شــهرزاد .. و ليـلة بـَعـدَ الأخـــيرة بقلم:عبدالهادي شلا

قصة قصيرة


((( شـــهرزاد .. . و ليــلة بـَعـــدَ الأخـــيرة )))


عبـــد الهـــادي شـــلا



مكانها بين يدي " شهريار "... جلست

ولما من صمتها..أطــالت

بالكـــَلام المـُبــاح..أمـــَرها

فقـالت :

بلغــَني أيـُهـــا المــَلك الرَشــيد ذو الـــَرأي السَــديد

أنّ شـــَيخ الجــِن حــِين اســتشاط ، و..جـــُن جـُـنونَه

بالأمــر ..تـَوَجـَه إلى الأشــرارِ من جــُنودهِ

وقد تحــَولقـوا على طــَاولة يحتســُونَ الشــراب

ويأكلون مما لــَذّ .. وطــاب

من لحــمِ أطفــال غــزة

مشــوي على حــَطب مـُحــَرم

ومن اســتخدَمهُ في غير محـله .. يـُجــَرّم

لكــن شــَـيخ الجــِـنْ ما تـأثـــَر ولا اهـــْـتـَم

بما خــَلـّف من أيتــام

في ليال انقطــَعت فيها الكــَهرباء

وعــَمّ الظـــَلام

حين رحــَل الشيوخ والنساء والولــدان

بعد أن تهــدمت على رؤوسهم البيــُوت إلى الخــِـِيام

وكـانوا منــذ ســـَنوات قد تركــُوها

إلى دارٍ من حجــَر..أطيب المـَقــَام

***

ولكــن قــُدرة الله ومشــيئته

أنــزلت مطــَراً، وبــرداً يـَنخــُر في العظــَام

فتضاعـَفـَت الكــُروب، والآلام

فــَما كان من شــَيخ الجــِن..إلا أن

ضــَاعـَف القصـف بكل أنواع السِــلاح

على المـُخيمات،والبـَلدات ومنها " حــَارة التـُفــَاح "

لأن فيها رجـالٌ قاومــُوه في الحــَال

وابلـُوا بــَلاءاً حســنا عند الــنــِزال

فاستشهد منهـــُم نفَــٌر قـليل

كانوا قد عـاهدوا الله والرســول

على بــَذل الغــَالي والنفـِيس

في ســـَبيل دَحــر هـــَذا الخســـيس

وأعــوانه من بني إبـلـيس

***

وقــَد زاد في الهـــَم

أن الحــُدود قـَد أقفلهــَا إبن العــَم

وآزره بعضٌ من النـِظــام

فـــَزاد من كــَرب المَكــروب

الذي مــــا وجــَد بــابــاً للهـــُروب

عنــدها..

نظـــَر المُحــاصــَرون إلى البحــر

لعلــَه يأتي منـه الفـــَرَج

ولكن شـيخ الجــِن وجــُنوده

قد أغلقــوا كــُل..الفـــُرَج

***

واســتمر الحــال

ليـــَالٍ ...وليــَال

قــُتــِلَ فيهــا آلاف من الأطفــال والنســاء ،والرجــال

واشـتعـلت النيــران في الدور والمخــَازن ،وفي البر وعلى التــِلال

***

(( إعـتدل " شهريار " في جلسته وقد بـَدى عليه الحــَنـَق

واحتبس في حـَلقـــِه الكــَلام واخـتنـَق !

وقــَال: ومــاذا بـَعــد ! ))

(( قــَالت "شــَهرزاد ": قــَد بلغــَني أيــُها المــَلك الرَشــيد ذو الرأي الســـَديد أن.. ))

***

قبائل من نفس نــَوع البشــَر أعـَــدّت وتـَجهـّـزت لأمـــرٍ كــَـبير

إســمُه " مـُؤتَمَــر "..!!

لكــِنّهم في آخــِر لحظـَةٍ اختلفــوا على المـَقـــَر

فانقســَموا إلى قســمين

واحــِدٌ أمســَكَ باللّجــَـام و الآخـــَر أمســـَك ذيــل الفــــَرَس

وبقي الحال على هذا المِنــوال

بينمــا شــيخ الجــِن يقصـِف ويـُدمــّر

والشــَعب المـُحاصــَر

يدعــو الله بالفــَرج ، ولا يـُبقي منهــُم على أحــَد

حتى جــَاء من مجلــس الأمــن..المــَدد

بقــرارٍ..ما أستطاع إلــَزام أحـــَد

***

(( تثــَائبت شـــهرزاد وأكمــَلَت ....))

وبعد أســابيع ثـَلاثة ..

ســَالت فيهــا الدمـــاء وتقطـــّعـَت فيهــا الأوصــَال

وتغــَيّر الحـــَال من حــالٍ صــَعبٍ إلى أســوأ حــَال

عنــدئـــِذٍ ..صــَاح شــَيخ الجــِن في رجـــَالـِه

أن توقـفــوا حتى يـُقـَيــّم نتيجـة أفعــَاله !!

***

ثــُم..

انعقـــَد مؤتمــر جــَديد

للــدول التي ســَـتُرســـِل الأســمنت والحــَديد !!

لإعمــار غــزة من جــَديد

وبقي الحـال على ما هــُو عـليه

حتى يتعـانـق في القــَاهــِرة الأخــَوة الأعــداء !!

ويَعــِمُ من بعــدِهــَـا ... إن أراد الله الصــَفاء !!؟؟

***

(( ولمـــَا صــاح الديـك ..

إعـتــَدل " مــُرجان " صــَاحبُ الســَيف وذابـــِح الغـــِلمان ..

لكن "شــهريار" أمـــَرهُ بالإنصــِراف و...

مَنحـَــها ليلــةً أخــِيرة تـُكمــِلُ فيهــَا الحكـــَاية !!

فـَأومـَأت برأســِها وهـي تَعــرِف.. أن ليلة أخــيرة لن تـُنـهي الحـِكاية !!؟؟

وتنهــَدت...وأردفــَت : مــــَولاي..ي..ي...ي !!)) .


تمت في

15 آذار / مارس 2009