الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

رسالة مفتوحة إلى إعلاميي قناة الجزيرة ومراسليها بقلم : ماجد هديب

تاريخ النشر : 2009-02-28
رسالة مفتوحة إلى إعلاميي قناة الجزيرة ومراسليها
بقلم : ماجد هديب
على امتداد انطلاقة فضائيتكم الإخبارية" قناة الجزيرة", فان مقالات وربما دراسات كثيرة قد حاولت استقراء الواقع الإعلامي لتلك القناة من حيث مصادر تمويلها أو أهدافها وخاصة بعد أن استحقت تلك القناة بجدارة لقب القناة المشاكسة.
لم تكن مشاكسة فضائيتكم محصورة فقط على الأنظمة العربية الرسمية, وإنما تجاوزت ذلك لإثارتها زعامة حركات التحرر العربية منها والدولية, ولا شك أن مشاكستها أحيانا لبعض الدوائر الرسمية في دولة الكيان الصهيوني هي التي فرضت تساؤلات حول واقع تلك القناة وآفاقها خاصة وان العديد من الكتاب والمهتمين بقناة الجزيرة والمتابعين لها لم يجدوا إجابات كافية وشافية لتلك التساؤلات.
أراء كثيرة قيلت عن قناة الجزيرة, وأي كانت تلك الآراء وسواء كانت المؤيدة لسياستها , أو المشككين بتبعيتها فان تلك الآراء بشقيها نجدها قد أجمعت على التميز الإعلامي الذي تتمتعون به وسرعتكم الفائقة في نقل الخبر وتفوقكم بذلك عن باقي القنوات الإخبارية وذلك بفعل جهودكم الجبارة وإبداعاتكم التي لا حدود لها بعيدا عما تهدف إلي تحقيقه إدارة تلك القناة التي تعملون بها عبر ما تبثه من برامجها السياسية.
إن الحديث عن مصادر تمويل تلك القناة ومحاولة الكشف عن الأهداف التي كانت وراء انطلاقتها والموجبة لبروزها يضعنا في خانة من يطلقون التهم جزافا ونحن لا نريد أن نكون في هذا الموضع في ظل عدم تقديمنا لأية معلومات موثقة حول ذلك , ومن هنا فان الحديث باعتقادي عن تبعية تلك القناة وارتباطها بالسياسة الإسرائيلية لهو أمر عقيم لا فائدة مرجوة منه لان قناة الجزيرة قد أصبحت بمثابة دولة لها قوانينها واتفاقاتها بل وحتى أدواتها الاستخبارية وجيش من المستشارين على تعدد أنواعهم وألوانهم , وعليه فإنني أطالبكم أن تستقرئوا معي العلاقة الصهيونية بدوائر الإعلام العربي وذلك إبان العقد الثلاثيني والأربعيني في فترة الإعداد والتأسيس لدولة الكيان, لمعرفة ما استطاعت الحركة الصهيونية تحقيقه عبر الإعلام العربي في الوقت الذي يجب علينا أن نبقي فيه عيوننا مفتوحة على واقع الإعلام العربي والسطوة الصهيونية عليه ومقارنة ذلك بما تبثه قناة الجزيرة من برامج وخاصة بالآونة الأخيرة منذ انقلاب حركة حماس ومرورا بالحرب على غزة وانتهاء بالحديث عن المصالحة الفلسطينية.
كان لصعود حركة الاستعمار العالمية المتنافسة الأثر الهام في إبراز الصهيونية كفكرة استعمارية حيث مزجت الدين بالقومية فتحولت اليهودية من مجرد ديانة سماوية إلى رابطة سياسية دينية تهدف إلى جمع يهود العالم فوق ارض شعب آخر هي فلسطين بدعوى أنها وطن للشعب اليهودي فتزايدت الهجرات إليها بهدف خلق جماعات تتميز عما حولها باللغة والثقافة وأسلوب الحياة وإقامة تجارب عملية لاستيطان زراعي حديث ,حيث بدأت تلك الجماعة فيما بعد ترسم معالم الحركة الصهيونية على اعتبار أنها الرد الوحيد على الاضطهاد الديني الذي تعرض له اليهود في أوروبا من جهة ولتعزيز الشعور الديني للعودة إلى ارض الميعاد من جهة ثانية.
من هنا كان وجود الحركة الصهيونية التي تطورت في عهد ثيودور هرتزل حيث بدأت تلك الحركة رسميا عام 1897 بعقد أول مؤتمر صهيوني بزعامته في بال بسويسرا وقد أوجز المؤتمر أهداف الحركة في حينه: " إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين يضمه القانون العام" .
ويرى بعض الباحثين بان تلك الأهداف هي بمثابة القرارات العلنية لهذا المؤتمر , أما قراراته السرية والتي هي محور حديثنا فهي ما جاءت في بروتوكولات حكماء صهيون ، حيث تمحورت تلك القرارات حول كيفية تحقيق الأهداف الصهيونية منها كيفية إفساد الشعوب وإيجاد المذاهب الفكرية لخدمة الصهيونية ودور الصحافة في خدمة اليهود لتأليب مشاعر الناس والتحدث عن مشاكلهم ,إضافة إلى الحديث عن الدور اليهودي بضرورة إيجاد الثورات وتغذية النزعة التحررية والاستقلالية وضرورة إشاعة الخلاف بين الأحزاب والتحكم في البلاد من خلال الاقتصاد والصناعة والتجارة والزراعة، وكذلك ايلاء الأهمية لإيصال اليهود لقمة السلطة في بعض الأقطار للمساعدة في تحقيق الأهداف الصهيونية، في حين نجد بان القرار العاشر من تلك البروتوكولات قد انفرد بالحديث عن كيفية إدخال السموم التحررية إلى جسم الدولة.

ومهما اختلفت آراء الباحثين حول صحة تلك القرارات, وخلافا لجدلية العلاقة بين الصهيونية وتلك القرارات ، فان المتتبع للمراحل التي مرت بها الحركة الصهيونية يدرك تماما بان تلك الحركة ما كان لها أن تقترب من تحقيق أهدافها المعلنة أو تتطور بأطماعها فيما بعد دون أن تلتزم عملا بما جاء في تلك القرارات ، فنشاطها الصحفي وتمويلها لبعض الأقلام جعل الحركة العربية في سنوات العقد العشريني والثلاثيني أكثر قربا منها ، كما أن تغذيتها للنزعة التحررية ساهمت في سمو الروح الانفصالية عند العرب عن دولة الخلافة الإسلامية ، أما وصول الكثيرين من يهود الدونمة وغيرهم لقمة السلطة في حكومة الاتحاديين وما أعقبها من حكومات وضعها الاستعمار ، لأصدق دليل على تأكيد العلاقة الصهيونية بتلك القرارات والتي لولاها ما كان لهم الوصول إلى ما اعتبروه حقا لهم في فلسطين.
إذا بعد كل ما ظهر من ملامح حقيقية والتي جاءت متوافقة مع تلك القرارات، هل يمكن لعاقل أن يغمض عينيه وينفي صحة ما ورد في تلك القرارات وما فيها من بعد صهيوني ؟. وهل يمكن لنا أن نفصل ثورة الحسين بن علي كمثل عن تلك النزعة التحررية التي غذتها الصهيونية عبر الصحافة العربية في حينه وخاصة بعد أن ثبت بان الحسين بن علي هو من أوصل الصهيونيين إلى القدس بعد أن أطاحوا معا بدولة الخلافة التي وقفت أمام أطماعهم وحدت من نشاطهم تجاوبا مع مطالب الفلسطينيين الذين تنبهوا للصهيونية ومخاطرها؟.
بعد كل ذلك أليس من حقنا أن نضع تساؤلات وشكوك حول أهداف قناة الجزيرة وما تسعى إدارتها من وراء برامجها وطرق عرض أخبارها وخاصة طريقة تناولها لعرض القضية الفلسطينية ما رافقها من مراحل؟. ألا يجد المتابع لقناة الجزيرة بان برامجها تتوافق فعلا بما جاء في بروتوكولات حكماء صهيون من حيث إثارة الفتنة تحت مسمى دعم النزعة التحررية والانفصالية للأقليات العربية وللمذاهب الدينية والحق بما يطالبون من انفصال عن الدولة الأم ؟.
إن قناة الجزيرة أكدت من خلال ما تعرضه وما تحاول إثارته في الشارع العربي والإسلامي بأنها قناة فتنة بامتياز, حيث عملت على كل ما تهدف الصهيونية إلى تحقيقه من خلال محاولاتها الدءوبة في اختراق عقل المشاهد العربي والإسلامي, وتكريس مفردات وأفكار كان لا يمكن مجرد النظر إليها لولا قناتكم الإخبارية والقائمة تطول في ذلك ولكننا نكتفي ببعض وقائع ما قامت به قناة الجزيرة خدمة للصهيونية وأهدافها:

الم تعمل قناتكم بإصرار على استبدال إسرائيل بفلسطين سواء كان بعرض الخارطة التي تعتمدها إسرائيل ,أو بذكر ذلك لفظا بالتقرير أوالبرنامج المعروض عن فلسطين عبر نفس القناة .؟!
ألا تنشط قناتكم باستضافة المفكرين والمثقفين والوجوه الإعلامية الصهيونية وقيادات عسكرية خلال فترات البث اليومي ليبثوا سمومهم للعالم العربي من جهة, ولتقديم تبريراتهم عن ما يقوموا به من مجازر وتدمير بحق الشعب الفلسطيني؟.
الم تعمل قناتكم على ضرب القواسم المشتركة بين الشعب العربي الواحد من جهة وما بين الجماهير العربية فيما بينها وما بين العربية والإسلامية كنوع من تكريس نظرية التجزئة ، بالإضافة إلى تفتيت وحدة العالم الإسلامي نفسه , ومثال على ذلك الفتنة الطائفية أو العرقية وحتى الحزبية التي تحاول أن تثيرها بين الفينة والأخرى ولا أريد أن أذكركم بما تقدمه قناتكم من برامج في ذلك لأنكم حتما شاهدتم بعض البرامج التي استضافت من يشككون بقدسية الإسلام ويعملون على تحقيره.

الم تساهم قناتكم في تكريس الانقسام والتشرذم العربي الرسمي تحت مسميات ومصطلحات حق ولكن يراد بها باطل كالتركيز في برامجهم على معسكري الاعتدال والمقاومة, وذلك للمس بسيادة دول بعينها, وما الهجوم المبرمج على جمهورية مصر العربية إلا المثال البسيط في ذلك بهدف زيادة التفكك والتشرذم العربي وما تغطية قناتكم لمؤتمر الدوحة وهجومها على من لا يحضر إلا لتعميق الخلاف تسهيلا لمهمة المشرفين على إدارة تلك القناة ومموليها بإثارة الشارع وتفتيته في محاولة لإيقاع الصدام ما بين الجماهير العربية وأنظمتها الرسمية لإبقاء إسرائيل منفردة في منطقة الشرق الأوسط.
ألم تعمل قناة الجزيرة على إنهاء القضية الفلسطينية وتذويبها بطريقة غير مباشرة كالعمل على تكرار البرامج المسيئة لقادة الشعب وتكثيفها بحجة أنها تمارس الفساد الإداري والمالي والسياسي عن سبق إصرار للنيل من سمعته ومكانته للتقليل من كفاءته في تقرير مصيره , وأما بطريقة مباشرة بإثارة الشعب ضد قيادته بحجة التفريط والتسليم وذلك لزعزعة الاستقرار وإبقاء مناطق السلطة مناطق ميليشاوية لينظر إليها العالم بأنها لا تستحق أن تكون دولة, ولهذا جاء تأييدها للانقلاب الحمساوي وتبريره لشق وحدة الصف الفلسطيني ولإحداث نوع من التوازن بين الطرفين المتصارعين لإضعاف سلطة الرئيس عباس من جهة , ولإطباق الفخ على حركة حماس وإيقاعها في مصيدة الإرهاب وفق ما تسمح به خطتهم, ولذلك كان لا بد لقناتكم من دعم سياسة حركة حماس وإخفاء جرائمها وصولا إلى الجبنة لإطباق الفخ عليها بما يتوافق مع أهداف الصهيونية حيث عملت قناة الجزيرة على إخفاء جرائم حماس بحق الشعب في غزة سواءً كانت تلك الجرائم سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو حتى أمنية والقائمة تطول في ذلك بدءً بعمليات القتل والتدمير والتمثيل بالجثث بعد سحلها بشوارع غزة ومرورا بتدمير غزة وفق أجندات خارجية بحجة المقاومة التي لم نسمع بها إلاعلى قناة الجزيرة ولم نراها بالميدان لأننا نحن فيه وأهل مكة أدرى بشعابها.
لم يكن ذلك الإخفاء لجرائم حركة حماس ودعمها لما قامت به من انقلاب, وذلك التمجيد بصواريخها إلا لإنجاح ما تصبو الصهيونية إلى تحقيقه, وهي بان حركة حماس ما هي إلا حركة إرهابية وان باقي الفصائل الفلسطينية لا تصلح أن تكون شريكا في عملية سلام ولا يمكن أن تكون مؤهلة لبناء دولة المؤسسات والقانون.
من هنا فإننا نطالبكم أيها الإعلاميون والمراسلون في قناة الجزيرة على امتداد وجودكم في أصقاع الأرض ، الذين نكن لكم كل الاحترام والتقدير لما قمتم به من جهد إعلامي رائع أن تمارسوا على أنفسكم الرقابة الذاتية لأننا نثق بقدراتكم كما نثق بحسكم الوطني وعليه لا بد أن تقوموا بتغليب المصلحة القومية عن المصالح الشخصية التي تتحصلون عليها من قناة الجزيرة ,وذلك بان تقوموا بغربلة ما تحاول إدارة قناة الجزيرة بثه من سموم إلى العالمين العربي والإسلامي وان تقوموا بتغطية الأحداث بصورة موضوعية وليس انتقائية وفق ما تمليه عليكم إدارة فضائيتكم أو أن تجهروا علانية بحقيقة ما يدار في كواليس تلك القناة فذلك وسام لكم لا وصمة عار على جبينكم.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف