
إلى آسري شاليط :( الّي عند أهله , على مهله) !!!!
بقلم : عيسى صوف
جلعاد شاليط , ذلك المستوطن اليهودي الفرنسي الذي قدم إلى بلادنا غازيا مع سبق الاصرار , لم يأتي إلى بلادنا زائرا , ولم يكن حاجا إلى الارض المقدسة , ولم يأت سائحا ليكتشف بلاداً جديدة , ولم يكن صحفيا جاء ليعد تقريرا عن حقوق الانسان , او لاي هدف انساني آخر ليعود بعد ذلك إلى بلاده الاصلية حيث اتى , لكنه جاء ليتطوع مع جيش الغزاة المجردين من الاخلاق الانسانية , وجاء ليتحصن في دبابته على مشارف غزة ليرمي على اطفالها ونسائها حمم الموت والهلاك , بعد ان تمت تعبئته بالاكاذيب والاساطير التوراتية الصهيونية الاستعمارية لتحفيزه على القدوم إلى مصيره المجهول .
ساقه حظه العاثر ليقع في كمين رجال اشداء , قنصوا ما قنصوه من رفاقه الغزاه , وعادوا به صيدا ثمينا معهم لكي يبدأ بعدها المسلسل التراجيدي الدموي من قبل دولة الاحتلال على الشعب الفلسطيني .
لا بد وان هناك جهة ما قامت باحصاء ما كلفه احتجاز شاليط من مأسي على الشعب الفلسطيني منذ احتجازه ولغاية الآن , مئات الشهداء , ومئات المنازل التي هدمت , وآلاف الدونمات الزراعية التي دمرت وجرفت , بالاضافة إلى الحصار القديم الجديد على قطاع غزة وما ينتج عنه من معاناة على الشعب الفلسطيني .
لم تكن ردة الفعل الاسرائيلية الهمجية على احتجاز شاليط هذا حرصا منها عليه شخصيا , بل لكي تحرم المقاومة من تسجيل نجاح لعمليتها البطولية في تلك القاعدة العسكرية التي كان يخدم بها شاليط , والتي تهدف إلى انهاء معاناة الكثير الكثير من اسرانا الابطال في سجون الاحتلال الاسرائيلي منذ فترات طويلة امتدت الى عقدين او اكثر من الزمان .
استنفذت اسرائيل مجهوداتها العسكرية والاستخباراتية والامنية للحصول على أي معلومات تقودها إلى مكان احتجاز شاليط او محتجزيه , وشنت حربا تدميرية كبيرة وطويلة على شعب اعزل لا يملك من متاع الحرب الا القليل واليسير دون جدوى , وكان ذلك بالتزامن مع ارسال الوسطاء الاجانب والعرب لكي يتمموا صفقة تبادل مع آسريه .
بين المد والجزر , التفاؤل والتشاؤم , والعسر واليسر ماتت احلام اسرائيل في الحصول على أي معلومة تفيدها عن مكانه , كما انهم راهنوا على عامل الوقت وعامل الاشاعة على امل ان تجعل مخطتفيه يقعون في احدى الاخطاء القاتلة التي سترشد اسرائيل وعملائها عن مكان شاليط ايضا دون جدوى .
وها هي اسرائيل تستسلم مرة اخرى , وتعود إلى الوساطة لاتمام صفقة تبادل شاليط باسرى فلسطينيين وعرب يقبعون داخل باستيلات العدو الاسرائيلي منذ زمن بعيد , ولكنها في الوقت نفسه تتبجح في مطالبها وتضع شروطا تتبدل وتتغير بين الحين والآخر , وتتعامل مع الموقف وكأنها تريد الافراج عن مجموعة من الاسرى كبادرة حسن نية من جانبها وليس رغما عن انفها !!!
الذي لم تحسبه اسرائيل منذ اختطاف شاليط ولغاية اليوم , والذي لا اظن ان مختطفيه قد اغفلوه هو التكلفة الاضافية التي من المفروض ان تضاق على فاتورة صفقة التبادل من شهداء واسرى وبيوت ومزارع وورش صناعية وغير ذلك , فان كان مختطفي شاليط كانوا يريدون اطلاق سراح مئه من الاسرى الفلسطينيين في الوضع العادي , فانه اصبح من المفروض ان يرفعوا سقف مطالبهم إلى مئتين او اكثر على سبيل المثال , لكي تفهم اسرائيل ان كل ما قامت به لم يمر دون عقاب او دون ثمن !!!!
ولكي تتجسد الرؤية الوطنية الصادقة , والولاء الحقيقي للوطن , واعلان الاخلاص للمناضلين الاحرار , ولكي تبقى العملية البطولية التي تم فيها اسر ذلك الشاليط عملية وطنية بامتياز , فيجب ان تكون قائمة الاسرى المطلوب الافراج عنهم مقابل شاليط خاضعه لمواصفات خاصة وغير قابلة للتلاعب من أي كان , فلا اللون السياسي ولا الدين ولا العرق ولا الجنس ولا الجنسية لها مكان او وجود في تلك الموصفات .
فعندما نحدد النساء والاطفال مثلا , فهذا يعني كل النساء والاطفال الموجودين في السجون الاسرائيلية دون استثناء , ولا يهم ان كانوا فتحاويين او حمساويين او غير ذلك , وعندما نحدد من امضى اكثر من عشرين عاما في الاسر , فهذا يعني ان المواصفات هذه تشمل الجميع ايضا , وعندما نحدد في مثل آخر المحكوم عليهم مؤبد فما فوق فيجب ان يشملهم جميعا ايضا دون استثناء , وهكذا ....
يجب ان نتذكر ان اسرائيل دائما تريد تجريد القضية الفلسطينية من بعدها العربي والقومي والديني , لذا فهي دائما تحاول ابعاد الاسرى العرب , او اسرى الداخل عن قضية التبادل , وهي تمارس نفس الشيء حتى مع الفلسطينيين انفسهم , فتصنفهم تصنيفات غريبة عجيبة , مثل الملطخة ايديهم بالدماء , وهي تتناسى دائما ان قياداتها وجنودها لا يجيدون امرا غير القتل وسفك الدماء , ولا يستمتعون الا باللون الاحمر وهو لون الدماء .
ومن هنا , اصبح من واجبنا التذكير ان الثمن الذي دفعه الشعب الفلسطيني لشاليط يجب ان يوازيه ثمن مناسب على الصعيد الوطني وليس الفصائلي , وبغير هذا فلن تمنحكم فلسطين شهادة الولاء والاخلاص والانتماء الصادق لها .
وان تعنتت اسرائيل ولم ترضخ لمطالبكم الوطنية , فابقوا الوضع على ما هو عليه , وتذكروا المثل الذي يقول ( الّي عند اهله , على مهله ) !!!!
وفققكم الله وسدد خطاكم , ومنحكم الحكمة , لانه قال ( ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا )
عيسى صوف
[email protected]
بقلم : عيسى صوف
جلعاد شاليط , ذلك المستوطن اليهودي الفرنسي الذي قدم إلى بلادنا غازيا مع سبق الاصرار , لم يأتي إلى بلادنا زائرا , ولم يكن حاجا إلى الارض المقدسة , ولم يأت سائحا ليكتشف بلاداً جديدة , ولم يكن صحفيا جاء ليعد تقريرا عن حقوق الانسان , او لاي هدف انساني آخر ليعود بعد ذلك إلى بلاده الاصلية حيث اتى , لكنه جاء ليتطوع مع جيش الغزاة المجردين من الاخلاق الانسانية , وجاء ليتحصن في دبابته على مشارف غزة ليرمي على اطفالها ونسائها حمم الموت والهلاك , بعد ان تمت تعبئته بالاكاذيب والاساطير التوراتية الصهيونية الاستعمارية لتحفيزه على القدوم إلى مصيره المجهول .
ساقه حظه العاثر ليقع في كمين رجال اشداء , قنصوا ما قنصوه من رفاقه الغزاه , وعادوا به صيدا ثمينا معهم لكي يبدأ بعدها المسلسل التراجيدي الدموي من قبل دولة الاحتلال على الشعب الفلسطيني .
لا بد وان هناك جهة ما قامت باحصاء ما كلفه احتجاز شاليط من مأسي على الشعب الفلسطيني منذ احتجازه ولغاية الآن , مئات الشهداء , ومئات المنازل التي هدمت , وآلاف الدونمات الزراعية التي دمرت وجرفت , بالاضافة إلى الحصار القديم الجديد على قطاع غزة وما ينتج عنه من معاناة على الشعب الفلسطيني .
لم تكن ردة الفعل الاسرائيلية الهمجية على احتجاز شاليط هذا حرصا منها عليه شخصيا , بل لكي تحرم المقاومة من تسجيل نجاح لعمليتها البطولية في تلك القاعدة العسكرية التي كان يخدم بها شاليط , والتي تهدف إلى انهاء معاناة الكثير الكثير من اسرانا الابطال في سجون الاحتلال الاسرائيلي منذ فترات طويلة امتدت الى عقدين او اكثر من الزمان .
استنفذت اسرائيل مجهوداتها العسكرية والاستخباراتية والامنية للحصول على أي معلومات تقودها إلى مكان احتجاز شاليط او محتجزيه , وشنت حربا تدميرية كبيرة وطويلة على شعب اعزل لا يملك من متاع الحرب الا القليل واليسير دون جدوى , وكان ذلك بالتزامن مع ارسال الوسطاء الاجانب والعرب لكي يتمموا صفقة تبادل مع آسريه .
بين المد والجزر , التفاؤل والتشاؤم , والعسر واليسر ماتت احلام اسرائيل في الحصول على أي معلومة تفيدها عن مكانه , كما انهم راهنوا على عامل الوقت وعامل الاشاعة على امل ان تجعل مخطتفيه يقعون في احدى الاخطاء القاتلة التي سترشد اسرائيل وعملائها عن مكان شاليط ايضا دون جدوى .
وها هي اسرائيل تستسلم مرة اخرى , وتعود إلى الوساطة لاتمام صفقة تبادل شاليط باسرى فلسطينيين وعرب يقبعون داخل باستيلات العدو الاسرائيلي منذ زمن بعيد , ولكنها في الوقت نفسه تتبجح في مطالبها وتضع شروطا تتبدل وتتغير بين الحين والآخر , وتتعامل مع الموقف وكأنها تريد الافراج عن مجموعة من الاسرى كبادرة حسن نية من جانبها وليس رغما عن انفها !!!
الذي لم تحسبه اسرائيل منذ اختطاف شاليط ولغاية اليوم , والذي لا اظن ان مختطفيه قد اغفلوه هو التكلفة الاضافية التي من المفروض ان تضاق على فاتورة صفقة التبادل من شهداء واسرى وبيوت ومزارع وورش صناعية وغير ذلك , فان كان مختطفي شاليط كانوا يريدون اطلاق سراح مئه من الاسرى الفلسطينيين في الوضع العادي , فانه اصبح من المفروض ان يرفعوا سقف مطالبهم إلى مئتين او اكثر على سبيل المثال , لكي تفهم اسرائيل ان كل ما قامت به لم يمر دون عقاب او دون ثمن !!!!
ولكي تتجسد الرؤية الوطنية الصادقة , والولاء الحقيقي للوطن , واعلان الاخلاص للمناضلين الاحرار , ولكي تبقى العملية البطولية التي تم فيها اسر ذلك الشاليط عملية وطنية بامتياز , فيجب ان تكون قائمة الاسرى المطلوب الافراج عنهم مقابل شاليط خاضعه لمواصفات خاصة وغير قابلة للتلاعب من أي كان , فلا اللون السياسي ولا الدين ولا العرق ولا الجنس ولا الجنسية لها مكان او وجود في تلك الموصفات .
فعندما نحدد النساء والاطفال مثلا , فهذا يعني كل النساء والاطفال الموجودين في السجون الاسرائيلية دون استثناء , ولا يهم ان كانوا فتحاويين او حمساويين او غير ذلك , وعندما نحدد من امضى اكثر من عشرين عاما في الاسر , فهذا يعني ان المواصفات هذه تشمل الجميع ايضا , وعندما نحدد في مثل آخر المحكوم عليهم مؤبد فما فوق فيجب ان يشملهم جميعا ايضا دون استثناء , وهكذا ....
يجب ان نتذكر ان اسرائيل دائما تريد تجريد القضية الفلسطينية من بعدها العربي والقومي والديني , لذا فهي دائما تحاول ابعاد الاسرى العرب , او اسرى الداخل عن قضية التبادل , وهي تمارس نفس الشيء حتى مع الفلسطينيين انفسهم , فتصنفهم تصنيفات غريبة عجيبة , مثل الملطخة ايديهم بالدماء , وهي تتناسى دائما ان قياداتها وجنودها لا يجيدون امرا غير القتل وسفك الدماء , ولا يستمتعون الا باللون الاحمر وهو لون الدماء .
ومن هنا , اصبح من واجبنا التذكير ان الثمن الذي دفعه الشعب الفلسطيني لشاليط يجب ان يوازيه ثمن مناسب على الصعيد الوطني وليس الفصائلي , وبغير هذا فلن تمنحكم فلسطين شهادة الولاء والاخلاص والانتماء الصادق لها .
وان تعنتت اسرائيل ولم ترضخ لمطالبكم الوطنية , فابقوا الوضع على ما هو عليه , وتذكروا المثل الذي يقول ( الّي عند اهله , على مهله ) !!!!
وفققكم الله وسدد خطاكم , ومنحكم الحكمة , لانه قال ( ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا )
عيسى صوف
[email protected]