الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هل ولاية علي امر الهي ومن اركان الاسلام ؟ بقلم:يزيد بن حسين

تاريخ النشر : 2008-08-22
هل ولاية علي امر الهي ، ومن اركان الإسلام ؟
الكاتب . يزيد بن حسين
الشيعة أخذوا من اليهود خستهم ، ومن النصارى غلوهم وضلالهم ، ومن المجوس جل معتقداتهم في الأئمة ، ومن الملاحدة تقيتهم ونفاقهم . وأخذوا عن الجهمية تجهمهم ، وعن القدرية بدعتهم ، وعن المعتزلة اعتزالهم ، وعن الخوارج حمقهم وتسرعهم ونزقهم . وهم قول لم يدعوا ضلالا إلا وتلقفوه ، ولا جهلا وخرافة إلا واعتقدوها ، ولا غيا وخسة وخيانة إلا تدثروا بها، ولا غلوا إلا وأخذوه . وهذه حقيقتهم إلى يوم الحساب والعقاب .
الشيعة أبعد الناس عن الحديث وعن علومه فلا يعرفون سندا ولا متنا ولا جرحا ولا تعديلا ، وكل ما عندهم في هذا المجال غثاء غث لا يسمن ولا يغني من جوع . وهذا قول بشهادة أئمتكم وعلمائكم ، حيث ذكروا أن أحاديثكم فيها اختلاف شديد ، حتى لا يكاد يأتي حديث إلا وفي مقابله ما ينقضه ويضاده ، وفي كل مسألة تختلفون إلى أوجه تسع جميع الاحتمالات المتناقضة ، حيث يفتى في القضية الواحدة بالحظر والإباحة والوجوب والندب والكراهة ، وهذا التناقض العجيب والتخبط المريب لهو أدل الأدلة على أن كل أحاديثكم باطلة متناقضة مكذوبة على أهل بيت النبي الهداة المهديين ، إذ الاختلاف علامة الباطل قال تعالى ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) ، وهذا هو الحاصل عندكم .
إن الفرق بين علوم أهل السنة في الحديث وعلوم الشيعة في الحديث فرق أوسع مما بين السماء والأرض ، فعندنا بحمد الله تعالى روى الحديث عن رسول الله ص من صحابته الكرام أكثر من أربعة آلاف صحابي وصحابية صحبوه نيفا وعشرين سنة قبل الهجرة وبعدها ، ونقلوا إلينا جميع أقواله وأعماله وأفعاله وأحكامه وعباداته وأخلاقياته ، وكافة حركاته وسكناته في بيته ومع أهله وبين الناس ، وفي مغازيه وحروبه ومعاملته للمسلمين وغيرهم ، حتى دخوله الخلاء وخروجه منه شرحوا لنا آدابه وهديه ص في ذلك كله . ومن هؤلاء الأربعة آلاف نقل إلينا ألوف مؤلفة من التابعين وتابعي التابعين وعلماء الحديث الجهابذة الحفاظ المتقنين المحققين ، حتى دونت سنة النبي ص في دقة متناهية نفخر بها على الأمم جميعا وعلى كافة الناس وكافة الفرق الضالة الحائدة عن هديه نبينا محمد (ص) وسنته .
عند دراستنا لتاريخنا الإسلامي واحداثه الماضية لمعرفة اسباب الخلاف بين السنة والشيعة ، سنجد هو ان مذهب الشيعة الامامية يرون ان نظام الحكم فى الاسلام قائم على التعيين من الله وليس الاختيار من الناس وهذا مما ادى الى نشوء الخلاف بين السنة والشيعة. وان اصل هذا الخلاف يرجع الى رواية حديث الغدير، التي اخترعت من قبل الفكر الشيعي الفارسي بعد ثلاث قرون من ظهور الإسلام . تقول الشيعة أن الله انزل في حجة الوداع الآية الكريمة وطلب من نبيه الكريم ابلاغ المسلمين أن علي خليفة و إمام المسلمين من بعده {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }المائدة67 لكن الصحيح ان هذه الايه نزلت في عام الحديبيه عند عوده النبي الي المدينه ولم تنزل في حجه الوداع وبين الحديبيه وحجه الوداع اربع سنوات . لقد جعل أهل التشيع من يوم الغدير عيدا كبيرا عندهم . أن عليّاً والحسن والحسين -رضوان الله عليهم - لم يحتفلوا بهذا العيد المزعوم ولم يجعلوا له هالة هل أنتم أدرى وأعلم بهذا العيد وفضله من علي والحسن والحسين -رضوان الله عليهم - حتى تحتفلوا به دونهم؟ وشأن عيد الغدير عندكم أعظم من ذلك فهو يضاهي عيد الفطر وعيد الأضحى ! وأما الإحتفال فهو بدعة وكل بدعة ضلالة وهو إحداث في الدين ماليس منه بلا دليل " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" أهل التشيع يقولون أن الائمة ادرى منهم بفضل هذا اليوم ، وهم عرفوا فضله منهم وهم احرار ماداموا في دائرة الإسلام ولا يوجد مايحرم ذلك . نقول لهم ما داموا أدرى منّا وأعلم ولم يفعلوه فلا خير فيه ولو كان خيراً لسبقونا إليه .
ويزعمون ان الله أخذ ميثاق النبيين علي ولايه علي وأخذ عهد النبيين بولايه علي (بصائر الدرجات ) أما عن التخريف : فيقولون ان الولايه ليست فقط عهد النبيين وميثاقهم بل هي الامانه التي عرضت علي السماوات . ويقولون : ما من نبي جاء قط الا بمعرفه حقنا وتفضيلنا علي من سوانا ( الكافي – كتاب الحجه ) . والشيعه يزعمون فضلهم علي خلق الله بزعم الانتساب الي البيت النبوي , في حين أن النبي نفسه لم يقل بفضل التميز علي الناس بحكم العرق وقال في اكثر من مقام بما ينفي شبهات التمايز بالاعراق , كما أن الله لم يثبت له الفضل اذا ارسي القاعده الابديه في قرانه : (ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) وليس اغناكم او اكرمكم نسبا . ويغالي الشيعه في اثبات الفضل الموهوم لائمتهم فيقولون : والله ان في السماء لسبعين صفا من الملائكه وانهم ليدينون بولايتنا ( الكافي ) ويقولون : ان ولايه علي عليه السلام مكتوبه في جميع صحف الانبياء . ولن يبعث الله رسولا الا بنبوه محمد صلي الله عليه وسلم ( الكافي ) . وكيف يكون امر الوصايه بهذه الاهميه بحيث يكون مكتوبا علي ظهور الملائكه منذ الازل ومع هذا لم يرد ذكرها بايه واحده في القران الكريم . يختصرون الدين كله في مجرد الاعتراف بالامامه , فلا قيمه في نظرهم للصلاه والزكاة والحج –وهي اصول الاسلام وأركانه –دون الاعتراف بالامامه . ويواصلون هذه المزاعم فيقولون : نزل جبريل علي النبي , فقال : يا محمد السلام يقرئك السلام , ويقول : خلقت السماوات السبع وما فيهن , والارضين السبع ومن عليهن , وما خلقت موضعا أعظم من الركن والمقام , ولو أن عبدا دعاني هناك منذ خلقت السماوات والارضين ثم لقيني جاحدا لولايه علي عليه السلام , لاكببته في سقر ( بحار الانوار ) محمد باقر المجلسي +ابن بابويه القمي . – بل يري الشيعه أن الله هو الذي سمي عليا بأمير المؤمنين !! سئل ابي جعفر : لم سمي علي ابن ابي طالب أمير المؤمنين ؟؟ قال : الله سماه , وهكذا أنزل في كتابه ( واذ أخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم علي انفسهم ألست بربكم وأن محمدا رسولي وان عليا امير المؤمنين –( اصول الكافي كتاب الحجه ص 479 ) . والشيعه يلوون معاني ايات القران الكريم كي توافق مراميهم في اثبات الولايه لائمتهم , وانظر ما يرونه في قول الله تعالي : {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55 فيفسرونه علي انه استخلاف الائمه –(اصول الكافي )في حين ان المراد هو استخلاف المسلمين والتمكين لهم في الارض . وائمة الشيعه لم يتمكنوا من الخلافه غير خلافه علي بن ابي طالب – نحو خمس سنوات – وخلافه ابنه الحسن – سته اشهر – كما تقدم , وهذا يعود بالطعن علي الائمه – لو أخذنا بتفسيرهم – لان الايه تشترط الايمان والعمل الصالح وتحقيق عباده الله وحده من غير شرك لتحقيق الاستخلاف فكأنما يقول الشيعه لائمتهم :لم يستخلفكم الله لانكم لم تحققوا الشرط المذكورة . ويفسر الشيعه الايه الكريمه (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ }الشورى23- بأنها توصيه المسلمين بالحسن والحسين رضي الله عنهما , وهذا غير صحيح , لان الايه من سوره الشوري وهي كلها مكيه وقد نزلت قبل ان يتزوج علي بفاطمه فزواجهما كان بالمدينه في العام الثاني من الهجره وقبل ميلاد الحسن والحسين , واذ وُلدوافي العامين الثالث والرابع من الهجره . وكيف يكون الاسلام دينا انسانيا للعالم كافه , ثم نعلن عن وجوب ان يكون حاكم الامه الاسلاميه عربيا قرشيا من نسل علي بن ابي طالب ؟ ان الاسلام نظام لا يتفاضل فيه احد علي احد بالعرق او الجنس او اللون , وانما بالتقوي , التي تمكنه من قيادة الامة . ولما كان ذلك الحُكم هو الممكن الوحيد عقلا وشرعا فكيف يمكن الحديث عن توارث امامه او خلافه في دين عالمي ارتضاه الله تعالي للانسانيه جمعاء .
ذكر الكليني في الجزء الثامن من كتاب الكافي قصة وهي أيضاً من الطرائف المحزنة المبكية المضحكة في نفس الوقت حول وصاية علي ، هذا علي يقول لسلمان الفارسي رضي الله عنهما: [[ يا سلمان! هل تدري من أول من بايع أبا بكر على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: لا أدري، إلا أني رأيت في ظلة بني ساعدة حين خصمت الأنصار، وكان أول من بايعه بشير بن سعد وأبو عبيدة بن الجراح ثم عمر، ثم سالم، قال: لست أسألك عن هذا، ولكن: تدري أول من بايعه حين صعد على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: لا، ولكني رأيت شيخاً كبيراً متوكئاً على عصاه بين عينيه سجادة شديد التشمير، صعد إليه أول من صعد، وهو يبكي ويقول: الحمد لله الذي لم يمتني من الدنيا حتى رأيتك في هذا المكان ابسط يدك، ثم نزل فبايعه، ثم نزل فخرج من المسجد، فقال علي عليه السلام: أتدري من هو؟ قلت: لا، ولقد ساءتني مقالته كأنه شامت برسول الله صلى الله عليه وسلم ]]. سؤال: من هو هذا؟ إبليس! نعم يقصد أنه هو أول من بايع أبا بكر الصديق. ويروي صاحب نهج البلاغة في صفحة 97 أن عليا لما بلغه ادعاء الانصار أن الامامة فيهم قال : ( فهلا احتججتم عليهم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصى بأن يحسن إلى محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم ؟ قالوا : ومافي هذا من الحجة عليهم ؟ قال: لو كانت الامامة فيهم لم تكن الوصية بهم . ونرد عليهم قائلين فقد اوصى الرسول الكريم (ص) بأهل بيته في قوله : ( اذكركم الله في أهل بيتي ) فلو كانت الامامة حقا خاصا لهم دون غيرهم لم تكن الوصية بهم؟!.
وبما أنهم يصرون على أن الله قد اوصى بالامامة لعلي فأن الامامة اصبحت في نظرهم اصلا من اصول الدين يجب الاحتفال به ، ولكن هل يوجد نص على صاحبها ؟ . فإننا نعلم يقينا أن النبي محمد ص لم ينص على من يخلفه ، فهل يعقل أن النبي نص على أولئك الخلفاء الراشدين وإلى قيام الساعة ؟ ! وإن كان ذلك حدث فلا يعقل أن لا يصلنا تنصيصه بذلك أو أن لا نسمع به مطلقا . إن كل الدلائل لتدل على أن الإمامة ليست قضية أصولية وليست أصلا من أصول الدين ، بل هي من مصالح الدين ومصالح المسلمين ، وقد جعل الله تعالى الأمة الحق في اختيار من ينوب عنها في إقامة الدين وقضاء مصالح المسلمين وسياسة الدنيا بالدين .وإذا كان النبي ص نص على إمام بعينه ، فهل يؤول حق التنصيص إلى من بعده ؟ وفي هذا من المفاسد ما لا حصر له حيث ستكون الخلافة ولاية جبرية تسوق أمة الإسلام كقطيع الأغنام الذي لا شورى له ولا رأي عنده .وبعدها للتشاور في أمر الخلافة ؟ ! إننا ننزه الصحابة عن هذه المخالفة الجلية لأمر النبي ص ، وذلك لأنهم الذين رضي الله عنهم وأرضاهم ووصفهم بالإيمان والإحسان وصفهم بالصدق والإخلاص ، وجعلهم خير أمة أخرجت للناس ، وجعلهم خير أصحاب الأنبياء ، إننا ننأى بهم عن مخالفة النبي ص ، وهم كانوا – طاعة لله ورسوله – يقتلون آباءهم وإخوانهم وأولادهم على الإسلام ونصرته ، باعوا الدنيا للآخرة ، وباعوا أنفسهم ابتغاء مرضات الله ، فهل يعقل بهؤلاء أن يخالفوا أمر النبي لدنيا قد باعوها بأرواحهم وأنفسهم من قبل ؟ . اذا كان علي رضي الله عنه وارضاه يعلم بأنه خليفه من الله ومنصوص عليها , اذا فلماذا بايع ابو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ؟! فان كان ذلك عن عجز فعجزه ينفي صلاحيته للامامه وان كان عن علم فذلك عصيان لله وامره وبقبول علي ابن ابي طالب التحكيم في موقعه صفين يكون قد تنازل عن اقراره بالولايه والوصايه وذلك معناه تأثيم علي كما ان زعم الشيعه بقبول علي التحكيم وقبوله الخلافه من سبقوه من الراشدين كان حقنا لدماء المسلمين , لكن نرد عليهم ونقول لهم انتم كذابين ونسألهم ما رأيكم ايها الشيعه في دماء حروب الجمل وصفين وغيرهما .
هناك اسئلة أخرى كثيرة تطرح على الشيعة سأختصرها بالنقاط التالية :
1 - اذا كانت الامامة اهم ركن من الإسلام ، فهل من ينكر هذه الامامة كافر وليس منافق أو مسلم من المؤلفة قلوبهم وان أهل السنة من الكفرة ؟ .
2 - بما ان الإمامه اهم ركن من اركان الإسلام ، هل نجد في كتاب الله آيه محكمه وصريحة لاتحتاج إلى دليل أو تفسير وتكون واضحة وضوح الشمس تبين لنا هذه الإمامه وان علي بن ابي طالب هو الإمام المختار لهذه الامة ؟؟؟ هناك حديث للرسول الكريم قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: " (يكون اثنا عشر أميراً) فقال كلمة لم أسمعها فقال أبي : إنه قال : (كلهم من قريش)" صحيح البخاري 7222 وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: (لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة) ثم قال كلمة لم أفهمها. فقلت لأبي : ما قال؟ فقال (كلهم من قريش) صحيح مسلم وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم:
(إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة) قال : ثم تكلم بكلام خفي علي قال فقلت لأبي : ما قال؟ قال (كلهم من قريش) صحيح مسلم 1821 وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: (لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة) . فقلت لأبي : ما قال؟ قال (كلهم من قريش) صحيح مسلم 1821 وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: (لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا) ثم تكلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة خفيت علي فسألت أبي : ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال (كلهم من قريش) وفي رواية : عن النبي صلى الله عليه وسلم، بهذا الحديث ولم يذكر (لا يزال أمر الناس ماضيا) صحيح مسلم 1821 فالأوصاف الموجودة لهؤلاء الأئمة الإثني عشر كمايلي: - أمراء - قرشيون - رجال - خلفاء - الإسلام يكون عزيزاً في زمانهم ومنيعاً - يكون الأمر في زمانهم ماضياً . وهنا لا نجد أسماء مُحددة ولا مُعددة .
3 – كيف تستطيعون أن تثبتوا لنا أن الاحاديث الموجودة في كتبكم كلها صيحة بينما علماء الدين من أهل السنة اثبتوا انها موضوعة على الرسول الكريم وعلى ائمتكم ؟ عندما كثر النقول عن الامام الصادق صارت الروايات الباطلة تصنع على لسانه وتنسب البه ، فجعلوا منهج اهل البيت الاطهار لايوافق لشرع الله ولا موافق للعقل الصريح ، ولا منسجم مع الذوق السليم والسلوك الانساني القويم ، وفيه بدع تتناقض مع كتاب الله وسنة نبيه ، مما جعل الاتباع يعطلون عقولهم ويفكرون بعقول الاخرين لاسيما في الامور العظيمة كأصول الدين والعقيدة .
4 - قلتم ان ابو بكر وعمر وعثمان كلهم منافقين وغيرهم من الصحابه فانا اسالكم سؤال القرآن الكريم سوره الأحزاب الآيه رقم 9 : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) نجد بان الله يأمر نبيه بأن يجاهد ( الكفار ) و ( المنافقين ) ويقاتلهم . كلنا نعرف بان الرسول صلى الله عليه وسلم صاهر المنافقين هؤلاء فهاهو ذي النورين يتزوج برقيه وام كلثوم و ها هو الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يتزوج بابنه الفاروق حفصه و بإبنه الصديق عائشه رضي الله عنهم اجمعين ، فكيف يوافق رسول الله على تزويج بناته إلى عثمان فهو أما أن يكون واحد من الاثنين . يا اما ان الرسول صلى الله عليه وسلم خالف الله سبحانه وتعالى ( و حاشاه ذلك ) لانه لم يقاتل المنافقين والكفار ، عمر ابو بكر عثمان بحد زعمكم ، او ان ابو بكر وعمر وعثمان لم يكونوا منافقين من الأساس . قد يقول البعض والله الرسول صاهرهم حقناً لدماء المسلمين نقول لمن يقول هذه الآيه واضحه وهي امر للنبي صلى الله عليه وسلم ولم نعهد بأن النبي يخالف اوامر ربه حاشاه ذلك كيف لابو بكر وعمر وعثمان ( وهم بشر ) ان يغيروا اراده الله وكيف لعلي بن ابي طالب ان يبايعهم
5 - ورد في نهج البلاغه ان علي بن ابي طالب قال عندما اتوه الناس لبيعته قائلاً ( دعوني والتمسوا غيري ) و ايضا قال ( اني لكم وزيراً خير مني امير ) الم يعلم بانه مختار من الله ؟؟؟؟؟ وعندما بايع الناس ابو بكر وعمر وعثمان لماذا لم يقف احد من الصحابه محتجا على عصيان امر الله ورسوله قائلا بل علي هو الإمام ؟
6 – اذا كانت كتبكم العتبرة تعتبر القرأن الكريم محرف حذفت منه أية الولاية فلماذا لم يخرج صحابي واحد في ذلك الوقت يقول للمؤمنين أن القرأن حذفت منه ولاية علي لتكون حجة لكم على أهل السنة
7 - هل كلمه ولي تعني الإمامه ؟؟؟؟ وهل كلمه التطهير تعني العصمه ؟؟؟ ,واذا كان الحسن معصوما في نظركم وان معاوية كافرا فلماذا سلم الخلافة إلى الكافر معاوية ، هل اخطأ المعصوم ، أم أن معاوية لم يكن كافرأ ؟ .
8- صَحِبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ابا بكر الصديق معه ..في هجرته..! وبالمقابل .. عرّض..علي بن ابي طالبٍ...للقتل في مبيته على فراشه ليلة الهجرة. مع انه وصيّ النبيّ..من بعده وأبٌ للائمة الاثني عشر وبدونه لايكون في الوجود....شيء....اسمه شيعة اثني عشرية. . السؤال لماذا لم يَصحَب الرسول صلى الله عليه وسلم معه وصيّه عليّ بن ابي طالب ويترك ابابكر الصديق على فراشه ليقتل. فهو ليس وصيّاً ولااماماً فلاخسارة من قتله..!؟ فما تقولون..؟
9 - علي رضى الله عنه خاطب به أهل الكوفة المبايعين بالخلافة..!!! وكان ذلك في موضع يقال له : ( الرّحْبة ) وأشهد عليه اثناعشر أو ثلاثة عشر صحابياً استحثاثاً لأهل الكوفة وترغيباً لهم في نصرته وتهييجاً لهم لمحبته فيطيعوه لينصروه في قتاله مع أهل الشام فأهل الكوفة مشهورون بالخذلان وبالرغم من ذلك أن علي بن أبي طالب الفصيح البليغ الشجاع رضي الله عنه لم يحتج بحديث الغدير لا في خلافة ابي بكر أو عمر أو عثمان رضي الله عنهم ولو كان قد فهم منه الخلافة وكل هذه السنين الطوال..!! بل يصعد منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلقي بحديث الغدير بين أظهر الأصحاب أجمعين ويعلنها مجلجلة ( أنا الخليفة فبايعوني أو تكفرون والله لأقاتلن دونها أو أقتل دونها) لماذا غاب علي عن سقيفة بني ساعدة وغــــــائب عن الشورى وكانت فترة حاسمة في امور الدين والخلافة واثبات نصها وهل يغيب النصّ على الخلافة في تنازع الناس في الخلافة..؟ وهل يتعارض اهم ركن من اركان الإسلام حسب اعتقادكم للخلاف والاختلاف اصلا ؟ هل يحتاج ( الركن ) إلى كشف وتأليف وتصنيف وشروحات وتطويلات وتحريفات وتأويلات ومجادلات لإثباته. هل اختلف المؤمنين في ركن الشهادة والصلاة والزكاة والحج والصيام ؟؟ بينما نجد ذلك الاختلاف الكبير في ركن الامامة . لو بحثنا في ركن الامامة سنجد أن كل الطوائف الإسلامية من الصوفية والمعتزلة والجهمية والاشاعرة والماتريدية والقدرة والجبرية والكرامية والكلابية يؤمنون بأركان الإسلام الخمسة إلا ركن الامامة , والسؤال الذي نطرحة على الشيعة هل ادلتكم على الامامة محكمة أم متشابهة ؟ . إن المحكم مااتضحت دلالته ولا يتنازعه أكثر من معنى والمتشابه مالم تتضح دلالته ويتنازعه أكثر من معنى مثل : قوله تعالى: " أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة " آية محكمة لاتحتمل غير إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة . قوله صلى الله عليه وسلم: " بُني الإسلام على خمسٍ...." حديث محكم لايحتمل غير الأركان الخمسة المعلومة . حديث ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) هل هو متضح الدلالة على ركن الإمامة أم متنازع عليها في معنى أو أكثر ...؟ رواية ( التصدق بالخاتم) التي تؤمنون بها...! هل هي متضحة الدلالة على ركن الإمامة أم متنازع عليها في معنى أو أكثر ...؟ وبعد كل هذه الدلائل هل لديكم دليل واحد يقنع العقل على ركنية الامامة من التعارض والتنازع والاختلاف ؟ . لا يشك مسلم عاقل في الإمام علي ببلاغته ولا بفصاحته ولا في دقّة فهمه ومن عميق فهمه وإدراكه أنه فهم حديث الغدير أحسن الفهم... وفقهه أحسن الفقه فمعناه عند أمير المؤمنين ( المحبّة والنُصْرة)
10- . والاشد غرابه والمنافي للعقل والمنطق السليم -ان يفرد النبي الجهد لتفاصيل الكثير من الامور الهامشيه – اذا قيست بأمور الخلافه والحكم بدليل تعرضه لامور الطهاره واداب قضاء الحاجه ثم يفوته الاعلان عن تلك الوصيه علي الملا والانسان المحايد ذو العقل يصعب عليه تصديق هذا التزوير . فرسولنا الكريم لم يسكت عن امر سهوا او غفله وحاشاه انما لحكم وغايه ومسأله الوصايا تلك – لو صحت جدلا فانها تحسب علي سيدنا علي ولا تحسب له فلو كان صدر اليه الامر النبوي بولايه الحكم والخلافه ثم لم يصدع به وتهاون في تنفيذه وقبول خلافه غيره من الصحابه .. يكون اذا قد خالف النبي وعصاه الامر الذي ننزه عليا ان يفعله , اذا ان هذا العصيان قد يقوض مسأله عصمه علي والائمه من بعده , فالعصمه لا تكون مع العصيان والمخالفه لكلام النبي , لذا نري ان الشيعه بأفتراء مسألة الوصيه هذه قد اساءوا الي سيدنا علي , والله لم يجعل النبوه او العصمه امرا يتوارثه الابناء والاحفاد . ولماذا يختص الله تعالي نبي الاسلام بتوريث الخلافه في نسله ؟ ولماذا لم يحدث ذلك لانبياء الله الاخرين وهم كُثر ؟ ولا يقولن قائل ان سليمان ورث النبوه عن ابيه ام ان اسماعيل ورث النبوه عن ابراهيم – صلوات الله عليهم جميعا –فتلك نبؤه يختار الله لها من يشاء , وهي غير الخلافه و حكم الناس . فالله لم يجعل الخلافه والحكم امرا يتوارثه الابناء والاحفاد , ولو اراد الله تعالي انتقال الحكم او توريث الخلافه والولايه في عقب النبي الكريم لابقي علي الذكور من ابنائه . اليس من الاولي ان يكون اخبار الله تعالي للنبي بوصايه سيدنا علي بن ابي طالب وبتوارث الامامه في عقبه موثقه في القران او منصوصا عليها في السنه وان يكون ذلك علنا ومؤكدا وعلي رؤس
يفسر أهل التشيع الآية القرآنية التالية حسب اهوائهم (واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا) النساء 83 . اذاً من هم الذين آمنوا ؟ - ومن هم اولى الامر؟ الذين الزمنا الله بولايتهم وطاعتهم وقرنهم مع نفسه ومع رسوله . الجواب عندهم فقط فى غدير خم الذى تقول عنه ان الشيعة اعطوه اهمية وحملوه ما لم يحتمل عندما قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن علي بن ابى طالب ( من كنت مولاه فهذا على مولاه ) فعرفنا ان ولاية الامام فرض من الله وهى محبته وطاعته واتباعه هذه هى ولاية اهل البيت وغير ذلك هو كذب محض وضحك على الذ قون وعلى الانفس وعلى الغير )
فطاعة الله ورسوله مطلقتان وهما المردّ عند التنازع في أي شيءٍ مهما صغُر وفي أمور الأخبار الأمنيّة أو الخوفيّة في حياة رسول الله تُردُّ إليه وبعد موته تُردُّ إلى العلماء والأمراء من أُمته ولا علاقة لهذه الآية وسبب نزولها بحديث الغدير أصلاً وكلمة (إمام ) لم ترد في حديث غدير خُم بل المذكور هو كلمة (مولى) ولها نظائر - فقد قال النبي صلى الله وعليه وآله وصحبه وسلم لما اختصم علي بن أبي طالب وجعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة - رضي الله عنهم - في ابنة حمزة رضي الله عنهما فقال علي : أنا أحق بها وهي ابنة عمي وقال جعفر : ابنة عمي وخالتها تحتي وقال زيد : ابنة أخي فقضى بها النبي صلى الله عليه وسلم لخالتها وقال : (الخالة بمنزلة الأم) وقال لعلي : (أنت مني وأنا منك) وقال لجعفر : (أشبهت خلقي وخلقي) وقال لزيد : (أنت أخونا ومولانا) صحيح البخاري حديث 2699 فعلي بن أبي طالب رضي الله عنه مولانا وزيد بن حارثة مولانا وجميع المؤمنين من أهل البيت والصحابة والتابعين لهم بإحسان إلى يوم القيامة هم أولياؤنا ونحن أولياؤهم والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض وولايتهم فرض من الله وهى محبتهم واتباعه هذه هى ولايتنا وأقول وغير ذلك هو كذب محض وضحك على الذقون وعلى الانفس وعلى الغير . (واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا) النساء 83 ( ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) هذا المقطع هو الرد الى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والى اولى الامر ثم الآية تدل على علم اولى الامر فى حل المشكلات وا ستنباط الامور والحلول اذاًما يهم أهل التشيع فقط ان هناك اولى الامر يرد اليهم الامر من بعد رسول الله وان تفسير أهل السنة هو تمييع للموضوع ويذكرون موضوعا لولا على لهلك عمر وقوله امراة افقه منك ياعمر وقوله لا تصلى ان لم تجد الماء وقوله لا ابقانى الله لمعضلة ليس لها ابا الحسن . نرد عليهم قائلين أن هذه الآية لاعلاقة لها بالتشريع بل بأخبار الأمن وأخبار الخوف وما يُستنبط لها من حلول ومن ربط النظير بنظيره والشبيه بشبيهه فرسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لا يشاور في العقيدة ولايشاور في التشريع ولايشاور في الأحكام بل يشاور في الشؤون العاديّة من أمور الخوف وأمور الأمن فقد استشار أصحابه في غزوة بدر واستشار أصحابه في أسرى بدر أمّا ما أوردته من مقولات مثل: ( لولا علي لهلك عمر) فهذه المقولة ضعيفة ولاتصح ولها نظير مثل: ( لولا معاذ بن جبل لهلك عمر) وعلى افتراض صحتها ففيها فضيحة للشيعة وهي: أنكم تطعنون في حكم عمر وظلمه وقول عمر هذا يدل على أن علياً كان من وزراء الدولة الظالمة وعُمالها ومن المتعاونين مع حاكمها!! ولا علاقة لهذه الآية وسبب نزولها بحديث الغدير أصلاً) يقول الله تعالى : ( يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تاويلا ) النساء 59 ويقول الله تعالى : (واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا) النساء 83 لكن الفرق فى الحالتين انه عندما يرد الامر فى حال التنازع الى اولى الامر يكون دور اولى الامر الرجوع الى القرآن والسنة لانهم غير مشرعين لكن طاعتهم واجبة على العباد مع المحبة حتى تكتمل الولاية اذاً اولى الامر هؤلاء طاعتهم واجبة ومحبتهم واجبة وهى الولاية كما كانت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فانها من بعده لاولى الامر فعلينا طاعتهم ومحبتهم اى موالاتهم وهذا يعنى انهم هم المقصودون بحديث الغدير وهم من يقصدهم حديث العترة ( الثقلين) وولا يتهم واجبة كوجوب ولاية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم) ولا علاقة لهذه الآية بحديث الغدير ولا بحديث الثقلين أصلاً . الأحاديث والروايات ناطقات بأسماء الذين كان يستشيرهم - (( أبو بكر وعمر رضي الله عنهما)) والدليل:
- عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: " وشاورهم في الأمر" قال: أبو بكر وعمر رضي الله عنهما رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين ورواه البيهقي في السنن الكبرى ورواه النحاس في الناسخ والمنسوخ - وروى الإمام أحمد رحمه الله عن عبد الرحمن بن غنم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال لأبي بكر وعمر: " لو اجتمعتما في مشورة ماخالفتكما" وكذلك السعدان سعد بن عبادة وسعد بن معاذ كماسبق وكذلك علي بن أبي طالب وأم سلمة وأسامة بن زيد والمنذر بن عمرو وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين عندما نقول لهم أن اولى الامر هم الصحابة جميعا يردون علينا قول الله تعالى (قال تعالى وشاورهم فى الامر من هم هؤلاء ؟ ) ثم انت الان تصحح كلامك بانهم ليس هناك اولى الامر بل هم اصحابه
يفسر الشيعة قول الله في اطاعة الرسول واولى الامر هو الامر بطاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم واولى الامر وبما انه امر بطاعتهم فان هذا يدل على ان هؤلاء لا يخرجون ابدا عن طاعة الله ورسوله المتمثلة بالكتاب والسنة لعلمهم بها ولتمكنهم منها ولكمال الايمان المتصفين به فالله تعالى لا يامرنا ان نطيع الجهلة والفسقة والعصاة والمنافقين وقليلى الايمان لذلك من وضعه الله فى مرتبة بعد رسوله وامر الناس ان يطيعونهم ليس لسواد عيونهم وليس لقربهم من رسول الله ولكنه الاختيار والاصطفاء الربانى فمن يتبوا خلافة الرسول يجب ان يكون عالما بالدين مؤمنا صادق الايمان وفوق ذلك اختيار الله له وهؤلاء هم ائمة اهل البيت عليهم السلام وهم ولايتهم فرض من الله وهى الحب والطاعة . اذاً نفهم من الآية ان رد الامر الى الرسول فى حياته وبعد وفاته يرد الى اولى الامر وهم الذين امرنا الله بطاعتهم وانه لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق وبما ان الامر اتى من الله بطاعتهم اذاً يتبين ان هؤلاء قد وقع عليهم الاختيار والاصطفاء وهم من يجب علينا موالاتهم محبة وطاعة واتباعا . وهذا يدل على ان من امرنا الله بطاعتهم من اولى الامر هم من الذين اختارهم الله واصطفاهم والا فلا يامرنا الله بطاعتهم الا بشروط وهذا يدل على ان اولي الامر مختارون من الله تعالى ومصطفون وهم ال بيت المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم) ( اى ان الامام على سيكون مولاكم ووليكم اى به ان تمسكتم فلن تضلوا فهو على هدى رسول الله ويقتدى برسول الله ويتاسى برسول الله يجب عليكم محبته وطاعته واتباعه والتعاون معه لانه الهداية من بعد ى وعليه الارشاد والنصح للمسلمين . عليكم بموالاة أمير المؤمنين كما امركم رسول الله ) ونرد عليهم مرة أخرى موضحين في القرآن تمت تسمية الرسول ولم تتم تسمية أولي الأمور وما كان ربك نسيّاً فلا علاقة لهذه الآية باصطفاء أشخاص محدودين معدودين بل الشأن بالأوصاف لا بالأسماء وهذا ما نطقت به النصوص . أنهم يضحكون على الناس في قلب معنى كلمة (مولى وولي) إلى كلمة (( والي وحاكم وأمير))! إن الذي يضحك على الناس هو الذي يدخل كلمة التمسك على حديث الغدير وهي خاصة بكتاب الله! إن الذي يضحك على الناس هو الذي لايؤمن بجموع أهل البيت ويتمسك بهم جميعاً من زوجات وبنات وأعمام وعمات! ليس من لوازم المحبة أن تُقرن معها الرئاسة فالمحبة شيء مستقل والرئاسة شيء مستقل فالمحبة لها كلمة ( مولى) و( ولي) والرئاسة والحكومة لها كلمة ( والي) فأين المشرق من المغرب! الحديث فسّر أوله آخره اللهم وال من والاه وعادِ من عاداه فالعداوة عكسها الموالاة وهذا هو نصّ رسول الله - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- وليس بعد تفسير كلام رسول الله تفسيراً خيراً من تفسيره فهو الذي شرحه بنفسه لمن كان له قلب! فبما أن رسول الله أولى بنا من أنفسنا فهو الناصح لنا وطاعته واجبة علينا فإنه يأمرنا بموالاة علي رضي الله عنه وعدم عداوته بعد الذي حدث له من أحداث في اليمن وكثرة الشكايات عليه وهي لاتوجب بغضه أو عداوته بل توجب محبته وترك بغضه وعداوته .
من خلال هذا التفسير الشبعي لولي الامر نرى أن عقيدتهم بهذه الولاية تدور حول مسألتين هنا هما:
- اصطفاء الله للولاة بالنص المنصوص المخصوص وهذا لا يوجد في كتاب الله مما تحتجون به للإصطفاء غير هذه الآية التي لاتكملونها إلى آخرها ولا علاقة لها لا بخلافة ولا برئاسة وهي قوله تعالى: "ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ َمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ" فإن قلتَ أن المصطفَين هم الأثني عشر إماماً فالآية إذاً تُقسمهم أثلاثاً فثلثهم الأول: ظالم لنفسه وثلثهم الثاني: مقتصد وثلثهم الأخير: سابق بالخيرات بإذن الله
- وطاعة الفاسقين والعاصين من الولاة فإن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال: " اسمع وأطع ولو لحبشي كأن رأسه زبيبة" صحيح البخاري حديث 696 ل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قلت : يا رسول الله إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر؟ قال (نعم) قلت : هل من وراء ذلك الشر خير؟ قال (نعم) قلت : فهل من وراء ذلك الخير شر؟ قال (نعم) قلت : كيف؟ قال (يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس) قال قلت : كيف أصنع؟ يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال (تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع) صحيح مسلم حديث 1847
وجاء في كتب الشيعة قصة يوم الغدير انه هناك في أرض اليمن حصلت أمور بين عليٍّ رضي الله عنه وبين أصحابه توضحها روايات عدة :
أولاً: ما رواه عمرو بن شاس الأسلمي من أنه كان مع علي بن أبي طالب في اليمن فجفاه بعض الجفاة فوجد عليه في نفسه فلما قدم المدينة اشتكاه عند من لقيه فأقبل يوما ورسول الله جالس في المسجد فنظر إليه حتى جلس إليه فقال: يا عمرو بن شاس لقد آذيتني فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون أعوذ بالله وبالإسلام أن أؤذي رسول الله فقال: من آذي عليا فقد آذاني راجع : - إعلام الورى 137 - البحار 21/360
ثانياً: عن الباقر قال: بعث النبي علياً إلى اليمن - فذكر قضاءه في مسألة فيها أن عليا رضي الله عنه قد أبطل دم رجل مقتول - فجاء أولياؤه من اليمن إلى النبي يشكون علياً فيما حكم عليهم فقالوا: إن علياً ظلمنا وأبطل دم صاحبنا فقال رسول الله : إن عليا ليس بظلام راجع: - البحار 21/362 و 38/101 و 40/316 و 104/389 و 400 - أمالي الصدوق 348 - الكافي 7/372
ثالثاً: وفي رواية أن النبي لما أراد التوجه إلى الحج كاتب علياً رضي الله عنه بالتوجه إلى الحج من اليمن فخرج بمن معه من العسكر الذي صحبه إلى اليمن ومعه الحُلل التي كان أخذها من أهل نجران فلما قارب مكة خلف على الجيش رجلاً فأدرك هو رسول الله ثم أمره بالعودة إلى جيشه فلما لقيهم وجدهم قد لبسوا الحُلل التي كانت معهم فأنكر ذلك عليهم وانتزعها منهم فاضطغنوا لذلك عليه فلما دخلوا مكة كثرت شكايتهم من أمير المؤمنين رضي الله عنه فأمر رسول الله مناديه فنادي في الناس: ارفعوا ألسنتكم عن علي بن أبي طالب فإنه خشن في ذات الله غير مداهن في دينه راجع: - الإرشاد 89 - إعلام الورى 138 - البحار 21/383 - المناقب 2/110
رابعاً: وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: بعث رسول الله جيشاً واستعمل عليهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه فمشى في السرية وأصاب جارية فأنكروا ذلك عليه وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله فقالوا: إذا لقينا رسول الله أخبرناه بما صنع علي فذكر شكوى الأربعة وإعراض رسول الله عنهم وقوله: " من كنت مولاه فعلي مولاه " راجع : - البحار 37/320 و 38/149
خامساً: وعن بريدة رضي الله عنه قال: بعثنا رسول الله في سرية فلما قدمنا قال: كيف رأيتم صحابة صاحبكم ؟ قال: فإما شكوته أو شكاه غيري قال: فرفعت رأسي وكنت رجلاً مِكباباً قال: فإذا النبي قد احمر وجهه وهو يقول: من كنت وليه فعلي وليه راجع: - البحار 37/220
سادساً: وفي رواية عنه أيضاً رضي الله عنه قال: غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة فلما قدمت على رسول الله تنقصته فرأيت وجه رسول الله يتغير فقال: يا بريدة ألست أولى يالمؤمنين من أنفسهم ؟ قلت: بلي يا رسول الله قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه راجع: - البحار 37/187 - الطرائف 35 - العمدة 45
سابعاً: وفي رواية أن رجلاً كان باليمن فجاءه علي بن أبي طالب فقال: لأشكونك إلى رسول الله فقدم على رسول الله فسأله عن علي فشنا عليه فقال: أنشدك بالله الذي أنزل علي الكتاب واختصني بالرسالة عن سخط تقول ما تقول في علي بن أبي طالب ؟ قال: نعم يا رسول الله قال: ألا تعلم أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قال: بلى قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه . راجع : - أمالي الطوسي 610 - البحار 33/218 و 38/130
وقد جاء في نص يعتمده عموم الصفويين لحديث وواقعة بيعة الغدير ، أورده محمد كاظم القزويني في كتابه الموسوم ((الإمام علي من المهد إلى اللحد)) ..، إن هذه الواقعة قد حدثت في يوم صيفي هو يوم الخميس الثامن عشر من شهر ذي الحجة الحرام من العام العاشر للهجرة النبوية المباركة ، إذ جاء فيه عن بيان ميقاتها ما نصه :((في السنة العاشرة للهجرة وفي يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجة وبينما كان الرسول عائدا من حجة الوداع وفي منطقة غدير خُم القريب من الجحفة، وكان الوقت قائظا وفي ظهيرة شديدة الحر، أوقف الرسول ص الجموع الغفيرة التي كانت معه ليخطب....)) . وهذا – اعني ميقاتها - ما تتفق عليه الروايات الصفوية ، إذ جاء في رواية أخرى منها ما نصه : ((لقد كان الوقت وقت الظهيرة ، وكان المناخ حارّاً إلى درجة كبيرة جداً، وكان الشخص يضع قسماً من عباءته فوق رأسه والقسم الآخر منها تحت قدميه ...)) . غير انه ولدى مقابلة التاريخ الهجري الذي تتشدق به الرواية الصفوية ليوم واقعة بيعة الغدير بالتاريخ الميلادي ، تبين إن يوم الواقعة الموافق ((18 ذي الحجة عام 10 هـ)) يقابله في التاريخ الميلادي يوم ((15 آذار عام 632 م)) أو يوم ((16 آذار عام 632 م)) أذا ما تحسبنا لأقصى نسبة خطأ محتملة في المقابلة ..، بمعنى إن يوم الواقعة هو من الأيام الداخلة ضمن فصل الربيع وليس فصل الصيف . فإذا ما أضفنا لذلك ما تفصله المصادر العلمية عن مناخ البقاع المطهرة لمكة المكرمة والمدينة المنورة وما بينهما (حيث تقع منطقة الجحفة المعروفة هذا اليوم باسم رابغ على منتصف الطريق بين مكة المكرمة والمدينة المنورة والتي يجري فيها غدير خم) بقولها :((تصل الحرارة إلى أعلى معدلاتها (حوالي 45 درجة مئوية)في الفترة من (يونيو/ حزيران) إلى (سبتمبر/ أيلول) ، وتبلغ أدنى معدلاتها (حوالي 10 درجة مئوية) من(ديسمبر/كانون أول) إلى (يناير/كانون ثاني) ..، بينما تسقط معظم الأمطار مابين (نوفمبر/تشرين ثاني) وحتى (إبريل/ نيسان) ...)) ...، سيثبت لنا إن واقعة الغدير حدثت في مناخ ربيعي معتدل على أسوأ الفروض ، وليس في مناخ صيفي ((قائظ)) أو ((شديد الحرارة)) كما تزعم المصادر الصفوية للرواية . من جانب أخر ، فان الرواية الصفوية تجزم بان الواقعة قد حدثت يوم الخميس ، بينما تكشف المقابلة التاريخية ليوم 18 ذي الحجة من عام 10 هـ انه يصادف يوم الأحد (عند الأخذ بتاريخ 15 آذار632 م كتاريخ ميلادي مقابل له) أو يوم الاثنين (عند الأخذ بتاريخ 16 آذار 632م كتاريخ مقابل له)..
أن مانقدمه هنا على أن المناخ كان في الربيع لا يعدو إن يكون هامشا بسيطا يعاضد وبقوة الحجة والبينة على فشل المعتقد ألصفوي في تزوير القصص والاحاديث من اساسه . فان ما هو مؤكد أنه حين تفشل أية رواية تاريخية جازمة في سردها لوقائعها وأحداثها ، قاطعة فيما تتمسك به من توقيتات زمنية لها ، عن أثبات توافق وتطابق تلك التوقيتات مع البيان الزمني للتاريخ ، فإنما تعلن بالدامغ من الدليل كذبها وتلفيقها وان تواتر جمع من الكاذبين الملفقين على روايتها جيلا من بعد جيل . وقديما قالت العرب : بذات فمه يفتضح الكذوب .
ومن مسلمات العقيدة الإثني عشريّة القول بــالولايــــــــة التكوينيّــــــــة للأئمة الإثني عشر وحقيقة الولاية التكوينيّة هي: (أنها وصف دائم لكل إمامٍ من الإثني عشر منذ صغره وحتى مماته يستطيع بها أن يعلم كل شيء متى شاء كيف شاء بماشاء وأن يعمل كل شيء متى شاء كيف شاء بماشاء ويأخذ جميع أفعال الربوبيّة بلا استثناء من الخلق والرزق والإحياء والإماتة وإنزال الأمطار وإنبات الأشجار وإيتاء المُلك من يشاء ونزع المُلك مما يشاء وإعزاز من يشاء وإذلال من يشاء ...الخ) مع الإنتباه أن جميع ذلك بإذن الله و مع الله غير مستقلين عن الله !! - عيـــــــاذاً بالله من شرك الربوبيّة والإفتراء على الله تعالى ومع ذلك كُلّه فلا نجد واحداً من الأئمة الإثني عشر استفاد من هذه الولاية التكوينيّة فكانت الخلافة والإمارة تسلب منهم وتؤخذ ولاتدوم معهم بل الخوف والتقيّة هما السائدتان في عصر الأئمة التكوينيّين؟
انه من الكفر الواضح المبين أن تسمي ربوبيّة الله تعالى على مخلوقاته ( ولاية تكوينيّة)!! ياسخافة العقول عندما يقول احدهم من المؤمنين بهذه الولاية التكوينية بأن الله وهو واهب الولاية التكوينية . لو راجعنا تاريخ الائمة سنجد أنهم يستفيدوا من هذه الولاية التكونية ولم يمارسوها في حياتهم مطلقا . ثم أن هذه الولاية التكوينية لها العصمة للائمة ، الحكمة من عصمة الرسل والأنبياء -عليهم السلام- هي عصمتهم فيما يبلغونه من الشرع المنزّل وحْيَاً عن الله . هل لعلي والحسن والحسين - رضي الله عنهم - والتسعة من أبناء الحسين شريعة مستقلة غير شريعة رسول الله محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - حتى يحتاجون إلى العصمة فيما يوحى إليهم؟ فإن كان جوابكم : نعم يحتاجون إلى عصمة فيما يوحى إليهم قلنا: إذن يكون علي والحسن والحسين والتسعة من أبناء الحسين أنبياء مثلهم مثل : نبي الله هارون - عليه السلام- ورسول الله عيسى - عليهما السلام- بينما قال الرسول الكريم لعلي " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي"
قرأت كتابا للمحامي أحمد حسين يعقوب اسمه " المواجهة مع رسول الله وآله ، القصة الكاملة " وقد صدر عن مركز الغدير ببيروت في 680 صفحة الطبعة الثانية سنة 1997م ، قال في مقدمته :" وقد عنيت بالمواجهة تلك المجابهة التي حدثت عبر التاريخ بين رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم من جهة وبين أعداء الله الذين كرهوا ما أنزل الله فتبرعوا نيابة عن الجنس البشري فجابهوا رسول الله وآله " ص 7.
ويفصل لنا هذه القصة بطريقة بوليسية محبوكة :
1- " تلقى النبي أمرا إلهيا بإعلان دعوته، ويبدو جليا من التسلسل المنطقي للأمور، أن النبي قد جمع الهاشميين في بيته أولا، وأطلعهم على حقيقة النبأ العظيم،وأنه -وبأمر من ربه- عين في هذا الاجتماع ولى عهده والإمام من بعده .... وهكذا أحيط البطن الهاشمي خاصة بحقيقة النبأ، وتم تعيين ولى العهد والخليفة من بعد النبي أمام هذا البطن، وأحيطت بطون قريش وسكان مكة عامه بحقيقة هذا النبأ " ص 15 ، ومن هو هذا الخليفة أو ولي العهد الطفل الصغير انذاك علي بن ابي طالب ، والكاتب لم يقدم لنا هذا الدليل المنطقي أن كان اعتمادا على القرأن الكريم أو الحديث النبوي الشريف الذي اعتمد عليه في نشر روايته حول ولي العهد ، أي دون أن يذكر دليل حقيقي يسند عليه حكايته .
2- "قدرت بطون قريش عامه، والبطن الأموي خاصة أن نجاح النبوة المحمدية والرسالة يعنى (حسب تحليل قريش) دمار الصيغة السياسية الجاهلية القائمة على التوازن بين البطون وتقسيم مناصب الشرف، وتعنى أيضا تفرد البطن الهاشمي بشرف النبوة، وحرمان بطون قريش من هذا الشرف" ص 32 ، و لا يستقيم مع هذا التحليل موقف أبو لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم وهو هاشمي !! " فكان الحسد هو الموجه الأعظم لتحركات الأمويين خاصة، ولبطون قريش عامه خلال مرحله الدعوة العلنية " ص 34 "وطوال 21 عاما وبطون قريش عامه والبطن الأموي خاصة يعارضون ويقاومون الإسلام ونبيه ويحاربون اللّه ورسوله، وخلال هذه الحروب قتل الإمام على والهاشميون سادات بني أميه وسادات البطون القريشيه، فجمعت بطون قريش مع الحسد لمحمد ولآل محمد الحقد على محمد وعلى آل محمد لأنهم قتلوا سادات البطون " ص 35 ، فقط علي بن أبي طالب قتل سادات قريش ؟! وبقية الصحابة في المعارك ماذا كانوا يفعلون ؟ " وبالرغم من هزيمة البطون المنكرة، وبالرغم من عفو النبي الكريم وحلمه وقوله لهم(اذهبوا فانتم الطلقاء)، إلا أن هذه البطون لم تكن راضيه عن الترتيبات الإلهية ، ولا مطمئنه لهذا التميز الهاشمي، صحيح أنها توقفت عن المقاومة، وألقت السيوف التي حاربت بها الإسلام ...، إلا أنها استغلت سماحه الإسلام، وأخذت تخلق الفرص وتتحينها لإعادة التوازن بين البطون الذي اختل -برأيها بالنبوة الهاشمية، وأخذت تعمل بالخفاء لتعديل الترتيبات الإلهية بعد موت النبي!!!" ص 35 . يحاول أن يقدم للقاريْ تحليل سياسي حديث قائما على اسس علمية واكاديمية ، لا يوجد عنده إلا عقلية المؤامرة التي تعمل بالخفاء من اجل تعديل النص الالهي بولاية علي ؟
3- " إن كل بطون قريش الـ‏23 وقفت وقفه رجل واحد، وشكلت جبهة واحده بمواجهه أهل بيت النبوة وبني هاشم، فمن غير الممكن عقلا أن تكون هذه الوقفة ثمره تصور آني!!! وأنت تلاحظ أن هذه البطون قد وقفت مجتمعه ضد النبي وحاربته وحاربت دينه وحاربت الهاشميين بكل وسائل الحرب طوال 18عاما، حتى أحيط بها فسلمت أو استسلمت ونطقت بالشهادتين كارهه، ... والمدهش أن كل المنافقين وقفوا مع بطون قريش وقفه رجل واحد، ... وقبضت البطون على مقاليد الأمور، ووقع الخلاف بين الأنصار، واكتشفوا بأنهم أمام تجمع قبض على مقاليد الأمور، وتحول إلى سلطه حقيقية، فسلموا لينجوا بأنفسهم وليحافظوا على حياتهم ومصالحهم " ص 93 ، هذا هو تقييمه لحادثة السقيفة ، أبو بكر وعمر والصحابة و" البطون " والمنافقين حلف على بني هاشم !! وكأننا نقرأ قصة الانقلابات العسكرية الحديثة وليس سيرة الإسلام !
4- ولكن من قائد هذا التحالف ؟؟؟ يخبرك ابن يعقوب : إنه " عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه: الخليفة الراشد الثاني فهو الذي قاد مرحله التأسيس وتحمل أعباءها كاملة .... وهكذا نجح عمر وبتكتله بالحيلولة بين النبي وبين كتابه ما أراد، فضاعت إلى الأبد فرصه تلخيص النبي للموقف. يالهه من تحليل سياسي بارع لكشف الغموض الذي وقع في حادثة السقيفة والمؤامرة التي حيكت فيها لاقصاء المظلوم علي من عرش الخلافة .
وفيما بعد اعترف عمر ببعض الأسباب التي دفعته وحزبه لهذا التصرف الرهيب، ( لم يقدم لنا هذا الاعتراف المزعوم ونوعه وشكله واين ومتى حدث ) فليس في الدنيا احد يجرأ على مواجهه النبي بهذه الصورة المرعبة غير عمر، وهكذا انكشفت هيبة الشرعية، وهتك سترها في حضرة النبي نفسه، وانفتح أمام الطلقاء باب الجرأة على انتهاك الشرعية، وفك عراها عروه بعد عروه وبأعصاب هادئة. وعمر نفسه الذي أنبأ الناس عما سمى فيما بعد باجتماع الأنصار في السقيفة، وهو الذي قاد أبو بكر، وأبا عبيده‏بن الجراح إلى ذلك المكان، واستطاع بعبقريته أن يحوله من مجرد تجمع عند مريض وهو سعد بن عباده، وعواده إلى اجتماع سياسي، ثم حوله إلى هيئه عامه تبايع الخليفة، وهو الذي حشر أعوانه ورتبهم وحولهم إلي جيش يزف الخليفة زفا ليواجه آل‏ محمد بأمر واقع، ورتب قسما من أعوانه ليستقبلوا الخليفة الجديد بالترحاب ويقبلوا على بيعته. فقد جمع عمر بطون قريش حول هذا الهدف، ونظّر مبدأ النبوة لبنى هاشم، والخلافة للبطون، وهدد الإمام على بالقتل إن لم يبايع، وجمع الحطب وأعوانه ليحرق بيت فاطمة على من فيه وفيه سيده نساء العالمين وسيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين ". ص 102 ، (يالها من فرية تنسب للخليفة العادل عمر بن الخطاب من قبل انسان متشيع لم نسمع عنها في بطون الكتب الإسلامي ) هل هذه صفة عمر بن الخطاب الخليفة العادل الملقب بالفاروق أم صفة سياسي انتهازي لا يقيم وزناً لمبدأ وليس عنده ذرة توقير للنبي صلى الله عليه وسلم ؟؟ سوى ترويجه لكذبة تهديد علي بالقتل وإحراق بيت فاطمة .
وأما شركائه فهم : " إن الشخص الوحيد القادر على هذا العمل الخطير، والقول الأشد خطورة هو عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، فهو قائد التحالف، وهو المعنى الأول بتحقيق الهدف الذي قام التحالف لتحقيقه، وهو مبتدع نظريه (النبوة لبنى هاشم والخلافة للبطون)، وهو المقتنع بصواب وعدالة هذا التوزيع، ثم انه ليس موضع شك، فهو مهاجر وهو صهر الرسول. والشخص الآخر القادر على فعل ذلك هو أبو بكر رضي اللّه عنه، فهو نائب قائد التحالف، ومن المؤيدين لنظريه عمر والمقتنعين بصوابها، ثم انه ليس موضع شك فهو مهاجر، وهو صهر الرسول، ومن المؤكد أن عثمان رضي اللّه عنه شريكهما بهذا النهى، فهو من رجال عمر، ومن المقتنعين بنظرياته، وهو أموي ونوه الهاشميون بأقاربه شيوخ الوادي، وهو يعتقد أن التحالف قد ينجح، ومن الممكن أن يحصل على نصيبه وافرا، ومن جهة ثانيه، فليس هو بمتهم فهو مهاجر وصهر الرسول أيضا" ص 254، هل حقاً من يفعل هذه الأفعال المزعومة يقال في حقه رضي الله عنه ؟؟ ، ويواصل ابن يعقوب : " وهذا هو الأساس الأول للوحدة العجيبة التي جمعت أبا بكر وعمر ومعاوية وأبا سفيان وطلحه وعمرو بن العاص وخالد وعكرمة ‏بن أبى جهل وسهيل ‏بن عمرو وعثمان، فصار أعداء الأمس أحباب اليوم!!!" ص 277
5- وما هو موقف النبي صلى الله عليه وسلم من هذه المؤامرة المزعومة ؟ يقول ابن يعقوب : " علم النبي -القائد- بقيام التحالف، وبالمجموعات التي تكونه، وعرف قياداته وفهم أهدافه، ومجملها: رفض الاختيار الإلهي لعلى‏بن أبى طالب(ع) ليكون إماما وقائدا ومرجعا للامه بعد وفاه النبي (ص)، ورفض الاختيار الإلهي لأهل بيت النبوة ليقوموا بدور مميز بقياده الأمة بعد وفاته، وكان النبي على علم بالشائعات التي أطلقتها قياده التحالف للتشكيك بشخصه، وذاكرته، وعقله وصولا إلى إبطال مفاعيل الأوامر الإلهية التي بلغها الرسول للامه. وقد أسف النبي لذلك اشد الأسف وشلت حركتهم ضده قيمه الأمر الإلهي" ص 351 ، أي أن الصحابة عطلوا الأمر الرباني وهذا مناقض لمدح الله لهم في القرآن !! وقال يعقوب " لو أن رسول الله بوصفه رئيسا اصدر قرارا بلزوم إلقاء أعضاء التحالف لسلاحهم، وبضرورة تسليم قياده التحالف أنفسهم لرسول الله، وبلزوم رجوع المتحالفين عن انحرافهم، وضرورة إطاعة ولى اللّه والإمام من بعده لما قدم قرار الرسول هذا ولا أخر أمام تجمع التحالف المقتنع بأهدافه، والمطمئن لها، لان قرار الرسول بوصفه رئيس دوله ليست له قوه بشريه أو جماعه متكاتفة ومقتنعة به تضعه موضع التنفيذ، التحالف يدرك ذلك جيدا " ص 336 ، كيف يجرؤ هذا الكاتب على تصوير النبي صلى الله عليه وسلم بصورة القائد الضعيف الذي لا حول له ولا قوة ، وأن أصحابه وأعوانه مجموعة من المخادعين والطامعين بالرئاسة ، ونفي عنهم توقير النبي وتعظيمه وحبه أكثر من نفوسهم ، كل هذا من أجل أن ينصر فكره الجديد ؟!
6 – فإن سألت عن المهاجرين أين هم من نصرة النبي ؟ جاءك الجواب من ابن يعقوب : " بعد فتح مكة وتصفيه جيوب الشرك أدركت بطون قريش، المهاجرون منها والطلقاء، بأن النبي قد بدا بترتيب عصر ما بعد النبوة، وان اجل النبي قد دنى، وأدرك المنافقون ما أدركته البطون وأيقنوا جميعا بان محمدا يخطط ليكون الإمام من بعده ابن عمه وزوج ابنته ووالد سبطيه: على‏بن أبى طالب.
وأيقنت البطون بأنه إذا نجح النبي بتنصيب على بن أبى طالب إماما من بعده، فلن تخرج الإمامة من الهاشميين إلى يوم الدين، وستجمع الأمة على قيادتهم. وهكذا يجمع الهاشميون النبوة والإمامة معا أو النبوة والخلافة معا أو النبوة والملك معا على حد تعبير عمر بن الخطاب، فإذا فعلوا ذلك امتازوا على قومهم بجحا على حد تعبير عمر بن الخطاب أيضا. لذلك لملمت البطون نفسها لمواجهه نوايا محمد، وحدث تقارب جدي بين الذين اسلموا من البطون قبل فتح مكة وبين الطلقاء الذين اسلموا بعد الفتح. فصار عثمان‏بن عفان رضي اللّه عنه، وهو مهاجر، حليف حقيقي لأبى سفيان ومعاوية ويزيد والحكم‏بن العاص، وهم طلقاء، وتكونت وحده حال بين التسعة المبشرين في الجنة، وبين قاده الطلقاء وأفرادهم، بمعنى أن الذين اسلموا من بطون قريش قبل الفتح شكلوا جبهة واحده مع الذين اسلموا بعد الفتح، وصار لمنتسبي بطون قريش موقف موحد أو مشابه من كل الأحداث" . ص 248 ،وفي ص 140 يزيدك ابن يعقوب إيضاحاً : " وبعد الفتح أدرك الأذكياء من أهل مكة أن الإسلام هو طريق الدنيا وطريق الآخرة معا، وان مفتاح ذلك هو موالاه محمد أو التظاهر بموالاته وتصديقه، والخلاصة لقد تجمعت في يثرب قوه فاعله ومتميزة عن غيرها عرفت (بالمهاجرين) وكانت أكثريتها من بطون قريش وبعضهم من الموالى الذين امتحن اللّه قلوبهم للإيمان." ص 140 ، ويؤكد ذلك ص 285 : " أكثريه قاده التحالف من بطون قريش، فقد اتفقت بطون قريش كلها باستثناء البطن الهاشمي وبطن بني المطلب على الحيلولة بين الهاشميين وبين قياده الأمة بعد وفاه النبي، وعلى الاتحاد ضد على وضد توجهات النبي، ولكن هذه المرة تحت مظله الإسلام. ومن هنا وقف الذين اسلموا وهاجروا من بطون قريش مع الذين اسلموا من البطون يوم الفتح وقفه رجل واحد، للمحافظة على بنيه البطون القريشية وشرفها وحقها المهظوم!! واختار تحالف البطون قياده جديدة تتألف من مهاجري البطون وطلقائها، وتم الاتفاق على تسليم قياده التحالف إلي مهاجري البطون وتقديم المهاجرين إلى الصف الأول، ويبقى الطلقاء في الصف الثاني، حتى لا يثيروا انتباه العامة، وسواد الأمة!! وهكذا تكونت قياده البطون من خليتين." ألست تشعر أيها القارئ أنك تقرأ سيناريو فيلم لعصابة من عصابات شيكاغو وليست سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام !! كما أنه رمي الصحابة بالتظاهر بالإسلام !!
7- وإن سألت عن الأنصار ونصرتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم كان الجواب من ابن يعقوب : " فأكثريه الأوس والخزرج لم يعتنقوا الإسلام إنما تظاهروا باعتناقه، ولم يوالوا النبي حقا، إنما تظاهروا بموالاته، وهذه الأكثرية هي التي عرفت شرعا (بالمنافقين) حيث تعذر عليها أن تبقى على حالها، أو تسبح بمواجهه تيار قوى وجارف، فتظاهرت باعتناق الإسلام، وبموالاة النبي، وأضمرت الكفر بالإسلام والحقد على النبي." ص 146، إن جرأت أو وقاحة هذا الرجل في الطعن بالصحابة وباقي المؤمنين من الانصار والمهاجرين عجيبة جداً أكثرية الأنصار منافقين فقط أهل التشيع لعلي هم المؤمنين الذين امتحن الله قلوبهم بالايمان !!!
8- النتيجة أن معظم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار لم ينصروه ، وذلك لأنه قد: " ترسخت فكرة النفاق، وصارت مشكله النفاق من أعظم المشكلات التي واجهت النبي ومن والاه، حيث عمت هذه الظاهرة، المدينة وما حولها " ص 140 ، " واقعيا عزل المؤمنون الصادقون وصاروا أقليه، وفوجؤوا بما يجرى، فإما أن يسيروا بمعاكسه التيار العام فيخسروا مصالحهم، ويقفوا وجها لوجه أمام سلطه حقيقية تملك المال والدور والقوه، وقد يخسرون حياتهم ودينهم" ص 282. ولم يعين لنا من هي هذه الأقلية وكم هي هل هي بضعة نفر لا يتجاوزا أصابع اليدين كما جاء ذلك في كتب الشيعة من قصص وروايات كاذبة ومدسوسة محشوة في ثنايا هذه الكتب المعتبرة عندهم ؟؟ الم تقل كتب الشيعة أن اكثر أهل المدينة من الانصار والمهاجرين والصحابة ارتدوا عن الإسلام إلا خمسة من اتباع علي إن الشيعة وهم المقداد ، وحذيفة ، وسلمان ، وأبو ذر ، وعمار – ثبتوا مع علي رضي الله عنه ، فهل يعقل أن مائة ألف كانوا مع النبي ص في حجة الوداع لا يبقى منهم على الإسلام إلا ستة أو أزيد قليلا أو أقل قليلا ، هل يعقل أن هذه هي خير أمة أخرجت للناس ، لو كان حالها كما يقول الإمامية الرافضة للحق لكانت شر أمة أخرجت للناس لكونها ارتدت واشترت الكفر بالإيمان . ومن من يقول ارتدوا كلهم إلا أثني عشر صحابيا فقط ، هم علي وبعض آله ، وسلمان ، وأبو ذر ، وعمار ، والمقداد ، وحذيفة ، وأبو الهيثم بن التيهان ، وسهل بن حنيف ، وعبادة بن الصامت ، وأبو أيوب الأنصاري ، وخزيمة بن ثابت ، وأبو سعيد الخدري ، وأكثر الإمامية يرى أنهم أقل من ذلك بكثير .
9 – ولا ينسي أحمد حسين يعقوب كشف دور أمهات المؤمنين و زوجات النبي صلى الله عليه وسلم فيقول : " ويبدو واضحا أن عمر تلقى إشارة ما من بيت الرسول تفيد بأنه سيوصى تلك الليلة"ص 261، " هذا المصدر أو المخبر يكره على بن أبى طالب بالضرورة، ويعارض خلافه علي للنبي، وتربطه بعمر وبأبي بكر علاقة قويه جدا ومميزه!! ومن المستحيل استحالة مطلقه أن يكون من أهل بيت النبوة، إذن لا بد أن يكون احد الخدم، أو إحدى زوجات الرسول، والخدم لا يجرؤون إطلاقا على مثل هذا العمل الخطير، فيبقى الاحتمال المؤكد أن إحدى زوجات الرسول قد اطلعت عمر على وقت كتابه التوجيهات وعلى مضمون هذه التوجيهات لأنها سمعت الرسول يتكلم بذلك مع على بن أبى طالب. وبهذه الحالة تقفز إلى الذهن حفصة زوجه الرسول وابنه عمر بن الخطاب، وتقفز عائشة زوجه الرسول وابنه أبو بكر، ... ربما كانتا معا قد أخبرتا عمر، أو كانت إحداهما قد أخبرت عمر عن موعد كتابه التوجيهات النهائية وعن مضمون هذه التوجيهات " ص 501 . يبدو أن الكاتب ظن نفسه يترافع في قضية سرقة في المحكمة فلجأ إلى عبارات اللصوص " تلقي إشارة " وبعد ذلك بدء يحللها ، فكانت النتيجة الأولى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم لسن من أهل البيت !! ولست أدرى حين يقول ابن يعقوب في تشهده " كما صليت على آل إبراهيم " من هم آل إبراهيم ؟؟؟ وحين يقرأ قوله تعالي عن موسي عليه الصلاة والسلام : " وسار بأهله " من أهله ؟؟ والأدهي من هذا أن عائشة أو حفصة أو كلتاهما كانت تتآمر مع " التحالف " ضد زوجها ونبيها !!؟؟ هل يوجد طعن أشد من هذا في النبي صلى الله عليه وسلم أن تكون زوجاته وأصحابه متآمرون عليه ؟؟؟؟؟؟
هكذا يعرض لنا المحامي أحمد حسين يعقوب حال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعلهم في صورة سيئة جداً ، مخالفاً ثناء القرآن وتزكيته لهم ، ومن جهة أخرى صور النبي صلى الله عليه وسلم بصورة المغلوب على أمره والذي لم يستطع أن يحول جوهر أصحابه نحو القيم العالية والرضي بدين الله وأوامره .وفي ثنايا كتابه كانت هناك اتهامات خطيرة للصحابة منها : " وأدركت السلطة – يقصد الخلافة الراشدة زمن أبي بكر - خطورة سلاح الاحتجاج بالنصوص الشرعية، خاصة السنة النبوية ... لذلك منعت كتابه ورواية أحاديث رسول‏اللّه " . ص96 " وهكذا اخرجوا النبي عمليا واخرجوا بيانه النبوي من ساحة التأثير على مسرح الأحداث، وضيعوا البيان النبوي وهو اكبر ثروة وأعظم ثروة عرفها البشر، وبعد 95عاما عاد تلاميذ قاده التحالف ليجمعوا البيان النبوي الذي خربه أسيادهم وضيعوه من اجل ملك زائل!!، " ص 313 ، وأين حفظ الله لهذا الدين؟ " وكضربة نهائيه وفنيه وللوقوف أمام حديث الثقلين الذي نقلته الأمة بالتواتر، ولإبقاء حاله المواجهة بين الأمة، وبين أهل بيت النبوة وجد مصطلح العشرة المبشرين في الجنة، ومصطلح النفر الذي مات رسول‏اللّه وهو عنهم راض، ولما مات هؤلاء وجد مصطلح الصحابة العدول" . ص 101 ، أي أن مصطلح " العشرة المبشرون بالجنة " و " عدالة الصحابة " من اختراع أجهزة الدعاية السياسية لترويج أباطيلها وليس من حقيقة دين الإسلام !! " ومع هذا كان عمر يزايد على رسول الله، ويتصور الغافلون أن عمر احرص على الدين من الرسول نفسه، وافهم بالدين من الرسول نفسه" ص 296 . " فإن تركه النبي لو آلت إلى ورثته لاستمالوا بها الناس نحوهم، وكان المال سلاحا رهيبا، لذلك رأى عمر وأبو بكر أن يحرما أهل بيت النبوة من تركه الرسول حتى لا يستغلها أهل البيت في القضايا السياسية، فصادرا التركة والمنح " ص 326 ، هذا اتهام رخيص للشيخين بأن همهما هو المنصب والزعامة وليس حب النبي صلى الله عليه وسلم وآله . " من يدلني على منافق واحد قد اعترض على أبى بكر أو عمر أو عثمان أو معاوية أو مروان‏ بن الحكم أو امتنع عن بيعته!!؟ ومع أن التاريخ قد كتب تحت إشراف هؤلاء السادة وأولياؤهم، إلا أن أي مؤرخ لم يرو قط أن منافقا واحدا قد اعترض عليهم. فالبديل الوحيد أن المنافقين كانوا معهم!! بالظاهر والباطن، بالسر والعلانية!! وبالمقابل حصل المنافقون على المنافع وعلى صك بإلغاء ظاهره النفاق!! وبالاعتراف بان المنافقين صاروا مؤمنين" ص 331 ، أليس في هذا اتهام صريح للصحابة بتقديم محبة المنافقين على محبة الله ورسوله ؟ . " هذه طبيعة مشاعر أم المؤمنين نحو على بن أبى طالب، .... ولكن كيف تحب من قتل أولاد عمها في بدر، إنها تكره على وتكره ذريته ". ص 504 ، لا أعرف ماذا أعلق هذه التهمة السخيفة ، أم المؤمنين تكره علي المؤمن لأنه قتل أولاد عمها في بدر ، هذا على فرض صحة القتل ، هذا طعن في إيمان عائشة رصي الله عنها أنها لا تزال تحب المشركين .
هذه هي القصة واسرارها السياسية قدمها لنا بأسلوب بوليسي شيق ابن يعقوب ، ولكنه لم يخطر بباله نقاط الضعف المتواجدة في احداث هذه القصة التي اخترعها عقله الباطني ، أي عاونه قرينه الشيطان على سردها وكتابها . و قد انتبه بعض الأذكياء أن غالب مؤلفات الشيعة تتجنب معالجة مسائل الخلاف بين الشيعة والسنة كمسألة الإمامة أو عقيدة الرجعة والتقية والبداء والموقف من القران استنادا إلى كلام الله الصريح في القرأن الكريم واعتمادا على احديث الرسول المسلم بها . وهذه من أهم الأسس التي تفرق بين السنة والشيعة ، ولكن تتركز كتابات هؤلاء الشيعة على إثارة الشبهات , فأصبح مذهب التشيع قائما على ممارسة السب ، فما أن يتشيع الواحد منهم حتى يبدأ بالسب والحط من رموز الحضارة الإسلامية كصلاح الدين الأيوبي وخالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص وغيرهم. وكتاب احمد حسين يعقوب نموذج للفكر الشيعي الجاهلي يسلط الضوء على حقيقة التشيع الذي يراد نشره على شكل رواية بوليسية تاريخية اصبحت من اثار الماضي ، وهو يحاول نفض الغبار عن صفحات التاريخ مرة أخرى وتجديد احداثه بالاكتشافات المختبرية الحديثة واضافة النظريات الشيعية تعليقا على احداث التاريخ . ويمكن تطبيق المثل القائل بكل حذافيره عليهم ( عندما يفلس التاجر يبحث عن الديون في اوراقه القديمة) . وتجارة الشيعة قد افلست بعد احتلال العراق وانكشفت نواياهم الخبيثة في نشر الإسلام ألصفوي المجوسي المطعم بحب أهل البيت كذبا ورياء ، الذي هو بعيد كل البعد عن الإسلام المحمدي .
الشيعة يأتون بأدلة على أنها مستفيضة لا تكفي في سطرها المجلدات ، تدل جميعا على النص على إمامة الإمام علي رضي الله عنه . وعندما نطالبهم على ذكر تلك الادلة واصولها وحججها ، مع التنبيه على ان يكون الاستدلال بنصوص صريحة وصحيحة ملزمة للخصم قاطعة للجدال ، لاوجه للاجتهاد والاستنباط فيها . فأذا كانت الامامة حقا أصل من أصول الدين ، والأصل لا يحتاج تقريره إلى اجتهاد واستنباط ، بل الأصل عادة يكون كالشمس ظهورا لا ينكره إلا من كان به عمى في بصره وبصيرته .
والدليل الذي يتمسكون به هو : " حديث غدير خم " وهذا الدليل بمفرده كاف في اعتقادهم على إثبات النص بإمامة علي عليه السلام . لما صدر الرسول صلى الله عليه وآله من حجة الوداع نزلت عليه في الثامن عشر من ذي الحجة آية : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ولن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) ، فنزل غدير خم من الجحفة " مكان بين مكة والمدينة " ووقف هناك حتى لحقه من بعده ، ورد من كان تقدم ونادى بالصلاة جامعة ، فصلى الظهر ثم قام خطيبا ، فكان من خطبته صلى الله عليه وآله أنه قال : " ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسكم ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله . قال : " ألستم تعلمون – أو : تشهدون – أني أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله ، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب بضبعيه فرفعها حتى نظر الناس إلى بياض إبطيهما ، ثم قال : " أيها الناس ، الله مولاي وأنا مولاكم ، فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ،وأحب من أحبه ، وأبغض من أبغضه " . ثم قال : " اللهم اشهد " ، ثم لم يفترقا – رسول الله وعلي – حتى نزلت هذه الآية ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : " الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب بالرسالة لي والولاية لعلي " . فهذا الحديث الذي دار في غدير خم نص صريح على إمامة علي عليه السلام لقول النبي صلى الله عليه وآله : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ، أي من كنت واليه فهذا علي واليه . والوالي هو الإمام . ولولا النص على علي بالولاية في هذا الحديث عند غدير خم لما أوقف الني صلى الله عليه وآله الناس أجمعين ، وكان عددهم مائة ألف وأكثر ، ولما نص على ولاية علي بعده اكتمل الدين وأنزل الله تعالى قوله : ( اليوم أكملت كلم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) .
وان كان الحديث المنقول عن الرسول (ص) صحيحا ( من كنت مولاه فعلي مولاة , اللهم وال من والاه , وعاد من عاداه ) فهو دعوه الي مناصره علي ومحاذرة الخروج عليه وليس دعوه الي تنصيبه ونسله من بعده ولاه للمسلمين من بعده للابد كما يراها الشيعه . أما عن قول نبينا : ( لو كان نبي بعدي لكان عمر ) وهذا قول اشد وضوحا واكثر دلاله مما قيل في علي . فرسولنا الكريم لم يسكت عن امر سهوا او غفله وحاشاه انما لحكم وغايه ومسأله الوصايا تلك فلو كان صدر اليه الامر النبوي بولايه الحكم والخلافه ثم لم يصدع به وتهاون في تنفيذه وقبول خلافه غيره من الصحابه .. يكون اذا قد خالف النبي وعصاه الامر الذي ننزه عليا ان يفعله , اذا ان هذا العصيان قد يقوض مسأله عصمه علي والائمه من بعده , فالعصمه لا تكون مع العصيان والمخالفه لكلام النبي , لذا نري ان الشيعه بأفتراء مسألة الوصيه هذه قد اساءوا الي سيدنا علي , والله لم يجعل النبوه او العصمه امرا يتوارثه الابناء والاحفاد . والامامه ليست منصبا الهيا , فالامام علي نفسه يقول وان تركتموني فأنا كأحدكم ولعلي اسمعكم واطوعكم لمن وليتموه أمركم , وأنا لكم وزيرا خيرا لكم مني اميرا , ويقول دعوني والتمسوا غيري ( نهج البلاغه ص 181) ولماذا يختص الله تعالي نبي الاسلام بتوريث الخلافه في نسله ؟ ولماذا لم يحدث ذلك لانبياء الله الاخرين وهم كُثر ؟ ولا يقولن قائل ان سليمان ورث النبوه عن ابيه ام ان اسماعيل ورث النبوه عن ابراهيم – صلوات الله عليهم جميعا –فتلك نبؤه يختار الله لها من يشاء , وهي غير الخلافه و حكم الناس . فالله لم يجعل الخلافه والحكم امرا يتوارثه الابناء والاحفاد , ولو اراد الله تعالي انتقال الحكم او توريث الخلافه والولايه في عقب النبي الكريم لابقي علي الذكور من ابنائه . اليس من الاولي ان يكون اخبار الله تعالي للنبي بوصايه سيدنا علي بن ابي طالب وبتوارث الامامه في عقبه موثقه في القران او منصوصا عليها في السنه وان يكون ذلك علنا ومؤكدا وعلي رؤس الاشهاد . والمساله كلها تتعارض مع اخبار الله لنا باكتمال الدين وتمام المله . وكيف يوصي النبي بالامامه للاثني عشر اماما , في حين لم يتولها منهم الا سيدنا علي وحده , والباقون لم يحكموا – باستثناء سته اشهر تولي فيها الخلافه الحسن بن علي وتنازل بعدها لمعاويه .

يأبى الشيعة إلا التلفيق بين الروايات المتعددة المختلفة ، والتدليس بها حتى يظن السامع أنها نسيج واحد وليست روايات مختلفة متعددة ، نزلت كل واحدة منها لسبب ، ولكل واحدة منها مقال . وقد اجادوا في هذا التدليس والتلفيق ، وفي تصور الروايات المختلفة والوقائع المتعددة وكأنها نسيج واحد ورواية واحدة بدأت بأمر الله تعالى للنبي ص بأن يبلغ الناس بإمامة علي ويوصي له من بعده خليفة للمسلمين ، فأنزل الله ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) ، فجمع الرسول ص الناس في غدير خم وبلغهم تلك الرسالة ، وبعدها أنزل الله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ) . ولكن هذا التلفيق يخالف الحقيقة قلبا وقالبا ، وليس هو إلا من نسج خيال البعض إرضاء لأهوائهم . ولتفنيد تلك المزاعم وفضح ذلك التلفيق ونقول :
أولا : الوارد في سبب نزول قول الله تعالى : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل ما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) ، أن الرسول ص كان إذا خرج إلى غزوة من غزواته انتدب بعض أصحابه ليحرسوه من العدو ، حتى إذا كان ذات ليلة أنزل الله تعالى عليه ( يا أيها الرسول . . . ) الآية فأخرج رأسه من قبة خيمته وقال : يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله ، ومن نزول هذه الآية والنبي ص لا يتخذ حرسا اعتمادا على عصمة الله تعالى له ، حتى أنه جاء أن رجلا قال للنبي ص : أعطني سيفك أشمه ، فأعطاه إياه وكان يضمر قتل النبي ص ، فرعدت يده ، وحال الله بينه وبين ما يريد ، حفظا للنبي ص . والواضح من الرواية السابقة أن الآية نزلت ليلا ، ونزلت على النبي ص وهو داخل خيمته وعلى فراشه ، لذلك قال السيوطي رحمه الله هذه الآية ليلية فراشية ، أي نزلت على النبي ص ليلا ، ونزلت عليه وهو في فراشه ص . فانظر كيف بلغت دقة العلماء في تحديد أوقات نزول الآيات ، فكيف يغفلون عن إضافتها إلى حادثة الغدير ، مع مناسبتها الشديدة لها كما يزعم المحاضر ، بل ويجعلونها في أمر آخر مغاير تماما لحادثة الغدير . وهذه واحدة .
ثانيا : الوارد في نزول قول الله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) ، أن هذه الآية نزلت يوم عرفة وهو يوم الحج الأكبر وكان يوم جمعة ، وهذا الأمر لا مجال فيه للتشكيك فقد تضافرت عليه أقوال الأئمة ووردت فيه الأحاديث الصحيحة في البخاري ومسلم وغيرهما . عن طارق بن شهاب : قالت اليهود لعمر : إنكم تقرءون آية لو نزلت فينا حين أنزلت : يوم عرفة : وإنا والله بعرفة . قال سفيان : وأشك كان يوم الجمعة أو لا . ( اليوم أكملت لكم دينكم ) . وتلك الروايات تدل على أن هذه الآية نزلت على النبي ص في يوم الحج الأكبر ، وكلنا يعرف أن يوم عرفة كان قبل يوم الغدير بأيام فكيف يستساغ أن نقول : إنها نزلت في غدير خم ، وقد تواترت أقوال الأئمة على أنها نزلت قبل ذلك بأيام ؟ ! والعجيب في التلفيق أن يدعي المتشيعون أنها نزلت لما نص النبي ص على إمامة علي ، وهو والله ما نص على إمامته ولا هي نزلت في غدير خم .
وثالثا : الوارد في غدير خم أن النبي ص بعدما سلك بأهل المدينة طريقهم إلى المدينة مر على ماء يدعى خم ( مكان على الطريق بين مكة والمدينة ) فنزل كعادته في السفر أن يستريح بين مسافة وأخرى حتى يلحق به من تخلف به من تخلف عنه ، وحتى يستريح من أجهده السفر ، وهناك اشتكى الناس من علي رضي الله عنه ومن شدته عليهم ، مع أن شدته كانت في الحق . ولشكوى الناس من علي رضي الله عنه قصة سابقة ، وهي أن النبي ص قبل توجهه إلى حجة الوداع أرسل عليا إلى اليمن ليجمع الصدقات ، فجمع علي رضي الله عنه الصدقات ووافى بها النبي ص في مكة ليحج معه ص ، وفي الطريق أراد الناس أن يستعملوا شيئا من الصدقة حتى إذا وصلوا إلى النبي ص سلموها له ، ولكن عليا رضي الله عنه ، ولشدة احتياطه وعدم مجاملة الناس على حساب الحق الأغر رفض أن يستعمل الناس شيئا من الصدقة لكونهم لا يملكونها وهي حق لبيت مال المسلمين ، فاشتد عليهم الطريق ، ولما سنحت لهم الفرصة شكوا ذلك للنبي ص . والنبي ص يرى عليا على الحق لا يخشى في الله لومة لائم ، فيقف ليؤازره على ملأ من الناس ، وليوضح للناس جميعا أن ما تشتكون من علي منه ، الحق فيه مع علي رضي الله عنه . فوقف في غدير خم وذكر الناس بالله وأمرهم بالتمسك بكتاب الله ثم أوصاهم في أهل بيته ص ، وعلي رضي الله عنه منهم . ثم قال ليبيض صفحة علي أمام الناس الذين اشتكوه عند النبي ص : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ، وتأكيدا للثناء على الإمام علي رضي الله عه قال ص : " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (( حديث الغدير : " من كنت مولاه . . . " له طرق عن غير واحد من الصحابة ، وأما زيادة : " وانصر من نصره واخذل من خذله " فضعيفة . انظر السلسلة الصحيحة ( 1750 ) .
فهذا كل ما حدث في غدير خم ، وهذا هو السبب الذي من أجله قال النبي ص : من كنت مولاه فعلي مولاه . وذلك لأنه كان عامل النبي ص على الخمس ونفذ فيه بالحق والعدل والاحتياط فرأى النبي ص بحكمته أن يثني على علي لموقفه هذا ، وأن يدعو الله تعالى له بالتأييد . وأما الزيادات والمبالغات التي يتقولها البعض على حديث رسول الله ص ومنها قولهم : " اللهم انصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأدر الحق معه حيث دار " ، فهي زيادات لا تصح ولا يلتفت إليها أهل العلم .
ورابعا : الجزء الأخير من حديث الشيعة كله ملفق مكذوب لا يصح منه شيء البتة ، فلم يرد في الأحاديث الصحيحة أن النبي ص رفع يد علي ، ولم يرد أنهما لم يتفرقا حتى نزل قوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم ) ، ولم يرد مطلقا قوله : " الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب لي بالرسالة ولعلي بالولاية " . ولكن الحقيقة أنها أكاذيب بعضها خلف بعض ، وظلمات بعضها فوق بعض ، وأساطير لم تحدث إلا في أذهان البعض .
وخامسا : ان الاستدلال على الوصية لعلي هو قول النبي ص : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ، فيه خطأ في الفهم وليس أن معنى " مولاه " أي " واليه " ، ولايمكن الاستدلال بها على ان الولاية ثابتة لعلي بعد النبي ص .وهذا الفهم يخالف اللغة العربية ، ويخالف فهم جهابذة اللغة أصحاب النبي ص ، ولم يقل به أحد من علماء اللغة المعتد بهم . والفهم الصحيح والصواب هو أن " مولاه " بمعنى الموالاة ، وهي المودة والمحبة والمؤازرة ، وهذا هو المعنى الذي جاءت به لغة العرب . ودليل ذلك حديث بريدة والذي جاء فيه قول النبي ص لبريدة : " أتبغض عليا ؟ " ، فيقال بريدة : نعم ، فقال النبي ص : " من كنت مولاه فعلي مولاه " ، وهذا يدل على أن الموالاة تضاد البغض والكراهية ،وعلى ذلك فالموالاة تعني المحبة والمودة والمؤازرة .
وسادسا : بغض النظر عن كل ما ذكرناه من أن الحديث ملفق ، وأكثره زيادات مكذوبة وروايات متعددة ملفقة ، بغض النظر عن ذلك كله ، ولو وافقنا الشيعى على كلامهم بأن الدليل على خلافة علي قوله ص : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ، ولو وافقناه على أن مولاه بمعنى واليه مع ما فيه من التحريف ، فإنه بعد ذلك لا يصلح كدليل صريح على خلافة علي رضي الله عنه ، ولا يصلح كنص واضح في خلافة علي . إذ النص الصريح كقوله مثلا : علي هو الإمام بعدي ، أو : علي هو الخليفة بعدي ، أو : لا خليفة يخلفني سوى علي ،
فأذا كانت أن الولاية عند الشيعة أصل من أصول الدين ، وأصول الدين لا يصح فيها إلا التصريح ، وحيث لا تصريح فلا يصلح هذا الحديث كدليل صريح واضح على النص على علي بالإمامة والخلافة . والحديث عندنا قصاراه أن عليا رضي الله عنه تجب له الموالاة والمحبة والمودة ، وهذا ما يفعله كل أهل السنة حيث يترضون عن الإمام علي ويجعلونه خليفة للمسلمين الرابع الراشد رضي الله عنه وأرضاه .
وقد جعل الشيعة من خم عيدا لهم اطلقوا عليه عيد الغدير ومؤداه ان الله قد امر نبيه باعلان وصاية الامام على من بعده فلم يفعل خشية ان يقال ان النبى يحابى اقاربه كما يرويه الامام كاشف الغطاء فى كتابه اصل الشيعة واصولها صفحة 107. وهذا الحديث يستدلون به على خلافة علي بعد النبي (ص) مباشرة بدلالة (من كنت مولاه فعلي مولاه) قالوا المولى هو الحاكم والخليفة اذا علي هو الخليفة بعد رسول الله مباشرة . نريد ان نعرف لماذا قال النبي محمد ص هذا الكلام لعلي في هذا المكان ؟ ان النبي كان راجعا في سفره من مكة الى المدينة بعد ان انهى حجه وصار قريباً من المدينة قريباً من 150 كلم أو 170 كلم من المدينة في أثناء الطريق أثناء راحتهم توقف هناك في يوم من الأيام و قال كلمته تلك ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) أي يا من تكلمتم في علي إحذروا فعلى مني وأنا منه , علي أنا يحبني من يحب علي , يودني من يود علياً ، وكانت الرحلة من مكة الى المدينة تستغرق مابين خمسة الى سبعة ايام ، وكان من عادة النبي اذا سافر ان يمشي في الليل ويرتاح في النهار . وقد ذكر الشيخ محمد ابراهيم الموحد القزوينى فى كتابه (عيد الغدير ) ص 16 حيث قال ( انه اثناء عودة النبى من حجة الوداع وهو فى طريقه الى المدينة وصل الى ارض تسمى خم وهى المنطقة التى تتشعب منها الطرق الى المدينة والعراق ومصر واليمن وكان وصولهم فى اليوم الثامن عشر من شهر ذى الحجة وكانوا مائة وعشرين الف مسلم عدا من انظموا اليهم فى الطريق والتحقوا بهم من اليمن ومن مكة. فنزل جبريل على رسول الله بالاية الكريمة ( ياايها النبى بلغ ماانزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ان الله لايهدى القوم الكافرين ) وابلغ جبريل النبى ان الله تعالى يأمره ان يقيم على بن ابى طالب اماما على الناس وخليفة من بعده ووصيا له فتوقف النبى عن المسير وامر ان يلحق به من تأخر عنه ويرجع من تقدم عليه فأجتمع المسلمون جميعا حوله وادركتهم صلاة الظهر فصلها بهم وخطب فيهم فأبلغهم امر الله فى الامام على وان يبلغ الشاهد منهم الغائب وكان مما قال ( اسمعوا واطيعوا فأن الله مولاكم وعلى امامكم ثم الامامة فى ولدى من صلبه الى يوم القيامة. قولى عن جبريل عن الله فلتنظر نفس ماقدمت لغد ) ثم يقول القزوينى حسب الرواية الشيعية (هذه الواقعة الخالدة المعروفة بواقعة الغدير من اشهر الوقائع التاريخية ومن ابرز الاحداث فى حياة النبى وقد شهد بها مائة وعشرة من الصحابة الذين حضروا الواقعة بأنفسهم منهم ابو بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن ابى وقاص وابو هريرة وسمرة بن جندب والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله والعباس بن عبد المطلب وعبد الله بن عمر وغيرهم ) انه بالرجوع الى المصادر التى اوردها القزوينى يتضح انها لاتتصل بعصمة الامام على او وصاية النبى بأن يخلفه من بعده. بل ان النبى اختار اسم الخليفة لانه يخلفه فى الرئاسة حيث قال ( اوصى من بعدى بالمهاجرين الاولين ) وهذا مااورده البخارى.ولقد اورد كتاب نهج البلاغة انه لما نازع معاوية الخليفة الرابع على قام الخليفة على وخطب فى الناس وقال ( لقد بايعنى القوم الذين بايعوا ابا بكر وعمر وعثمان وذلك على مابايعوهم عليه فلم يكن للشاهد ان يختار ولا للغائب ان يرد وانما الشورى للمهاجرين والانصار فان اجتمعوا على رجل وسموه اماما كان ذلك لله رضا فان خرج عن امرهم خارج بطعن او بدعة ردوه الى ماخرج منه فان ابى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين ) كما روى الطوسى والسيد المرتضى انه لما طعن ابن ملجم الامام عليا رضى الله عنه قيل له الا توصى؟ فقال ما اوصى رسول الله ولكن اذا اراد الله بالناس خيرا استجمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم ) كتاب الشافى للسيد المرتضى صفحة 372 طبعة النجف. وهذا دليل على ان الخلافة لم يوصى بها النبى لعلى ومن بعده الائمة الاثنى عشر وبالرغم من ذلك فان المذهب الشيعى انفرد براى اخر هو ان الخلافة فى المسلمين بالتعيين من الله ولم تترك لاختيار المسلمين لان امين الوحى جبريل نزل الى النبى وابلغه ان يعلن ان الخلافة والامامة من بعده محصورة فى على بن ابى طالب واحد عشر اماما من بعده كلهم من نسل زوجته فاطمة بنت النبى وحدد للنبى الاثنى عشر اماما. هذا ماجاء فى كتاب اصل الشيعة واصولها للامام كاشف الغطاء ص 107 الا ان الواقع يثبت غير ذلك فى الاحاديث النبوية فقد قال الرسول ( اذا بويع لخليفتين فاقتلوا الاخر منهم )
لو طالعنا رواية الغدير من اولها وعرفنا اسبابها لتبين لنا انها جاءت على الشكل التالي وليس وفق الرواية الشيعية المحرفة ( كان رسول الله ص قد ارسل خالد بن الوليد على رأس جيش الى اليمن ، فأنتصر وغنم فبعث النبي عليا فخمس وقسم ثم خرج ورأسه يقطر ، يقول بريدة بن الحصين فقلنا : ياابا الحسن ماهذا ؟ فقال : الم تروا الي الوصيفة التي كانت في السبي فأني قسمت وخمست ثم صارت في اهل بيت النبي (ص) ثم صارت في ال علي . فكتب خالد الى النبي يعلمه بالامر ، ثم رجع علي من اليمن فسألوه ان يريحوا ابلهم ويركبوا من ابل الصدقة فمنعهم ، ثم تعجل علي ليحج واستخلف على جنده رجلا ، فعمد ذلك الرجل فكسا كل رجل من القوم حلة من البز ، واذن لهم فركبوا الابل ، فلما انتهى على من الحج وذهب ليقي جيشه فأذا هم على ابل الصدقة فأنتزع الحلل منهم وانزلهم عن الابل ، وعنف الذي استخلفه ولامه على مارأى ، فأظهر الجيش التذمر والشكوى واختلفوا معه وتوعدوه ان يخبروا رسول الله ص مالقوه من الغلظة والضيق ، ففشت القالة في علي واكثروا في الكلام عليه عند رسول الله ص . ويقول بريدة ( لما قدمت على رسول الله ذكرت عليا فتنقصته ، فرأيت وجه رسول الله ص يتغير فقال : يابريدة الست اولى بالمؤمنين من انفسهم ؟ قلت : بلى يارسول الله ٌ قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ) وقام فينا رسول الله ص خطيبا فسمعته بقول ( ايها الناس لاتشكوا عليا فوالله انه لااخشى في ذات الله من ان يشكي ) هذا مارواه الامام احمد والبيهقي وابن هشام في السيرة . وقد زاد الامام مسلم عن زيد بن ارقم قال : ( قام رسول الله ص يوما فينا خطيبا بماء يدعى خم بين مكة والمدينة ، فحمد الله واثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال ، اما بعد الا ايها الناس فأنما انا بشر يوشك ان يأتي رسول ربي فأجيب ، وانا تارك فيكم ثقلين : اولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ، فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال : واهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي ثلاثا )
هذه الحادثة أخرجها الإمام مسلم في صحيحه من حديث زيد بن أرقم قال : [ قام رسول الله فينا خطيباً بماء يُدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه وأثنى عليه ووعظ وذَكّر ثم قال : ( أما بعد ألا يا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله وأستمسكوا به ) قال : فحث على كتاب الله ورغّب فيه ثم قال : ( وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ,أذكركم الله في أهل بيتي , أذكركم الله في أهل بيتي ) قال حصين الراوي عن زيد ومن أهل بيته يا زيد أليس نساءه من أهل بيته قال : نعم ولكن أهل بيته من حُرم الصدقة بعده . قال : ومن هم ؟ قال : هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس . قال : كل هؤلاء حُرم الصدقة ؟ , قال : نعم . ] أخرجه الإمام مسلم في صحيحه .جاءت زيادات لهذا الحديث عند أحمد والنسائي والخصائص والترمذي وغيرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ذلك المكان : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) وجاءت كذلك زيادات أخرى منها ( اللهم والي من ولاه وعاد من عاداه وأنصر من نصره وأخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار ) يمكننا أن نقسم هذا الحديث إلى أربعة أقسام .
القسم الأول : ما جاء في حديث مسلم وهو ليس فيه من كنت مولاه فعلي مولاه . واهل السنة والجماعة مسلمون بكل ماجاء في صحيح مسلم .
القسم الثاني : الزيادة خارج مسلم وهي عند الترمذي وأحمد والنسائي والخصائص وغيرهم و هي التي فيها ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) . ) فهذا حديث صحيح عند الترمذي وأحمد إذ لا يلزم أن يكون الحديث الصحيح فقط عند مسلم والبخاري
القسم الثالث : زيادة أخرى عند الترمذي وأحمد وهي ( اللهم والي من ولاه وعاد من عاداه) . أما زيادة ( اللهم والي من ولاه وعاد من عاداه) فهذه إختلف فيها أهل العلم , هناك من أهل العلم من صححها وهناك من ضعفها حتى الأولى قوله( من كنت مولاه فعلي مولاه ) هناك من ضعفها كإسحاق الحربي وبن تيمية وبن حزم وغيرهم
القسم الرابع : وهي زيادة عند الطبراني وغيره (وأنصر من نصره وأخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار ) وهي الزيادة الأخيرة فأنها كذب محض على النبي صلى الله عليه وآله وسلم . ثم ان تفسير كلمة مولاه من قبل الشيعة على انه الحاكم فهذا ليس بصحيح المولى لها معاني عديدة مثلا المحب بدليل قوله بعد ذلك (اللهم وال من والاه وعادي من عاداه) والمعنى واحد من قوله (من كنت مولاه فعلي مولاه) . كما يقول بن الاثير تقع هذه الكلمة على الرب والمالك والمنعم والناصر والمحب والحليف والعبد والمعتق وبن العم والصهر . لو كان النبي يريد ان يكون عليا خليفة من بعدة لقالها بصراحة واضحة وليس بكلمة تحتمل معاني عديدة ، وثم ان كلمة المولى لاتعني الحاكم بدليل قول الله تعالى (فاليوم لايؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير ) سماها مولى وذلك لشدة الملاصقة والقرب . ولذلك يقول عالمهم النوري الطبرسي ( لم يصرح النبي لعلي بالخلافة بعده بلا فصل في يوم غدير خم واشار اليها بكلام مجمل مشترك بين معان يحتاج الى تعيين ماهو المقصود منها الى قرأئن) فصل الخطاب ص 205 و 206 . اذا كان هذا هو قول عالمهم الكبير الطبرسي فكيف بعد ذلك يقال ان هذا الحديث نصعلى خلافة علي بعد النبي (ص) ..نقول لو كان النبي صلى الله عليه وسلم يريد خلافة علي كان يقول هذا في يوم عرفه الحجاج كلهم مجتمعون , هناك يقول هذا الكلام صلوات الله وسلامه عليه , حتى إذا غدر أهل المدينة شهد له باقي المسلمين من غير أهل المدينة , هم يقولون النبي كان خائفاً !! أن يبلغ هذه الخلافة , يخاف أن يُرَد قوله من قبل الصحابة واهل المدينة ، وان يرفضوا خلافة علي عليهم . لماذا يخاف النبي صلى الله عليه من الصحابة واهل المدينة
.(.راجع المصادر الشيعية التالية فقد جاء فيها قصة الغدير بحذافيرها . الارشاد 89 ، اعلام الورى 137 ، الكافي 2-233، امالي الطوسي 252 ، البحار 21-373 و383 و 384 و360 . امالي الصدوق 348 ، المناقب 2-110 ، الطرائف 35 ، العمدة 45 . )
وهكذا نتوصل لحقيقة قصة يوم الغدير بحذافيرها ، ونرى ان اساس المشكلة هو ان عليا حصلت بينه وبين الجيش الاسلامي العائد من اليمن مشاحنات بسبب نكاح الوصيفة ، ومنعهم من ركوب ابل الصدقة ، واسترجاعه الحلل ، حتى اذا لحقوا برسول الله (ص) بعد مرجعه من الحج اكثروا من الشكوى من علي بغير حق ، مما اضطر النبي ان ينزل في ذلك الموضع وفي ذلك الجو الحار ويبريء ساحة علي . فلا علاقة لما حدث بموضوع البيعة او الخلافة والولاية لعلي لا من قريب ولا من بعيد . الا ان الشيعة قاموا بتضخيم هذه القصة وجعلوا من الامامة اصل من اصول الدين من جحده كفر . فيرى الكليني عن ابي عبد الله انه قال ( كان امير المؤمنين اماما من انكر ذلك كمن انكر معرفة الله معرفة رسوله ) اصول الكافي (185-1) وفي رواية اخرى عنه قال ايضا ( لايسع الناس الا معرفتنا من عرفنا كان مؤمنا ومن انكرنا كان كافرا ) 187-1 . وقد قال الزنجاني ( ان مرتبة الامامة كالنبوة) عقائد الامامية ص 75 . وصرح ايضا ابن المطهر الحلي ( الامامة لطف عام والنبوة لطف خاص وانكار اللطف العام شر من انكار اللطف الخاص ) الالفين ص 3 .
هذا البياضي مثلاً عالمهم الشيعي يقول: ( إن علياً لم يذكر النص للصحابة على نفسه لسببين , لو ذكر ثم أنكروه لكفروا ولم يرد ذلك , أنهم قصدوا في الشورى تقديم الأفضل فشارك ليعترفوا بأنه الأفضل فقط ) إذاً هذا البياضي يعترف أنه ما فيه نص لعلي , علي لم يذكر النص لنفسه فكيف يكون ذُكر النص لأحد عشر من ولده , وإذا كانت الإمامة نصاً في الإثني عشر هؤلاء لماذا تنازل الحسن لمعاوية وهو إمام منصوص من عند الله تبارك وتعالى لماذا تنازل يقولون لأن الإمامة ليست في الحكم ليس الحكم شرطاً يمكن أن يكون إمام وليس بحاكم , إذاً لماذا خرج الحسين على يزيد , كان الحسين إمام وليس بحاكم لماذا خرج على يزيد ؟! إذا كانت القضية الإمامة لا شأن لها بالحكم أو لايلزم من الإمامة الحكم . وثم ايضا لماذا خرج الحسين على يزيد ولم يخرج على معاوية ؟ , مع أنه عاش خلافة معاوية بعد موت الحسن إحدى عشرة سنة بعد الحسن الذي توفى عام 49 , سنة 49 . وأنتهت خلافة معاوية سنة 60 , من سنة 49 إلى سنة 60 الحسين لم يحرك ساكناً ضد معاوية وإنما خرج على يزيد ولم يخرج على معاوية . ولماذا تنازل الحسن لمعاوية والإمامة نص للأثني عشر ؟! , إما أن نقول إن فعلهم خطأ وإما أن نقول أنه لا يوجد نص وهذا هو الصحيح إنه لا يوجد نص صحيح على شيء إسمه إثني عشر .إذاً كان الأمر شورى كما قال علي رضي الله عنه : ( إنما الشورى للمهاجرين والأنصار فإن إجتمعوا على رجل وكان لله إماماً كان ذلك لله رضا ) نهج البلاغة ص 367 .
وقال : ( بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد ) نهج البلاغة ص 366 .وقال كذلك لمن جاءه يطلبه أن يكون خليفة قال : ( دعوني وألتمسوا غيري فإننا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول وإن تركتموني فإني كأحدكم ولعلي أسمعُكم وأطوعُكم لمن وليتموه أمركم وأنا لكم وزيراً خير لكم مني أميراً ) نهج البلاغة ص 336 .. يغش الناس ؟ لا والله ما يغش الناس رضي الله عنه وأرضاه .
سنحاول هنا ان نقدم اهم التناقضات فى هذا الشان.
1- ان هذا الجمع من الصحابة الذين كانوا فى حجة الوداع مع النبى لم يقل احد منهم بوصية الله للامام على بالخلافة لا فى عصر النبى ولا يوم السقيفة الذى تمسك فيه المهاجرون بأحقيتهم فى الخلافة وتمسك الانصار بذلك ولم يقل احد بحديث غدير خم ولاغيره بما فى ذلك الامام على وال البيت.
2- الزعم بان الامام على كان مكرها يتنافى مع القول بعصمته ويتناقض مع الواقع لان اخرين قد طلبوا الخلافة لقومهم ولم يسكتوا فكيف بمن يعتقد انه معصوم وانه امين من الله على هذا الامر فأين هى تلك القوة الالهية التى خلع بها باب خيبر ؟ حسب اعتقادهم ! فعدم مطالبته بما اؤتمن عليه فى هذه الرواية دليل على عدم ثبوتها وعدم صحتها اذ لو كان قد اؤتمن على هذه الرسالة ماسكت ومن يقول انه سكت خوفا فهو بهذا ينفى العصمة فاذا كان عليا معصوما وله خاصية تخصيص عموم القران فقوله وفعله بمثابة رواية عن النبى بدون حاجة الى وجود رواة بين هذا المعصوم والنبى. ولهذا انكر الامام موسى الموسوى فى كتابه الشيعة والتصحيح صفحة 10 حديث الغدير والقول بالعصمة حيث قال ) لم تظهر هذه الروايات الا بعد غيبة الامام الثانى عشر(.
3- كما ان هذا المعتقد يسىء الى الامام على لانه ينطوى على اتهامه بخيانة الامانة التى اسندها الله تعالى اليه فيبطل ادعاء المؤلف باكراه على بقبول زواج ابنته من عمر وهذه اساءة للامام على كما قال المؤلف القزوينى انه سكت بخلافة ابى بكر لكونها سبيلا وسببا الى خلافته وهذا هو الاخر دليل على عدم وجود نص من الله بتعيين الائمة بعد النبى.
4- ان روايات كتب التفسير بما فيها تفسير التبيان للطوسى وهو من علماء الشيعة تشير الى ان هذه الاية وماقبلها وبعدها نزلت فى شأن اليهود والنصارى والسياق القرانى لفضا ومعنى يدل على ذلك كما قال الطوسى عن ابن عباس رضى الله عنهما )ان كتمت اية مما انزل اليك فما بلغت رسالته والايات التى انزلها الله ثابتة فى القران وسياقها خاص بأهل الكتاب.
5- ان من يقول بصحة حديث غدير خم يطعن فى الخلفاء الراشدين وكبار الصحابة بل ويرميهم بالخيانة والكفر وهو لايجهل ان هؤلاء قد اتخذهم النبى رسلا له وقوادا. وكان القران يتنزل على النبى وكان يكشف المنافقين فلو كان كبار الصحابة من المنافقين او خافوا النبى مانسى الخالق العليم ان ينبه النبى الى ذلك ليعزلهم ويحذر منهم. وبناء عليه فان من يدعى تواتر حديث الغدير ويتهم صحابة رسول الله بكتمانه وخيانة الامانة بذلك انما يخالف القران الكريم الذى وثق هؤلاء وزكاهم كما انه يتهم ال البيت بخيانة هذه الامانة لعدم اظهارها هذا الحديث جدلا وذلك لانتفاء عذر اخفائه حيث ان عصمتهم توجب ان يبلغوه وريخشوا احدا وثم خلافة الامام على وله القوة فى ذلك ثم مبايعة المسلمين للحسن والحسين يسقط كتمان مثل هذا الحديث ان وجد فلو كانت وصية النبى الواردة فى هذا الحديث قد نزل من جبريل لو كان ذلك صحيحا ماتخلف ائمة اها البيت عن الجهر بها بل ماتخلف احد من الصحابة عن التمسك بها فدل ذلك على عدم ثبوتها.
6- ان الوصية التى قيل انها فى امامة الاثنى عشر وعلى راسهم الامام على جاء فى بعض مصادر الشيعة ماينقضها فقد روى اليعقوبى فى كتابه تاريخ اليعقوبى المجلد الثانى صفحة 187 ( الائمة من قريش خيارهم على خيارهم وشرارهم على شرارهم ) بل ان الامام على قد نقل عنه ماينفى هذه الوصية اذ يقول ( اما ان يكون عندى عهد من رسول الله فلاوالله ولكن لما قتل الناس عثمان نظرت فى امرى فاذا الخليفتان اللذان اخذاها من رسول الله قد هلكا ولاعهد لهما واذا الخليفة الذى اخذها بمشورة المسلمين قد قتل ) وكما جاء فى نهج البلاغة ( اترككم كما ترككم رسول الله )( انالكم وزير خير لكم منى امير ) ورواية اليعقوبى ( الائمة من قريش ) هى بذاتها ماوروتها كتب السنة المعتمدة وهى لاتحدد اشخاصا بأسمائهم كما جاء فى رواية حديث غدسر خم.
7- ان مصادر الشيعة تؤكد واقعة التحكيم بين امير المؤمنين على وبين معاوية بن ابى سفيان ولم تنكر هذه المصادر قبول على للتحكيم وكانت معه الاغلبية الساحقة من المسلمين وهذا دليل وتأكيد على انه لم يكن لديه وصية من الله او من رسول الله بالخلافة او الامامة لان قبول التحكيم هو تفريط لهذه الوصية وخيانة لها وعصيان امر الله ورسوله فلو كانت هذه الوصية لدى على لكانت هى حكم الله الواجب ان يتمسك به وكانت هى الحجة الدامغة فى مواجهة دعاة التحكيم. وامير المؤمنين على لم يقل بالحق الالهى الوارد فى كتب الشيعة بل قال ( بايعنى القوم الذين بايعوا ابا بكر وعمر وعثمان فلم يكن للشاهد ان يختار ولا للغائب ان يرد انما الشورى للمهاجرين والانصار ) نهج البلاغة. لهذا حاول الدكتور موسى الموسوى الحاصل على اجازة الاجتهاد من المرجع الدينى للشيعة رئيس الحوزة الدينية فى النجف الاشرف الامام محمد بن حسين كاشف الغطاء حاول تصحيح مالدى الشيعة بكتابه ( الشيعة والتصحيح ) صفحة 14 فأوضح انه بعد الاعلان الرسمى لغيبة الامام المهدى عام 329 هجرية بدأ الانحراف فى الفكر الشيعى وظهرت الاراء القائلة بان الخلافة هى بالتعيين من الله وبالنص الالهى وان الصحابة ماعدا قليل منهم خالفوا هذا النص بانتخابهم ابا بكر وهكذا تكونت عقيدة الشيعة الجعفرية فى الخلافة وامامة الامة ان رئيس المسلمين لايختاره المسلمون بل قد عينه الله تعالى سلفا وان هذا الاختيار من الله قد انحصر فى اثنى عشر اماما اولهم على واخرهم محمد المهدى الذى اختفى فى سرداب فى سامراء ولهذا فهم لايعترفون بغير هذا الامام ولايسعون الى اختيار رئيس للدولة حتى يظهر الامام الغائب والذى يدعون الله صباحا ومساء ان يفك اسره ويعجل فرجه كما كان يفعل حكام الكويت ويدعون الله فى فك اسراهم من السجون العراقية ويقولون ) اللهم فك اسرانا من السجون العراقية ) وهم يعلمون ان لايوجد لهم اسرى فى العراق وهى كلمة حق يراد بها باطل. والشيعة يفعلون ذلك كل يوم لانه لايوجد من ينوب عن الامام الغائب المنوط به امور الدين والدنيا حسب معتقد الشيعة وقد حاول الشيعة تغير هذه الفكرة عند وصول الخمينى الى السلطة فى ايران فجاء بفكرة ولاية الفقيه التى مارسها الامام فترة من الزمن ثم رجعوا عنها بعد موت الخمينى ورجعوا الى فكرة عدم التدخل بسلطة الامام المختفى.
8- وهذا الامام الحسن بن على وهو الامام الثانى من الائمة الاثنى عشر وعندما اراد اهل العراق منه ان يستمر فى الحروب مع بنى امية رفض ذلك وتنازل عن حقه حقنا لدماء المسلمين وكا قد بايعه اربعون الفا لقتال معاوية عندما قامت الحرب بينه وبين معاوية وتبادلا الرسائل ليقنع كل منهما الاخر فى احقيته بالخلافة . الامام الحسن فى هذه الرسائل التى اوردها الاصفهانى الشيعى لم يشر من قريب او بعيد الى حديث غدير خم بل انتهى مختارا الى نتيجة تنقض هذا الحديث فقد جاء فى كتاب مقاتل الطالبين للامام ابى الفرج الاصفهانى صفحة 55 مايلى ( فعلى الرغم من كثرة انصاره واتباعه وعجز معاوية عن هزيمته فقد تنازل عن الخلافة لمعاوية . والامر الاخر ان كتاب الصلح الذى وجهه الى معاوية ورد فيه ( وليس لمعاوية ان يعهد الى احد من بعده بل يكون الامر من بعده شورى بين المسلمين ) وقد صدق رسول الله اذ نبأنا بذلك قبل وفاته وقبل هذه الاحداث بسنوات كثيرة فقد روى البخارى والترمذى عن ابى بكرة قال سمعت النبى على المنبر والحسن الى جنبه ينظر الى الناس مرة واليه مرة ويقول ( ابنى هذا سيد ولعل الله ان يصلح به بين فئتين من المسلمين ) وفى رواية الترمذى ( ان ابنى هذا سيد يصلح الله على يديه فئتين عظيمتين ) وتحققت نبؤة النبى فلم يستجب الامام الحسن لتحمس اهل العراق فى ان يحارب معاوية وتنازل له وشرط عليه ان يلتزم بالقران والسنة وكان ذلك عام 40 هجرية وسمى هذا العام بعام الجماعة. وهذا معتقد اهل السنة وهو ان الامامة والخلافة شورى بين المسلمين وغير محصورة فى الائمة الاثنى عشر او اى فرد من افراد المسلمين. وثم اين هو علم الغيب الذى استأثر به الامام الحسن وباقى الائمة من بعده عندما سلم معاوية الخلافة الى ابنه يزيد ولم يجعلها شورى بين المسلمين لو كان للامام الحسن عنده علم الغيب بما سوف يحدث لما تنازل للخلافة الى معاوية ولما كتب له هذا التنازل على شرط على ان لايعهد الى احد من بعده . والامام الحسن فى هذه الرسائل لم يعلل طلب الامامة لنفسه بوصية النبى ولا بحديث غدير خم بل طلب البيعة والطاعة له حتى يحقن دماء المسلمين وفى رسالة معاوية كان الرد انه الاكبر سنا والاقدم تجربة والاكثر سياسة والاطول ولاية . ويؤكد ذلك ايضا ان الامام الحسن له الغلبة والاغلبية وقد عرض مختارا ومتطوعا ان يتنازل عن الخلافة لوحدة صف المسلمين حتى لو لم تكن معه الاغلبية وكان الواجب على الامام الحسن ان يتمسك بالخلافة اذا كانت لديه الوصية التى تتحدث عنها كتب الشيعة . )أرى والله معاوية خيراً لي من هؤلاء، يزعمون أنهم لي شيعة، ابتغوا قتلي وأخذوا مالي، والله لأن آخذ من معاوية ما أحقن به من دمي وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني فيضيع أهل بيتي، والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوا بي إليه سلماً، ووالله لأن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير) (الاحتجاج 2/10)!!!!!
.وبهذا يتضح انه يصعب تطبيق مذهب الشيعة الجعفرية فى مسألة الامامة ويزيد من هذه الصعوبة لدرجة قد تبلغ حد الاستحالة انه طبقا للمذهب الشيعى فان الامام هو امام لجميع المسلمين فى العالم وليس للشيعة فقط ولهذا فلو ظهر الامام الغائب جدلا او لو اتفق الشيعة على امام ينوب عن الامام الغائب فلن يقبل ذلك اكثر المسلمين والبلاد الاسلامية . لهذا فانه من الناحية العملية لايمكن تطبيق هذا المعتقد الشيعى واعتبار الامام لديهم اماما لجميع المسلمين. وتصبح نظرية الامامة فى الفقه الشيعى مسألة تاريخية انتهت بوفاة الحسن العسكرى وهو الامام الحادى عشر عند الشيعة.
9- ان جميع الفرق الاسلامية تؤمن بان الرسول عندما اختاره الله وانتقل الى رحمة ربه لم يرشح احدا ليخلفه فى رئاسة الدولة من بعده وترك هذا الامر للشورى بين المسلمين وقد اختلف الصحابة فى شخص من يتولى الخلافة ورشح الانصار منهم اميرا ورشح المهاجرين كذلك ورشح العباس بن عبد المطلب عليا حيث قال ( اعطنى يدك لابايعك حتى يقول القوم عم رسول الله بايع ابن عم رسول الله ) حتى حسم عمر بن الخطاب هذا الامر بترشيح ابى بكر الصديق وبايعه فبايعه المسلمون. فقد قال رسول الله وحكم ببطلان البيعة للامير والخليفة بغير مشورة ورضا من الامة فقال ( من بايع رجلامن غير مشورة المسلمين فانه لابيعة له ولا الذى بايعه ) وجعل الترجيح للاغلبية فقال (عليكم بالسواد الاعظم ) وقال الغزالى ( الامام من انعقدت البيعة من الاكثر ) .
10- وبما ان الامامة جعلت اصلا كالنبوة او اعظم فيجب ان تثبت اولا بنص صريح في ايات القرأن الكريم قبل التأكيد في اثباتها اعتمادا على الروايات الشيعية . فالقرأن الكريم يحتوي ايضا على ايات متشابهات يحتمل وجهين ، فأذا كانت الامامة من اصول الدين حسب مايزعم الشيعة فيجب ان يكون الاصل من قسم الايات الصريحة المحكمة ، لان سبحانه تعالى ذم اتباع المتشابهة والاعتماد عليه ( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ماتشابه منه ) ال عمران 7 . وهكذا نجد ان اصول الدين محفوظة عن الخطأ والتحريف بالايات الصريحة . ومن هنا نرى ان الامامة تفتقر للنص القرأني فأذا كانت الامامة كالنبوة فيجب ان تثبت بالنصوص القرأنية الصريحة . فليس هناك أي اية قرأنية واحدة تصرح عليا هو الامام ومن بعده يأتي احد عشر اخرين مسمين بأسمائهم ، اذ امامة كل امام يجب ان ينص عليها بالاسم الصريح .
11- ان القرأن الكريم ذكر في ايات صريحة عدة بيعات دونها في المنزلة من بيعة يوم الغدير كبيعة الرضوان تحت الشجرة ، وبيعة النساء ، فلماذا لم يذكر الله بيعة غدير خم ويرضى عنها ، كما رضى عن بيعة الرضوان ( لقد رضى الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة ) الفتح 81 .
12- ثم اذا كان الامر مهما ومن اصول الدين او متعلقا ببيعة على خلافة وامامة لكان الاجدر بالرسول محمد (ص) ان يبلغ المؤمنين على عرفة ايام الحج ، اما الذهاب الى ذلك المكان البعيد حيث ان غدير خم يبعد عن مكة 160 كم وهي مكان التقاء الجيش المتذمر من علي قدموا لاعلان الشكوى للنبي . ولكن ذهاب الرسول الى ذلك الموقع البعيد بسبب طاريء استدعى ذلك ولايحتمل تاجيلا ، وهذا السبب يبترونه الشيعة ولايذكرونه . فهم مشهورين في بتر الرواية ولايذكرون مقدماتها حتى لايعرف السبب فتبطل حجتهم .
13- اما قول الرسول ( من كنت مولاه فعلي مولاه) فلا علاقة له بالامامة لان المولى لفظ مشترك يحتمل عدة معان ، منها السيد المطاع الامير القائد ، فهو مشتبه ، والاعتماد على المتشابه ممنوع بنص القرأن الكريم ، لاسيما في اصول الدين . والمعنى المقصود ان النبي محمد (ص) اراد ان يثبت للمؤمنين انه من كان يعتقد ان لي عليه حق الطاعة فعليه بطاعة من وليته عليه فكيف جائز منازعته ، ومنازعة الامير منازعة لمن امره وهو الرسول الكريم .
14- عندما قال الرسول (ص) تركت فيكم كتاب الله وعترتي فأن الشيعة تحمل هذا الحديث مالاتحتمل . فقد كان الحث على التمسك بكتاب الله تعالى ، وثم حث الخلفاء والولاة من بعده على رعاية اهل البيت ، لانه كان يعلم ان الولاية والخلافة ستكون لغيرهم ، ويكونون رعية لهم فأمر بالرفق بهم والعناية بهم وتوقيرهم ومعرفة قدرهم ومنزلتهم عند رسول الله . والشيعة يتمسكون بالاية القرأنية ( واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنطقونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا ) النساء 83 ويفسرون اولى الامر الذين الزمنا الله بولايتهم وطاعتهم هو علي والائمة من بعده ، كما جاء حديث الرسول في غدير خم ( ان كنت مولاه فهذا علي مولاه ) فأن ولاية علي فرض من الله وهي محبته وطاعته واتباعه .
اذا كانت ولاية علي فرض من الله فأن المؤمنين والمؤمنات بعضهم اولياء بعض وولايتهم ومحبتهم واتباعهم فرض من الله . فقد قال رسول الله محمد (ص) لعلي بن ابي طالب ( انت مني وانا منك ) ولزيد بن حارثة ( انت اخونا ومولانا ) صحيح البخاري حديث 2699 . فعلي مولانا وزيد مولانا وجميع المؤمنين هم اولياؤنا ، ومن يقول غير ذلك فهو كذب محض وضحك على الذقون . فرب العزة اعطانا اوصاف ولاة الامر ولم يعطينا اسماءهم .
15 - بعد أن بويع علي بن ابي طالب وحصلت البيعة له ابتدأ الانقسام بين المؤمنين بسبب مقتل الخليفة عثمان ومطالبة السيدة عائشة زوجة الرسول من الخليفة علي بمعاقبة القتلة الذين هم في صفوف جيش علي ، وجمع علي جيشه بعد موقعة الجمل لمحاربة معاوية بن ابي سفيان والي بلاد الشام لامتناعة عن مبايعة ومناداته بأخذ ثأر عثمان فحصلت بينهما وقعة صفين ، وبعدها اتفق علي مع معاوية على أن يعين كل منهما حكما من طرفه ليفصلا الخلاف ، وكان ابو موسى الاشعري من طرف علي وبالنيابة عنه وعمرو بن العاص بالنيابة عن معاوية ، واتفقا على أن يعزل كل منهم موكله وينتخب المسلمون من يرونه كفؤأ ، وحسب هذا الاتفاق قام ابو موسى الاشعري في الجمع وقال ( قد خلعت عليا ومعاوية فاستقبلوا امركم وولوا عليكم من رأيتموه لهذا الامر اهلا) ثم قام عمرو وقال (أن هذا قد قال ما سمعتم وخلع صاحبه واني اخلع صاحبه كما خلعه واثبت صاحبي ) ومن خلال هذه الحادثة نوجه السؤال إلى أهل التشيع لعلي اذا كانت الولاية بأمر الله وركن من اركان الإسلام فكيف يوافق علي بأمر التحكيم ، أليس هذا عصيان لاْمر الله ؟ لو درسنا سلوك الناس في ذلك الزمان لوجدنا كل قائد أو امير يريد الخلافة لنفسه ، وليس الحسين وحده هو الذي ادعى الحق بالخلافة بل ادعاها ابن الزبير أيضا مما يدل على أن معظم الناس أصبحوا يفهمون الخلافة ملكا وامرة عن غلب . ومن هنا ندرك أن الاوائل من المسلمين كانوا يفهمون أن الخلافة ملكا لمن غلب .
اود ان اقول ان كل رجال المذهب الشيعي لايجادلون الطرف الاخر ويستندون على احاديث صحيحة بل بالعكس يستندون في ردودهم على احاديث ضعيفة او مدسوسة ظهرت بعد وفات الرسول بزمن طويل ، وعندما ندرس سند هذه الاحاديث سنجد ان الرواة كلهم مشهورين بالكذب ، ومن المتعصبين لمذهبهم ، أي ان احاديثهم بدون اوراق رسمية مختومة من كاتب عدل ذلك الزمان ومصدقة عند الائمة بأقوالهم . ان الروايات التي ذكرت بالتمسك بأهل البيت خاصة ليس فيها رواية صحيحة ، فقد ذكر هذه الروايات ثلاثة ضعفاء عطية العوفي او القاسم بن حسان او زيد بن الحسن الانماطي الكوفي . فكيف يمكننا ان نصدق هذه الاقوال والاعتماد عليها ، ومنها ظهرت في زمن الفتنة بين علي ومعاوية كرم الله وجههم اجمعين ؟؟ . ففي هذه الفتنة ظهرت الاحاديث بين الطرفين تتشاجر وهي تحمل السيوف ، وكل طرف مقاتل يدافع عن وجهة نظره .
واقول حول حديث غدير او عيد خم كان يتواجد في يوم الخطبة اكثر من عشرين الفا من المؤمنين ، سمعوا حديث الرسول وكل واحد منهم واستوعبوها بالكامل ، وربما نسى بعضهم باقي فقرات الحديث ، لانه مع الاسف الشديد لم تكن هناك مكرو فونات ومسجلات حتى يمكن تسجيل الخطبة بحذافيرها ، ولكن اذان بعض المؤيدين لعلي بن ابي طالب ذات حساسية شديدة التقطت الهمسات فسمعت مجمل الخطبية من البداية حنى النهاية وحفظتها عن ظهر قلب او بالاحرى تم تخزينها في جهاز الكومبيوتر المتطور في ذاك العصر في عقولهم . وبعد وفاة الرسول ارتد هولاء المؤمنين البالغ عددهم 120 الف عن الاسلام وقاموا بسرقة الشريط المسجل من الامام علي ، واصبح بدون حجة لاثباب ان منصب الولي هو منصب الهي منصوص في القران الكريم ، وبعد موت علي بعدة سنوات اكتشف عن طريق الصدفة نسخة من هذه الخطبة مكتوبة بحذافيرها في كتاب الكافي .
اعود الى هؤلاء المؤمنين وكثرتهم الهائلة قد سمعوا الحديث من فم الرسول الكريم ثم كتموه هل خوفا من ابو بكر وعمر وعثمان ام ان النفاق قد طغى على قلوبهم واصبحوا كلهم من المؤلفة قلوبهم ، ؟ وبقي عليا وانصاره ثابتين في مواقفهم ، يدافعون عن الاسلام وكتاب الله واياته التي حذف منها عثمان اية الولاية . على كل حال ان القرأن الاصلي الذي نزل على نبينا محمد محفوظ عند فاطمة الزهراء وهو يعادل عشرة مرات القرأن الحالي ( قرأن النواصب )، وسوف ينزل مع المهدي الغائب في السرداب اخر الزمن . ولكن لماذا خان الامام علي الامانة التي ائتمن بها من الله ؟
لماذا لم ينفذ امر الله اذا كانت هناك حقا وصية اوامر من الله لرسوله بولاية علي من بعده ؟ واذا كان علي قد تحمل خيانة الغير وغدرهم به وسرقة الخلافة منه ، وطار الملك من بين يديه ، فلماذا سلم امره لهم وبايعهم على الخلافة ، فهل هذا خوفا منه وجبنا ، وهو ذلك الشاب المؤمن الشجاع ، ومحطم باب خبير ، أي بالاحرى كان هرقل الجبار في زمانه . وكيف اذن بايعهم على السمع والطاعة ، وهو لايتحمل خيانة بعد ان غدر الاخرين به ، فهو هنا اذن قد تحمل خيانة وعدم اطاعة اوامر الله ، فأيهما اشد خوفا ، هل خوف الانسان من اخيه الانسان وممارسة التقية بسبب هذا الخوف ؟ ، ام الخوف من الله الشديد العقاب ؟ لقد كان على الخليفة او الامام او الولي عليبن ابي طالب ان يمارس القوة او القيام بأنقلاب عسكرى على الصحابة الذين اختطفوا الخلافة منه ، لتنفيذ اوامر الله . وبعد كل هذه الحجج فهل يتقبل عقل المؤمن في استيعاب مقولة ان علي خاف على حياته من القتل بعد ان دفع عمر بفاطمة بنت الرسول بقوة واجهضت ، ولم يتحرك علي للدفاع عن المظلومة فاطمة الزهراء . فكيف يخاف عليا من عمر بن الخطاب وقد جاء في كتبكم ان عمر تخاصم مع علي مرة من المرات ، فرفع الامام السيف بوجه عمر فأنقلب السيف الى افعي ضخمة شبيهة بأفعي موسى بأمر من الله . واخذ عمر يتوسل بعلي طالبا الرحمة والمغفرة وماشابه من تلك القصص والاساطير التي كنا نسمعها من عقول امهاتنا ونحن اطفال . فربما عقول محبي اهل البيت يصدقون بهذه الخزعبلات المحشوة في كتبكم المعتبرة بأن سيف علي البتار انقلب الى افعى بأمر من الله ، وان كل المؤمنين بعد وفاة الرسول خانوا العهد الالهي والامانة لعلي التي سمعوها من الرسول محمد (ص) واصبحوا من المرتدين عن الاسلام الا ثلاثة انفار من جماعته .
اسأل مرة اخرى كيف يعصي الخليفة علي امر الله اذا كان هناك حقا امرا من الله بولايته والوجب تطبيقه ؟ . مع العلم ان عليا كان من افقه زمانه ومن المتشددين بأمور الدين ، لو كان يعيش هذا الزمان لكان هو امير القاعدة بدلا من ابن لادن . لقد قال الرسول ان المؤمنين كأسنان المشط ، اذن حسب قول الرسول فأن مقام علي ليس بأعلى من مقام باقي المؤمنين الا بالتقوى . فهل كان عليا من اشد المتقين عند الله من باقي الصحابة والمومنين ؟
ارجع واقول مرة اخرى لقد وضعت احاديث كثيرة مطعونة في مصداقيتها من قبل المتعصبين لهذا المذهب . فكل هذه الاحاديث التي ادخلوها في كتبهم المعتبرة والتي افتروها على رسول الله رويت جميعها في الصحيحين وسائر المراجع المعتبرة والمعتمدة عند اهل السنة والجماعة ، وهي احاديث واصول اسلامية قطعية نطق بها الرسول ولا تقبل النقد والتجريح والافتراء والتحريف او الجدل . ولكن مع الاسف علماء الشيعة نشروا بين اتباعهم كثيرا من الاحاديث الضعيفة المنسوبة لعلي على انه قد سمعها من الرسول بدون اثباب ودليل ، وعندما نناقشهم بأثبات الدليل يقولون لنا وهل علي كاذبا وقد سمعها من الرسول بنفسه . رواة أحاديث الشيعة الكبار ينسبون احاديث ملفقة عن جعفر الصادق . وهذه هي أسمائهم :( عمار الساباطي , عبد الله بن أبي يعفور , أبان بن تغلب , هشام بن الحكم , جميل بن دراج , هشام بن سالم , محمد بن نعمان وظف إليهم زرارة فقد كتب الكشي عن هؤلاء ماذا يكونون في رواة الشيعة ؟ ‍( . كل هؤلاء يضيعون بعد جعفر الصادق لا يدرون إلى أين يتوجهون لماذا ؟ لأنه ما توجد مثل هذه الروايات كلها روايات متأخرة موضوعة كُذبت بعد ذلك . وهذا الاحاديث المطعون بصحتها انتشرت بمرور الزمن بين المتشيعين لهذا المذهب فتقبلوها بالرضا ، وعلى اساسها اصدوا فتاويهم الدينية . لقد درس علماء السنة تاريخ هؤلاء المؤلفين لهذه الاحاديث فوجدوا انهم من اشد الكذابين والمتعصبين لمذهبهم . وللحقيقة ان الاحاديث المزورة التي نسجت وطرزت واخرجت عن الرسول كان لها هدف سياسي وليس ديني وايماني ، لتوضيح وجهة نظر كل طرف بين معاوية وعلي . وهكذا انتشرت هذه الاحاديث السياسية بمرور الزمن بين البسطاء من المسلمين .
اقرأ سنن (مستدرك الصحيحين 1 صفحة 96 كتاب العلم باب عليكم بسنتي وسنة الخلفاء من بعدي .
سنن الدارمي 1 صفحة 57 المقدمة 16 باب اتباع السنة ح 95.
سنن ابن ماجة 1 صفحة 15 المقدمة باب 6 اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين .
وملخص القول ان هذه الاحاديث المزورة التي يتشدق بها الشيعة والمنسوبة زورا على الرسول الكريم وائمتهم وخاصة الإمام جعفر الصادق اراد الوضاعين من وراءها تقديم فضائل علي والأئمة الباقين على باقي الخلفاء الراشدين ، وان يرفعوا رتبتهم ويقربوها الى النبوة ويشركونه مع النبي في مسألة الوحي . ويمكن القول ان هناك بضع اسباب دعتهم لنشر اكاذيبهم ، منها انهم يريدون ان يطفئوا نور الله والله متمم نوره ، وان بعضهم جهلة تلاعب كبارهم بصغارهم فحشوا في عقولهم اكاذيب لاصحة لها بدعوى الحفاظ على الدين . وان هؤلاء اتوا من اصول يهودية ومعروف اصلهم ونسبهم . ويذكر المقريزي في ( الخطط -356- 357 ) والمعروف عن المقريزي بميوله الشيعيه – أن أبن سبأ هو اول من احدث في زمن علي رضي الله عنه القول بوصيه الرسول صلي الله عليه وسلم لعلي , واحدث القول برجعته بعد موته الي الحياه الدنيا ويري الشيعه ان الحكم لو كان بيد علي وذريته لاكل الناس من فوقهم ومن تحت ارجلهم لبنا وعسلا . والتاريخ يشهد بخلاف ذلك , فمده خلافه علي دامت حوالي خمس سنوات مضت كلها في صراعات دمويه راح ضحيتها الوف من المسلمين , في حين لم يتجاوز عدد شهداء المسلمين في جميع غزواتهم مع الحبيب المصطفي عده مئات من الشهداء .
وقد خطرت على عقول رجال الشيعة في نسج كثيرا من الاحاديث المزورة ونسبوها إلى علي بن ابي طالب والامام جعفر الصادق بعد وفاته ، لأنه بالكذب والتلفيق يمكن نشر المذهب الشيعي بين العامة والبسطاء من الناس . فمثلا دجالهم الكبير المسمى محمد بن يعقوب الكليني كان يعرف اسلوب كتابة الاحاديث المنمقة وينسبها إلى الإمام جعفر الصادق حتى يصدقه الناس ، ويذكر انه عرض كتابه علي الامام جعفر الصادق فأقره ومدحه – ان ابا جعفر قال : بني الاسلام علي خمس : الصلاة والذكاه , والصوم والحج والولايه ولم ينادي بشئ ما نودي بالولايه يوم الغدير ( الكافي في الاصول –باب دعائم الاسلام ص20 ) . ورووا عن ابي عبد الله أنه قال : ولايتنا ولايه الله التي لم يبعث نبيا قط الا بها ( بصائر الدرجات باب 9 ج2وايضل كتاب الحجه من الكافي للكليني ) وزعموا كذبا وبهتانا أن علي ابن ابي طالب قال : ان الله عرض ولايتي علي اهل السماوات وعلي اهل الارض , أقر بها من أقر , وانكر من انكر , انكرها يونس(عليه السلام ) فحبسه الله في بطن الحوت حتي اقر بها ( بصائر الدرجات ) ولماذا ينكرها نبي الله يونس اذا كان الله عز وجل حقا قد امره الاقرار بها . وحرص الشيعه علي مسأله الولايه شديد فلن تتحقق مساعيهم الارتزاقيه والعدائيه للاسلام واهله , بالامور التعبديه من صلاه وزكاه ,وانما بالسلطه والولايه والنفوذ . ويقصرون معرفه الله وعبادته علي من عرف الامام من الشيعه ! وينسبون الي جعفر انه قال : انما يعرف الله عز وجل ويعبده من عرف الله وعرف امامه منا اهل البيت , ومن لم يعرف الله عز وجل ولا يعرف الامام منا أهل البيت , فأنما يعرف ويعبد غير الله ( كتاب الحجه من الكافي –باب معرفه الامام ) ويزعمون ان الله أخذ ميثاق النبيين علي ولايه علي وأخذ عهد النبيين بولايه علي (بصائر الدرجات ) أما عن التخريف : فيقولون ان الولايه ليست فقط عهد النبيين وميثاقهم بل هي الامانه التي عرضت علي السماوات . ويقولون : ما من نبي جاء قط الا بمعرفه حقنا وتفضيلنا علي من سوانا ( الكافي – كتاب الحجه ) ولا يخفي ما في هذا القول من عنصريه شديده ما جاء بها الاسلام الا ليقوض دعائمها وهي تفاضُل الناس بحكم العرق والمولد . والشيعه يزعمون فضلهم علي خلق الله بزعم الانتساب الي البيت النبوي , في حين أن النبي نفسه لم يقل بفضل التميز علي الناس بحكم العرق وقال في اكثر من مقام بما ينفي شبهات التمايز بالاعراق , كما أن الله لم يثبت له الفضل اذا ارسي القاعده الابديه في قرانه : (ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) وليس اغناكم او اكرمكم نسبا . ويغالي الشيعه في اثبات الفضل الموهوم لائمتهم فيقولون : والله ان في السماء لسبعين صفا من الملائكه وانهم ليدينون بولايتنا ( الكافي ) ويقولون : ان ولايه علي عليه السلام مكتوبه في جميع صحف الانبياء . ولن يبعث الله رسولا الا بنبوه محمد صلي الله عليه وسلم ( الكافي ) . وكيف يكون امر الوصايه بهذه الاهميه بحيث يكون مكتوبا علي ظهور الملائكه منذ الازل ومع هذا لم يرد ذكرها بايه واحده في القران الكريم . عن ابي جعفر قال : لو ان رجلا قام ليله وصام نهاره وتصدق بجميع ماله وحج جميع دهره ولم يعرف ولايه الله فيواليه ويكون جميع أعماله بدلالته اليه ما كان له علي الله جل وعز حق في ثوابه ولا كان من اهل الايمان (الكافي ) وفي هذا الكلام تقويض للمله اذ يختصرون الدين كله في مجرد الاعتراف بالامامه , فلا قيمه في نظرهم للصلاه والزكاة والحج –وهي اصول الاسلام وأركانه –دون الاعتراف بالامامه . ويواصلون هذه المزاعم فيقولون : نزل جبريل علي النبي , فقال : يا محمد السلام يقرئك السلام , ويقول : خلقت السماوات السبع وما فيهن , والارضين السبع ومن عليهن , وما خلقت موضعا أعظم من الركن والمقام , ولو أن عبدا دعاني هناك منذ خلقت السماوات والارضين ثم لقيني جاحدا لولايه علي عليه السلام , لاكببته في سقر ( بحار الانوار ) محمد باقر المجلسي +ابن بابويه القمي . – بل يري الشيعه أن الله هو الذي سمي عليا بأمير المؤمنين !! سئل ابي جعفر : لم سمي علي ابن ابي طالب أمير المؤمنين ؟؟ قال : الله سماه , وهكذا أنزل في كتابه ( واذ أخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم علي انفسهم ألست بربكم وأن محمدا رسولي وان عليا امير المؤمنين –( اصول الكافي كتاب الحجه ص 479 ) . والشيعه يلوون معاني ايات القران الكريم كي توافق مراميهم في اثبات الولايه لائمتهم , وانظر ما يرونه في قول الله تعالي : {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55 فيفسرونه علي انه استخلاف الائمه –(اصول الكافي )في حين ان المراد هو استخلاف المسلمين والتمكين لهم في الارض . وائمة الشيعه لم يتمكنوا من الخلافه غير خلافه علي بن ابي طالب – نحو خمس سنوات – وخلافه ابنه الحسن – سته اشهر – كما تقدم , وهذا يعود بالطعن علي الائمه – لو أخذنا بتفسيرهم – لان الايه تشترط الايمان والعمل الصالح وتحقيق عباده الله وحده من غير شرك لتحقيق الاستخلاف فكأنما يقول الشيعه لائمتهم :لم يستخلفكم الله لانكم لم تحققوا الشرط في . ويفسر الشيعه الايه الكريمه (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ }الشورى23- بأنها توصيه المسلمين بالحسن والحسين رضي الله عنهما , وهذا غير صحيح , لان الايه من سوره الشوري وهي كلها مكيه وقد نزلت قبل ان يتزوج علي بفاطمه فزواجهما كان بالمدينه في العام الثاني من الهجره وقبل ميلاد الحسن والحسين , واذ وُلدوافي العامين الثالث والرابع من الهجره . وكيف يكون الاسلام دينا انسانيا للعالم كافه شرقه وغربه شماله وجنوبه , لاسوده وابيضه , ثم نتحدث عن عنصريه وطائفيه واضحتين . كيف نتحدث عن وجوب ان يكون حاكم الامه الاسلاميه من نسل علي بن ابي طالب او قرشيا او حتي عربيا , وهي الامه الانسانيه التي يفترض نظريا انها تمتد لتشمل الالمين . ان الاسلام نظام لا يتفاضل فيه احد علي احد بالعرق او الجنس او اللون , وانما بالتقوي , اي يحكم المسلمين مسلم صح اسلامه ومشهود له بالتقوي ويمتلك القدرات الاداريه التي تمكنه من قيادة الامة . ولما كان ذلك الحُكم هو الممكن الوحيد عقلا وشرعا فكيف يمكن الحديث عن توارث امامه او خلافه في دين عالمي ارتضاه الله تعالي للانسانيه جمعاء . فماذا لو توافرت شروط التفوق والافضليه والخيريه لقوم من اسكتلندا او السويد مثلا مع انتفاء هذه الشروط والصلاحيات عن المسلمين العرب أيكون من الواجب تنصيب حاكم الامه الاسلاميه من البدو المتخلفين لمجرد انهم من العرب أبناء المسلمين الاوائل ؟ وكل كلام يصطدم مع عالميه الاسلام يكون كلاما مرفوضا .
.واخيرا فقد قال رسول الله محمد (ص) ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده في النار
آية الولاية
ويستدلون الشيعة بهذه الآية وهي قول الله تبارك وتعالى {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون } المائدة 55. على إمامة علي قبل أبي بكر وقبل عمر وقبل عثمان . هذا الدليل ليس فيه نص البتة على إمامة الإمام علي بعينه ، بل هي عامة في كافة المؤمنين . والولاء ها هنا أيضا بمعنى الموالاة والمحبة والمودة والمناصرة وليس بمعنى التنصيص على الخليفة والإمام .وعلى فرض أنها بمعنى الإمامة وهو بعيد غريب على اللغة في هذا الموضع ، فإن الآية جاءت بلفظ الجمع ( الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) ، فدل ذلك على أنها تشمل عليا رضي الله عنه وغيره من المؤمنين . وجه الدلالة ليس في هذه الآية وإنما في سبب نزول هذه الآية , فالآية إذا كما ترون عامة لا ذكر فيها أبداً لعلي رضي الله عنه ولا ذكر فيها لأحد من أصحاب النبي (ص) , إنما تذكر كل المؤمنين .
والصلاة بمفردها فيها شغل عن التصدق ، ولا يجوز للمصلي أن ينشغل بغير الصلاة من أعمال البر والطاعة وهو في صلاته ، لان العمل في الصلاة يبطل الصلاة ، والإمام علي من أئمة الخاشعين في صلاتهم ، وقيامه بخلع خاتمه وإعطائه للمتصدق أمر مستبعد بل مستغرب كذلك .وعلى فرض حديث ذلك : فأين النص الجلي في الآيات على إمامة علي رضي الله عنه ؟ الشيعة يقولون : إن الإمامة أصل من أصول الدين ، وأصول الدين ينبغي أن يكون الاستدلال بها بنصوص قطعية صحيحة الثبوت صريحة الدلالة وإلا لم تكن أصولا . أن تفسير الآية له أوجه عديدة ، فمن الناس من يحمل معنى الولاء على المحبة والمودة والمؤازرة ، وهذا هو الغالب ، وأنتم تحملونها على معنى الإمارة ، ثم تنزيل الإمام علي على المتصدقين في صلاتهم أمر فيه مقال ، وإن ثبت فإن الآيات جاءت بلفظ الجمع والجمع ما كان اثنين فأكثر ، فدل على مشاركة غير الإمام علي معه في الأمر ، هذا كله على فرض صحة وثبوت سبب النزول . وهو ليس نصا صريحا جليا في إمامة علي رضي الله عنه بعد رسول الله ص مباشرة . ثم ان حديث علي رضي الله عنه وتصدقه بخاتمه وهو في الصلاة حديث موضوع باتفاق أهل العلم المحققين .فقد حكم عليه المحققون من علماء أهل السنة ، وايضا كما صرح بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه دقائق التفسير ج 1 ص 104 ومنهاج السنة ج 7 ، وعلى ذلك فلا حجة لمن كتبه أو أورده تساهلا أو بدون تحقيق . ولذلك يستحيل أن تستدل على أن الامامة أصل من أصول الدين تقدمه على الصلاة والصيام والحج والزكاة بحديث موضوع مكذوب على النبي ص .
وأمر آخر جدير بالتدبر ، وهو يلغي استدلال الشيعة بهذه الآية تماما ، وهو أن قول الله تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) و(إنما) تأتي للحصر ، فلو جعلنا المقصود بالذين آمنوا الإمام عليا وحده كما تفعلون ، فإن هذا يبطل مذهبكم الإمامي الجعفري الإثني عشري ، حيث أن الآية في اعتقادكم قصرت الولاية في ثلاث فقط ،(هم الله تعالى ورسوله الكريم والإمام علي فقط ). وبنص الآية حسب مفهوم المحاضر تبطل كل ولاية بعد علي حتى بقية الأئمة المزعومين عنده الإحدى عشر . وهذا وحده كاف في إبطال استدلاله بهذه الآية . الا ان الدلالة الوحيدة عند الشيعة هي في تفسير هذه الآية وسبب نزولها فما سبب نزول الآية عندهم ؟؟إنّ سبب نزول الآية عندهم دعوى أنّ علياً رضي الله عنه كان يصلي فجاء سائل يسأل الناس فلم يعطه أحد شيئاً , فجاء إلى علي وهو راكع فمد علي يده وفيها خاتم فأخذ الرجل الخاتم من يد علي رضي الله عنه فأنزل الله جل وعلا هذه الآية {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ 55 } فيقولون الذين آتوا الزكاة وهم راكعون هم واحد وهو علي بن أبي طالب فهذه الآية أو ما تسمى عندهم بآية الولاية وهي أقوى دليل عندهم بهذه المسألة كما قرأت لبعض علمائهم .لنرى هل هذه الآية فعلاً تدل على صدق تفسيرهم لها ، وهل من الجائزان ينسب إلى علي رضي الله عنه أن يشتغل بإخراج الزكاة وقت الصلاة , بل نرى أن علياً ممن يلتزم بقول الله تبارك وتعالى {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ 1 الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ 2 } ويلتزم بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن في الصلاة لشغلاً ) , ونحن كذلك ننزه علياً أن ينتظر الفقير حتى يأتيه ثم يعطيه زكاة ماله .ثم كذلك نقول إنّ الزكاة لم تجب على علي رضي الله عنه في زمن النبي صلوات الله وسلامه عليه بل كان فقيراً , إسألوا أنفسكم ماذا أمهر علي رضي الله عنه فاطمة رضي الله عنها ؟؟ أمهرها درعاً , لم يكن ذا مال , كان فقيرا ما كان يستطيع أن يشتري خادماً لفاطمة , ولذلك لما سمع علي وفاطمة بقدوم سبي للنبي صلى الله عليه وسلم ذهبا يطلبان خادماً , ما كانا يملكان حتى شراء خادم , ومع هذا يأتي علي ويتزكى في زمن النبي (ص) !! , ما كانت الزكاة واجبة على علي زمن النبي صلى الله عليه وسلم .
وقد جاء في الحديث وهو حديث حسن الإسناد أن سبب هذه الآية هي قصة وقعت لعبادة بن الصامت رضي الله عنه وأرضاه وذلك أن عبد الله بن أُبي بن سلول شفع عند النبي صلى الله عليه وسلم لبني قينقاع , لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يقتلهم شفع لهم عبد الله بن أبي بن سلول وأكثر في هذا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى تركهم له صلوات الله وسلامه عليه فأراد إخوانهم اليهود من بني النظير أن يشفع لهم عبادة بن الصامت كما شفع عبدالله بن أُبي بن سلول لإخوانه اليهود فرفض رضي الله عنه أن يشفع لهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولذلك عبادة بن الصامت من أصحاب بيعة العقبة , عبادة بن الصامت من المؤمنين , عبد الله بن أبي من المنافقين بل رأس المنافقين , فكيف يصنع عبادة بن الصامت كما صنع عبد الله بن أبي بن سلول , ولذلك رد عليهم قولهم ورفض الشفاعة لهم فأنزل الله تبارك وتعالى قوله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ } حتى قال الله تبارك وتعالى { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ 55 وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ.. } فنجد أن الآيات تتكلم عن ولاية المؤمنين بشكل عام ولا تتكلم عن قضية علي تصدق بصدقة . حتى لو قلنا أنها نزلت في علي أين الخلافة ؟؟؟ أين الولاية ؟ .
ويقول إبن كثير حول تفسير هذه الاية :( وأما قوله { وَهُمْ رَاكِعُونَ} فقد توهم البعض أن هذه الجملة في موضع الحال من قوله { وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ } – يعني أنهم يؤتون الزكاة والحال أنهم راكعون - حتى أن بعضهم ذكر هذا أثراً عن علي رضي الله عنه أن هذه الآية قد نزلت فيه وأن مر به سائل في حال ركوعه فأعطاه خاتمه) ثم ذكر بن كثير الآثار التي رُويت عن علي وأنها نزلت فيه وبين ضعفها جميعاً ثم قال : ( وليس يصح منها شيء بالكلية لضعف أسانيدها وجهالة رجالها ) .بن عطية في المحرر الوجيز يقول : ( قال مجاهد : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب تصدق وهو راكع , وفي هذا القول نظر والصحيح ما قدمناه من تأويل الجمهور ولقول الله تبارك وتعالى : { وَالَّذِينَ آمَنُواْ } أي ومن آمن من الناس حقيقة لا نفاقاً وهم الذين يقيمون الصلاة المفروضة بجميع شروطها ويؤتون الزكاة ) وهذا قول - كما قلنا - جماهير المفسرين نقلها عنهم بن عطية رحمه الله تعالى .النيسابوري في هامشه على تفسير الطبري قال : (فيها قولان الأول أن المراد عامة المسلمين لأن الآية نزلت على وفق ما مر من قصة عبادة بن الصامت رضي الله عنه , والقول الثاني أنها في شخص معين ورُوي أنه أبو بكر وروي أنه علي .. ) ثم رد القول الثاني وهو أن المراد فيها شخص بعينه .وهذا القرطبي في الجامع لأحكام القرآن قال : ( والذين عام في جميع المؤمنين , وقد سؤل أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي رضي الله عنه – الذي هو الباقر - عن معنى قول الله تعالى { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ } هل هو علي بن أبي طالب ؟ فقال : علي من المؤمنين , يذهب إلى أن هذا لجميع المؤمنين , قال النحاس : ( وهذا قول جيد ) .الرازي في تفسيره يقول: - بعد أن ذكر كلاماً طويلاً في إبطال القول في أنها نزلت في علي – ( وعلي بن أبي طالب أعلم بتفسير القرآن من هؤلاء الروافض ولو كانت هذه الآية دالة على إمامته لأحتج بها في محفل من المحافل , وليس للقوم أن يقولوا إنه تركه للتقية , فإنهم ينقلون عنه أنه تمسك يوم الشورى بخبر يوم الغدير وخبر المباهلة في جميع فضائله ومناقبه ولم يتمسك البته بهذه الآية لإثبات إمامته وذلك يوجب القطع بسقوط قول هؤلاء الروافض لعنهم الله ) .
وكذلك قال : ( وأما إستدلالهم بأن هذه الآية نزلت في حق علي فهو ممنوع و قد بينا أن أكثر المفسرين زعموا أنه في حق الأمة ) يعني ليس في علي .وهذا الألوسي كذلك في المعاني يقول : ( وهم راكعون حال من فاعل الفعلين أي يعملون ما ذُكر من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وهم خاشعون ومتواضعون لله جل وعلا ) .وهذا بن جرير الطبري رحمه الله تعالى يقول : ( يعني تعالى ذكره في قوله { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ } ليس لكم أيها المؤمنون ناصر إلا الله ورسوله والمؤمنون الذين صفتهم ما ذكر الله تعالى , وقيل أن هذه الآية نزلت في عبادة بن الصامت في تبرأه من من ولاية يهود بني قينقاع وحلفهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين , وأما قوله { وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } فإن أهل التأويل إختلفوا في المعنيّ به فقال بعضهم عُني به علي وقال بعضهم عُني به جميع المؤمنين ) ثم ذكر من قال بهذين القولين .
وهذا الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى يقول : ( فولاية الله تُدرك بالإيمان والتقوى فكل من كان مؤمناً تقياً كان ولياً لله ومن كان ولياً لله فهو ولي لرسوله وقوله { وَهُمْ رَاكِعُونَ } أي خاضعون لله ذليلون .الشوكاني كذلك في فتح القدير وبن الجوزي في زاد المسير . أين الإجماع ؟! كل هؤلاء المفسرين وغيرهم كثير لايقولون أنها نزلت في علي , وهؤلاء يدعون أنه أجمع المفسرون أنها نزلت في علي رضي الله عنه وأرضاه!! .كذلك نقول الآية – كما يلاحظ الجميع - { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ } فهي جمع وعلي واحد فهذه تعمية لحال علي , لو كان المراد علياً رضي الله عنه فعلى الأقل يأتي إما بإسمه أو بشيء يدل عليه , والذي يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة وهو راكع على الأقل هذه أوضح أما أن تأتي هكذا معماه إذا قلنا إن المقصود علي رضي الله عنه هذا لايمكن أن يكون أبداً ولايجوز أن يُنسب إلى الله جل وعلا الذي هو أحسن قيلا وأحسن حديثاً سبحانه وتعالى كيف نحن من قول الله تعالى { يريدُ اللهُ ليبينَ لكم ويهديَكُم سُنَنَ الذين مِنْ قبلكم ويتوبَ عليكم } أين نحن من هذه الآية ؟ أين البيان في هذه الآية!؟ , إنها دعوى والدعوى مرفوضة لا تُقبل .
وهناك جزئية ذكرها بعض أهل العلم مفيدة في هذا الجانب وهي قولهم أن الزكاة بالخاتم لا تُجْزئ , الزكاة إنما تكون بالدراهم والدنانير وأما إن يتزكى بالخاتم فإن هذا لا يجزئ أبداً .على كل حال هذه هي الآية الأولى التي يستدلون بها ووجه الإستدلال عندهم – حسب ما قرأتُ لبعضهم - أنه كلمة إنما { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله } قالوا إنما هذه للحصر كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات ) أي حصر الأعمال لا تُقبل إلا تكون مصحوبة بنية { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } وهو علي رضي الله عنه ! سلمنا جدلاً أنها في علي ثم ماذا ؟؟ ...أين خلافة الحسن والحسين وعلي بن الحسين هذه للحصر , إذاً ليس لكم ولي إلا الله وليس لكم ولي إلا رسول الله وليس لكم ولي إلا علي إذاً أبطلوا خلافة الحسن أبطلوا خلافة الحسين أبطلوا خلافة التسعة من أولاد الحسين لأن الله قال { إِنَّمَا } أي فقط , فإذا إلتزموا بذلك فهذا شأنهم .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف