بين شارعين
تيسير نظمي
بين شارعين وجدت نفسي
وسيارتين مسرعتين
مختلفتين في كل شيئ
ومتفقتين
على دعسي
بين شارعين وجدت نفسي
متباعدين
في اتجاهين
ويصبان كل شيئ
على جسدي
ويخرجان من بلد إلى بلدي
دونما همس
لم أكن مفتونا بغد
ولا المستقبل لي
ولا أمسي
ولكنني وحدي
أقاوم كل شيئ بأي شيء
وحدي
وكل أسلحتي في النهاية
لا نهاية لها
سوى
جسدي
أقاوم وأقاوم فتخذلني نفسي على نفسي
لست هنا ولست هناك
لا أنا الماضي ولا الحاضر
والحاضر والماضي أنا
ومستقبلي تعسي
بين عقربين مشتبكين
وملتحمين
في ساعة القلب
تدق أجراس الكنائس أنني مت
في ساعة متأخرة من الأمس
بين دبابتين مشتبكتين
على جسد الرفيقة
تضيع الحقيقة
بأقل من دقيقة
فلا أنا المنتصر ولا الطريقة
ولا الرفاق رفاق
ولا العراق
حر
ولا أنا
ولا أحد
ولا الرفيقة
لا أنا أنا ولا هم أنا
وأنا كثر
والكثر صرخة الله في لحد
ويقال أنني كنت ولدت ومت بيوم أحد
بين ساريتين في سفينة
وبين بحرين متجاورين
فوق نهدين
متكورين
متلهفين
رميت الحقيقة
يا بحر التهمني
وعجل بالالتهام
كي لا تتهمني السفن بأنني خنت دقيقة
يا بحر عجّل كي أنام
فقد عشت أكثر مما ينبغي
وسجنت ألف عام وعام
بانتظار السلام
في الظهر مسيرة ومظاهرة
وفي الغد اعتصام
وعندما يساهرني الأرق
الكل نيام
فقد تابعوا محطات الفضاء
وذاك الألق
لمناضل على التلفاز
وآخر انفلق
تدفأ ليلة الأمس وأسرته
بوابور كاز
وآخر سافر في الغسق
للحج إلى الحجاز
ورابع مقتول
وخامس مجاز
أحفاده يعدون يستعدون يتدفقون لحفلة جاز
ومناضل متخف في الليل مرق
دون أن تلحظه عين أو يبتل بالعرق
يا بحر عجّل
والتهمني
بين سيارتين مسرعتين مقبلتين ومصممتين
على التصادم على الخريطة
والخريطة أنا وأنا الخريطة
فقدت نفسي بأقل من دقيقة
وسجلت الواقعة ضد مجهول
كحادث سير
في سقف السيل
والسيل دماء أنا وأنا الليل
إن لم تضئني الحقيقة.
13/3/2009
الجمعة
-----
تربط تيسير نظمي بالشاعر الكبير محمود درويش علاقة أسلوبية وشخصية وثقافية هي علاقة محبة دون صعود على الأكتاف، فقد أهدى نظمي لدرويش أجمل قصصه في الآداب البيروتية لذلك يكتب تيسير يوم عيد ميلاد محمود واحدة من أجمل أشعاره رغم أنه قاص وقبل عيد ميلاده هو أي تيسير بثلاثة أيام، تيسير نسي عيد ميلاده ليتذكر عيد ميلاد أغلى الرجال ،، وشعبنا لن يذوي أو يستسلم وهو يلد كل يوم شاعر ومبدع ومناضلين، الغد لك أيها الشعب البطل،،
التوقيع
حركة إبداع
15-3-2009
تيسير نظمي
بين شارعين وجدت نفسي
وسيارتين مسرعتين
مختلفتين في كل شيئ
ومتفقتين
على دعسي
بين شارعين وجدت نفسي
متباعدين
في اتجاهين
ويصبان كل شيئ
على جسدي
ويخرجان من بلد إلى بلدي
دونما همس
لم أكن مفتونا بغد
ولا المستقبل لي
ولا أمسي
ولكنني وحدي
أقاوم كل شيئ بأي شيء
وحدي
وكل أسلحتي في النهاية
لا نهاية لها
سوى
جسدي
أقاوم وأقاوم فتخذلني نفسي على نفسي
لست هنا ولست هناك
لا أنا الماضي ولا الحاضر
والحاضر والماضي أنا
ومستقبلي تعسي
بين عقربين مشتبكين
وملتحمين
في ساعة القلب
تدق أجراس الكنائس أنني مت
في ساعة متأخرة من الأمس
بين دبابتين مشتبكتين
على جسد الرفيقة
تضيع الحقيقة
بأقل من دقيقة
فلا أنا المنتصر ولا الطريقة
ولا الرفاق رفاق
ولا العراق
حر
ولا أنا
ولا أحد
ولا الرفيقة
لا أنا أنا ولا هم أنا
وأنا كثر
والكثر صرخة الله في لحد
ويقال أنني كنت ولدت ومت بيوم أحد
بين ساريتين في سفينة
وبين بحرين متجاورين
فوق نهدين
متكورين
متلهفين
رميت الحقيقة
يا بحر التهمني
وعجل بالالتهام
كي لا تتهمني السفن بأنني خنت دقيقة
يا بحر عجّل كي أنام
فقد عشت أكثر مما ينبغي
وسجنت ألف عام وعام
بانتظار السلام
في الظهر مسيرة ومظاهرة
وفي الغد اعتصام
وعندما يساهرني الأرق
الكل نيام
فقد تابعوا محطات الفضاء
وذاك الألق
لمناضل على التلفاز
وآخر انفلق
تدفأ ليلة الأمس وأسرته
بوابور كاز
وآخر سافر في الغسق
للحج إلى الحجاز
ورابع مقتول
وخامس مجاز
أحفاده يعدون يستعدون يتدفقون لحفلة جاز
ومناضل متخف في الليل مرق
دون أن تلحظه عين أو يبتل بالعرق
يا بحر عجّل
والتهمني
بين سيارتين مسرعتين مقبلتين ومصممتين
على التصادم على الخريطة
والخريطة أنا وأنا الخريطة
فقدت نفسي بأقل من دقيقة
وسجلت الواقعة ضد مجهول
كحادث سير
في سقف السيل
والسيل دماء أنا وأنا الليل
إن لم تضئني الحقيقة.
13/3/2009
الجمعة
-----
تربط تيسير نظمي بالشاعر الكبير محمود درويش علاقة أسلوبية وشخصية وثقافية هي علاقة محبة دون صعود على الأكتاف، فقد أهدى نظمي لدرويش أجمل قصصه في الآداب البيروتية لذلك يكتب تيسير يوم عيد ميلاد محمود واحدة من أجمل أشعاره رغم أنه قاص وقبل عيد ميلاده هو أي تيسير بثلاثة أيام، تيسير نسي عيد ميلاده ليتذكر عيد ميلاد أغلى الرجال ،، وشعبنا لن يذوي أو يستسلم وهو يلد كل يوم شاعر ومبدع ومناضلين، الغد لك أيها الشعب البطل،،
التوقيع
حركة إبداع
15-3-2009