الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

محاولة إيمان بقلم : فارس الصرفندي

تاريخ النشر : 2008-08-07
الاتفاق مع النفس أمر صعب ؛ لدرجة أن المرء يشك أنه يتكون من ذاتين ؛ الأولى لها علاقة بالنظرية والفهم والتخطيط والحساب ؛ وأما الثانية فهي تلك التي لها علاقة مباشرة بالتنفيذ ؛ وغالبا توجد مسافة بين الاثنتين ؛ وقد تكون هي نفسا واحدة ؛ لكنها مقسومة الى جزئين بين النظرية والتطبيق ؛ تشخيص الشكل هنا ليس مهما ؛ بقدر ما تنحصر الأهمية في الإحساس والشعور القويين بصحة هذه الملاحظات .
اخترت المدخل السالف تمهيدا للحكي في بعض قيمة ومقتضيات الايمان بالله في حياتنا ، يحلف البعض أن إيمانه بالله عميق جدا ؛ ويكون صادقا ، لكنه لن يحلف قط أن تجليات هذا الإيمان توازي ربع أو خمس حجمه على مستوى الفعل ، أنا شخصيا أردت أن أحسب مجمل فعالي الداخلية والخارجية ارتباطا بفهمي لله ومعنى ايماني به :-
- أنا أتفوه في حياتي اليومية بمفردات تؤذي ايماني به .
- لا أجد ايماني به حاضرا كعنصر مؤثر وقوي في خطابي الداخلي خاصة أثناء الضغط .
- قد أصرخ أو أسأل الله وأنا عصبي بطريقة لا شك أنها تنافي الإيمان به .
- أشك أحيانا أني ألعب في مفهوم إيماني بالله قصا ولصقا بما يوافق تحركاتي في الميدان ؛ لأحصل على راحة ما .
المشكلة في حالة كهذه ، كبيرة معقدة جدا ؛ إنك لا تتحدث هنا عن علاقة بين طرفين مشخصين ، فالأول هو الله الذي تتعاضد الفلسفة والعلم والدين من أجل معرفته التي لا يمكن أن تكتمل إلا في حدود ما يكفي للإيمان به ؛ ثم الثاني والذي وإن كان أنا شخصيا فلا سبيل إليَّ فيَّ ، إن الأول هو الله الذي يفوق كل تصور ويجرف بمعناه كل حد أو حاجز ، ويرى ويراقب ويؤسس ويفعل دائما وأبدا ؛ أما الثاني فمحدود ينسى أو يخالف أو يؤجل النظرية ويفترض دائما أن الطرف المقابل له يشبهه ، وإن لم يكن ؛ فلا بد من افتراض ذلك لزحلقة المعادلة وتسيير الحياة ؛ لا / هنا أسطب ، إن الله بما عرفناه به وعنه ؛ من المفترض أن يشكل حالة مستقلة منفردة لأفعالنا وتصرفاتنا تحته وليس معه ؛ إن مفهوما بعمق الإيمان وحجمه ؛ يستحق من المرء وقفة طويييييلة لتأسيس وترتيب البيت الفعلي والسلوكي معه ؛ بشكل منفصل مخالف لأي نمط في حياتنا ؛ حيث الإيمان به على حسب مثلث معرفته - الدين والفلسفة والعلم - يقتضي ذلك ، من المفترض في معادلة كهذه سد القناة بإحكام أمام أي عادية قد تتسرب لها ؛ كيف يمكن أن تتعامل بعادية مع أمر غير عادي ؟ ورغم كل ذلك فإن لنا وبوضوح من معاني الإيمان بالله أمرين بارزين ، أولهما : الصدق الشامل / فلا يمكن لشخص يرتبط بالله أن يكون كاذبا أو مهجنا أو مراوغا أو حسودا أو غادرا أو خائنا بل ناقلا أمينا واضحا غابطا مطمئنا ؛ خاصة في مناطق تمثل بالنسبة لنا علامات فارقة أو مفترقات أو أماكن خطرة . أما الأمر الثاني فهو حضور الإيمان أو حتى حضور الله ؛ حيث من المفترض أن يكون الله حاضرا كل الوقت ، وهذه مسألة ليست صعبة عندما ندرك أنها حاجة لا شرط ، مكسب رابح لا قيد ؛ فالنتيجة الشاملة هنا تحقيق أعلى معدل من الاستقرار المقوي أمام حوادث الحياة ؛ في ظل افتراض دائم أن الله خير والظن به وتوقعه والإحساس بما يفعل والنسب إليه كله خير ؛ وفي ظل افتراض دائم أن هيبته تحديدا لا بد أن تستمر في نفس المؤمن به ، الكثير من المفردات والمواقف والتصرفات عشنا طيلة حياتنا لا نجرؤ على استخدامها في وجه ناس عادية ؛ لكنها استخدمت ومن قبل أناس مؤمنين في حق الله ؛ وتأسيسا على ذلك كله أقول ؛ توجد في حياة جميعنا مناطق خاصة لا نلعب فيها ؛ البعض جعل من علاقته بزوجته قصة مغلقة ؛ فيما جعل البعض من علاقته بالمال وجنيها لغزا شديد الخصوصية ؛ والبعض أيضا له من تجربته الجنسية الديناميكية المتجددة رواية مغلقة لها بداية وذروة ونهاية ؛ أفلا يستحق مفهوم الإيمان بالله من صاحبه تأسيس منطقة خاصة أيضا ؛ تتسم بسلامة وسلاسة مضامينها تحت عبء كل هذا الكذب الذي سميناه الحياة ؟؟ إنني أشهد أن لا إله إلا الله وأعترف وأقر بذلك ؛ وأدعوني قبلكم لتركيز الإهتمام على معناها .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف