الأخبار
انفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزة
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كنز ((حبايبنا)) إستخرجه الواسطي ليتيمة المعدوم مدحت الحاج سري بقلم: حميد الواسطي

تاريخ النشر : 2009-07-09
كنز ((حبايبنا)) إستخرجه الواسطي ليتيمة المعدوم مدحت الحاج سري بقلم: حميد الواسطي
بِسْمِ اٌللهِ اٌلرَّحمَن اٌلرَّحيمِ
كنز ((حبايبنا)) إستخرجه الواسطي ليتيمة المعدوم مدحت الحاج سري
بقلم: حميد جبر الواسطي

" .. وَاَمَّا الجدارُ فكانَ لغلامَينِ يتيميَنِ في المَدينةِ وَكانَ تحتهُ كنزٌ ..": 77 سورة الكهف.

أمَّا بَعدُ، وفي أواسط ثمانينات القرن الماضي كُنتُ ضابطاً برتبة نقيب وَأسكن حي جميلة وَعادة ما يَكون طريقي في الشارِع العامّ للحي أو المدينة وَهُوَ شارِع العمال وَالمشهور أكثر بشارع خيرالله (خيرالله الطلفاح – خال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين؟ له دار في ذلِك الشارع) .. وَمشتهراً أيضاً بشارع الحسينيَّة (حسينيَّة الأنصار _ في نفس الشارع) وَهُوَ شارع جميل وَتجاري وَممّا لفت نظري بذلِكَ الشارع وَفي تِلكَ الفترة قطعة أرض عظيمة في مساحتهَا وَقيمتهَا وَموقعهَا: مساحتها أكثر مِن الدور المُجاورَة (أكثر مِن 600 متر مُربَّع) وَأسعار الدور في تِلكَ المِنطقة (حي جميلة) غالية (أو عالية) مُقارنة مَعَ أغلَب مناطق بغداد فضلاً عن كون الشارِع نفسه هُوَ رئيسي وَتجاري وَأضافة إلى ذلِك فاٌلأرض تقع عَلَى تقاطع شارِعيَن (شارِع خيرالله وَشارع الطالبية الَّذِي يُؤدي إلى شارِع القناة ثمَّ الجامعة المستنصرية في شارِع فلسطين البديع).

وَاللافت للنظر في تِلكَ الأرض أنها متروكة لمُدَّة طويلة بينمَا كُلّ المِنطقة المُجاورَة لها مُشيَّدة بدورٍ وَمحلاَّت تجاريَّة. وَكُنتُ أرى الموقع المُجاوِر لهَا عبرَ الشارع عمارة ضخمة (محلاَّت وَشقق سكنيَّة) فلِمَاذا هذِهِ الأرض متروكة.. وَمَن يَكون صاحبهَا؟ هذا السُؤال صَارَ يُراودني: وَأقول مَعَ نفسي: إذا كانَ صاحبهَا غنيّاً فهُوَ قادراً عَلَى بناءهَا وَإستثمارها وَأمَّا إذا كانَ مُحتاجاً فأيضاً أمامه فرصة بإستثمارها أو بيعها كُلّهَا أو نصفها.. فلا بُدَّ أن يكون هناك سِرّاً لهذِهِ الأرض وَشعور داخلي جعلني مهتماً وَكأني مُكلّفاً – في الباطِن - بهذِهِ الأرض. فطرقت الباب في الدارِ المُجاوَرَة لهَا مِن جهةِ اليمين فخرجَ إليَّ شاباً مُهذباً وَبَعدَ السلام سـألته عن الأرض.. لِمَن؟ قالَ لي: ((وَاٌلله* إحنا (نحن) صارِّنا عشر سنين (ساكنين في هذِهِ الدار وَلَم نرى أحَد جاء إليها أو سَألَ عنها !! وَهاي اﻟﮕاع (وَهذِهِ الأرض) مَا نعرف إلْمَن))) [* وَاٌلله: العِرَاقيون وَفي الأغلب عادة ما يَبدأون ﺒ "وَاٌلله" وَلَيسَ بالضرورة أن تكون ﮐ "قسَم"] فشكرته بَيدَ أني أخذت رقم الدار بدون أن يشعر ثمَّ كتبت رقم الدار المُجاورَة للأرض مِن جهة الشمال؟ حتى أحصر رقم قطعة الأرض (المقصودة) وَذهبت مباشرة إلى دائرةِ الطابو (دائرة التسجيل العقاري في مدينة صدام، وَكانَ مقرها في - وقتذاك – في فلكة (دوّار) 55 شارِع اﻟﭽوادر) عِلماً أنَّ حي جميلة هُوَ كانَ وَلا يزال تابعاً مِنَ الناحية الإدارية لمدينة صدام (وَصارَ إسمها مدينة الصدر حاليّاً)

في دائرة الطابو (العقاري) أعطيت للموظف في القسم المختص رقم قطعة (الأرض) للسُؤال عنها فقال لي الموظف: "هَل القِطعة بإسمك؟" قلت: لا. قال: "ما أﮔدر (لا أستطيع) أن أجلب الفايل (ملف القطعة) إلاَّ لصاحبها." قلت بأيِّ طريقة أستطيع أن أرى الفايل فقط وَبحضورك قال: "صدقني ما أﮔدر وَلَكِن يُمكِن بصلاحيَّة مدير (الدائرة)." فدخلت عَلَى المدير وَبَعدَ السلام قلت له عندي طلَب وَأرجوا أن تلبّيه لي قالَ: "تفضل." قلت عندي رقم قطعة أرض قريبة مِن دار سكني وَأوِّد معرفة صاحبها وَأرى الفايل بحضورك فرحَّب بي المدير وَلَم يُمانِع لإستجابة طلبي وَنادى عَلَى الموظف نفسه (المسؤول عن أرشيف الفايلات) وَقال المدير: "جيب (اجلب) الفايل للسَيِّد النقيب." (كنت مرتدياً بدلتي العسكرية برتبة نقيب كما أسلفت) وجاء الموظف بالفايل وعندما تصفحت أوَّل وَثاني صفحة وَخِلال مُدَّة لَم تتجاوز 10 ثواني اِستقرأت قصّة أو سِرّ هذِهِ الأرض وَبهدوء وَبسرعة قبلَ أن يخرج الموظف ليعود إلى مكانِ عملهِ (لأنه عِندما سلَّم لي الفايل في غرفة المدير فأنا مُمكِن أن أطلع عليه ثمَّ أُسلّمهُ للمدير وَبعدهَا المدير يوعز بإرجاع الفايل إلى الأرشيف) وَلَكِن أنا حرصت بشدة أن اُرَجِّع الفايل إلى نفس الموظف ليعود به قبلَ أن يَطلِّع عليه المدير (مِن باب الإستطلاع) ليرى لِمَاذا أنا أسأل عَلَى هذِهِ الأرض أو لسببٍ آخر؟! عِندمَا اَخرج مِن غرفة المدير) ولَم يبقى الفايل عندي إلاَّ ثواني وَأعطيته سريعاً وَلَكِن بهدوء إلى الموظف ليحفظه في مكانه بالأرشيف.. ثمَّ جاملت المدير ببضع دقائق بعيداً عن الموضوع لأجعله ينسى موضوع الأرض؟

فحالما رأيت إسم مالِك (مالِكَة) الأرض: نوال مدحت الحاج سري !! إستقرأت مباشرة بأنَّ هذِهِ القطعة لا تعرف بهَا السَيِّدَة نوال أو عائلتها؟ وَأنَّ وَالدها المرحوم الَّذِي كانَ يشغل منصب محافظ بغداد أو أمين العاصمة وَقد تمَّ إعدامه عام 1969 بتهمة التجسُّس أثناء حُكُومَة البكر وَ صدام لَم يلحق أو يخبر العائلة بتِلكَ الأرض؟ فرأيت مِنَ المُناسِب أن أخفي موضوع تِلكَ الأرض عن مدير الطابو وَغيره حتى لا ألفت عليها النظر أو التركيز خصُوصاً وَأنَّ أرضاً بهذِهِ المميزات وَلَيسَ لهَا مُدّعي أو مُطالِب وَمجهولة بهذا الشكل وَالإسم!!؟ فمِنَ المُحتمَل أو المُمكِن أن يَحصل تلاعب للإستيلاء عليها مِن قِبلِ آخرين!؟

وَبَعد أن عرفت صاحبة قطعة الأرض صَارَ الموضوع سهلاً بالنسبة لي وَمُجرَّد إخبار أو إعلام السَيِّدَة نوال مدحت الحاج سري. وَكانَ لي صديقاً عزيزاً عليَّ إسمه ياسين الحاج وهيب ارزيج التكريتي (وَهُوَ صِهْر (شقيق زوجة) رشيد مصلح التكريتي الَّذِي تمَّ إعدامه أيضاً مَعَ مَجموعة مدحت الحاج سري وَبنفس القضية أو تهمة التجسُّس (وَبالمُناسَبَة فأنَّ صدام حسين كانَ سابقاً يعمل سكرتيراً عِندَ رشيد مصلح – الحاكم العسكري العام) فسألت صديقي ياسين الحاج وهيب: هَلْ تعرف أحد مِن طرف (جهة) مدحت الحاج سري؟ فقالَ: "خير (ما اٌلأمر) هذوله (هؤلاء) أصدقائي وَأنا دائماً أزورهم باليرموك (عائلة مدحت الحاج سري تسكن مِنطقة اليرموك في جانب الكرخ مِن بغداد) وَبناتو (وَ بناته) نوال وَ... يصيحَلّي (ينادَّني) عمّو (أيّ يعتبرنه بمنزلة ((العمّ)) إحتراماً وَإعتزازاً) خير عندك شغلة (حاجة) يمهم (عندهم) ﮔول (قل) تأُمّر أمر." قلت: وَاٌلله هُمَّ عندهُم يمّي (عندي) أمانة وَأريدك اِتوصِلّهَا لي بالنيابة "أمانة اٌلله وَرسوله" وَذكرت له: بأنَّ هناك قطعة أرض فاخِرَة في حي جميلة بإسم نوال مدحت الحاج سري، وَاَعتقد أنها لا تعرف بها. فأوعدني بالذهاب إليهم في اليوم التالي وَلَم أعرف لماذا لم أكن راغباً بالذهاب معه أو أن أتعامل مَعَ العائلة بشكل مباشر وَلكني متأكداً مِن أمانة صديقي ياسين.. وَبَعد أن إلتقى ياسين بعائلة مدحت إلتقينا وَقال: "نقيب حميد مُمكِن تتأكد؟ لأنَّ ((نوال)) تقول: عمو أنا ما عندي أي قطعة أرض فقلت لها (والقول لصديقي ياسين) والله رفيجي (صديقي) نقيب حميد ما يكذب أبداً (لا يعرف الكذب) قالت الله وِاِيدَك (أنا أتمنى) يا ريت (أنا محظوظة) إذا طلعت عندي ﮔاع (أرض) صدﮒ (يصير الحِلم حقيقة) فاَعطي اﻟﮕاع لصديقك النقيب (كاتب السطور) يأخذه بيش ما ﭽان (بأيّ سِعر يعطيه)." قلت لياسين: لا يَحتاج أن أتأكَّد خذ هذا رقم القطعة وَلتراجع نوال دائرة طابو مدينة صدام بشارع اﻟﭽوادر فلكة 55 وَلتأخذ معها الجنسية (هوية الأحوال المدنية) وَشهادة الجنسية؟ حتى يكون بإمكانها أن تقدِّم عَلى سند ملكية الأرض بنفس ساعة مراجعتها.. وَتعال معي أشوفك اﻟﮕاع (قطعة الأرض) حتى اتوصفها لهَا.

وَلَم تمضي إلاَّ أسابيع قليلة فرأيت مواد بناء في قطعة الأرض مِن طابوق وَسمنت وَرمل تمهيداً.. ففرحت وَشعرت بفخرٍ عظيم وَعسى اٌلله جلَّت قدرته هيّأني أو جعلني سَبَباً (أميناً) وَدليلاً عَلَى أمانة أو وديعة أو كنزاً ليتيمة وَتذكرت حينها قصّة الإمام الخضر مَعَ النبي موسى عليهُمَا السلام: "فانطلقا حتى اِذا اَتيا اَهلَ قريةٍ استطعمَا اَهلَهَا فاَبَوا أن يُضّيفوهُمَا فوَجَدَا فيهَا جداراً يُريُد اَن ينقضَّ فاَقاَمَهُ [77] ... وَاَمَّا الجدارُ فكانَ لغلامَينِ يتيميَنِ في المَدينةِ وَكانَ تحتهُ كنزٌ لهُمَا وَكانَ اَبُوهُمَا صَالِحاً فاَرادَ رَبُّكَ اَن يَبلُغا اَشُدَّهُمَا وَيَستخرجَا كَنزهُمَا رحمَة مِن رَبّك ..[82] ."

وَبَعد ذلِك، قالَ لي ياسين الحاج وهيب: "هَلْ تدري يا نقيب حميد أنتَّ إستخرجت لهم كنز؟" قلت الحَمدُ لله الَّذِي جعلني سَبَباً.. قال: "ﺘﻟﮕاها ﮔدامك" (تراها أمَامُكَ : يُجازيكَ اٌلله عليهَا.) وَختاماً، لا أقصد مُقارَنة نفسي مَعَ سَيِّدي الإمام الخضر عليه السلام بَيدَ أنَّ هناك بَعض تشابه في القصَّتيَن؟؟ فاٌلخضر (ع) في رحلتهِ وَمعهُ النبي موسى (ع) لَم يُضّيفوهُمَا أهل القرية وَمَعَ هذا فأنَّ الخضر اَقامَ لهُم الجدار؟ وَحتى أنَّ موسى "قالَ لَو شِئتَ لَتَّخذتَ عليهِ اَجراَ" [77 الكهف]
وَأمَّا أنا فأيضاً قمت بذلِك قربة لله تعالى ولَم أرى السَيِّدَة نوال أو أسمَع منها أو مِن أيّ أحَد مِن عائِلَة المرحوم مدحت الحاج سري عَلَى كَلِمَة شُكر.

وَسمعت أنَّ السَيِّدَة نوال وَفيما بَعد قد باعت الأرض أو بَعدَ أن شيدتها بدار وَقد حوَّلهَا المشتري الجديد إلى عمارة ضخمة وَمشروع عظيم, مُجمَّع مطاعم ((حبايبنا)) الشهيرة فضلاً عن محلاَّت تجاريَّة اُخرى وَشقق سكنيَّة وَصَارَت " حبايبنا " عنواناً مَعروفاً كدليل لدى الأغلبيَّة في محافظة بغداد وَمُدن اُخرى.
استراليا – العراق
8 تموز / يُوليُو 2009
[email protected]
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف