الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هذه هي القصة الحقيقية ليوم الغدير (2) بقلم:يزيد بن حسين

تاريخ النشر : 2008-10-22
هذه هي القصة الحقيقية ليوم الغدير (2)
يزيد بن حسين
يأبى الشيعة إلا التلفيق بين الروايات المتعددة المختلفة ، والتدليس بها حتى يظن السامع أنها نسيج واحد وليست روايات مختلفة متعددة ، نزلت كل واحدة منها لسبب ، ولكل واحدة منها مقال . وقد اجادوا في هذا التدليس والتلفيق ، وفي تصور الروايات المختلفة والوقائع المتعددة وكأنها نسيج واحد ورواية واحدة بدأت بأمر الله تعالى للنبي ص بأن يبلغ الناس بإمامة علي ويوصي له من بعده خليفة للمسلمين ، فأنزل الله ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) ، فجمع الرسول ص الناس في غدير خم وبلغهم تلك الرسالة ، وبعدها أنزل الله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ) . ولكن هذا التلفيق يخالف الحقيقة قلبا وقالبا ، وليس هو إلا من نسج خيال البعض إرضاء لأهوائهم . ولتفنيد تلك المزاعم وفضح ذلك التلفيق ونقول :
أولا : الوارد في سبب نزول قول الله تعالى : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل ما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) ، أن الرسول ص كان إذا خرج إلى غزوة من غزواته انتدب بعض أصحابه ليحرسوه من العدو ، حتى إذا كان ذات ليلة أنزل الله تعالى عليه ( يا أيها الرسول . . . ) الآية فأخرج رأسه من قبة خيمته وقال : يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله ، ومن نزول هذه الآية والنبي ص لا يتخذ حرسا اعتمادا على عصمة الله تعالى له ، حتى أنه جاء أن رجلا قال للنبي ص : أعطني سيفك أشمه ، فأعطاه إياه وكان يضمر قتل النبي ص ، فرعدت يده ، وحال الله بينه وبين ما يريد ، حفظا للنبي ص . والواضح من الرواية السابقة أن الآية نزلت ليلا ، ونزلت على النبي ص وهو داخل خيمته وعلى فراشه ، لذلك قال السيوطي رحمه الله هذه الآية ليلية فراشية ، أي نزلت على النبي ص ليلا ، ونزلت عليه وهو في فراشه ص . فانظر كيف بلغت دقة العلماء في تحديد أوقات نزول الآيات ، فكيف يغفلون عن إضافتها إلى حادثة الغدير ، مع مناسبتها الشديدة لها كما يزعم المحاضر ، بل ويجعلونها في أمر آخر مغاير تماما لحادثة الغدير . وهذه واحدة .
ثانيا : الوارد في نزول قول الله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) ، أن هذه الآية نزلت يوم عرفة وهو يوم الحج الأكبر وكان يوم جمعة ، وهذا الأمر لا مجال فيه للتشكيك فقد تضافرت عليه أقوال الأئمة ووردت فيه الأحاديث الصحيحة في البخاري ومسلم وغيرهما . عن طارق بن شهاب : قالت اليهود لعمر : إنكم تقرءون آية لو نزلت فينا حين أنزلت : يوم عرفة : وإنا والله بعرفة . قال سفيان : وأشك كان يوم الجمعة أو لا . ( اليوم أكملت لكم دينكم ) . وتلك الروايات تدل على أن هذه الآية نزلت على النبي ص في يوم الحج الأكبر ، وكلنا يعرف أن يوم عرفة كان قبل يوم الغدير بأيام فكيف يستساغ أن نقول : إنها نزلت في غدير خم ، وقد تواترت أقوال الأئمة على أنها نزلت قبل ذلك بأيام ؟ ! والعجيب في التلفيق أن يدعي المتشيعون أنها نزلت لما نص النبي ص على إمامة علي ، وهو والله ما نص على إمامته ولا هي نزلت في غدير خم .
وثالثا : الوارد في غدير خم أن النبي ص بعدما سلك بأهل المدينة طريقهم إلى المدينة مر على ماء يدعى خم ( مكان على الطريق بين مكة والمدينة ) فنزل كعادته في السفر أن يستريح بين مسافة وأخرى حتى يلحق به من تخلف به من تخلف عنه ، وحتى يستريح من أجهده السفر ، وهناك اشتكى الناس من علي رضي الله عنه ومن شدته عليهم ، مع أن شدته كانت في الحق . ولشكوى الناس من علي رضي الله عنه قصة سابقة ، وهي أن النبي ص قبل توجهه إلى حجة الوداع أرسل عليا إلى اليمن ليجمع الصدقات ، فجمع علي رضي الله عنه الصدقات ووافى بها النبي ص في مكة ليحج معه ص ، وفي الطريق أراد الناس أن يستعملوا شيئا من الصدقة حتى إذا وصلوا إلى النبي ص سلموها له ، ولكن عليا رضي الله عنه ، ولشدة احتياطه وعدم مجاملة الناس على حساب الحق الأغر رفض أن يستعمل الناس شيئا من الصدقة لكونهم لا يملكونها وهي حق لبيت مال المسلمين ، فاشتد عليهم الطريق ، ولما سنحت لهم الفرصة شكوا ذلك للنبي ص . والنبي ص يرى عليا على الحق لا يخشى في الله لومة لائم ، فيقف ليؤازره على ملأ من الناس ، وليوضح للناس جميعا أن ما تشتكون من علي منه ، الحق فيه مع علي رضي الله عنه . فوقف في غدير خم وذكر الناس بالله وأمرهم بالتمسك بكتاب الله ثم أوصاهم في أهل بيته ص ، وعلي رضي الله عنه منهم . ثم قال ليبيض صفحة علي أمام الناس الذين اشتكوه عند النبي ص : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ، وتأكيدا للثناء على الإمام علي رضي الله عه قال ص : " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (( حديث الغدير : " من كنت مولاه . . . " له طرق عن غير واحد من الصحابة ، وأما زيادة : " وانصر من نصره واخذل من خذله " فضعيفة . انظر السلسلة الصحيحة ( 1750 ) .
فهذا كل ما حدث في غدير خم ، وهذا هو السبب الذي من أجله قال النبي ص : من كنت مولاه فعلي مولاه . وذلك لأنه كان عامل النبي ص على الخمس ونفذ فيه بالحق والعدل والاحتياط فرأى النبي ص بحكمته أن يثني على علي لموقفه هذا ، وأن يدعو الله تعالى له بالتأييد . وأما الزيادات والمبالغات التي يتقولها البعض على حديث رسول الله ص ومنها قولهم : " اللهم انصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأدر الحق معه حيث دار " ، فهي زيادات لا تصح ولا يلتفت إليها أهل العلم .
ورابعا : الجزء الأخير من حديث الشيعة كله ملفق مكذوب لا يصح منه شيء البتة ، فلم يرد في الأحاديث الصحيحة أن النبي ص رفع يد علي ، ولم يرد أنهما لم يتفرقا حتى نزل قوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم ) ، ولم يرد مطلقا قوله : " الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب لي بالرسالة ولعلي بالولاية " . ولكن الحقيقة أنها أكاذيب بعضها خلف بعض ، وظلمات بعضها فوق بعض ، وأساطير لم تحدث إلا في أذهان البعض .
وخامسا : ان الاستدلال على الوصية لعلي هو قول النبي ص : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ، فيه خطأ في الفهم وليس أن معنى " مولاه " أي " واليه " ، ولايمكن الاستدلال بها على ان الولاية ثابتة لعلي بعد النبي ص .وهذا الفهم يخالف اللغة العربية ، ويخالف فهم جهابذة اللغة أصحاب النبي ص ، ولم يقل به أحد من علماء اللغة المعتد بهم . والفهم الصحيح والصواب هو أن " مولاه " بمعنى الموالاة ، وهي المودة والمحبة والمؤازرة ، وهذا هو المعنى الذي جاءت به لغة العرب . ودليل ذلك حديث بريدة والذي جاء فيه قول النبي ص لبريدة : " أتبغض عليا ؟ " ، فيقال بريدة : نعم ، فقال النبي ص : " من كنت مولاه فعلي مولاه " ، وهذا يدل على أن الموالاة تضاد البغض والكراهية ،وعلى ذلك فالموالاة تعني المحبة والمودة والمؤازرة .
وسادسا : بغض النظر عن كل ما ذكرناه من أن الحديث ملفق ، وأكثره زيادات مكذوبة وروايات متعددة ملفقة ، بغض النظر عن ذلك كله ، ولو وافقنا الشيعى على كلامهم بأن الدليل على خلافة علي قوله ص : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ، ولو وافقناه على أن مولاه بمعنى واليه مع ما فيه من التحريف ، فإنه بعد ذلك لا يصلح كدليل صريح على خلافة علي رضي الله عنه ، ولا يصلح كنص واضح في خلافة علي . إذ النص الصريح كقوله مثلا : علي هو الإمام بعدي ، أو : علي هو الخليفة بعدي ، أو : لا خليفة يخلفني سوى علي ،
فأذا كانت أن الولاية عند الشيعة أصل من أصول الدين ، وأصول الدين لا يصح فيها إلا التصريح ، وحيث لا تصريح فلا يصلح هذا الحديث كدليل صريح واضح على النص على علي بالإمامة والخلافة . والحديث عندنا قصاراه أن عليا رضي الله عنه تجب له الموالاة والمحبة والمودة ، وهذا ما يفعله كل أهل السنة حيث يترضون عن الإمام علي ويجعلونه خليفة للمسلمين الرابع الراشد رضي الله عنه وأرضاه .
وقد جعل الشيعة من خم عيدا لهم اطلقوا عليه عيد الغدير ومؤداه ان الله قد امر نبيه باعلان وصاية الامام على من بعده فلم يفعل خشية ان يقال ان النبى يحابى اقاربه كما يرويه الامام كاشف الغطاء فى كتابه اصل الشيعة واصولها صفحة 107. وهذا الحديث يستدلون به على خلافة علي بعد النبي (ص) مباشرة بدلالة (من كنت مولاه فعلي مولاه) قالوا المولى هو الحاكم والخليفة اذا علي هو الخليفة بعد رسول الله مباشرة . نريد ان نعرف لماذا قال النبي محمد ص هذا الكلام لعلي في هذا المكان ؟ ان النبي كان راجعا في سفره من مكة الى المدينة بعد ان انهى حجه وصار قريباً من المدينة قريباً من 150 كلم أو 170 كلم من المدينة في أثناء الطريق أثناء راحتهم توقف هناك في يوم من الأيام و قال كلمته تلك ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) أي يا من تكلمتم في علي إحذروا فعلى مني وأنا منه , علي أنا يحبني من يحب علي , يودني من يود علياً ، وكانت الرحلة من مكة الى المدينة تستغرق مابين خمسة الى سبعة ايام ، وكان من عادة النبي اذا سافر ان يمشي في الليل ويرتاح في النهار . وقد ذكر الشيخ محمد ابراهيم الموحد القزوينى فى كتابه (عيد الغدير ) ص 16 حيث قال ( انه اثناء عودة النبى من حجة الوداع وهو فى طريقه الى المدينة وصل الى ارض تسمى خم وهى المنطقة التى تتشعب منها الطرق الى المدينة والعراق ومصر واليمن وكان وصولهم فى اليوم الثامن عشر من شهر ذى الحجة وكانوا مائة وعشرين الف مسلم عدا من انظموا اليهم فى الطريق والتحقوا بهم من اليمن ومن مكة. فنزل جبريل على رسول الله بالاية الكريمة ( ياايها النبى بلغ ماانزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ان الله لايهدى القوم الكافرين ) وابلغ جبريل النبى ان الله تعالى يأمره ان يقيم على بن ابى طالب اماما على الناس وخليفة من بعده ووصيا له فتوقف النبى عن المسير وامر ان يلحق به من تأخر عنه ويرجع من تقدم عليه فأجتمع المسلمون جميعا حوله وادركتهم صلاة الظهر فصلها بهم وخطب فيهم فأبلغهم امر الله فى الامام على وان يبلغ الشاهد منهم الغائب وكان مما قال ( اسمعوا واطيعوا فأن الله مولاكم وعلى امامكم ثم الامامة فى ولدى من صلبه الى يوم القيامة. قولى عن جبريل عن الله فلتنظر نفس ماقدمت لغد ) ثم يقول القزوينى حسب الرواية الشيعية (هذه الواقعة الخالدة المعروفة بواقعة الغدير من اشهر الوقائع التاريخية ومن ابرز الاحداث فى حياة النبى وقد شهد بها مائة وعشرة من الصحابة الذين حضروا الواقعة بأنفسهم منهم ابو بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن ابى وقاص وابو هريرة وسمرة بن جندب والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله والعباس بن عبد المطلب وعبد الله بن عمر وغيرهم ) انه بالرجوع الى المصادر التى اوردها القزوينى يتضح انها لاتتصل بعصمة الامام على او وصاية النبى بأن يخلفه من بعده. بل ان النبى اختار اسم الخليفة لانه يخلفه فى الرئاسة حيث قال ( اوصى من بعدى بالمهاجرين الاولين ) وهذا مااورده البخارى.ولقد اورد كتاب نهج البلاغة انه لما نازع معاوية الخليفة الرابع على قام الخليفة على وخطب فى الناس وقال ( لقد بايعنى القوم الذين بايعوا ابا بكر وعمر وعثمان وذلك على مابايعوهم عليه فلم يكن للشاهد ان يختار ولا للغائب ان يرد وانما الشورى للمهاجرين والانصار فان اجتمعوا على رجل وسموه اماما كان ذلك لله رضا فان خرج عن امرهم خارج بطعن او بدعة ردوه الى ماخرج منه فان ابى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين ) كما روى الطوسى والسيد المرتضى انه لما طعن ابن ملجم الامام عليا رضى الله عنه قيل له الا توصى؟ فقال ما اوصى رسول الله ولكن اذا اراد الله بالناس خيرا استجمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم ) كتاب الشافى للسيد المرتضى صفحة 372 طبعة النجف. وهذا دليل على ان الخلافة لم يوصى بها النبى لعلى ومن بعده الائمة الاثنى عشر وبالرغم من ذلك فان المذهب الشيعى انفرد براى اخر هو ان الخلافة فى المسلمين بالتعيين من الله ولم تترك لاختيار المسلمين لان امين الوحى جبريل نزل الى النبى وابلغه ان يعلن ان الخلافة والامامة من بعده محصورة فى على بن ابى طالب واحد عشر اماما من بعده كلهم من نسل زوجته فاطمة بنت النبى وحدد للنبى الاثنى عشر اماما. هذا ماجاء فى كتاب اصل الشيعة واصولها للامام كاشف الغطاء ص 107 الا ان الواقع يثبت غير ذلك فى الاحاديث النبوية فقد قال الرسول ( اذا بويع لخليفتين فاقتلوا الاخر منهم )
لو طالعنا رواية الغدير من اولها وعرفنا اسبابها لتبين لنا انها جاءت على الشكل التالي وليس وفق الرواية الشيعية المحرفة ( كان رسول الله ص قد ارسل خالد بن الوليد على رأس جيش الى اليمن ، فأنتصر وغنم فبعث النبي عليا فخمس وقسم ثم خرج ورأسه يقطر ، يقول بريدة بن الحصين فقلنا : ياابا الحسن ماهذا ؟ فقال : الم تروا الي الوصيفة التي كانت في السبي فأني قسمت وخمست ثم صارت في اهل بيت النبي (ص) ثم صارت في ال علي . فكتب خالد الى النبي يعلمه بالامر ، ثم رجع علي من اليمن فسألوه ان يريحوا ابلهم ويركبوا من ابل الصدقة فمنعهم ، ثم تعجل علي ليحج واستخلف على جنده رجلا ، فعمد ذلك الرجل فكسا كل رجل من القوم حلة من البز ، واذن لهم فركبوا الابل ، فلما انتهى على من الحج وذهب ليقي جيشه فأذا هم على ابل الصدقة فأنتزع الحلل منهم وانزلهم عن الابل ، وعنف الذي استخلفه ولامه على مارأى ، فأظهر الجيش التذمر والشكوى واختلفوا معه وتوعدوه ان يخبروا رسول الله ص مالقوه من الغلظة والضيق ، ففشت القالة في علي واكثروا في الكلام عليه عند رسول الله ص . ويقول بريدة ( لما قدمت على رسول الله ذكرت عليا فتنقصته ، فرأيت وجه رسول الله ص يتغير فقال : يابريدة الست اولى بالمؤمنين من انفسهم ؟ قلت : بلى يارسول الله ٌ قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ) وقام فينا رسول الله ص خطيبا فسمعته بقول ( ايها الناس لاتشكوا عليا فوالله انه لااخشى في ذات الله من ان يشكي ) هذا مارواه الامام احمد والبيهقي وابن هشام في السيرة . وقد زاد الامام مسلم عن زيد بن ارقم قال : ( قام رسول الله ص يوما فينا خطيبا بماء يدعى خم بين مكة والمدينة ، فحمد الله واثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال ، اما بعد الا ايها الناس فأنما انا بشر يوشك ان يأتي رسول ربي فأجيب ، وانا تارك فيكم ثقلين : اولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ، فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال : واهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي ثلاثا )
هذه الحادثة أخرجها الإمام مسلم في صحيحه من حديث زيد بن أرقم قال : [ قام رسول الله فينا خطيباً بماء يُدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه وأثنى عليه ووعظ وذَكّر ثم قال : ( أما بعد ألا يا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله وأستمسكوا به ) قال : فحث على كتاب الله ورغّب فيه ثم قال : ( وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ,أذكركم الله في أهل بيتي , أذكركم الله في أهل بيتي ) قال حصين الراوي عن زيد ومن أهل بيته يا زيد أليس نساءه من أهل بيته قال : نعم ولكن أهل بيته من حُرم الصدقة بعده . قال : ومن هم ؟ قال : هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس . قال : كل هؤلاء حُرم الصدقة ؟ , قال : نعم . ] أخرجه الإمام مسلم في صحيحه .جاءت زيادات لهذا الحديث عند أحمد والنسائي والخصائص والترمذي وغيرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ذلك المكان : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) وجاءت كذلك زيادات أخرى منها ( اللهم والي من ولاه وعاد من عاداه وأنصر من نصره وأخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار ) يمكننا أن نقسم هذا الحديث إلى أربعة أقسام .
القسم الأول : ما جاء في حديث مسلم وهو ليس فيه من كنت مولاه فعلي مولاه . واهل السنة والجماعة مسلمون بكل ماجاء في صحيح مسلم .
القسم الثاني : الزيادة خارج مسلم وهي عند الترمذي وأحمد والنسائي والخصائص وغيرهم و هي التي فيها ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) . ) فهذا حديث صحيح عند الترمذي وأحمد إذ لا يلزم أن يكون الحديث الصحيح فقط عند مسلم والبخاري
القسم الثالث : زيادة أخرى عند الترمذي وأحمد وهي ( اللهم والي من ولاه وعاد من عاداه) . أما زيادة ( اللهم والي من ولاه وعاد من عاداه) فهذه إختلف فيها أهل العلم , هناك من أهل العلم من صححها وهناك من ضعفها حتى الأولى قوله( من كنت مولاه فعلي مولاه ) هناك من ضعفها كإسحاق الحربي وبن تيمية وبن حزم وغيرهم
القسم الرابع : وهي زيادة عند الطبراني وغيره (وأنصر من نصره وأخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار ) وهي الزيادة الأخيرة فأنها كذب محض على النبي صلى الله عليه وآله وسلم . ثم ان تفسير كلمة مولاه من قبل الشيعة على انه الحاكم فهذا ليس بصحيح المولى لها معاني عديدة مثلا المحب بدليل قوله بعد ذلك (اللهم وال من والاه وعادي من عاداه) والمعنى واحد من قوله (من كنت مولاه فعلي مولاه) . كما يقول بن الاثير تقع هذه الكلمة على الرب والمالك والمنعم والناصر والمحب والحليف والعبد والمعتق وبن العم والصهر . لو كان النبي يريد ان يكون عليا خليفة من بعدة لقالها بصراحة واضحة وليس بكلمة تحتمل معاني عديدة ، وثم ان كلمة المولى لاتعني الحاكم بدليل قول الله تعالى (فاليوم لايؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير ) سماها مولى وذلك لشدة الملاصقة والقرب . ولذلك يقول عالمهم النوري الطبرسي ( لم يصرح النبي لعلي بالخلافة بعده بلا فصل في يوم غدير خم واشار اليها بكلام مجمل مشترك بين معان يحتاج الى تعيين ماهو المقصود منها الى قرأئن) فصل الخطاب ص 205 و 206 . اذا كان هذا هو قول عالمهم الكبير الطبرسي فكيف بعد ذلك يقال ان هذا الحديث نصعلى خلافة علي بعد النبي (ص) ..نقول لو كان النبي صلى الله عليه وسلم يريد خلافة علي كان يقول هذا في يوم عرفه الحجاج كلهم مجتمعون , هناك يقول هذا الكلام صلوات الله وسلامه عليه , حتى إذا غدر أهل المدينة شهد له باقي المسلمين من غير أهل المدينة , هم يقولون النبي كان خائفاً !! أن يبلغ هذه الخلافة , يخاف أن يُرَد قوله من قبل الصحابة واهل المدينة ، وان يرفضوا خلافة علي عليهم . لماذا يخاف النبي صلى الله عليه من الصحابة واهل المدينة
.(.راجع المصادر الشيعية التالية فقد جاء فيها قصة الغدير بحذافيرها . الارشاد 89 ، اعلام الورى 137 ، الكافي 2-233، امالي الطوسي 252 ، البحار 21-373 و383 و 384 و360 . امالي الصدوق 348 ، المناقب 2-110 ، الطرائف 35 ، العمدة 45 . )
وهكذا نتوصل لحقيقة قصة يوم الغدير بحذافيرها ، ونرى ان اساس المشكلة هو ان عليا حصلت بينه وبين الجيش الاسلامي العائد من اليمن مشاحنات بسبب نكاح الوصيفة ، ومنعهم من ركوب ابل الصدقة ، واسترجاعه الحلل ، حتى اذا لحقوا برسول الله (ص) بعد مرجعه من الحج اكثروا من الشكوى من علي بغير حق ، مما اضطر النبي ان ينزل في ذلك الموضع وفي ذلك الجو الحار ويبريء ساحة علي . فلا علاقة لما حدث بموضوع البيعة او الخلافة والولاية لعلي لا من قريب ولا من بعيد . الا ان الشيعة قاموا بتضخيم هذه القصة وجعلوا من الامامة اصل من اصول الدين من جحده كفر . فيرى الكليني عن ابي عبد الله انه قال ( كان امير المؤمنين اماما من انكر ذلك كمن انكر معرفة الله معرفة رسوله ) اصول الكافي (185-1) وفي رواية اخرى عنه قال ايضا ( لايسع الناس الا معرفتنا من عرفنا كان مؤمنا ومن انكرنا كان كافرا ) 187-1 . وقد قال الزنجاني ( ان مرتبة الامامة كالنبوة) عقائد الامامية ص 75 . وصرح ايضا ابن المطهر الحلي ( الامامة لطف عام والنبوة لطف خاص وانكار اللطف العام شر من انكار اللطف الخاص ) الالفين ص 3 . هذا البياضي مثلاً عالمهم الشيعي يقول: ( إن علياً لم يذكر النص للصحابة على نفسه لسببين , لو ذكر ثم أنكروه لكفروا ولم يرد ذلك , أنهم قصدوا في الشورى تقديم الأفضل فشارك ليعترفوا بأنه الأفضل فقط ) إذاً هذا البياضي يعترف أنه ما فيه نص لعلي , علي لم يذكر النص لنفسه فكيف يكون ذُكر النص لأحد عشر من ولده , وإذا كانت الإمامة نصاً في الإثني عشر هؤلاء لماذا تنازل الحسن لمعاوية وهو إمام منصوص من عند الله تبارك وتعالى لماذا تنازل يقولون لأن الإمامة ليست في الحكم ليس الحكم شرطاً يمكن أن يكون إمام وليس بحاكم , إذاً لماذا خرج الحسين على يزيد , كان الحسين إمام وليس بحاكم لماذا خرج على يزيد ؟! إذا كانت القضية الإمامة لا شأن لها بالحكم أو لايلزم من الإمامة الحكم . وثم ايضا لماذا خرج الحسين على يزيد ولم يخرج على معاوية ؟ , مع أنه عاش خلافة معاوية بعد موت الحسن إحدى عشرة سنة بعد الحسن الذي توفى عام 49 , سنة 49 . وأنتهت خلافة معاوية سنة 60 , من سنة 49 إلى سنة 60 الحسين لم يحرك ساكناً ضد معاوية وإنما خرج على يزيد ولم يخرج على معاوية . ولماذا تنازل الحسن لمعاوية والإمامة نص للأثني عشر ؟! , إما أن نقول إن فعلهم خطأ وإما أن نقول أنه لا يوجد نص وهذا هو الصحيح إنه لا يوجد نص صحيح على شيء إسمه إثني عشر .إذاً كان الأمر شورى كما قال علي رضي الله عنه : ( إنما الشورى للمهاجرين والأنصار فإن إجتمعوا على رجل وكان لله إماماً كان ذلك لله رضا ) نهج البلاغة ص 367 .
وقال : ( بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد ) نهج البلاغة ص 366 .وقال كذلك لمن جاءه يطلبه أن يكون خليفة قال : ( دعوني وألتمسوا غيري فإننا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول وإن تركتموني فإني كأحدكم ولعلي أسمعُكم وأطوعُكم لمن وليتموه أمركم وأنا لكم وزيراً خير لكم مني أميراً ) نهج البلاغة ص 336 .. يغش الناس ؟ لا والله ما يغش الناس رضي الله عنه وأرضاه .
لماذا لم ينفذ امر الله اذا كانت هناك حقا وصية اوامر من الله لرسوله بولاية علي من بعده ؟ واذا كان علي قد تحمل خيانة الغير وغدرهم به وسرقة الخلافة منه ، وطار الملك من بين يديه ، فلماذا سلم امره لهم وبايعهم على الخلافة ، فهل هذا خوفا منه وجبنا ، وهو ذلك الشاب المؤمن الشجاع ، ومحطم باب خبير ، أي بالاحرى كان هرقل الجبار في زمانه . وكيف اذن بايعهم على السمع والطاعة ، وهو لايتحمل خيانة بعد ان غدر الاخرين به ، فهو هنا اذن قد تحمل خيانة وعدم اطاعة اوامر الله ، فأيهما اشد خوفا ، هل خوف الانسان من اخيه الانسان وممارسة التقية بسبب هذا الخوف ؟ ، ام الخوف من الله الشديد العقاب ؟ لقد كان على الخليفة او الامام او الولي علي بن ابي طالب ان يمارس القوة او القيام بأنقلاب عسكرى على الصحابة الذين اختطفوا الخلافة منه ، لتنفيذ اوامر الله . وبعد كل هذه الحجج فهل يتقبل عقل المؤمن في استيعاب مقولة ان علي خاف على حياته من القتل بعد ان دفع عمر بفاطمة بنت الرسول بقوة واجهضت ، ولم يتحرك علي للدفاع عن المظلومة فاطمة الزهراء . فكيف يخاف عليا من عمر بن الخطاب وقد جاء في كتبكم ان عمر تخاصم مع علي مرة من المرات ، فرفع الامام السيف بوجه عمر فأنقلب السيف الى افعي ضخمة شبيهة بأفعي موسى بأمر من الله . واخذ عمر يتوسل بعلي طالبا الرحمة والمغفرة وماشابه من تلك القصص والاساطير التي كنا نسمعها من عقول امهاتنا ونحن اطفال . فربما عقول محبي اهل البيت يصدقون بهذه الخزعبلات المحشوة في كتبكم المعتبرة بأن سيف علي البتار انقلب الى افعى بأمر من الله ، وان كل المؤمنين بعد وفاة الرسول خانوا العهد الالهي والامانة لعلي التي سمعوها من الرسول محمد (ص) واصبحوا من المرتدين عن الاسلام الا ثلاثة انفار من جماعته .
اسأل مرة اخرى كيف يعصي الخليفة علي امر الله اذا كان هناك حقا امرا من الله بولايته والوجب تطبيقه ؟ . مع العلم ان عليا كان من افقه زمانه ومن المتشددين بأمور الدين ، لو كان يعيش هذا الزمان لكان هو امير القاعدة بدلا من ابن لادن . لقد قال الرسول ان المؤمنين كأسنان المشط ، اذن حسب قول الرسول فأن مقام علي ليس بأعلى من مقام باقي المؤمنين الا بالتقوى . فهل كان عليا من اشد المتقين عند الله من باقي الصحابة والمومنين ؟
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف