المقـامة الطالبانيـة في تقييـم تاريخيـة جلسـة برلمانيـة
" كانت طلعـة صبـاح بهيـة , تلـك التـي وقفـت فيهـا أمـام كشـك بائع الصحـف و لتواجهـني على صـدر صفحـة رئيسيـة , إبتسـامة عريضـة ووجـه مدور عرفـت فيـه مباشـرة رئيـس الجمهـوريـة , وتحـت الصورة ... خبـرا يقـول , طالبـاني يعتبـر جلسـة البرلمـان ليوم أمـس تاريخيـة , لنجـاحها في تمريـر بالجملـة لثـلاثة قوانيـن خـلافية , دام الخـلاف على أحـدها عـدة شـهور شـمسية , وثانيهـا كانت حصـته ثمانيـة شـهور قمـرية , وآخـرها متمثـل في تأخيــر إقـرار لميزانيـة .
هـذا الرئيس الأريحـي , صاحب النكتـة الفطريـة(*) , الذي أوجـد لدوران الأرض حول محـورها نظـرية , وسـعى لأثباتهـا عبـر حـَلـِّه لمعادلـة آينشتاين حول النسبية , لكنـه قـال بأن الدورة الواحـدة نصـف قطـرية , فهـي تبـدأ من نقطـة إنطـلاقها الشـرقية , وتنتهـي في مائـة وثمانيـن غربيـة , وتعـود على نفـس المسـار الى نقطتها الصفرية .
عودنـا دومـا على النطـق بحكـم ليس لها نصيب سـوى السـخرية , وسـعى دومـا لنشـر مبادئ التوفيقيـة , وتحويـل الهزائم الكارثيـة الى إنتصـارات تاريخية , حالـه حال من كانت لـه في الرئاسـة أسـبقية , وبان في عـز إنهيـاره ومـن الرسـالة الأخـوية ,التي رجـاه فيها إسـتقبال العائلة إسـتنادا للعـلاقة الوديـة , التـي كـان الـ " مام " يرقـص على أنغامهـا " النقـدية " , فـي سـره , وفـي العلـن كان المدافع الأول عـن آمـال أمتـه الكردية .
وما واقـع حالته سـوى جـلاد لأنتفاضـة " هه له بجه شـه يدان "(*) الشـعبية , التي أسـتقبلت كوادره بالطماطم والحجـارة كأحـسن هدية , فاضحـة زيـف كلماته المبشـرة بالحياة الوردية .
" إن جلسـة البرلمـان يوم أمس كانت تاريخية " , نعـم أيـها الـ " مـام " الهمـام , تاريخيـة , لأن 275 عراقي وعراقيـة , أزدانت وجـوههم بالسـخام(*) , سـواء منهم من بقي ليصوت , أو غاب عنها , أو أنسـحب كـي لا يـلام , مبـررا غيـابه أو إنسـحابه بمواقفه الوطنية , التي ما عادت تنطلـي على طفـل في الفطـام , فكلكـم مسـؤول أمام التاريخ والشـعب يامن شـاركتم في مائـدة اللئام .
نعـم تاريخيـة أيهـا القائـد المقـدام , لأنها أرادت أن تـدق آخـر مسـمار في نعش عراق لا يضـام , مهمـا تكالبـت وتطاولـت على وحـدته الأقـزام , ومهـما تزنـرت بطائفيـة أو عرقيـة ولو بألـف حـزام , سـيبقى هنـاك شـعب على ضيـم لا ينـام .
تاريخيـة أيهـا الـ " ها وه ري "(*) يا عازف الدمـام , فالـ " سـنة " فيها كان نصيبهم " قانون عفـو عـام " , ومجالـس المحافظـات للـ " شـيعة " الحالميـن بالإقليـم , مالئي أرض الوطـن وسـمائه بالألغـام , والميزانيـة كانت حصة (تحالـف) الأنعـام .
" تـُوْبـى "(*) لكـل بطـل في برلمـان الخيـام , المشـرد في البراري الغارق بالظـلام , تاركـا " شـعبه " في قصـور ينـام , يطوي الرئيس وأعضـاء البرلمـان جـوعـا , والمـلايين تتغـذى بـألـذ " كاسـترد " فوقـه طبقات
" الهـلام " , " توبـى " لمـن " قبـز " (*) مليونـا من الدولارات , وذهـب مطليـة بـه الأقـلام , ليـزرع عبـر " صوتيـه " في خاصرة الوطن نصل حسام , ويكثـر من إثخان جروح إكثار وقود في ضرام , " توبـى " لعمائـم جوعـى للـ " سُـلـْتـَه "(*) في ظل الجثـث المجهولة الهـوية وقطـع الأرحـام , " توبـى " لمن أحتفـظ بالقلـم خمسـة وعشـرين عام , " توبـى " لكـم جميعـا , يامن كنتـم مطيـة الوصول , الى الهـدف المـأمـول , و وفـرتم علينـا إنتظـار سـنين وغابـة صعبـة من الحلـول , فصـار حلـم التقسـيم أقرب ما يكـون للمثـول , وصـار لكـل فـرع أصـول , وصـار مسـتقبل البـلاد واضحـا بعـد أن كان مجهول .
هكـذا تحـدث المسـطول (*) , وهـو يتراقـص فـوق النـار كالبهـلول , أوقـدهـا لتـلـف الوطـن تارة بالعـرض وتارة بالطـول , جهـابـذة سـياسة واحـدهـم لرنـة الدينـار عاشـق متبـول , مـاذا يهـم الوطـن , وشـعبنا الذي بدمـه مبلـول , تعـسـاً لشـعارات الأمـس , لننعـم اليـوم بمـا مأكـول , وأمـا غـدا ً فـشــأنه في حســبتنا محلـول .
هـذا خليـط عَجـَب , فـي أرضـنا مشــتول , هـذا يناغـى الهـوى بالهاتـف المحمـول , وذاك أصـفر وجـه كـأنه مسـلول , والشـيخ مـن تراه فيهـم , على العقبيـن يبـول . "
أنتهـت المقامـة التـي طالبنـي كاتبهـا في النهـاية , بالإعتـذار نيابـة عنـه لكـل مكونـات شـعبه المناضـل والتي رجـاها في ذلـك الإعتـذار أن لا تفهـم خطـأ إشـارته الى البعض منها صراحـة فالمقصـود ليـس ناس بلاده الطيبين واللذين يكـن لهـم ولمعاناتهم كـل التقـدير والإجـلال .. ولكـن المقصـود هـذه النخـب البائسـة التي أرتضـت و وضعـت نفسـها تحـت هـذه المسـميات , لتتخـذ منها جسـر أنـذال تعبـره عنـدما يهـددها الغرق , وتتناسـى سـاعتها ذلـك المثـل الكردي الرائـع :
" لا تعبـر علـى جسـر الأنـذال حتـى وإن هـددك الغـرق "
لكنهـم جميعـا عبـروه .. من أجـل الحصـول علـى شـهادة حسـن السـلوك والسـيرة .. مـن أنـذال باعـوا الشـعب والوطـن , لقـاء الوصـول الى شـاطـئ أحـلامهم المريـضـة .
حميـد الحـلاوي
[email protected]
(*) الفطـرية : البـداهـة والعفـوية .
(*) هه له بجـه شـه هيدان : حلبجـة الشـهيدة .
(*) السـخام : طبقة الكاربـون المتجمـعة على السـطح السـفلي لقدر الطعـام .
(*) هاوه ري : رفيـق بالكردية / اللهجـة السـورانية يقابلها " هه فال " بالبهدينانية .
(*) توبـى : طوبـى كما يلفظها أخـوتنا الأكـراد عندما يتحـدثون بالعربية .
(*) قبـز : قبض = = = = = = = .
(*) الـ سُـلْـتَه : السُــلـْطـَة كما = = = = = = .
(*) المسـطول : مدمـن الحشـيش الذي يأخـذ عيارا ً أكبـر من طاقتـه .
" كانت طلعـة صبـاح بهيـة , تلـك التـي وقفـت فيهـا أمـام كشـك بائع الصحـف و لتواجهـني على صـدر صفحـة رئيسيـة , إبتسـامة عريضـة ووجـه مدور عرفـت فيـه مباشـرة رئيـس الجمهـوريـة , وتحـت الصورة ... خبـرا يقـول , طالبـاني يعتبـر جلسـة البرلمـان ليوم أمـس تاريخيـة , لنجـاحها في تمريـر بالجملـة لثـلاثة قوانيـن خـلافية , دام الخـلاف على أحـدها عـدة شـهور شـمسية , وثانيهـا كانت حصـته ثمانيـة شـهور قمـرية , وآخـرها متمثـل في تأخيــر إقـرار لميزانيـة .
هـذا الرئيس الأريحـي , صاحب النكتـة الفطريـة(*) , الذي أوجـد لدوران الأرض حول محـورها نظـرية , وسـعى لأثباتهـا عبـر حـَلـِّه لمعادلـة آينشتاين حول النسبية , لكنـه قـال بأن الدورة الواحـدة نصـف قطـرية , فهـي تبـدأ من نقطـة إنطـلاقها الشـرقية , وتنتهـي في مائـة وثمانيـن غربيـة , وتعـود على نفـس المسـار الى نقطتها الصفرية .
عودنـا دومـا على النطـق بحكـم ليس لها نصيب سـوى السـخرية , وسـعى دومـا لنشـر مبادئ التوفيقيـة , وتحويـل الهزائم الكارثيـة الى إنتصـارات تاريخية , حالـه حال من كانت لـه في الرئاسـة أسـبقية , وبان في عـز إنهيـاره ومـن الرسـالة الأخـوية ,التي رجـاه فيها إسـتقبال العائلة إسـتنادا للعـلاقة الوديـة , التـي كـان الـ " مام " يرقـص على أنغامهـا " النقـدية " , فـي سـره , وفـي العلـن كان المدافع الأول عـن آمـال أمتـه الكردية .
وما واقـع حالته سـوى جـلاد لأنتفاضـة " هه له بجه شـه يدان "(*) الشـعبية , التي أسـتقبلت كوادره بالطماطم والحجـارة كأحـسن هدية , فاضحـة زيـف كلماته المبشـرة بالحياة الوردية .
" إن جلسـة البرلمـان يوم أمس كانت تاريخية " , نعـم أيـها الـ " مـام " الهمـام , تاريخيـة , لأن 275 عراقي وعراقيـة , أزدانت وجـوههم بالسـخام(*) , سـواء منهم من بقي ليصوت , أو غاب عنها , أو أنسـحب كـي لا يـلام , مبـررا غيـابه أو إنسـحابه بمواقفه الوطنية , التي ما عادت تنطلـي على طفـل في الفطـام , فكلكـم مسـؤول أمام التاريخ والشـعب يامن شـاركتم في مائـدة اللئام .
نعـم تاريخيـة أيهـا القائـد المقـدام , لأنها أرادت أن تـدق آخـر مسـمار في نعش عراق لا يضـام , مهمـا تكالبـت وتطاولـت على وحـدته الأقـزام , ومهـما تزنـرت بطائفيـة أو عرقيـة ولو بألـف حـزام , سـيبقى هنـاك شـعب على ضيـم لا ينـام .
تاريخيـة أيهـا الـ " ها وه ري "(*) يا عازف الدمـام , فالـ " سـنة " فيها كان نصيبهم " قانون عفـو عـام " , ومجالـس المحافظـات للـ " شـيعة " الحالميـن بالإقليـم , مالئي أرض الوطـن وسـمائه بالألغـام , والميزانيـة كانت حصة (تحالـف) الأنعـام .
" تـُوْبـى "(*) لكـل بطـل في برلمـان الخيـام , المشـرد في البراري الغارق بالظـلام , تاركـا " شـعبه " في قصـور ينـام , يطوي الرئيس وأعضـاء البرلمـان جـوعـا , والمـلايين تتغـذى بـألـذ " كاسـترد " فوقـه طبقات
" الهـلام " , " توبـى " لمـن " قبـز " (*) مليونـا من الدولارات , وذهـب مطليـة بـه الأقـلام , ليـزرع عبـر " صوتيـه " في خاصرة الوطن نصل حسام , ويكثـر من إثخان جروح إكثار وقود في ضرام , " توبـى " لعمائـم جوعـى للـ " سُـلـْتـَه "(*) في ظل الجثـث المجهولة الهـوية وقطـع الأرحـام , " توبـى " لمن أحتفـظ بالقلـم خمسـة وعشـرين عام , " توبـى " لكـم جميعـا , يامن كنتـم مطيـة الوصول , الى الهـدف المـأمـول , و وفـرتم علينـا إنتظـار سـنين وغابـة صعبـة من الحلـول , فصـار حلـم التقسـيم أقرب ما يكـون للمثـول , وصـار لكـل فـرع أصـول , وصـار مسـتقبل البـلاد واضحـا بعـد أن كان مجهول .
هكـذا تحـدث المسـطول (*) , وهـو يتراقـص فـوق النـار كالبهـلول , أوقـدهـا لتـلـف الوطـن تارة بالعـرض وتارة بالطـول , جهـابـذة سـياسة واحـدهـم لرنـة الدينـار عاشـق متبـول , مـاذا يهـم الوطـن , وشـعبنا الذي بدمـه مبلـول , تعـسـاً لشـعارات الأمـس , لننعـم اليـوم بمـا مأكـول , وأمـا غـدا ً فـشــأنه في حســبتنا محلـول .
هـذا خليـط عَجـَب , فـي أرضـنا مشــتول , هـذا يناغـى الهـوى بالهاتـف المحمـول , وذاك أصـفر وجـه كـأنه مسـلول , والشـيخ مـن تراه فيهـم , على العقبيـن يبـول . "
أنتهـت المقامـة التـي طالبنـي كاتبهـا في النهـاية , بالإعتـذار نيابـة عنـه لكـل مكونـات شـعبه المناضـل والتي رجـاها في ذلـك الإعتـذار أن لا تفهـم خطـأ إشـارته الى البعض منها صراحـة فالمقصـود ليـس ناس بلاده الطيبين واللذين يكـن لهـم ولمعاناتهم كـل التقـدير والإجـلال .. ولكـن المقصـود هـذه النخـب البائسـة التي أرتضـت و وضعـت نفسـها تحـت هـذه المسـميات , لتتخـذ منها جسـر أنـذال تعبـره عنـدما يهـددها الغرق , وتتناسـى سـاعتها ذلـك المثـل الكردي الرائـع :
" لا تعبـر علـى جسـر الأنـذال حتـى وإن هـددك الغـرق "
لكنهـم جميعـا عبـروه .. من أجـل الحصـول علـى شـهادة حسـن السـلوك والسـيرة .. مـن أنـذال باعـوا الشـعب والوطـن , لقـاء الوصـول الى شـاطـئ أحـلامهم المريـضـة .
حميـد الحـلاوي
[email protected]
(*) الفطـرية : البـداهـة والعفـوية .
(*) هه له بجـه شـه هيدان : حلبجـة الشـهيدة .
(*) السـخام : طبقة الكاربـون المتجمـعة على السـطح السـفلي لقدر الطعـام .
(*) هاوه ري : رفيـق بالكردية / اللهجـة السـورانية يقابلها " هه فال " بالبهدينانية .
(*) توبـى : طوبـى كما يلفظها أخـوتنا الأكـراد عندما يتحـدثون بالعربية .
(*) قبـز : قبض = = = = = = = .
(*) الـ سُـلْـتَه : السُــلـْطـَة كما = = = = = = .
(*) المسـطول : مدمـن الحشـيش الذي يأخـذ عيارا ً أكبـر من طاقتـه .
