الأخبار
غزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليومي
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صالحونا قبل أن تصالحوا البعثيين بقلم:الشيخ محمد هويدي

تاريخ النشر : 2009-06-29
صالحونا قبل أن تصالحوا البعثيين
الشيخ محمد هويدي
إن الحكومة العراقية وهي تلهث وراء البعثين في الخارج وإرسال وفود خاصة لهم تطبيقا لقانون المصالحة الوطنية وإرضاءا لهم ، وتفتح أبواب المناصب لهم في الداخل حتى غدت أغلب الوزارات تعج بهم نراها في ذات الوقت تشيح بوجهها عن المخلصين من أبناء الرافدين وأصحاب الكفاءات والتاريخ الجهادي الناصع مهمشين ، فلم يتصل بهم أحد من الحكومة ، بل أغلق المسؤولون حتى تلفوناتهم بوجوههم ، أولئك الذين أمضوا أكثر من ثلاثين سنة ، يحلمون بالرجوع للوطن بعد أن انهكتهم الغربة ووحشة المنافي ، حتى إذا تحقق ذلك الحلم وإذا بهم يهمشون من قبل إخوتهم الذين كانوا يرابطون معهم في خندق واحد ، ويعانون من غربة واحدة ، لقد شغلتهم الدنيا وأسكرتهم المناصب فنسوا إخوتهم فأنساهم الله أنفسهم ، لقد التقيت بـأحد من تقلد منصبا ليس هو أهلاً له ، عاتبته : لماذا لا تدعون إخوتكم ، وياليتكم تعاملونهم كما تعاملون البعثيين وأصحاب النسب والآل ، فلقد ضحوا وصبروا وأعطوا أكثر مما أعطيتم ، فرد بكلمات غريبة لاتحتمل التأويل غير التذرع ، فقال : إن الظروف غير مؤاتية لدعوتهم ، فقلت له : مؤاتية لدعوة البعثيين وغير مؤاتية لدعوة المخلصين ، وإذا كان رئيس الوزراء منا وهو قمة السلطة والظروف غير مؤاتية ، فمتى تكون مؤاتية إنشاء الله ..
إن الحكومة العراقية التي يغلب على رموزها الطابع الإيماني ترتكب خطأ أخلاقيا جسيماً بحق مجموعة كبيرة من المخلصين الذين أعطوا ما بوسعهم للعراق طيلة عدة عقود ، وهي بذلك تمارس عملاً يتنافى تماماً مع المباديء الإنسانية والدينية التي نادوا بها وهم خارج السلطة ، ثم تخلوا عنها عندما مسكوا زمام الأمور ، فإذا كان المعيار الطبيعي في تقلد المناصب هو المقدار الذي أعطاه الفرد للعراق أيام المحنة من شهداء ومآسي وظروف سيئة كان يعيشها فقرا وغربة ومعاناة ، فإن المعايير في منح المناصب الآن هي معايير أخرى لاعلاقة لها بالتضحية أو العطاء للعراق ، فغالبية من تقلدوا المناصب ومنحوا رواتب تقاعدية مجزية ورتب عسكرية رفيعة هم ممن لم يعط للعراق شيئا ونحن نمتلك الكثير من الأرقام التي تدل على أن المعايير هي الولاء الشخصي الأعمى لشخوص االأحزاب وليس للعراق أو تمنح تلك المناصب لعلاقة شخصية أو نسبية بأعضاء المكتب السياسي للحزب ، وثمة وزراء متدينون قد منحوا الكثير من المناصب المهمة لأشخاص تربطهم بهم علاقات مادية ومصالح دنيوية وكما شاهدناه بشكل صارخ في وزارة التجارة والتربية ومجلس الوزراء ، لقد أمسى العراق مع الأسف ضيعة لطلاب الدنيا ولشبكات من الوصوليين وأصحاب المصالح المشتركة ، في حين بقي المخلصون والمجاهدون وأصحاب التاريخ والكفاءات العلمية والأدبية والسجون والشهداء ، والناشطين في العمل من أجل العراق خارج اهتمام الدولة وحكومتها ورموزها وأصحاب النفوذ فيها ، لقد بلغ حد معاناة المخلصين ، أن حرموا حتى من استحقاقهم التقاعدي الذي يكفله القانون .
من خلال تنقلي في كثير من الدول كأيران وسوريا ودول الخليج وأوربا كبريطانيا وألمانيا والدول الاسكندنافية وأمريكا وغيرها ، كانت آهات من التقيتهم من المؤمنين المخلصين تكاد تكون واحدة في تلك الدول وشكواهم من التهميش والاستخفاف بتاريخهم الجهادي وبشهدائهم وبحقوقهم المشروعة متشابهة . لقد ذكروا لي في لهجة تعلوها خيبة الأمل أننا شاركناهم في الجهاد وتقاسمنا معهم السكن والطعام ، وسرعان مانسوا ذلك ، فنحن لم نأسف على ما ضلمنا وأنما نشعر بالأسف فلقد ظلموا المذهب وخيبوا ظن أهله ، إن استبعاد اخوتكم وتقريب أعدائكم سوف لن يخدم الوطن أو المذهب ، ونعتقد أنه قد آن الأوان لأن تعيدوا النظر بطبيعة تعاملكم معنا وخاصة أننا رفعنا أسمائكم من الدعاء بالتوفيق واحذروا من أن ندعوا عليكم دعاء المظلوم ، وأخيرا أذكركم ( وذكر إن نفعت الذكرى ) بالعباسي الذي سئل : كيف انتهى ملككم فقال : ابعدنا الأصدقاء أمانا منهم وقربنا الأعداء خوفا منهم فلا الأصدقاء أعانونا ولا الأعداء نصرونا .
مؤسسة التوعية الاجتماعية
29 حزيران 2009
00447950441105
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف