الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مظاهر الذكورية في المجتمع المعاصر بقلم: سلمى الرملي

تاريخ النشر : 2009-05-01
الذكورية تعني وجود امتيازات خاصة للذكور على حساب الإناث في مجتمع نصفه أو زد عليه قليلاً من الإناث، وهذه الامتيازات تكون إما مادية أومعنوية، أوكلاهما (أفعال وثقافة)، والذكورية هي سلوك وثقافة مجتمع بذكوره وإناثه، وتوجد الذكورية في المجتمعات المتقدمة والمتخلفة .. لكنها تكون أكثر قسوة وحدّة في المجتمعات المتخلفة... (في بعض أنحاء من الهند تُحرق الزوجة مع جثة زوجها عندما يموت).nبعض مظاهر الذكورية:n1- مواقع السلطة والتسلط (التحكم والسيطرة) في المجتمع .. بدءاً من الأسرة وحتى رأس الدولة مروراً بالمؤسسات العامة والخاصة تكون معظمها بيد الذكور .. n2- الثقافة السائدة في المجتمع تكون مستندة إلى المفهوم التالي: الرجل هو الأقوى جسماً وعقلاً، والمرأة هي الأضعف جسماً وعقلاً... (أريحي ياحلوتي عقلك الصغير واهتمي بجمالك ورقتك وأناقتك، ودعي لي هموم الحكم والمال) . n3- في الحقوق .. يحق للذكر ما لا يحق للأنثى .. ليس بالمفهوم الحقوقي القانوني (وإن وجد) .. وإنما بالمفهوم الحقوقي المتوارث اجتماعياً كالعادات والتقاليد والقيم والعلاقات السائدة في المجتمع .. وأيضاً في المفاهيم الدينية على ضوء فهم البشر للدين وتطبيقاته النظرية والعملية على أرض الواقع.n4- انقياد المرأة وخضوعها لمفاهيم المجتمع الذكوري، مع تكيف وعيها ليتوافق مع ذكورية الذكر .. نجد النساء الكبيرات بالسن يمارسن نوعاً من التدجين الذكوري للنساء الصغيرات .. (أنت أنثى .. يجب أن تلزمي ببيتك وتهتمي به وبزينتك وبتربية أطفالك، ودعي أعمال الرجال للرجال) .n5- تباهي الرجال بفحولتهم وشبقهم الجنسي، وتباهي المرأة بتعففها (التعفف عند المرأة من الناحية العملية يوازي انعدام أو ضعف الشهوة الجنسية لديها أي يوازي الإخصاء عند الذكور) والمجتمع الذكوري يعتبر الفحولة الجنسية عند الذكر معياراً للرجولة أي صفة إيجابية، بينما تتهم المرأة التي تصرح بأنها لا تستطيع البقاء بدون زوج (لأسباب جنسية) .. بالفجور والعهر، ويعتبر المجتمع الذكوري البتالة والعذرية والطهارة (الجنسية) والعفة (البرود الجنسي) عند المرأة صفات إيجابية ... (في بعض المجتمعات يتم إزالة كل البظر عند الطفلة أوجزءاً منه .. لتتمكن من التعفف في المستقبل) .n6- احترام المرأة من قبل الرجل في المجتمعات المتقدمة هو موضوع شكلي (برتوكولي) .. فالرجل في المجتمع الغربي ينحني ليقبل يد الأنثى ليدلل على حضاريته .. بينما الأنثى تنحني لتقبل حذائه كي تحصل منه على أبسط حقوقها المادية أو المعنوية، والمرأة في المجتمع الذكوري موضع حب وجداني عند الرجل (عشق شهوة شفقة رحمة عطف حنان صلة رحم) .. لكن هذا لا يترجم إلى شيء ملموس من الناحية العملية على مستوى الحقوق (ربما يتم تقديم بعض الهدايا، أو الصدقات لكسب الحسنات) .. أو ربما يتم التفوه ببعض كلمات المديح المعسولة للمرأة .. خاصة للأم لكسب رضاها (البِرْ بالمفهوم الديني) .. أو يأتي احترام الرجل للمرأة أو خضوعه لها من منطلق مسايرة القوي للضعيف .. (ثقافة استشر المرأة وخالفها). n7- التعويض النفسي للذات الأنثوية المقهورة في المجتمع الذكوري يتم بعدة طريق منها الانتقام من أخلاقيات المجتمع وقيمه بالانفلات من هذه الأخلاقيات والقيم علناً (تمرد أرعن وشجاع) أو سراً (تمرد هادئ وجبان) .. أو عن طريق تصعيد العبء المادي (الاستهلاك) أو العبء المعنوي (الإثارة) على الذكور .. حيث تصرف المرأة الكثير من المال والوقت والجهد من أجل تحسين شكلها لا وعيها لتستخدمه كورقة ضغط عاطفي - جنسي على الطرف الآخر، أو لتتباهى به أمام مثيلاتها من باب التميز .. والمرأة أحياناً تمارس (إذا استطاعت) سلطة قمعية (تعويضية) على بنات جنسها (على الخادمات مثلاً ، أو العاملات لديها أو الكنّات أو بنات الزوج .. وحتى على أخواتها وبناتها).n8- تحويل المرأة إلى أداة للترويج الاستهلاكي (في الدعاية والإعلان) ليتم بواسطتها إثارة الغرائز الجنسية كمدخل لإثارة غريزة (غير طبيعية - مختلقة) هي غريزة حب الاستهلاك .. تلبية لمتطلبات غريزة الجشع المادي (غير المحدود) عند الرأسماليين .. خاصة في العصر الحالي (عصر العولمة). nهذه بعض مظاهر المجتمع الذكوري، ولا أريد أن أفصّل أو آتي بأمثلة، لأنّني على قناعة تامة بأنّنا (نساء ورجال) نعرف هذا الواقع بكل مافيه .. وإنكاره أو تجاهله من قبل البعض (نساء ورجال) هو ليس من باب الجهل .. وإنما باب التجاهل.nوكل ما يقال عن أنّ المرأة قد تحررت من قيود المجتمع الذكوري غير صحيح .. ففي المجتمعات (المتقدمة) نجد أنّ المرأة مازال دورها الفعال في المجتمع أقل بكثير من دور الذكر .. فلو قارنا عدد النساء في المواقع القيادية في أي هيئة حكومية أو غير حكومية بعدد الرجال سنجد الفارق كبير . nأما في المجتمعات المتخلفة فالمرأة دورها شبه معدوم، وإذا وضعت امرأة ما في منصب متقدم فهذا يكون عادة للزينة أو للديكور .. ولكي تحصل المرأة على حقوقها في المجتمعات المتخلفة .. يجب أن تتحرر هذه المجتمعات من قيود التخلف .. لكنها لا تستطيع ذلك .. لأنّ نصفها مقيد بقيود النصف الآخر .. وهكذا تبقى المشكلتان موجودتان (قيود التخلف وقيود المرأة). nوأود أن أقول لكل فرد في أمتنا العربية (ذكراً كان أو أنثى) يسعى أو يدّعي أنّه يسعى للتحرر من قيود التبعية .. أقول: لا يمكننا أن نتحرر من قيود التبعية إلا بالتحرر من قيود التخلف .. ولا يمكننا أن نتحرر من قيود التخلف إلا إذا تحررت المرأة من قيودها .. ولا يمكن للمرأة أن تتحرر من قيودها إلا بوعيها وعملها (أي تحررها الفكري وتحررها المادي) ... وأقصد هنا بالوعي تلك الثقافة التي تمكنها من معرفة الواقع جيداً ومعرفة دورها ومسؤولياتها .. وهذا الوعي شيء يختلف تماماً عن التعليم (المدرسي والجامعي) السائد في مجتمعاتنا (عملية التعليم الببغائي أي التلقين والحفظ).nوأخيراً وقبل أن أختم .. أودّ أنْ أشير إلى مسألتين تتعلقان بعمل المرأة .. المسألة الأولى هي تربية الأطفال .. حيث يقال أنّ على المرأة أنْ تلزم بيتها لتقوم بدورها الأساسي والهام .. وهو تربية أطفالها بشكل صحيح .. والحقيقة أن تربية الأطفال بالشكل الصحيح مسألة في غاية الأهمية .. بل تعتبر الخطوة الأساسية التي لابدّ منها للتحرر من كافة أنواع القيود .. لكن هل تستطيع المرأة المقيدة في بيتها بقيود الجهل المتوارث أن تقوم بتربية أطفالها تربية صحيحة .. ربما تستطيع أن تخدمهم (تنظفهم وتطعمهم) لكنها بالتأكيد لا تستطيع أن تربيهم .nوالمسألة الثانية متعلقة بقدرات المرأة في مجال العمل .. يقال أن المرأة يجب أن لا نحملها عبء العمل الذي يثقل كاهلها .. فقدرات المرأة في هذا المجال محدودة (هكذا خلقت) بينما الرجل يستطيع أن يقوم بكافة الأعمال وبشكل أفضل ... وهذا صحيح ... فالرجل يعمل (إذا قصد) بشكل أفضل من المرأة .. وهذا لا يعود إلى طبيعة المرأة وإلى طبيعة الرجل .. وإنما يعود إلى أنّه في مجتمع الذكوري تتم تربية الذكور بطريقة متميزة عن طريقة تربية الإناث .. ومع ذلك فإنّ المرأة في المجتمع الذكوري تقوم بمعظم الأعمال الشاقة التي يرفض الرجل أن يقوم بها (تكبراً وتأففاً) مثل أعمال الكنس والمسح والجلي والغسيل، والأعمال الزراعية .. ثم إذا افترضنا أن المرأة كائن ضعيف ببنيته الجسدية لكنه مكتمل من الناحية العقلية .. فليعمل الرجل بالأعمال التي تتطلب الجهد العضلي .. ولندع لهذا الكائن الضعيف (الأنثى) الأعمال التي لا تتطلب جهداً عضلياً .. مثل المواقع المتقدمة في المؤسسات القضائية والتشريعية والتعليمية والإعلامية والثقافية .. إضافة إلى شؤون الحكم والمال .. طبعاً أنا أطرح هذا من باب مقابلة الشيء بالشيء .. لكنّني أرى إنّه يجب أن نقوم جميعاً (رجال ونساء) بكافة الأعمال ... خاصة وأنّ معظم الأعمال اليدوية الشاقة في طريقها إلى الانقراض بفضل التقدم التكنولوجي.nn
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف