الأخبار
(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسط
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الى آسري شاليط ( اللي عند اهله , على مهله ) بقلم : عيسى صوف

تاريخ النشر : 2009-08-30
الى آسري شاليط ( اللي عند اهله , على مهله ) بقلم : عيسى صوف
إلى آسري شاليط :( الّي عند أهله , على مهله) !!!!
بقلم : عيسى صوف

جلعاد شاليط , ذلك المستوطن اليهودي الفرنسي الذي قدم إلى بلادنا غازيا مع سبق الاصرار , لم يأتي إلى بلادنا زائرا , ولم يكن حاجا إلى الارض المقدسة , ولم يأت سائحا ليكتشف بلاداً جديدة , ولم يكن صحفيا جاء ليعد تقريرا عن حقوق الانسان , او لاي هدف انساني آخر ليعود بعد ذلك إلى بلاده الاصلية حيث اتى , لكنه جاء ليتطوع مع جيش الغزاة المجردين من الاخلاق الانسانية , وجاء ليتحصن في دبابته على مشارف غزة ليرمي على اطفالها ونسائها حمم الموت والهلاك , بعد ان تمت تعبئته بالاكاذيب والاساطير التوراتية الصهيونية الاستعمارية لتحفيزه على القدوم إلى مصيره المجهول .

ساقه حظه العاثر ليقع في كمين رجال اشداء , قنصوا ما قنصوه من رفاقه الغزاه , وعادوا به صيدا ثمينا معهم لكي يبدأ بعدها المسلسل التراجيدي الدموي من قبل دولة الاحتلال على الشعب الفلسطيني .

لا بد وان هناك جهة ما قامت باحصاء ما كلفه احتجاز شاليط من مأسي على الشعب الفلسطيني منذ احتجازه ولغاية الآن , مئات الشهداء , ومئات المنازل التي هدمت , وآلاف الدونمات الزراعية التي دمرت وجرفت , بالاضافة إلى الحصار القديم الجديد على قطاع غزة وما ينتج عنه من معاناة على الشعب الفلسطيني .

لم تكن ردة الفعل الاسرائيلية الهمجية على احتجاز شاليط هذا حرصا منها عليه شخصيا , بل لكي تحرم المقاومة من تسجيل نجاح لعمليتها البطولية في تلك القاعدة العسكرية التي كان يخدم بها شاليط , والتي تهدف إلى انهاء معاناة الكثير الكثير من اسرانا الابطال في سجون الاحتلال الاسرائيلي منذ فترات طويلة امتدت الى عقدين او اكثر من الزمان .

استنفذت اسرائيل مجهوداتها العسكرية والاستخباراتية والامنية للحصول على أي معلومات تقودها إلى مكان احتجاز شاليط او محتجزيه , وشنت حربا تدميرية كبيرة وطويلة على شعب اعزل لا يملك من متاع الحرب الا القليل واليسير دون جدوى , وكان ذلك بالتزامن مع ارسال الوسطاء الاجانب والعرب لكي يتمموا صفقة تبادل مع آسريه .

بين المد والجزر , التفاؤل والتشاؤم , والعسر واليسر ماتت احلام اسرائيل في الحصول على أي معلومة تفيدها عن مكانه , كما انهم راهنوا على عامل الوقت وعامل الاشاعة على امل ان تجعل مخطتفيه يقعون في احدى الاخطاء القاتلة التي سترشد اسرائيل وعملائها عن مكان شاليط ايضا دون جدوى .

وها هي اسرائيل تستسلم مرة اخرى , وتعود إلى الوساطة لاتمام صفقة تبادل شاليط باسرى فلسطينيين وعرب يقبعون داخل باستيلات العدو الاسرائيلي منذ زمن بعيد , ولكنها في الوقت نفسه تتبجح في مطالبها وتضع شروطا تتبدل وتتغير بين الحين والآخر , وتتعامل مع الموقف وكأنها تريد الافراج عن مجموعة من الاسرى كبادرة حسن نية من جانبها وليس رغما عن انفها !!!

الذي لم تحسبه اسرائيل منذ اختطاف شاليط ولغاية اليوم , والذي لا اظن ان مختطفيه قد اغفلوه هو التكلفة الاضافية التي من المفروض ان تضاق على فاتورة صفقة التبادل من شهداء واسرى وبيوت ومزارع وورش صناعية وغير ذلك , فان كان مختطفي شاليط كانوا يريدون اطلاق سراح مئه من الاسرى الفلسطينيين في الوضع العادي , فانه اصبح من المفروض ان يرفعوا سقف مطالبهم إلى مئتين او اكثر على سبيل المثال , لكي تفهم اسرائيل ان كل ما قامت به لم يمر دون عقاب او دون ثمن !!!!

ولكي تتجسد الرؤية الوطنية الصادقة , والولاء الحقيقي للوطن , واعلان الاخلاص للمناضلين الاحرار , ولكي تبقى العملية البطولية التي تم فيها اسر ذلك الشاليط عملية وطنية بامتياز , فيجب ان تكون قائمة الاسرى المطلوب الافراج عنهم مقابل شاليط خاضعه لمواصفات خاصة وغير قابلة للتلاعب من أي كان , فلا اللون السياسي ولا الدين ولا العرق ولا الجنس ولا الجنسية لها مكان او وجود في تلك الموصفات .

فعندما نحدد النساء والاطفال مثلا , فهذا يعني كل النساء والاطفال الموجودين في السجون الاسرائيلية دون استثناء , ولا يهم ان كانوا فتحاويين او حمساويين او غير ذلك , وعندما نحدد من امضى اكثر من عشرين عاما في الاسر , فهذا يعني ان المواصفات هذه تشمل الجميع ايضا , وعندما نحدد في مثل آخر المحكوم عليهم مؤبد فما فوق فيجب ان يشملهم جميعا ايضا دون استثناء , وهكذا ....

يجب ان نتذكر ان اسرائيل دائما تريد تجريد القضية الفلسطينية من بعدها العربي والقومي والديني , لذا فهي دائما تحاول ابعاد الاسرى العرب , او اسرى الداخل عن قضية التبادل , وهي تمارس نفس الشيء حتى مع الفلسطينيين انفسهم , فتصنفهم تصنيفات غريبة عجيبة , مثل الملطخة ايديهم بالدماء , وهي تتناسى دائما ان قياداتها وجنودها لا يجيدون امرا غير القتل وسفك الدماء , ولا يستمتعون الا باللون الاحمر وهو لون الدماء .

ومن هنا , اصبح من واجبنا التذكير ان الثمن الذي دفعه الشعب الفلسطيني لشاليط يجب ان يوازيه ثمن مناسب على الصعيد الوطني وليس الفصائلي , وبغير هذا فلن تمنحكم فلسطين شهادة الولاء والاخلاص والانتماء الصادق لها .

وان تعنتت اسرائيل ولم ترضخ لمطالبكم الوطنية , فابقوا الوضع على ما هو عليه , وتذكروا المثل الذي يقول ( الّي عند اهله , على مهله ) !!!!
وفققكم الله وسدد خطاكم , ومنحكم الحكمة , لانه قال ( ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا )

عيسى صوف
[email protected]
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف