
من بحر النخوة العربية – الدور الفلسطيني السعودي في معركة ميسلون – بقلم د ناصر جربوع- أنافع سليمان العطيوي
ما أجملها من أيام خلت ، أيام كانت الشعوب العربية تلتحم من مشرقه ومغربه، أصوات كانت تنهض من الثري لتقبل الثريا، كان فيها العربي الحر الأصيل يقدم كل ما يملك من اجل أخيه، إنها عروق الكرامة العربية التي ارتوت من ثري معركة الكرامة العربية قبل الإسلام في ( ذي قار) يوم أن توحد العرب لأول مرة وأذاقوا الفرس مرارة الهزيمة!!!00000
كثيرة هي المواقف البطولية التي وقف بها العرب جنبا إلى جنب بدافع الترابط الديني ،والعرقي، أو الإثني في كير من الأحيان---- وبدافع النخوة والشهامة المتأثلة بنفوس العرب منذ يعرب بن قحطان!!!! ونحن اليوم أمام مشهد جميل من مشاهد النخوة العربية التي تجسدت في معركة ميسلون،،،، وجدنا أننا بحاجة إلى ذكرها في مثل هذه الأيام عسى أن تنفع الذكري!! وتتحرك النخوة العربية من جديد!! ويعود التلاحم المغيب عمدا!! التلاحم الذي ترابط به الدم الفلسطيني والسوري والسعودي والمغربي، ليسطروا أجمل ملحمة شعبية رفضت الظلم والاستسلام !!– حين دشن العرب شعارا خالدا آنذاك( أن الحقوق تؤخذ ولا تعطى )وذلك بعد إدراكهم أن مؤتمر الصلح في باريس لم ينصف العرب --- كغيره نمن المؤتمرات الكثيرة---- وقرر العرب رفض مؤامرات( سايكس بيكو -وعد بلفور- وسان ريمو )وغيرها ورفض فرسان العرب أي شكل من أشكال المساعدات الاستعمارية الفرنسية علي بلاد الشام ،فغضبت فرنسا وشنت حملتها علي سوريا ،وحاول الأعداء الادعاء أن الثورة لا تمثل عرب الشام والعراق! بل هي ثورة من بلاد الحجاز! ووجه الجنرال الفرنسي الغاشم (غورو) إنذار إلى الحكومة السورية بحل البرلمان العربي والجيش، فاستجابت الحكومة !وسرح الجيش! فما كان أمام الوزير (يوسف العظمة )إلا الاعتماد علي المتطوعين العرب وبلغ عددهم حوالي ثلاث آلاف، وهب عرب السعودية وعلي رأسهم رئيس فرقة الهجانة البطل السعودي( ناصر بن علي بن دغيثر) من العينية والتقي ناصر مع إخوانه من شمال فلسطين وثوراها من العرب الكنعانيين وتلاحم الدم السعودي والسوري مع الدم العربي الفلسطيني ، وبرز دور الأخت المناضلة العربية الشامية (نازك العابد )لتصرخ صرخة المعتصم، والتقى يوسف العظمة وجمعه من الأحرار في منصف الطريق بين بيروت ودمشق في( سهل ميسلون) ودارت معركة غير متكافئة في العدد والعتاد ،والخبرات القتالية، ولكن العرب المتطوعين سجلوا موقفا عظيما خالدا شجاعا، واستشهد القائد يوسف العظمة وحوالي ألف مجاهد من السورين والفلسطينين والسعوديين ليسجلوا للعرب، أروع ملاحم البطولة والشهادة ولتكن ميسلون عنوانا للكرامة العربية التي لا --- ولن تخبو--لقد قدم يوسف العظمة وأبطال ميسلون مثالاً في الوطنية الصادقة، التي هي مشروع كرامة وطن عربي ومستقبل شعب، وأورثوا جيلهم قيمة الدفاع عن كل ذرة من تراب الوطن ولم يلتفتوا إلى مشروعهم الخاص أو يركنوا إلى واقع تفوق العدو، أو عدم نضج "الظروف الموضوعية"، أو سوى ذلك من ذرائع يحتمي خلفها الضعفاء، ويمنحون قوى الشر بطريقة غير مباشرة قوة إضافية. وبفضل تضحية أبطال ميسلون غدت الكرامة والعزة العربية قيمتين أساسيتين ميزتا شعبنا العربي ، وألهمتا أجياله أعمق الدروس.
واليوم نحن أحوج إلى استلهام قيم أبطال ميسلون، في زمن تختلط فيه المفاهيم وتتزلزل القيم وتشتد قوى الهيمنة في تطاولها على سيادة الدول وكرامة الشعوب، ويستمر فيه احتلال إسرائيل لفلسطين والجولان السوري ، وفي زمن يتعولم فيه نمط الاستهلاك والخلاص الفردي، وتتراجع فيه عند كثيرين قيم الانتماء إلى الوطن ،وحاجاته وضرورات حمايته لحساب تصاعد حسابات الربح واقتناص الفرص والجري خلفها!!! دون حساب لتأثيرها السلبي على المشروع الوطني العربي العام، أو دون البحث عن وسيلة يدمج فيها المشروع الخاص بالشأن الوطني العام.
لقد قدم يوسف العظمة وصحبه من المجاهدين مثالاً في الوطنية الصادقة، واستقر في ذاكرة الأحرار من العرب ملهماً وثائراً فهل لنا أيها العرب من أجدادكم من شهداء ميسلون عبرة وهل لنا ان نستذكر شعوبا عربيه أصيلة لازالت تأن تحت الاستعمار ولو بكلمة وذلك اضعف الإيمان 000
د ناصر إسماعيل جربوع – كاتب وباحث فلسطيني
أ نافع سليمان العطيوي – كاتب وباحث سعودي
ما أجملها من أيام خلت ، أيام كانت الشعوب العربية تلتحم من مشرقه ومغربه، أصوات كانت تنهض من الثري لتقبل الثريا، كان فيها العربي الحر الأصيل يقدم كل ما يملك من اجل أخيه، إنها عروق الكرامة العربية التي ارتوت من ثري معركة الكرامة العربية قبل الإسلام في ( ذي قار) يوم أن توحد العرب لأول مرة وأذاقوا الفرس مرارة الهزيمة!!!00000
كثيرة هي المواقف البطولية التي وقف بها العرب جنبا إلى جنب بدافع الترابط الديني ،والعرقي، أو الإثني في كير من الأحيان---- وبدافع النخوة والشهامة المتأثلة بنفوس العرب منذ يعرب بن قحطان!!!! ونحن اليوم أمام مشهد جميل من مشاهد النخوة العربية التي تجسدت في معركة ميسلون،،،، وجدنا أننا بحاجة إلى ذكرها في مثل هذه الأيام عسى أن تنفع الذكري!! وتتحرك النخوة العربية من جديد!! ويعود التلاحم المغيب عمدا!! التلاحم الذي ترابط به الدم الفلسطيني والسوري والسعودي والمغربي، ليسطروا أجمل ملحمة شعبية رفضت الظلم والاستسلام !!– حين دشن العرب شعارا خالدا آنذاك( أن الحقوق تؤخذ ولا تعطى )وذلك بعد إدراكهم أن مؤتمر الصلح في باريس لم ينصف العرب --- كغيره نمن المؤتمرات الكثيرة---- وقرر العرب رفض مؤامرات( سايكس بيكو -وعد بلفور- وسان ريمو )وغيرها ورفض فرسان العرب أي شكل من أشكال المساعدات الاستعمارية الفرنسية علي بلاد الشام ،فغضبت فرنسا وشنت حملتها علي سوريا ،وحاول الأعداء الادعاء أن الثورة لا تمثل عرب الشام والعراق! بل هي ثورة من بلاد الحجاز! ووجه الجنرال الفرنسي الغاشم (غورو) إنذار إلى الحكومة السورية بحل البرلمان العربي والجيش، فاستجابت الحكومة !وسرح الجيش! فما كان أمام الوزير (يوسف العظمة )إلا الاعتماد علي المتطوعين العرب وبلغ عددهم حوالي ثلاث آلاف، وهب عرب السعودية وعلي رأسهم رئيس فرقة الهجانة البطل السعودي( ناصر بن علي بن دغيثر) من العينية والتقي ناصر مع إخوانه من شمال فلسطين وثوراها من العرب الكنعانيين وتلاحم الدم السعودي والسوري مع الدم العربي الفلسطيني ، وبرز دور الأخت المناضلة العربية الشامية (نازك العابد )لتصرخ صرخة المعتصم، والتقى يوسف العظمة وجمعه من الأحرار في منصف الطريق بين بيروت ودمشق في( سهل ميسلون) ودارت معركة غير متكافئة في العدد والعتاد ،والخبرات القتالية، ولكن العرب المتطوعين سجلوا موقفا عظيما خالدا شجاعا، واستشهد القائد يوسف العظمة وحوالي ألف مجاهد من السورين والفلسطينين والسعوديين ليسجلوا للعرب، أروع ملاحم البطولة والشهادة ولتكن ميسلون عنوانا للكرامة العربية التي لا --- ولن تخبو--لقد قدم يوسف العظمة وأبطال ميسلون مثالاً في الوطنية الصادقة، التي هي مشروع كرامة وطن عربي ومستقبل شعب، وأورثوا جيلهم قيمة الدفاع عن كل ذرة من تراب الوطن ولم يلتفتوا إلى مشروعهم الخاص أو يركنوا إلى واقع تفوق العدو، أو عدم نضج "الظروف الموضوعية"، أو سوى ذلك من ذرائع يحتمي خلفها الضعفاء، ويمنحون قوى الشر بطريقة غير مباشرة قوة إضافية. وبفضل تضحية أبطال ميسلون غدت الكرامة والعزة العربية قيمتين أساسيتين ميزتا شعبنا العربي ، وألهمتا أجياله أعمق الدروس.
واليوم نحن أحوج إلى استلهام قيم أبطال ميسلون، في زمن تختلط فيه المفاهيم وتتزلزل القيم وتشتد قوى الهيمنة في تطاولها على سيادة الدول وكرامة الشعوب، ويستمر فيه احتلال إسرائيل لفلسطين والجولان السوري ، وفي زمن يتعولم فيه نمط الاستهلاك والخلاص الفردي، وتتراجع فيه عند كثيرين قيم الانتماء إلى الوطن ،وحاجاته وضرورات حمايته لحساب تصاعد حسابات الربح واقتناص الفرص والجري خلفها!!! دون حساب لتأثيرها السلبي على المشروع الوطني العربي العام، أو دون البحث عن وسيلة يدمج فيها المشروع الخاص بالشأن الوطني العام.
لقد قدم يوسف العظمة وصحبه من المجاهدين مثالاً في الوطنية الصادقة، واستقر في ذاكرة الأحرار من العرب ملهماً وثائراً فهل لنا أيها العرب من أجدادكم من شهداء ميسلون عبرة وهل لنا ان نستذكر شعوبا عربيه أصيلة لازالت تأن تحت الاستعمار ولو بكلمة وذلك اضعف الإيمان 000
د ناصر إسماعيل جربوع – كاتب وباحث فلسطيني
أ نافع سليمان العطيوي – كاتب وباحث سعودي