الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

دولة بلجيكا في مهب رياح الأخطار بقلم : محمد خليفة

تاريخ النشر : 2008-08-03
دولة بلجيكا في مهب رياح الأخطار بقلم : محمد خليفة
دولة بلجيكا في مهب رياح الأخطار


بقلم : محمد خليفة / كاتب من الإمارات
البريد الإلكتروني: [email protected]
الموقع الإلكتروني : http://www.mohammedkhalifa.com

قالت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية في مقال لها بعنوان "بلجيكا دولة في طور الانقراض" ، إن بلجيكا لم تعلن بعد نهاية تاريخها ، لكن ما لم يقع تطور غير متوقع ، فإن تلك النهاية قد اقتربت . فالتوتر بين قوميتي الفلمنكيين والوالون المكونتين لهذا البلد يتفاقم ، والأزمات التي يتأخر حلّها تتوالى . ويحدث كل هذا الصخب في بلجيكا من دون أن يدري أحد في عالمنا العربي وباقي أنحاء العالم الثالث به ، لأن الغرب المتفوّق لا يسمح لدولة في آسيا أو أفريقيا أو أمريكا اللاتينية أن تتدخّل في شؤونه ، بعكس ما عليه الحال في أوطاننا التي تعتبر ساحات مفتوحة لتصفية الحساب بين القوى العالمية المتصارعة . فأي قضية ، مهما كانت بسيطة ، تنشأ في أي دولة من الدول العربية يتم تضخيمها من خلال الآلة الإعلامية الغربية من أجل إيجاد الذريعة للتدخل في شؤونها الداخلية . وهذا ما يحدث في السودان ، ولبنان وفي سواهما من البلاد العربية التي تعاني من مشاكل مختلفة . لكن لماذا وصل البلجيكيون إلى نقطة اللاعودة في عيشهم في ظل دولة واحدة ؟. الواقع أن السبب في ذلك يكمن في الكيفية التي ظهرت بها بلجيكا كدولة مستقلة عام 1830 ، فهي مؤلفة من قوميتين مختلفتين في اللغة ومتحدتين في العقيدة الكاثوليكية . وهاتان القوميتان هما "الفلمنكيون" و "الوالون" ، حيث تتحدث الأولى اللغة الهولندية ، والثانية اللغة الفرنسية ، وتسيطر كلٌّ منهما على نصف أراضي بلجيكا . وقد كانت مصالح القوى الأوروبية الكبرى في القرن التاسع عشر وهي "النمسا ، بروسيا ، بريطانيا ، فرنسا" تقتضي ظهور بلجيكا كدولة مستقلة عازلة في أوروبا . وتعتبر بلجيكا جزءاً من المنطقة الأوروبية التي كانت تسمى في العصور السالفة "الأراضي الواطئة" التي تشمل أيضاً هولندا . وكانت هذه الأراضي من ضمن أملاك الإمبراطورية الرومانية المقدسة التي كانت تتزعمها أسرة الهابسبرج النمساوية الألمانية . وفي عام 1496 تزوج الإمبراطور فيليب من الأميرة "جوانا" الإسبانية فورث ابنهما شارل عرش إسبانيا وعرش النمسا باسم شارل الأول . وفي تلك الأثناء كانت حركة الإصلاح الديني قد بدأت في ألمانيا على يد المُصلح مارتن لوثر ، وكانت الأراضي الواطئة كاثوليكية ، وأخذت البروتستانتية تنتشر بين ربوعها ، وخاصة في الأجزاء الشمالية المحاذية منها لألمانيا . وقد كان الملك الإسباني فيليب الثاني الذي ورث أباه شارل وحكم من عام "1527 إلى عام 1598" شديد التعصّب للكاثوليكية . ولم يرقْ له انتشار البروتستانتية في الأراضي الواطئة ، فقرر القضاء على هذه الديانة الجديدة هناك . ولم تلبث أن نشأت مقاومة في تلك الأراضي ضد الحكم الإسباني ، قادها رجلان هما "الكونت إجمونت" وهو كاثوليكي و "وليم أورانج" وهو بروتستانتي ، وقد انحصرت المقاومة فيما بعد في شخص هذا الأخير . وفي عام 1572 تحررت نسبة كبيرة من الأراضي الواطئة من سيطرة إسبانيا . لكن سكان البلاد المحررة كانوا من البروتستانت والكاثوليك ، فثارت بينهم الخلافات التي أفضت إلى انفصال الولايات الكاثوليكية في الجنوب بمقتضى اتفاق "آراس" الكاثوليكي عام 1579 . وقد قبل وليم أورانج قائد الثورة على مضض أن يرضخ للأمر الواقع وأن يترك جانباً من آماله بخصوص توحيد الأراضي الواطئة كلها تحت راية واحدة . وهنا انحصرت مهمة أورانج في حماية معتنقي الديانة البروتستانتية في الولايات الشمالية السبع ومعه تكوّنت "دولة المقاطعات المتحدة أو هولندا" التي اضطرت إسبانيا إلى الاعتراف باستقلالها عام 1648 . لكن المقاطعات الجنوبية المؤلفة من الفلمنكيين والوالونيين، ظلت تحت السيطرة الإسبانية . وفي عام 1713 ، عادت إلى سيادة النمسا وظلت كذلك حتى احتلها نابليون بونابرت وألحقها بالإمبراطورية الفرنسية التي أنشأها عام 1804 . وبعد هزيمة نابليون عام 1815 في حروبه ، قرر مؤتمر فيينا في ذلك العام إعطاء هذه المقاطعات لهولندا ، فثار أهلها وطالبوا بالاستقلال ، وحصلوا على استقلالهم عام 1830 ، فظهرت دولة بلجيكا ، وأصبح ليوبولد الأول ملكاً عليها . لكن هذا الاستقلال الذي جاء استجابة لنوازع الفلمنكيين والوالونيين الدينية ، وأيضاً استجابة لترتيبات بين القوى الأوروبية آنذاك ، لم يقوَ على الاستمرار ، فظهرت النزاعات في هذه الدولة بين قوميتيها . والخوف الآن أن ينفرط عقدها ووحدتها في المستقبل وتظهر من تحت أنقاضها دولتان جديدتان .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف