بقلم: محمد هجرس**
هل يحتاج الوضع الفلسطيني الراهن إلى انتفاضة ثالثة؟
سؤال ربما يدور في مخيلة بعض الحالمين في إنهاء الحالة المأساوية ومعزوفة التشرذم بين وطن مفتت اصلاً، على غرار النموذج الطالباني بجانبه السياسي، أو من خلال نموذج المحاكم الإسلامية في الصومال.
النموذجان بجانبهما السياسي أنهيا حقبة أمراء الحرب في أفغانستان عقب إنهاء الاحتلال السوفييتي، وفي الصومال عقب انهيار نظام الرئيس الأسبق محمد سياد بري، صحيح أن النموذجين انتهيا عقب تدخل خارجي وأعادا الاحتلال من حيث لا يدرون بشكل أو بآخر لبلديهما، لكنهما استطاعا تجفيف منابع شرذمة من أمراء الحرب الذين استقطعوا المناطق واعتبروها دويلات خاصة.
فلسطينيون كثر عبروا عن رغبتهم في مثل هذه الانتفاضة الشعبية الآن وقبل فوات الأوان، وكما قالوا إنها ليست كتلك التي لوّحت بها حماس في مواجهة فتح والسلطة في رام الله ، ولا كتلك التي بشرت بها فتح والسلطة أهل القطاع وتعجلتاهم إشعال فتيلها، ضد ما يحدث الآن من "صوملة" و"أفغنة" تستعير للأسف تجربة التطهير العرقي وحرب الإبادة في الشوارع والتي لا تزال ذكراها فيما حدث بين التوتسي والهوتو أو بين الصرب والبوسنة، تتجدد الآن في شوارع الضفة والقطاع.
يبدو الآن أن لا خط أحمر على الإطلاق في جميع الممارسات التي نراها أو نسمع عنها، ويبدو أن لعبة كسر العظام وصلت أقصاها لتطالب بحصد الرؤوس، ويبدو أن هذا اللغم المجهول والمتسع أصبح واقعاً يجلس عليه الجميع، وسينفجر في أي لحظة، ما لم يتدخل عقلاء نعتقد أنهم غير موجودين.
عملية زرع الرعب بين غزة ورام الله، تصم الواقع العربي كله بالخزي، وتخرج الأمر إلى حدوتة أخرى على مشهد من مشاهد العبث على المسرح الفلسطيني النازف.
لم تبق حرمة لدم، ولم يبق اعتبار لشهادة، ولم يبق اعتبار لقيمة نضالية، ولم يبق اعتبار لآلاف الأيتام والأرامل والشهداء الذين يتحسرون اليوم على دمهم المهدر بيدي لا بيد إسرائيل..
بصراحة.. حاجة تكسف
.. وتقرف كمان!
ـــــــــ
** كاتب صحافي مصري
[email protected]
هل يحتاج الوضع الفلسطيني الراهن إلى انتفاضة ثالثة؟
سؤال ربما يدور في مخيلة بعض الحالمين في إنهاء الحالة المأساوية ومعزوفة التشرذم بين وطن مفتت اصلاً، على غرار النموذج الطالباني بجانبه السياسي، أو من خلال نموذج المحاكم الإسلامية في الصومال.
النموذجان بجانبهما السياسي أنهيا حقبة أمراء الحرب في أفغانستان عقب إنهاء الاحتلال السوفييتي، وفي الصومال عقب انهيار نظام الرئيس الأسبق محمد سياد بري، صحيح أن النموذجين انتهيا عقب تدخل خارجي وأعادا الاحتلال من حيث لا يدرون بشكل أو بآخر لبلديهما، لكنهما استطاعا تجفيف منابع شرذمة من أمراء الحرب الذين استقطعوا المناطق واعتبروها دويلات خاصة.
فلسطينيون كثر عبروا عن رغبتهم في مثل هذه الانتفاضة الشعبية الآن وقبل فوات الأوان، وكما قالوا إنها ليست كتلك التي لوّحت بها حماس في مواجهة فتح والسلطة في رام الله ، ولا كتلك التي بشرت بها فتح والسلطة أهل القطاع وتعجلتاهم إشعال فتيلها، ضد ما يحدث الآن من "صوملة" و"أفغنة" تستعير للأسف تجربة التطهير العرقي وحرب الإبادة في الشوارع والتي لا تزال ذكراها فيما حدث بين التوتسي والهوتو أو بين الصرب والبوسنة، تتجدد الآن في شوارع الضفة والقطاع.
يبدو الآن أن لا خط أحمر على الإطلاق في جميع الممارسات التي نراها أو نسمع عنها، ويبدو أن لعبة كسر العظام وصلت أقصاها لتطالب بحصد الرؤوس، ويبدو أن هذا اللغم المجهول والمتسع أصبح واقعاً يجلس عليه الجميع، وسينفجر في أي لحظة، ما لم يتدخل عقلاء نعتقد أنهم غير موجودين.
عملية زرع الرعب بين غزة ورام الله، تصم الواقع العربي كله بالخزي، وتخرج الأمر إلى حدوتة أخرى على مشهد من مشاهد العبث على المسرح الفلسطيني النازف.
لم تبق حرمة لدم، ولم يبق اعتبار لشهادة، ولم يبق اعتبار لقيمة نضالية، ولم يبق اعتبار لآلاف الأيتام والأرامل والشهداء الذين يتحسرون اليوم على دمهم المهدر بيدي لا بيد إسرائيل..
بصراحة.. حاجة تكسف
.. وتقرف كمان!
ـــــــــ
** كاتب صحافي مصري
[email protected]