خطورة النوايا الحسنة في العمل الوطني والديموقراطي
خالد عبد القادر احمد
[email protected]
لست اعرف موقع الاخ محمد السهلي النضالي , غير انه من الواضح ان له موقع يتيح له الاطلاع في الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين ,وله مني خالص الشكر والتحية على مقاله المنشور بموقعي دنيا الوطن . والحوار المتمدنتحت عنوان( عندما ارغمو واشنطن على الاعتراف بالحقوق الفلسطينية)
اما ملخص المقال فهو توضيح لكيفية استخدام الجبهة الديموقراطية لقوتها المسلحة في اعتراض الحوار بين قيادة م ت ف والولايات المتحدة الامريكية الي كان جاريا العام 1988 وذلك ان (فقد رأت بعض القوى، ومنها الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في هذا الحوار «غير الرسمي» كمينا أميركيا، تنصبه الولايات المتحدة لمنظمة التحرير، بحيث تتولد أوهام لدى شريحة في القيادة الرسمية بإمكانية قطف ثمار الانتفاضة سريعا.).......(لذلك ارتأت الجبهة أن تعترض على هذا «الحوار» بنضال شعبي ومسلح، يؤجج الانتفاضة ويرفع من وتيرة صمود شعبنا وقدرته على إلحاق الخسائر في صفوف العدو، وتوصيل رسالة إلى من يهمه الأمر أن محاولات زرع الأوهام ستصاب حتما بالفشل.) اما النتيجة التي لاحظها الكاتب على استخدام الجبهة الديموقراطية للقوة العسكرية وكما يقول في مقاله ان الولايات المتحدة الامريكية وبعد تهديد سابق بوقف الحوار مع م ت ف ردا على استمرار العمل العسكري الفلسطيني فانها اضطرت الى الاعلان على لسان سفيرها بلليترو( وبناء على تعليمات وزارة الخارجية مرغما على التراجع، فأصدر بيانا قال فيه أن إدارة بلاده، ترى أن العمليات القتالية الفلسطينية في جنوب لبنان لا تندرج تحت اسم «الإرهاب»، وأنه بناء على ذلك قرر مواصلة حواره مع م.ت.ف.) ويعتبر السيد محمد السهلي ذلك (هكذا نجح أبطال القوات المسلحة الثورية والجبهة الديمقراطية في كسب جولة في مواجهة إسرائيل، حين أرغموا الولايات المتحدة على الاعتراف بحق الشعبيين الفلسطيني واللبناني في مقاتلة القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان باعتبارها قوات احتلال.)
في هذا المقال لست ارد على مقال السيد محمد السهلي او ما جاء من رؤية سياسية فيه رغم ان ملاحظات لي على ذلك ليس هنا مجالها , لكنني اتخذ من المقال شاهدا واعترافا غير مقصود على التخلف القيادي الفلسطيني في مجالين اثنين كان ولا يزال لهما مخاطرهما على وحدة الصف الفلسطيني وضعف استناده للديموقراطية وسلبية توازي التعددية العسكرية للتعددية السياسية , واذا حمدنا الله عز وجل على نجاح استخدام الجبهة الديموقراطية ( المفترض ) سياسيا للتعددية العسكرية في تحصيل اعتراف امريكي بالحق الفلسطيني واللبناني بممارسة الكفاح المسلح , فان تكرار التجربة بعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية حيث استخدم العمل العسكري العديد من الفصائل الفلسطينية لهدف تعطيل مسار التسوية الفلسطينية كهدف سياسي الامر الذي شكل عاملا من عوامل تعميق حالة الانقسام الفلسطينية الى مستوى الحالة الانفصالية الدموية الراهنة واسقاطاتها الخطيرة على القضية الفلسطينية
فكما هو معروف ان القوى التي عارضت الحوار الامريكي الفلسطيني ( نشير الى من هم منضمين الى م ت ف) والجبهة الديموقراطية كانت منهم , كان يحق لهم ديموقراطيا معارضة هذا الحوار والصراع ضد مؤيديه ومنفذيه بعيدا عن استخدام التعددية العسكرية وتوظيفها لصالح الاعتراض لان الصيغة الرسمية ل م ت ف وباعتراف جميع المنضمين لها كانت ان م ت ف هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني , الامر الذي يسحب هذه الصفة عن اي فصيل فلسطيني منفرد ولا يهم هنا ان يكون فتح او احد الجبهات ........الخ ويحصره تحديدا في قيادة م ت ف فهكذا تصبح التعددية السياسية ديموقراطيا تعددية مشروطة بوحدة الاتجاه السياسي لا بوحدة ( كل موقف من كل حدث) ولا يعود تمثيل م ت ف للشعب الفلسطيني مشروطا ايضا بنفس الشرط . بل ان مقال السيد محمد السهلي المشار اليه انما يؤكد قصور فهم الجبهة الديموقراطية لواقع ودور ومهمة م ت ف بالنسبة للشعب الفلسطيني كما يؤشر الى قصور التزام الجبهة الديموقراطية الديموقراطي بشرط عضويتها في م ت ف
اما الجانب الاخر الذي يستشف من المقال فهو خطورة التعددية العسكرية والاستقلال العسكري الفصائلي في ظل ادعاء الوحدة الوطنية , فمن الواضح ان لا وحدة وطنية في ظل تعددية عسكرية ( وهذا ما يجب ان ينتبه له اصحاب النيات الحسنة من دعاة الوحدة الوطنية عبر التنازلات البرنامجية وهي الصيغة الاخرى لقول الوحدة البرنامجية ) حيث تدلل مقالة الاخ محمد السهلي ان المركزية العسكرية ولا تعدديتها هي شرطا من شروط الوحدة الوطنية الصحيحة التي تجانس وتناغم بين وحدة التوجه ومركزية التوظيف السياسي للعمل العسكري , ولا نحتاج الى التدليل على الخطر الذي الحقته التعددية العسكرية بالوضع الفلسطيني
ان الامر الخطير لتوازي التعددية السياسية وتقاطعها بتعددية عسكرية انها وبصورة ميكانيكية تنتهي الى تعددي
خالد عبد القادر احمد
[email protected]
لست اعرف موقع الاخ محمد السهلي النضالي , غير انه من الواضح ان له موقع يتيح له الاطلاع في الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين ,وله مني خالص الشكر والتحية على مقاله المنشور بموقعي دنيا الوطن . والحوار المتمدنتحت عنوان( عندما ارغمو واشنطن على الاعتراف بالحقوق الفلسطينية)
اما ملخص المقال فهو توضيح لكيفية استخدام الجبهة الديموقراطية لقوتها المسلحة في اعتراض الحوار بين قيادة م ت ف والولايات المتحدة الامريكية الي كان جاريا العام 1988 وذلك ان (فقد رأت بعض القوى، ومنها الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في هذا الحوار «غير الرسمي» كمينا أميركيا، تنصبه الولايات المتحدة لمنظمة التحرير، بحيث تتولد أوهام لدى شريحة في القيادة الرسمية بإمكانية قطف ثمار الانتفاضة سريعا.).......(لذلك ارتأت الجبهة أن تعترض على هذا «الحوار» بنضال شعبي ومسلح، يؤجج الانتفاضة ويرفع من وتيرة صمود شعبنا وقدرته على إلحاق الخسائر في صفوف العدو، وتوصيل رسالة إلى من يهمه الأمر أن محاولات زرع الأوهام ستصاب حتما بالفشل.) اما النتيجة التي لاحظها الكاتب على استخدام الجبهة الديموقراطية للقوة العسكرية وكما يقول في مقاله ان الولايات المتحدة الامريكية وبعد تهديد سابق بوقف الحوار مع م ت ف ردا على استمرار العمل العسكري الفلسطيني فانها اضطرت الى الاعلان على لسان سفيرها بلليترو( وبناء على تعليمات وزارة الخارجية مرغما على التراجع، فأصدر بيانا قال فيه أن إدارة بلاده، ترى أن العمليات القتالية الفلسطينية في جنوب لبنان لا تندرج تحت اسم «الإرهاب»، وأنه بناء على ذلك قرر مواصلة حواره مع م.ت.ف.) ويعتبر السيد محمد السهلي ذلك (هكذا نجح أبطال القوات المسلحة الثورية والجبهة الديمقراطية في كسب جولة في مواجهة إسرائيل، حين أرغموا الولايات المتحدة على الاعتراف بحق الشعبيين الفلسطيني واللبناني في مقاتلة القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان باعتبارها قوات احتلال.)
في هذا المقال لست ارد على مقال السيد محمد السهلي او ما جاء من رؤية سياسية فيه رغم ان ملاحظات لي على ذلك ليس هنا مجالها , لكنني اتخذ من المقال شاهدا واعترافا غير مقصود على التخلف القيادي الفلسطيني في مجالين اثنين كان ولا يزال لهما مخاطرهما على وحدة الصف الفلسطيني وضعف استناده للديموقراطية وسلبية توازي التعددية العسكرية للتعددية السياسية , واذا حمدنا الله عز وجل على نجاح استخدام الجبهة الديموقراطية ( المفترض ) سياسيا للتعددية العسكرية في تحصيل اعتراف امريكي بالحق الفلسطيني واللبناني بممارسة الكفاح المسلح , فان تكرار التجربة بعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية حيث استخدم العمل العسكري العديد من الفصائل الفلسطينية لهدف تعطيل مسار التسوية الفلسطينية كهدف سياسي الامر الذي شكل عاملا من عوامل تعميق حالة الانقسام الفلسطينية الى مستوى الحالة الانفصالية الدموية الراهنة واسقاطاتها الخطيرة على القضية الفلسطينية
فكما هو معروف ان القوى التي عارضت الحوار الامريكي الفلسطيني ( نشير الى من هم منضمين الى م ت ف) والجبهة الديموقراطية كانت منهم , كان يحق لهم ديموقراطيا معارضة هذا الحوار والصراع ضد مؤيديه ومنفذيه بعيدا عن استخدام التعددية العسكرية وتوظيفها لصالح الاعتراض لان الصيغة الرسمية ل م ت ف وباعتراف جميع المنضمين لها كانت ان م ت ف هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني , الامر الذي يسحب هذه الصفة عن اي فصيل فلسطيني منفرد ولا يهم هنا ان يكون فتح او احد الجبهات ........الخ ويحصره تحديدا في قيادة م ت ف فهكذا تصبح التعددية السياسية ديموقراطيا تعددية مشروطة بوحدة الاتجاه السياسي لا بوحدة ( كل موقف من كل حدث) ولا يعود تمثيل م ت ف للشعب الفلسطيني مشروطا ايضا بنفس الشرط . بل ان مقال السيد محمد السهلي المشار اليه انما يؤكد قصور فهم الجبهة الديموقراطية لواقع ودور ومهمة م ت ف بالنسبة للشعب الفلسطيني كما يؤشر الى قصور التزام الجبهة الديموقراطية الديموقراطي بشرط عضويتها في م ت ف
اما الجانب الاخر الذي يستشف من المقال فهو خطورة التعددية العسكرية والاستقلال العسكري الفصائلي في ظل ادعاء الوحدة الوطنية , فمن الواضح ان لا وحدة وطنية في ظل تعددية عسكرية ( وهذا ما يجب ان ينتبه له اصحاب النيات الحسنة من دعاة الوحدة الوطنية عبر التنازلات البرنامجية وهي الصيغة الاخرى لقول الوحدة البرنامجية ) حيث تدلل مقالة الاخ محمد السهلي ان المركزية العسكرية ولا تعدديتها هي شرطا من شروط الوحدة الوطنية الصحيحة التي تجانس وتناغم بين وحدة التوجه ومركزية التوظيف السياسي للعمل العسكري , ولا نحتاج الى التدليل على الخطر الذي الحقته التعددية العسكرية بالوضع الفلسطيني
ان الامر الخطير لتوازي التعددية السياسية وتقاطعها بتعددية عسكرية انها وبصورة ميكانيكية تنتهي الى تعددي