لازالت القضية الفلسطينية بما تمتلك من خصائص جغرافية وديموغرافية وتاريخية تحتل الصدارة في المؤسسات الدولية المختلفة، ولا زالت الصحف المختلفة تمتلئ بالعناوين والتحاليل المختلفة لجوانب القضية الفلسطينية، وقد نجح الاستعمار الحديث برئاسة الولايات المتحدة والصهاينة ومن والاهم في إشغال العرب والمسلمين بما أدخلوه عليهم من وسائل العولمة، وما تبعها من تفريغ للعقول، حيث استغلت – العولمة - استغلالاً سيئاً، كما فرحت بطون العرب والمسلمين –ولازالت- بما يما يأتيهم من الغرب من خيرات الطعام والفواكه والحلويات، وأصبحنا نطبق المثل القائل (( إملأوا البطون تستحي العيون)) وفي الواقع أصبحت العقول هي التي تستحي، بحيث أصبحت مشلولة التفكير في مستقبل هذه الأمة التي غرقت في الملذات الكاذبة.
وبالنظر إلى أحداث القضية الفلسطينية بجغرافيتها وسكانها ، وجوانبها المختلفة، قد لا نجد تقدماً، وربما تراجعنا للخلف سنوات كثيرة، وأصبحنا كمن شغلتنا أموالنا وأهلونا عن القضايا المركزية لنا، وإني سوف أسوق لكم بعض جوانب القضية الفلسطينية ذات الواقع المر لشعب حر ناضل طوال تاريخه من اجل التحرر والوصول إلى الدولة الفلسطينية.
1 - لازال الجدار الفاصل يبنى ويزداد طولاً، ويمتد على الأرض الفلسطينية فاصلاً الأسر والعائلات الفلسطينية، ومبتلعاً الأرض، ومقطعها شرقاً وغرباً، وهو الجدار الذي يحاول من خلاله الصهاينة ترسيم وتثبيت الحدود، وجعله واقيا لهجمات الفلسطينيين وغيرهم مما يأتون من الشرق، والسؤال المطروح ، هل كنا يداً واحدة لنتصدى لهذا الجدار محلياً وإقليمياً ودولياً، للأسف الشديد أصبح الجدار لغة تملأ المؤتمرات والأبحاث، وانشغلنا بمشاكل الأحزاب والفصائل ، ونسينا أن الله عز وجل ينادينا بقوله(( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ...))، أما توحدنا وتماسكنا لنكون أقوى من جدار الفصل الصهيوني.
2 – لا زالت المستوطنات الصهيونية تزداد مساحة في القدس وغيرها، وتزداد عددا في وحداتها السكنية، وقد لا يخطر على بال الكثيرين منا أن الصهاينة يحاولون جعل المعادلة الديموغرافية موجبة لصالحهم في الضفة الغربية، في وقت وصل فيه عدد الصهاينة في مستوطنات الضفة الغربية نصف مليون صهيوني، في مقابل ذلك يزداد هدم البيوت الفلسطينية في القدس بصفة خاصة، ويصادر بعضها، وأصبح المسجد الأقصى جزيرة إسلامية وسط المستوطنات الصهيونية، ومن جهة أخرى لم نستغل نفوذنا ولا علاقاتنا مع الدول الإقليمية والعالمية لنجدة القدس استغلالاً جيداً، الوضع لازال يتجه نحو الأسوأ، في وقت انشغل الناس فيه بقضايا فتح وحماس والفصائل الأخرى، وما تبع ذلك من أوضاع اقتصادية واجتماعية لا نحسد عليها، أما آن الأوان لنتخذ الخطوات العملية لنصرة القدس والمسجد الأقصى، أعتقد أن لدى الفلسطينيين قدرات وإمكانات وطاقات كثيرة، يمكن من خلالها جعل الشرق الأوسط بأكمله والعالم الإسلامي كله كتلة واحدة للضغط على الصهاينة ومن والاهم، نحن نستطيع أن نفعل كل شيء، لكن يجب أولاً إصلاح البيت الفلسطيني، ثم الاتفاق على آليات العمل من خلال صف وطني فلسطيني واحد وقادر على تحدي الصعاب.
3 – يبدوا أن اللاجئين الفلسطينيين أصبحوا قضية الماضي الحاضر، والمصارع للموت، وقضية المستقبل، والتي تزداد تعقيداً وتشعباً ، وأصبحت قضيتهم متأرجحة بين التصلب الصهيوني، وقرارات المؤسسات الدولية، والقوانين الداخلية للدول المقيمين فيها، ويبدوا أن اللاجئين الفلسطينيين لازالوا ينظرون إلى فلسطين، والعودة إليها، إلا انه يبدوا أن الأفق غير واضح المعالم، لا نريد أن نخوض كثيراً، لكن ما هي الخطوات العملية التي اتخذت لعودتهم؟ اعتقد أن الإجابة تتوزع في أكثر من جانب، فماذا فعلت السلطة الفلسطينية عمليا في ذلك؟ وماذا فعل اللاجئون أنفسهم؟ وماذا فعلت الدول الحاضنة لهم، أما آن الأوان لنا أن نلفظ مخيمات اللاجئين لما قيها من ذل وهوان، أما آن الأوان للاجئين أنفسهم أن ينهضوا من ثباتهم الذي استغرق عشرات السنين، وإثارة قضيتهم من جديد،أما فكر اللاجئون بالعودة الجماعية، وإظهار قضيتهم كقضية إنسانية، وليحدث ما يحدث، أم أصبح السكوت سمة الداخل والخارج، فالله لا يسمع من ساكت، وفي هذا الصدد فإن الداخل الفلسطيني بصفته السلطة المركزية لكل الفلسطينيين يتحمل العبء الأكبر، إلا أن الواقع غير ذلك، فالداخل مشغول في المشاكل الفصائلية والانقسامات، وعدم التوافق على إطار وطني يدعم القضايا المركزية، نحن شعب من أكثر الشعوب تعلماً وتحضراً، ودعونا لا نسمح للاختلافات الفصائلية أن تطغى على القضايا المركزية، وعلينا أن نتخطى كل المشاكل الداخلية من أجل دفع القضايا المركزية.
4 – لازالت مقدرات الشعب الاقتصادية تسرق من قبل الصهاينة، ونضرب أمثلة على ذلك:
- تسرق المياه الجوفية، وتتجه لتشبع رغبات الصهاينة في مستوطناتهم، وأصبحنا نحن من يعاني من نقص المياه وتدهور خصائصها الطبيعية والكيميائية، كذلك أصبحنا لا نملك التحكم والسيطرة في المياه الجارية فوق أراضينا.
- البحر أمامنا، ومياهنا الإقليمية مغتصبة، الأمر الذي سلب منا الحق في استغلال ثرواتنا البحرية، السمكية والمعدنية وغيرها، إذ يعمد الصهاينة بقوتهم العسكرية منعنا من العمل بحرية في مياهنا الإقليمية.
- عمل الصهاينة على تقطيع الوطن بحواجز الذل والمنع والتفتيش الجسدي والمادي، بحيث أصبح المواطن في بلده غير قادر على التنقل بين ربوع الوطن، أو حتى الذهاب إلى العمل أو المدرسة أو ... ، وقد أثر ذلك سلباً على النواحي الاقتصادية والاجتماعية.
- التوغلات الصهيونية المتكررة داخل المدن الفلسطينية وما ينتج عنها من قتل واعتقالات وهدم للبيوت والمنشآت .
بصورة أخرى أصبحنا نعيش واقعا غير محدد المعالم الجغرافية والسياسية والاقتصادية وغيرها، وأصبحت حياة الناس في معظم المدن الفلسطينية تنتقل من يوم إلى أخر بدون تخطيط ، ولا يعرف رب الأسرة ماذا ينتظره.
بعد هذا السرد المؤلم لبعض ما تعانيه قضيتنا الفلسطينية ، أود أن أنوه إلى بعض الأمور اللازمة لنا:
1 – أن يتفق الفلسطينيون من خلال وحدة وطنية على آليات واضحة المعالم للتحرك بالقضية الفلسطينية إلى الأمام، بمعنى أن نتجاوز خلافاتنا الفصائلية من أجل قضايانا الرئيسة.
2 – المقاومة والمفاوضات أدوات من وسائل التحرر، بمعنى أن نستمر في تحضير أدوات المقاومة، ونستمر في المفاوضات، فكل منها تحقق أمور معينة، لكن يجب اختيار الوقت المناسب لكل منها.
3 – يجب أن لا نسمح للقوى الإقليمية أو العالمية بالتحكم في مسار قضيتنا، أو في التأثير على نسيج مجتمعنا، وليعلم الجميع أننا شعب حر، وسوف نبقى أحرار أنفسنا، ولن يلزمنا الشرق ولا الغرب ولا غيرهم، فلكل منهم أجندته ومصالحه الخاصة.
4 – يجب أن نعلم أننا جزء من هذا العالم ولا يمكن العيش بدون تداخل العلاقات البيئية المختلفة ( المحلية والاقليمة والعالمية) ، لكن لا نسمح لهذا التداخل بالتدخل في توجيه بوصلة المجتمع الفلسطيني.
5 – يجب أن نسخر قدراتنا الاقتصادية والعلمية والاجتماعية من أجل خدمة مجتمعنا وقضيتنا، فنحن قادرون على تخطي الصعاب ومواجهة المشاكل بما نملك من خصائص طيبة للمجتمع الفلسطيني.
هذا وبالله التوفيق.
وبالنظر إلى أحداث القضية الفلسطينية بجغرافيتها وسكانها ، وجوانبها المختلفة، قد لا نجد تقدماً، وربما تراجعنا للخلف سنوات كثيرة، وأصبحنا كمن شغلتنا أموالنا وأهلونا عن القضايا المركزية لنا، وإني سوف أسوق لكم بعض جوانب القضية الفلسطينية ذات الواقع المر لشعب حر ناضل طوال تاريخه من اجل التحرر والوصول إلى الدولة الفلسطينية.
1 - لازال الجدار الفاصل يبنى ويزداد طولاً، ويمتد على الأرض الفلسطينية فاصلاً الأسر والعائلات الفلسطينية، ومبتلعاً الأرض، ومقطعها شرقاً وغرباً، وهو الجدار الذي يحاول من خلاله الصهاينة ترسيم وتثبيت الحدود، وجعله واقيا لهجمات الفلسطينيين وغيرهم مما يأتون من الشرق، والسؤال المطروح ، هل كنا يداً واحدة لنتصدى لهذا الجدار محلياً وإقليمياً ودولياً، للأسف الشديد أصبح الجدار لغة تملأ المؤتمرات والأبحاث، وانشغلنا بمشاكل الأحزاب والفصائل ، ونسينا أن الله عز وجل ينادينا بقوله(( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ...))، أما توحدنا وتماسكنا لنكون أقوى من جدار الفصل الصهيوني.
2 – لا زالت المستوطنات الصهيونية تزداد مساحة في القدس وغيرها، وتزداد عددا في وحداتها السكنية، وقد لا يخطر على بال الكثيرين منا أن الصهاينة يحاولون جعل المعادلة الديموغرافية موجبة لصالحهم في الضفة الغربية، في وقت وصل فيه عدد الصهاينة في مستوطنات الضفة الغربية نصف مليون صهيوني، في مقابل ذلك يزداد هدم البيوت الفلسطينية في القدس بصفة خاصة، ويصادر بعضها، وأصبح المسجد الأقصى جزيرة إسلامية وسط المستوطنات الصهيونية، ومن جهة أخرى لم نستغل نفوذنا ولا علاقاتنا مع الدول الإقليمية والعالمية لنجدة القدس استغلالاً جيداً، الوضع لازال يتجه نحو الأسوأ، في وقت انشغل الناس فيه بقضايا فتح وحماس والفصائل الأخرى، وما تبع ذلك من أوضاع اقتصادية واجتماعية لا نحسد عليها، أما آن الأوان لنتخذ الخطوات العملية لنصرة القدس والمسجد الأقصى، أعتقد أن لدى الفلسطينيين قدرات وإمكانات وطاقات كثيرة، يمكن من خلالها جعل الشرق الأوسط بأكمله والعالم الإسلامي كله كتلة واحدة للضغط على الصهاينة ومن والاهم، نحن نستطيع أن نفعل كل شيء، لكن يجب أولاً إصلاح البيت الفلسطيني، ثم الاتفاق على آليات العمل من خلال صف وطني فلسطيني واحد وقادر على تحدي الصعاب.
3 – يبدوا أن اللاجئين الفلسطينيين أصبحوا قضية الماضي الحاضر، والمصارع للموت، وقضية المستقبل، والتي تزداد تعقيداً وتشعباً ، وأصبحت قضيتهم متأرجحة بين التصلب الصهيوني، وقرارات المؤسسات الدولية، والقوانين الداخلية للدول المقيمين فيها، ويبدوا أن اللاجئين الفلسطينيين لازالوا ينظرون إلى فلسطين، والعودة إليها، إلا انه يبدوا أن الأفق غير واضح المعالم، لا نريد أن نخوض كثيراً، لكن ما هي الخطوات العملية التي اتخذت لعودتهم؟ اعتقد أن الإجابة تتوزع في أكثر من جانب، فماذا فعلت السلطة الفلسطينية عمليا في ذلك؟ وماذا فعل اللاجئون أنفسهم؟ وماذا فعلت الدول الحاضنة لهم، أما آن الأوان لنا أن نلفظ مخيمات اللاجئين لما قيها من ذل وهوان، أما آن الأوان للاجئين أنفسهم أن ينهضوا من ثباتهم الذي استغرق عشرات السنين، وإثارة قضيتهم من جديد،أما فكر اللاجئون بالعودة الجماعية، وإظهار قضيتهم كقضية إنسانية، وليحدث ما يحدث، أم أصبح السكوت سمة الداخل والخارج، فالله لا يسمع من ساكت، وفي هذا الصدد فإن الداخل الفلسطيني بصفته السلطة المركزية لكل الفلسطينيين يتحمل العبء الأكبر، إلا أن الواقع غير ذلك، فالداخل مشغول في المشاكل الفصائلية والانقسامات، وعدم التوافق على إطار وطني يدعم القضايا المركزية، نحن شعب من أكثر الشعوب تعلماً وتحضراً، ودعونا لا نسمح للاختلافات الفصائلية أن تطغى على القضايا المركزية، وعلينا أن نتخطى كل المشاكل الداخلية من أجل دفع القضايا المركزية.
4 – لازالت مقدرات الشعب الاقتصادية تسرق من قبل الصهاينة، ونضرب أمثلة على ذلك:
- تسرق المياه الجوفية، وتتجه لتشبع رغبات الصهاينة في مستوطناتهم، وأصبحنا نحن من يعاني من نقص المياه وتدهور خصائصها الطبيعية والكيميائية، كذلك أصبحنا لا نملك التحكم والسيطرة في المياه الجارية فوق أراضينا.
- البحر أمامنا، ومياهنا الإقليمية مغتصبة، الأمر الذي سلب منا الحق في استغلال ثرواتنا البحرية، السمكية والمعدنية وغيرها، إذ يعمد الصهاينة بقوتهم العسكرية منعنا من العمل بحرية في مياهنا الإقليمية.
- عمل الصهاينة على تقطيع الوطن بحواجز الذل والمنع والتفتيش الجسدي والمادي، بحيث أصبح المواطن في بلده غير قادر على التنقل بين ربوع الوطن، أو حتى الذهاب إلى العمل أو المدرسة أو ... ، وقد أثر ذلك سلباً على النواحي الاقتصادية والاجتماعية.
- التوغلات الصهيونية المتكررة داخل المدن الفلسطينية وما ينتج عنها من قتل واعتقالات وهدم للبيوت والمنشآت .
بصورة أخرى أصبحنا نعيش واقعا غير محدد المعالم الجغرافية والسياسية والاقتصادية وغيرها، وأصبحت حياة الناس في معظم المدن الفلسطينية تنتقل من يوم إلى أخر بدون تخطيط ، ولا يعرف رب الأسرة ماذا ينتظره.
بعد هذا السرد المؤلم لبعض ما تعانيه قضيتنا الفلسطينية ، أود أن أنوه إلى بعض الأمور اللازمة لنا:
1 – أن يتفق الفلسطينيون من خلال وحدة وطنية على آليات واضحة المعالم للتحرك بالقضية الفلسطينية إلى الأمام، بمعنى أن نتجاوز خلافاتنا الفصائلية من أجل قضايانا الرئيسة.
2 – المقاومة والمفاوضات أدوات من وسائل التحرر، بمعنى أن نستمر في تحضير أدوات المقاومة، ونستمر في المفاوضات، فكل منها تحقق أمور معينة، لكن يجب اختيار الوقت المناسب لكل منها.
3 – يجب أن لا نسمح للقوى الإقليمية أو العالمية بالتحكم في مسار قضيتنا، أو في التأثير على نسيج مجتمعنا، وليعلم الجميع أننا شعب حر، وسوف نبقى أحرار أنفسنا، ولن يلزمنا الشرق ولا الغرب ولا غيرهم، فلكل منهم أجندته ومصالحه الخاصة.
4 – يجب أن نعلم أننا جزء من هذا العالم ولا يمكن العيش بدون تداخل العلاقات البيئية المختلفة ( المحلية والاقليمة والعالمية) ، لكن لا نسمح لهذا التداخل بالتدخل في توجيه بوصلة المجتمع الفلسطيني.
5 – يجب أن نسخر قدراتنا الاقتصادية والعلمية والاجتماعية من أجل خدمة مجتمعنا وقضيتنا، فنحن قادرون على تخطي الصعاب ومواجهة المشاكل بما نملك من خصائص طيبة للمجتمع الفلسطيني.
هذا وبالله التوفيق.