الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

وصية عبد الوهاب المسيري (4) بقلم:عمر حيمري

تاريخ النشر : 2008-08-07
n(5) الرياضة : هي كل مجهود عضلي ، يقوم به إنسان ما ، طبقا لقواعد معينة بهدف بناء الجسم ، وتعويده على الصبر، وتعليمه التحمل ، حتى يكون مستعدا لمواجهة الخصم ، وكل الصعاب التي يمكن أن تعترضه ، أو بهدف المتعة والترفيه عن النفس ،والمنافسة الشريفة ... والإنسان مارس الرياضة، بوعي منه وبدون وعي ، منذ أن وجد على الأرض . فقد مارسها من أجل لقمة العيش، حين طارد صيده، ومارسها حين ذاد عن عرضه وشرفه، ودافع عن وطنه، و قاتل عدوه ،وحين رود الخيل ليركبها ويتخذها زينة ، وحين جاهد في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا ...والقرآن الكريم يسجل هذا الاهتمام بالرياضة في قوله تعالى :{أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنا له لحافظون ....( يوسف آية 12) قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذيب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين ( يوسف آية 17}. والسنة الكريمة ،هي الأخرى دعت إلى الرياضة ، التي تبني الجسم ، و تمتص في نفس الوقت النزعة العدوانية الموجودة فيه بالقوة .فهذا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول :[ علموا أبناءكم السباحة والرماية وركوب الخيل ](رواه بن عمر ) .. و يسمح للأحباش بالتدرب على فن المبارزة ، واللعب بالحراب في مسجده ، كما هو معروف. كما حث صلى الله عليه وسلم على الرماية إذ قال :[ أرموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا ، وأنا مع بني فلان ، قال : مالكم لا ترمون ، قالوا كيف نرمي وأنت معهم ؟ فقال صلى الله عليه وسلم أرموا وأنا معكم كلكم.] (رواه البخاري) .و قال صلى الله عليه وسلم أيضا:[ ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي ]( رواه مسلم). وعن سعد بن أبي وقاص، أنه صلى الله عليه وسلم قال:[عليكم بالرمي فإنه خير لعبكم ]. إن هذه السيرة النبوية ، تؤكد اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم ، بأصناف الرياضة التي تبني الجسم والنفس معا ، وحددها في ثلاثة هي :السباحة – الرماية – الفروسية . وما عداها فهو لهو، عم لما عمت بلوى الحضارة المادية، وسقط الإنسان في براثين منظومتها، التي تمجد الجسد وما يرتبط به من قوة، وعدوانية ، واحترافية ، وتكالب على جمع المال... وأصبح الإنسان يباع ويشترى . و السوق هو الذي يحدد قيمته ومن ثم شهرته . تماما كما يفعل بالأشياء . يقول المسيري :( إن الرؤية المادية قد تغلغلت في كل مجالات الحياة . خذ على سبيل المثال عالم الرياضة: كانت ممارسة الرياضة في الماضي تهدف إلى تهذيب الجسد والنفس، وتدريب الناس على التعاون، وتسليتهم في نفس الوقت ذاته. بحيث يقضون وقت الفراغ بطريقة متحضرة. كما أنها على مستوى آخر كانت تدريبا على الصراع الرقيق لتفريغ نزعات البشر العدوانية من خلال فنون متحضرة...)(مقال الإنسان والشيء) .أما في ضل سيطرة الرؤية العلمانية المادية، وتغلغل النموذج الدارويني الذي يمجد شعار " البقاء للأقوى والحياة صراع من أجل البقاء " في نفوس وقلوب الرياضيين n.فقد انتفت كل القيم ، والأخلاقيات الإنسانية ،التي وجدت من أجلها الرياضة .وأصبح "النصر هو الهدف الأعلى والأسفل والوحيد " ، فسيطرت فلسفة القوة ، واللياقة البدنية ، والاهتمام بتضخيم العضلات ،والتباهي بإبرازها ، والخضوع لتغذية خاصة ، ومراقبة طبية ونظام عيش صارم ... لم يعد يسمح للرياضي ولو بالنزر القليل من الحرية، حتى في تلك الجوانب المتعلقة بحياته الخاصة. فنومه مراقب، وغذاؤه مراقب، ووزنه مراقب، وحياته الجنسية مراقبة...لقد تحول الإنسان إلى شيء، وتخلى عن إنسانيته، وعن مبدأ الرحمة وجعل من الرياضة مركز حياته، وفلكه الذي يدور فيه. فالاحتراف، والصراع على جمع المال، والولاء للرياضة، قبل الولاء للوطن، هو كل شيء في حياة الرياضي. لا تهمه الفوضى التي تعقب كل مبارة رياضية تقريبا، ولا الخسائر التي يحدثها المشاغبون من المشجعين، ولا يشعر بالأسى على الأرواح التي تسقط أثناء الشغب ، ولا يتحمل مسؤوليتها .بل ولا يحمل نفسه حتى مجرد الاعتذار للضحايا. مع العلم أنه كان السبب الغير مباشر في سقوطها. فمن لأيتام رجل الأمن الذي كان يحرسه ؟ ومن يعوض الذي أحرق المشاغبون سيارته ؟ ومن يعالج الذي شج السكارى من المشاغبين رأسه ؟ ...لقد تلاشت القيم الإنسانية، التي مورست الرياضة في الماضي من أجلها. وحلت محلها أخلاقيات السوق الخاضعة لقانون العرض والطلب. يقول الدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله:(...وقد اقتحمت أخلاقيات السوق عالم الرياضة .فيتم بيع لاعب مغربي لنادي إيطالي، ولاعب إيطالي لنادي ليبي وهكذا. وكأننا في سوق النخاسة ولذا بدلا من الانتماء إلى الوطن والقيم يصبح الانتماء إلى المال المحرك الأول للإنسان الاقتصادي ،ويسمع بعد ذلك عن عدد كبير من الرياضيين يستخدم المخدرات، والأدوية المنشطة الممنوعة لتحقيق النصر، ويتقاضى أعضاء الفريق الفائز مبالغ طائلة مكافأة لهم .وهي مكافئات سخية على أدائهم قد تصل إلى مرتب أستاذ جامعي لعدة سنوات ...) (مقال الإنسان والشيء ) هذه هي مأساة حضارتنا المادية ، التي نحن جزء منها ، شئنا أم أبينا ، حتى نرفضها . - رحم الله عبد الوهاب المسيري -
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف