقاب و المسميات الشتى، و الولاء للوطن قبل اي شيء اخر هو قمة الوعي، و لكن بعد الايمان بالانسانية و حب الانسان و حتى قبل الوطن ايضا، مهما ادعى البعض من الايديولوجيين المتطرفين او المثاليين و المتدينيين المتشددين و العقائديين، التضحية بالدم و النفس في سبيل الوطن .
الولاء و الرضوخ للوطن ليس بعمل انساني مقدس فقط و انما واجب على المواطن ان يتسم به بكل صدق و اخلاص، لا سيما الحب للحياة و الذات يختلط في اكثر الاحيان مع الوطن، و الانسانية التي تعتبر من الافكار التقدمية الحضارية قريبة جدا من الحب و الولاء للوطن ، و هو الذي يساند و يدعم انبات الفكر الانساني الحقيقي الصحيح في كيان اي فرد في المجتمع و لكن الانسان و ما يخص حياته بنفسه فوق الجميع.
انما نقصده هنا هو العلاقة بين الوطنية و الحزبية او السياسة، و يمكننا ان نقول بانهما يمكن ان لا يكملا بعضهما كما هو العلاقة المتكاملة بين الانسانية و الوطنية، اي يمكن ان يكون الفرد وطنيا دون ان يكون سياسيا او حزبيا ، و لكن لا يمكن لاي وطني ان يكون بعيدا عن الفكر الانساني و الانسانية في عقليته و سلوكه و تصرفاته .
كما هو الحال في اكثرية بلدان العالم عدا الدول التي ترزح تحت نير و ظلم النظم الدكتاتورية التي تفرض الولاء و التحزب بالقوة، فان اكثرية المواطنين ليسوا بسياسيين و غير منتمين للاحزاب و حبهم و ولائهم و تضحياتهم للوطن و التزامهم بقوانينه يفوق اية مباديء اخرى لهم وهم اقرب الى الانسانية كما هو المعلوم عن غيرهم، و هم يهتمون بظروف معيشتهم و كيفية تحسينها.
ان ما نتعايشه في هذه المنطقة بالذات، اخر ما يفكر به المواطن هو الوطن و اصبح التحزب في قمة الاهتمامات و الاسباب معلومة للجميع، و اصبح الهدف الرئيسي لكل مواطن و حزب هو الاستحواذ على السلطة و الفوز بالملذات في الوقت الذي نحس ان الغالبية العظمى هم من يمتهنون السياسة و منتمون الى حزب ما لاسباب ذاتية معيشية فقط بعيدا عن الفكرو العقيدة في الاكثرية الغالبة فيهم و في واقع و وضع عام غير مشجع للالتزام بما يهم الانسانية و حب الاخر. و هذا يثبته التاريخ ، فكم من منتم حزبي اثبت ولاءه لحزبه و قائده و في لحظة ارتد و انقلب و شارك في دحر و سقوط من والاهم من قبل من اجل مصلحة او اضطر لسبب ما في ولائه.
عندما يختلط اداء الواجبات الحزبلية مع خصوصيات المواطن فالطريق تتفرع و المنتمي لاي حزب و هو يحاول العمل من اجل حزبه فيتفنن مع حزبه في محاولاته لزيادة عدد المنتمين باشكال مختلفة ، عندئذ لم تبق مصالح الوطن في الاولويات بقدر مصالح الحزب و ما يهمه، و الى جانب ذلك يشغل هذا الهدف فكر و عقلية الخبراء و المختصين المنتمين في هذا الجانب بدلا من مكانهم الحقيقي و هو ممارسة تخصصاتهم المهنية و تلاحمهم مع الفئات و الكونات المتعدد للشعب مما يزيد من فرص تضحياتهم للوطن و عملهم بروح و نفس انسانية و هم يوفرون الخدمات و ضروريات المواطن التي هي الاهم، اي ان كانت الانسانية هي المبدا المعتمد في العقلية العاملة في اي مجال فتكون مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات و لم يبق اي عائق امام تقدم المواطن و تنمية الوطن و تطوره الا التحزب القح الضيق .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف