شهدت الأيام القريبة الماضية حركة مكوكية قام بها رئيس حكومة الاحتلال والوفد الضخم المرافق له، حيث تجولوا في العواصم الأوربية بغية إعادة العراقيين الهاربين بجلودهم وأرواحهم وعوائلهم، والفارين من جحيم الطائفية التي جلبها المالكي وأقزامه وزرعوها في النفوس الضعيفة والصدور الحاقدة هي أصلاًً، وغذوها ببربرية لا عهد للشعب العراقي بها، وسقوها بضغائن صفوية رضعوها من أثداء أسيادهم الإيرانيين، فنمت النعرات وتفشى التقتيل والتهجير والذبح على الهوية.
المالكي يعرض للمسؤولين في تلك الدول التي زارها صورة العراق الآمن المطمئن المستقر، ويستعرض قبضته المحكمة على الشارع العراقي، فلا مبرر لبقاء المهجرين المتناثرين في أرض الله الواسعة، (إذ عليهم أن يعودوا ليساهموا في إعمار البلد) لكن ادعاءاته سرعان ما تبيَّن زيفها بعد أن تلقى صفعة قوية لم يكن يتوقعها من أقرب المقربين إليه.
فقد كشف مصدر إعلامي وثيق الصلة بمتابعة أحداث ما يدور في كواليس حكومة المنطقة الخضراء، أن الوفد الإعلامي المرافق لنوري المالكي في جولته الأوربية الأخيرة قد فقد ثلاثة من عناصره الفاعلين جراء تقدمهم بطلب اللجوء السياسي في ألمانيا بعد أن اختفوا من مقر إقامتهم، وباءت جميع محاولات المالكي بالتأثير والإقناع والتهديد وتأليب أوساط الحكومة الألمانية فلم يفلح، ولم يستطع إعادتهم معه.
والمالكي هذا تبجح، ولأكثر من مرة أمام شاشات التلفاز في جولته الأخيرة، بأن الأوضاع قد تحسنت كثيراً مطالباً المهجَّرين واللاجئين الذين غادروا العراق لسبب أو آخر بأن يعودوا إليه ثانية، وهذا ما حاول فيه الضغط على الحكومات الأوربية بضرورة العودة القسرية لتلك المجاميع، لكن الفضيحة التي تفجرت في جولته الأخيرة كشفت زيف وتضليل حكومته غير المنسجمة.
وذكر المصدر أن اثنين من كادر قناة (الفرات) الفضائية، التي يديرها ويشرف عليها عمار الحكيم، واللذين يُعدّان من ثقاة المالكي والمقربين منه كانا من ضمن المختفين، فيما ثالثهم كان يعمل بمنصب أحد أبرز مساعدي المستشار الإعلامي للمالكي، وهو ياسين مجيد.
إن ما جرى في برلين يُعدّ دلالة واضحة على سوء الأوضاع في العراق، إذ حتى المتنعمين والقريبين من صناع القرار في حكومة الاحتلال كشفوا عن نوازعهم الإنسانية الحقيقية برفض الاحتلال وإفرازاته والخوف من مصير مجهول ينتظرهم، ولا نعلم عن أي أمان يتحدث المالكي الذي أدمن على رائحة الموت في كل شوارع ومحافظات العراق، ولكننا نعلم أن هناك بين اللاجئين مطلوبون للمالكي ذاته، لا لشيء سوى رفضهم لسياسته الهوجاء وموقفهم الواضح من الاحتلال، فقد طاردهم المالكي وزبانيته لكن القدر ساعدهم بعض الشيء فأفلتوا من براثنهم، فرأى أن يركب هذه الموجة، بنفسه، متنقلاً وراء طرائده، غير أن الحق كان له بالمرصاد فعاد بخفَّي حُنين.
مهند صالح
بغداد المحتلة
المالكي يعرض للمسؤولين في تلك الدول التي زارها صورة العراق الآمن المطمئن المستقر، ويستعرض قبضته المحكمة على الشارع العراقي، فلا مبرر لبقاء المهجرين المتناثرين في أرض الله الواسعة، (إذ عليهم أن يعودوا ليساهموا في إعمار البلد) لكن ادعاءاته سرعان ما تبيَّن زيفها بعد أن تلقى صفعة قوية لم يكن يتوقعها من أقرب المقربين إليه.
فقد كشف مصدر إعلامي وثيق الصلة بمتابعة أحداث ما يدور في كواليس حكومة المنطقة الخضراء، أن الوفد الإعلامي المرافق لنوري المالكي في جولته الأوربية الأخيرة قد فقد ثلاثة من عناصره الفاعلين جراء تقدمهم بطلب اللجوء السياسي في ألمانيا بعد أن اختفوا من مقر إقامتهم، وباءت جميع محاولات المالكي بالتأثير والإقناع والتهديد وتأليب أوساط الحكومة الألمانية فلم يفلح، ولم يستطع إعادتهم معه.
والمالكي هذا تبجح، ولأكثر من مرة أمام شاشات التلفاز في جولته الأخيرة، بأن الأوضاع قد تحسنت كثيراً مطالباً المهجَّرين واللاجئين الذين غادروا العراق لسبب أو آخر بأن يعودوا إليه ثانية، وهذا ما حاول فيه الضغط على الحكومات الأوربية بضرورة العودة القسرية لتلك المجاميع، لكن الفضيحة التي تفجرت في جولته الأخيرة كشفت زيف وتضليل حكومته غير المنسجمة.
وذكر المصدر أن اثنين من كادر قناة (الفرات) الفضائية، التي يديرها ويشرف عليها عمار الحكيم، واللذين يُعدّان من ثقاة المالكي والمقربين منه كانا من ضمن المختفين، فيما ثالثهم كان يعمل بمنصب أحد أبرز مساعدي المستشار الإعلامي للمالكي، وهو ياسين مجيد.
إن ما جرى في برلين يُعدّ دلالة واضحة على سوء الأوضاع في العراق، إذ حتى المتنعمين والقريبين من صناع القرار في حكومة الاحتلال كشفوا عن نوازعهم الإنسانية الحقيقية برفض الاحتلال وإفرازاته والخوف من مصير مجهول ينتظرهم، ولا نعلم عن أي أمان يتحدث المالكي الذي أدمن على رائحة الموت في كل شوارع ومحافظات العراق، ولكننا نعلم أن هناك بين اللاجئين مطلوبون للمالكي ذاته، لا لشيء سوى رفضهم لسياسته الهوجاء وموقفهم الواضح من الاحتلال، فقد طاردهم المالكي وزبانيته لكن القدر ساعدهم بعض الشيء فأفلتوا من براثنهم، فرأى أن يركب هذه الموجة، بنفسه، متنقلاً وراء طرائده، غير أن الحق كان له بالمرصاد فعاد بخفَّي حُنين.
مهند صالح
بغداد المحتلة