الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لا تدع نفسك أسيراً للفشل بقلم:أكمل نجاح

تاريخ النشر : 2009-05-11
" لقد فشلت في الحصول على هذه الوظيفة " ، " لقد فشلت لثالث مرة في اجتياز اختبارات المرور للحصول على رخصة القيادة " ، " إنني فاشل " ، " لقد خسرت كل أموالي " ، " أنا غير قادر على تحقيق النجاح في عملي الحالي " ، " كل شيء في هذه الحياة يدفعني نحو الفشل " ، " لا يمكن أن أنجح في حياتي " ، " بعد كل هذا العمر اعترف إنني فشلت في هذه الحياة " هذه العبارات الدالة على الفشل نسمعها بشكل دائم ممن حولنا سواء من الأصدقاء أو الأقارب ، أو الزملاء ، ومن أنفسنا أيضاً . فنحن عندما نفشل ننظر إلى أنفسنا على إننا لن تقم لنا قائمة مرة أخرى ، وأن الفشل سيظل تابعنا لنا في كل خطواتنا.



من المؤكد أننا قد نتعرض للفشل خلال مسيرتنا لتحقيق أهدافنا في هذه الحياة ، وقد يتكرر الفشل مرات عديدة ، وبالطبع فإننا قد نتصور أن الحياة لا تخبئ لنا سوى الفشل الذي سوف يلازمنا في كل طريق نسلكه. وهذا الاعتقاد أبعد ما يكون عن الحقيقة ، لأنه من المفترض أن يتوقع الإنسان احتمالية حدوث الفشل عند محاولة تحقيق هدف معين ، وتوقع الفشل ليس معناه توقف الإنسان عن مواصلة تحقيق أهدافه ، بل أن هذا التوقع يُفيد في التخطيط الجيد واتخاذ الوسائل الفعالة قبل البدء في تحقيق هذه الأهداف. فعندما نتوقع ، على سبيل المثال ، أن العدو سيسلك هذا الطريق فإننا نضع خطة معينة تتضمن كل هذه التوقعات من أجل تحقيق الفوز والانتصار ، وهذه التوقعات تلعب دوراً كبيراً في المجال العسكري ، وفي المجال الاقتصادي ، حيث يحاول المسئولون وضع تصور شامل لما يسعون إليه من أجل التحديد الدقيق لجوانب الضعف والقوة ، وعوامل النجاح والفشل .



فأنت عندما تفشل فإن هذا الفشل يكون مرجعه في حقيقة الأمر إلى سوء التخطيط ؛ ولذلك لابد من وضع تصور شامل وتخطيط جيد قبل الشروع في تنفيذ أي فكرة ، أو قبل الإقبال على أي عمل أو مشروع . فمن المنطقي إنك إذا قمت بوضع أموالك في مشروع ما دون أن تقوم بإعداد دراسة جدوى عن هذا المشروع والتعرف على احتمالية المكسب أو الخسارة ، ولكن قد يكون النجاح أكيداً إلى حد كبير مع التخطيط الجيد.



إن الفشل يقتل الدافعية ويعوق القدرة على مواصلة تحقيق الأهداف ، فإننا عندما نفشل ، في الأغلب نقف في أماكننا ونخشى التقدم ، ونتخيل أننا لن ننجح في المرات المقبلة . إن السبب في ذلك هو ما نمتلكه من خوف وقلق وأفكار انهزامية بشأن عدم القدرة على تحقيق النجاح . إننا جعلنا الفشل يمتلك القوة ، وله من النفوذ ما يجعلنا غير قادرين على مجرد الشعور بإمكانية النجاح . إن إحساسنا بالفشل والإعلاء من قوته وسيطرته يدفعنا إلى مزيد من الفشل ، إن هذا الإحساس المتواصل بالفشل لعب دوراً كبيراً في تنمية مشاعر الضعف ونقص الثقة بالنفس والخوف وعدم الإقدام ، جعلنا نشعر في داخلنا بأن الفشل سيكون حليفاً دائماً.



إن هذه المخاوف المتواصلة ، والأفكار الانهزامية التي تتعلق بالفشل تكون داعماً لحدوث مزيد من الفشل ، وأول بوادر هذا الفشل قد تظهر لدى البعض في صورة الثبوت التام في المكان ، أو عدم الجرأة على المبادرة ، والخوف من الإقدام ، أو الإحباط الشديد والانعزالية ، أو اللامبالاة ، أو اليأس. إن الإحساس بالفشل يدعم الفشل ويدفعنا إلى مزيد من الفشل ، ومن ثم تتأصل جذور الفشل في داخلنا ، ولا نقوى على تحمل الإحباط ، ولا نستطيع أن نحقق كل ما ظللنا نحلم به على مدار حياتنا .



وهذه قصة لاثنين من الشباب المعاصر الذي أنهى دراسته الجامعية ويقضى معظم وقته في قراءة الجرائد والإعلانات حتى يتمكن من الحصول على وظيفة ، هما أحمد ومحمد ، وهما شابان يعيشان في نفس الحي بإحدى المدن ، بعد تخرجهما من الجامعة ، وإنهاء فترة الخدمة العسكرية بدأا رحلة البحث عن الوظيفة ، وكان الاثنان لديهما قدر كبير من الدافعية ، ففي كل صباح يأتي احدهما بالجرائد اليومية لقراءة الإعلانات الخاصة بالوظائف الشاغرة ، ويذهب كل منهما إلى الجهات المختصة لإجراء المقابلة الشخصية للحصول على الوظيفة ، وفي كل مرة لا يكون التوفيق حليفاٌ لهما ، استمر هذا الأمر طويلاً حتى شعر كلاهما بالملل الشديد ، وقلت الدافعية إلى حد ما ، ولكن الدافعية انخفضت بشكل واضح لدى أحمد وبدأت تسيطر عليه بعض الأفكار الانهزامية ، والشعور بالفشل ، وعدم القدرة على الحصول على أي وظيفة ، ومن ثم بدأ يقل نشاطه ويضمر نشاطه في البحث عن العمل ، وبدا يقض معظم وقته متنقلاً بين المقاهي.

أما محمد برغم قله دافعيته وشعوره بالفشل إلا انه لم يجعل هذا الفشل يتمكن منه ، واتجه إلى تنمية بعض المهارات التي تزيد من إمكانية الحصول على الوظيفة ، فدرس الكمبيوتر ، وأخذ عدة دورات لتحسين اللغة الانجليزية والفرنسية ، وخلال هذه الفترة بدأ في تعلم إحدى الحرف التي تساعده على الحصول على المال اللازم لإشباع احتياجاته ، وظل يبحث حتى تمكن أخيراً من شغل وظيفة جيدة بدخل جيد . أما أحمد فظل ساكناً مدفوعاً بالخوف من الفشل والشعور الشديد باليأس الذي تملك كل حياته .

إن هذه القصة تعكس حال الكثير من الشباب الذي يجعل نفسه أسيراً للفشل ، وتكون النتيجة المزيد من الفشل ، وكذلك الشباب الذين يتغلبون على مصادر الإحباط ، ويسيطرون على مشاعر الفشل لديهم ، ويعبئون أنفسهم بالطاقة التي تساعدهم على مواصلة المسيرة من أجل تحقيق النجاح.



إن الفشل من الناحية العقلانية يرجع في الأغلب إلى سوء التخطيط وعدم الدقة في وضع النظام واتخاذ الإجراءات المناسبة لتحقيق النجاح . إن النظر إلى الفشل على أنه فشلاً شخصياً يعني أن الشخص الفاشل لديه قصور في بعض جوانب شخصيته من نقص في القدرات ، أو الاستعدادات ، أو غير ذلك ، وفي الواقع قد نجد هذا يتوافر لدى بعض الأشخاص ، لكن الفشل في كثير من الأحيان يكون مرتبطاً لدى الكثير بسوء التخطيط أو عدم توافر مقومات النجاح. فالشخص الذي فشل في الحصول على رخصة القيادة لم يتدرب بالشكل الكافي ، إذاً فلابد أن يضاعف ساعات التدريب حتى يتقن القيادة جيداً . والشخص الذي فشل في الاختبارات الخاصة من أجل الحصول على وظيفة ما ، هو في الواقع لم يكن على درجة كبيرة من الاستعداد المعرفي أو التقني الذي تتطلبه هذه الوظيفة ، فلابد أن ينمي لديه هذا القصور . والشخص الذي فشل في مشروعه الاستثماري لم يخطط جيداً لهذا المشروع . والطالب الذي فشل في الدراسة لم يهتم بالدراسة في الأغلب .



إن الأشخاص الذين يخططون جيدا لحياتهم ، والذين تتوافر لديهم كل مقومات النجاح لم يخبروا الفشل أبداً ، وإذا حدث ذلك فإنهم في الأغلب يعيدون النظر إلى أنفسهم ويحاولون البحث عن جوانب الضعف من أجل تنميتها ، ويضعون المبادئ والشروط الأساسية اللازمة من أجل تحقيق النجاح ، سواء من الناحية المهنية ، أو الأكاديمية ، أو غير ذلك .



إن إلقاء اللوم على الذات عند الفشل لا يحقق الفائدة ، بل لابد من تدارك الموقف ، ومناقشة الأسباب المؤدية للفشل ، فإن معرفة أسباب الفشل وما يمكن عمله في المرات القادمة سوف يكون أجدى بكثير ويحقق الفائدة بدلاً من اللوم. ويجب علينا عند التعرض لخبرات الفشل أن نتعلم منها ، ونحدد مواطن الضعف ، وأن نعلم جيداً أن ليس هناك فشل يحدث بلا أسباب ، فإذا تعرضنا للفشل فإن هذا معناه أن هناك العديد من الأسباب المسئولة عنه ، وهذه الأسباب لا تتعلق في كل الحالات بقصور في الشخص ، أو سوء تخطيط ، قد ترتبط أحياناً بالظروف الخارجية التي تحيط بنا ؛ وفي هذه الحالة فلابد أن نطوع ما نطمح إليه بما يتناسب وطبيعة البيئة التي نعيش بها. فليس من المنطقي على سبيل المثال ، أن اخطط لافتتاح محل تجاري لبيع قطع غيار السيارات في قرية صغيرة تخلو من السيارات ، فمن الطبيعي أن يتعرض هذا لمشروع للفشل.( 1 ، 121-127 )



ومن الأسباب التي قد تدفعنا إلى الفشل عدم الثقة بالنفس ، والاعتقاد الخاطئ بأننا لا نملك مقومات النجاح ، والاستسلام لخبرات الفشل السابقة ، وعدم الإقدام . فيجب على كل فرد أن يكف عن النظر إلى نفسه بوصفه إنسان فاشل بعد التعرض لبعض خبرات الفشل ، ويبدأ بدلا من ذلك في تقويم قدراته وأفكاره ومهاراته ، ويعيد بناء نفسه من جديد ، وتصحيح معتقداته الخاطئة نحو النجاح والفشل ، وأن يبدأ في وضع الأهداف المناسبة التي يمكن بما لديه من إمكانات وقدرات أن يحقق هذه الأهداف . إن التعرف على بنية الفشل وتحديد الأسباب يجعلنا قادرين على اكتساب المعلومات والقوى الدافعة التي نبني عليها نجاحنا.



إن الفشل الحقيقي الذي نراه بشكل دائم هو الفشل في مواصلة السعي لتحقيق متطلبات ما نحتاجه أو نرغب في عمله. إن الفشل هو الوقوف بلا تقدم ، وعدم التغلب على ما يواجهننا من عقبات ، أن الفشل يعني الاستسلام للاحباطات . إن العوامل التي تدفعك نحو الفشل أنت الذي تصنعها ، وأنت الذي لا تريد معالجتها ؛ ولذلك لابد من أن نتغلب على شعورنا بالفشل حتى نصل إلى النجاح الحقيقي ، وسوف أقدم لك مجموعة من الاستراتيجيات التي تساعدك على التغلب على كل ما يحول بينك وبين النجاح .

- لا تخف من المجهول ، فقد يكون أكثر وضوحاً لك لو أنك خططت له بشكل جيد .

- لا تجعل نفسك أسيراً لخبرات الفشل السابقة ، بل لابد من التعرف على الأسباب المسئولة عنه وفهمها جيداً ، ومعالجة جوانب القصور، وتلاشي الأخطاء التي تم الوقوع فيها في المرات القادمة.

- لا تخالط الأشخاص الذين تغلب عليهم النظرة التشاؤمية للحياة ، والذين يعيشون في إطار المشكلات ، ولا يرون سوى العقبات ، فما لديهم من إحساس بالفشل وخيبة أمل سينتقل إليك .

- افهم نفسك جيداً ، وتعرف على حدود قدراتك ، حتى لا تعطي نفسك الفرصة في التشكيك فيما لديك من قدرات .

- تعلم كيفية مواجهة الضغوط الحياتية وإدارة الأزمات التي تجد نفسك واقعاً تحت سيطرتها .

- تخلص من المعتقدات السلبية الداعية إلى الفشل لديك ، واستبدالها بمعتقدات ايجابية تساعدك على تحقيق النجاح .

- ارجع بذاكرتك إلى الماضي وقم بحصر الانجازات السابقة التي حققتها ، ولا تقلل من قيمة انجازاتك ، فمن المفترض أن الاعتزاز بما حققت من نجاح سوف يضيف إليك الكثير من المشاعر الايجابية ويعطيك الثقة بالنفس .

- ضع أهدافاً تتناسب مع قدراتك وما لديك من مقومات تحقيق هذه الأهداف ، فليس من المنطقي أن تضع هدفاً ليس في مقدورك بلوغه .

- إذا فشلت في تحقيق هذا الهدف ، فلابد من تغيير الوسائل التي استخدمتها لتحقيقه ، فقد يكون الفشل ناتجاً عن عدم جودة الأساليب المستخدمة لتحقيقه .

- إذا فشلت في تحقيق الهدف مرة أخرى ؟، فلابد من تغيير هذا الهدف ، واستبداله بهدف آخر يتناسب بما لديك من إمكانيات لتحقيقه .

- لا تضخم خبرة الفشل حتى تجعل منها شيئاً لا يمكن تجاوزه ، بل لابد من التفكير العقلاني في الفشل والنظرة الواقعية له .

- ليكن شعرك دائماً ( حاول مرة أخرى ) فهذه العبارة تكسبك القوة على مواصلة تحقيق أهدافك.

- لا تعمم خبرات الفشل ، فإن فشلك في الدراسة على سبيل المثال قد لا يعني الفشل في مجالات الحياة الأخرى ، بل ابحث في داخلك عن الشيء الذي تستطيع أن تحقق فيه النجاح.

- كافئ نفسك على كل نجاح تحققه .

- لا تلق باللوم على نفسك عند الإخفاق ، وجرد خبرات الفشل من تأثيراتها الانفعالية التي قد تسبب لك المزيد من الاضطرار التي تلحق بحالتك النفسية العامة.

المراجع :
1- ايان ماكديرموت وويندي جاجو ( 2006 ) . مدرب البرمجة اللغوية العصبية : الدليل الشامل لتحقيق السعادة الشخصية والنجاح المهني ، ط2 ، الرياض : مكتبة جرير .



دكتور أكمل نجاح
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف