يوسف شاهين .. هل يستحق حقا كل هذا التبجيل ؟
كلمة صباح الخير لوكالة آيرس نيوز
بقلم / طلال معروف نجم
كتبت في 19 من الشهر الماضي كلمة صباح الخير تحت عنوان , يوسف شاهين فنان ملتزم .. ولكن .
أستعرضت فيها جانبا أخلاقيا من حياته . فلم أنكر عليه تقدميته وفكره السياسي النير. ووقوفه الى جانب قضايا الامة العربية المصيرية . والتصاقه بالكادحين من الشعب المصري . الا انني اعترف بأنني لم أهضم جل اعماله السينمائية . لقد نحى شاهين منحى المدرسة الفرنسية السينمائية . في اعماله ذات المضامين المتداخلة والرمزية . وأكاد أشبهه بالمخرج الفرنسي كلود ليلوش , صاحب الفيلم الفرنسي الشهير رجل وأمرأة . وقد اصبح مهووسا في اعماله الاخيرة . بحيث يصعب على النظارة ان يفهموا مايريد. لانه يتخيل ان رؤيته التي يسطرها على ورق السيناريو , مفهومة للاخرين . وهذه الرؤية المشوشة تتجسد في افلام , الاختيار وفجر يوم جديد وفلمه المصير عن حياة بن رشد . ولعل أكثر ما شدني الى فيلم المصير, هو ماقام به نجم الجوائز نور الشريف من حركة تمثيلية خارقة , جسدها في بعثرة كتبه من على المكتبة . وهي حركة قال عنها النجم حسين فهمي : "حسدت عليها نور الشريف وسارعت الى تهنئته هاتفيا" .
انا شخصيا لاأعتقد بأنه بمستوى التبجيل , لوقارنته بمخرجين عملاقين في تأريخ السينما المصرية . هما توفيق صالح وصلاح ابوسيف , فهو لايكاد ان يرتقي اليهما . فالاول كان صديقا لشاهين . يقترب من افكاره اليسارية ويغوصان سوية في قضايا الكادحين والمعدمين . ولعل اول افلام صالح كان فيلم درب المهابيل عن قصة لنجيب محفوظ . اعتبر الفيلم واحدا من اروع الافلام المصرية . وحصد جوائز كثيرة . توفيق صالح كان مقلا في افلامه . عالج فيها قضايا وهموم المواطن العربي . فكانت افلامه غير تجارية مثل . رجال في الشمس عن قصة الشهيد الروائي والصحفي الفلسطيني غسان كنفاني . كما اخرج فيلما عن رواية توفيق الحكيم " يوميات نائب في الارياف" . انا شخصيا استمتع لمشاهدة هذا الفيلم كل ما عرضته الفضائيات . الا ان الفيلم لم يلق رواجا جماهيريا . ولعل آخر افلام توفيق صالح . كانت عن السيرة الذاتية للرئيس العراقي الراحل عن رواية كتبها الراحل عبد الامير معلة بأسم " الايام الطويلة " .
اما صلاح ابوسيف فهو مدرسة بحد ذاتها للسينما المصرية الواقعية . ويكاد ان يكون فيتوريو دي سيكا مصر . صاحب الواقعية في السينما الايطالية مابعد الحرب العالمية الثانية .
نخلص الى القول ان يوسف شاهين . خدمته ظروفه اللاحقه ليقفز الى مراتب المخرجين العالميين . وقد تكون فرنسا قد لعبت دورا في احتلاله لهذه المكانة . ظروف لم يحظ بها لا صلاح ابوسيف ولا توفيق صالح . فلو غربلنا افلام شاهين , واستخلصنا افلامه البعيدة عن الرمزية والرؤية الضبابية . لوجدنا ان باقي افلامه تجارية بحتة . ولاترقى الى اعمال العملاقين توفيق صالح وصلاح ابوسيف . ولعل افلام شاهين , ودعت حبك وانت حبيبي وحب الى الابد وبين ايديك , نموذج للافلام التجارية الهابطة . حتى الفيلم الكبير" الناصر صلاح الدين " الذي افلس المنتجة اللبنانية الاصل آسيا , لم يكن فيلما بمستوى القضية . بل كان فيلما خطابيا أكثر منه سينمائيا مقنعا .
ولكن يبقى يوسف شاهين من بين كبار المخرجين العرب . الذين يذكرون بأن لهم بصمة على الفيلم العربي .
[email protected]
[email protected]
كلمة صباح الخير لوكالة آيرس نيوز
بقلم / طلال معروف نجم
كتبت في 19 من الشهر الماضي كلمة صباح الخير تحت عنوان , يوسف شاهين فنان ملتزم .. ولكن .
أستعرضت فيها جانبا أخلاقيا من حياته . فلم أنكر عليه تقدميته وفكره السياسي النير. ووقوفه الى جانب قضايا الامة العربية المصيرية . والتصاقه بالكادحين من الشعب المصري . الا انني اعترف بأنني لم أهضم جل اعماله السينمائية . لقد نحى شاهين منحى المدرسة الفرنسية السينمائية . في اعماله ذات المضامين المتداخلة والرمزية . وأكاد أشبهه بالمخرج الفرنسي كلود ليلوش , صاحب الفيلم الفرنسي الشهير رجل وأمرأة . وقد اصبح مهووسا في اعماله الاخيرة . بحيث يصعب على النظارة ان يفهموا مايريد. لانه يتخيل ان رؤيته التي يسطرها على ورق السيناريو , مفهومة للاخرين . وهذه الرؤية المشوشة تتجسد في افلام , الاختيار وفجر يوم جديد وفلمه المصير عن حياة بن رشد . ولعل أكثر ما شدني الى فيلم المصير, هو ماقام به نجم الجوائز نور الشريف من حركة تمثيلية خارقة , جسدها في بعثرة كتبه من على المكتبة . وهي حركة قال عنها النجم حسين فهمي : "حسدت عليها نور الشريف وسارعت الى تهنئته هاتفيا" .
انا شخصيا لاأعتقد بأنه بمستوى التبجيل , لوقارنته بمخرجين عملاقين في تأريخ السينما المصرية . هما توفيق صالح وصلاح ابوسيف , فهو لايكاد ان يرتقي اليهما . فالاول كان صديقا لشاهين . يقترب من افكاره اليسارية ويغوصان سوية في قضايا الكادحين والمعدمين . ولعل اول افلام صالح كان فيلم درب المهابيل عن قصة لنجيب محفوظ . اعتبر الفيلم واحدا من اروع الافلام المصرية . وحصد جوائز كثيرة . توفيق صالح كان مقلا في افلامه . عالج فيها قضايا وهموم المواطن العربي . فكانت افلامه غير تجارية مثل . رجال في الشمس عن قصة الشهيد الروائي والصحفي الفلسطيني غسان كنفاني . كما اخرج فيلما عن رواية توفيق الحكيم " يوميات نائب في الارياف" . انا شخصيا استمتع لمشاهدة هذا الفيلم كل ما عرضته الفضائيات . الا ان الفيلم لم يلق رواجا جماهيريا . ولعل آخر افلام توفيق صالح . كانت عن السيرة الذاتية للرئيس العراقي الراحل عن رواية كتبها الراحل عبد الامير معلة بأسم " الايام الطويلة " .
اما صلاح ابوسيف فهو مدرسة بحد ذاتها للسينما المصرية الواقعية . ويكاد ان يكون فيتوريو دي سيكا مصر . صاحب الواقعية في السينما الايطالية مابعد الحرب العالمية الثانية .
نخلص الى القول ان يوسف شاهين . خدمته ظروفه اللاحقه ليقفز الى مراتب المخرجين العالميين . وقد تكون فرنسا قد لعبت دورا في احتلاله لهذه المكانة . ظروف لم يحظ بها لا صلاح ابوسيف ولا توفيق صالح . فلو غربلنا افلام شاهين , واستخلصنا افلامه البعيدة عن الرمزية والرؤية الضبابية . لوجدنا ان باقي افلامه تجارية بحتة . ولاترقى الى اعمال العملاقين توفيق صالح وصلاح ابوسيف . ولعل افلام شاهين , ودعت حبك وانت حبيبي وحب الى الابد وبين ايديك , نموذج للافلام التجارية الهابطة . حتى الفيلم الكبير" الناصر صلاح الدين " الذي افلس المنتجة اللبنانية الاصل آسيا , لم يكن فيلما بمستوى القضية . بل كان فيلما خطابيا أكثر منه سينمائيا مقنعا .
ولكن يبقى يوسف شاهين من بين كبار المخرجين العرب . الذين يذكرون بأن لهم بصمة على الفيلم العربي .
[email protected]
[email protected]