الأخبار
الاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوعنعيم قاسم: لن نكون جزءاً من شرعنة الاحتلال في لبنان ولن نقبل بالتطبيعفتوح: تهجير عشرات العائلات من عرب المليحات امتداد مباشر لسياسة التطهير العرقي والتهجيرالنيابة والشرطة تباشر إجراءاتهما القانونية في واقعة مقتل شابة في مدينة يطا
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إعدام فرعون على يد إمام الدم بقلم: أحمد زكارنة

تاريخ النشر : 2008-08-03
إعدام فرعون على يد إمام الدم بقلم: أحمد زكارنة
من الطبيعي أن تدخل السياسة إلى عالم الفن السابع من أوسع أبوابه.. ولكن الجديد أن يصبح الفن السابع احد أدوات العمل السياسي.. فما أثاره عرض الفيلم الإيراني " إعدام فرعون " من توتر في العلاقات الإيرانية المصرية، وإعلان احد الأعضاء البارزين في لجنة إعلام الحزب الحاكم في مصر بدأه في إعداد فيلم " الخميني إمام الدم " إنما يخل بالتقاليد والأعراف السياسية، كما ويصب في اتجاه تشويه منظومة القيم والمفاهيم الدينية السمحة على نحو غير مسبوق، إذ تعرض مخرج فيلم " إعدام فرعون " بالتجريح والتشفي من إغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات على يد مجموعة راديكالية إسلامية مسلحة، ليسجل السابقة الثانية التي تمجد عملية الاغتيال بعد إطلاق اسم قاتل السادات " خالد الإسلامبولي " على أحد شوارع طهران الرئيسة، وهنا يطل التساؤل الأبرز لماذا تصر إيران على استفزاز مصر؟؟ ومن المستفيد؟ خاصة وان إيران تواجه عاصفة دولية بسبب برنامجها النووي.
إن اختلاف بعضنا مع سياسة ونهج الرئيس الراحل أنور السادات، لا يقلل بأي حال من الأحوال من شأن الرجل الذي وصف بانه شديد الذكاء إلى حد تناقض تقييمه من قبل الآخرين، فهناك من يعتبره بطل العبور وشهيد السلام، وهناك من يتهمه بأنه كان ديكتاتوراً خائناً بحسب ما جاء في نص الفيلم الوثائقي ذاته.
شئنا أم ابينا لابد من الاعتراف أن الرئيس المصري الراحل أنور السادات، كان صاحب فكر استطاع أن يقرأ الواقع السياسي بتمعن شديد فاغتنم فرصة المناخ السياسي العام في العالم والأمم المتحدة المهيئة لتبني مشروع السلام مع الدولة العبرية، مطالبا باستعادة سيناء كاملة للسيادة المصرية، فكان له ما أراد.
اختلف معه كثيرون من المصريين حينذاك، كما اختلف معه ايضا اغلبية العرب، واتفق منتقدوه في داخل البلاد وخارجها على أنه إنزلق نحو الإرادة الصهيوأميركية، إلا أن أغلب العرب المنتقدين أنفسهم جنحوا إلى السلام مع اسرائيل، لتبدأ مسيرة السلام ب " القطاعي " وتجري المفاوضات التي مللنا ومل العالم منها وهي تراوح مكانها.
أعلم أن البعض قد لا يعجبه هذا التحليل، كما أعلم تمام العلم أن الحالة الفلسطينية شديدة الخصوصية، ولكن جدير بنا أن نفكر بصوت عالٍِ ومسموع، حتى نستطيع سد الفراغات التي تحاول إيران جاهدة سدها، وإلا ليجبنا أحد ما فائدة أن تنتج إيران مثل هذا الفيلم؟؟ هل ذلك سيرجع أمجاد إيران الفارسية؟ ام سيؤثر على تاريخ مصر الفرعونية؟ أعتقد جازما أنه لا هذا ولا ذاك، ببساطة شديدة لان الخميني بقيادته الثورة الإيرانية لم يكن معصوما من الأخطاء، وكذلك الرئيس الراحل أنور السادات.
إن قراءة واعية وهادئة للوقائع ستفضي إلى أن المنطقة العربية واقعة بين مشروعين اولهما صهيوأميركي والآخر إيراني والاثنان لهما اهدافهما وتطلعاتهما، فيما يقف العرب موقف المتفرج الذي لا حول له ولا قوة.. أما المشروع الصهيوأميركي فانه مدعوم غربيا ويملك العلم والسلاح والحنكة السياسية، بينما يملك المشروع الإيراني عزيمة التحدي وقدرة التغلغل في النسيج الاجتماعي العربي تحت العباءة الدينية.
وهنا تشير الوقائع إلى ان إيران تحاول جاهدة فرض هيمنتها على المنطقة العربية عبر تدخلها غير المباشر في الشؤون الداخلية لدول الإقليم، كورقة ضغط فاعلة في وجه الضغط الغربي عليها، كما انها تحذر في الوقت ذاته الرئيس السوري في حال إقدامه على التوصل إلى صياغة ما لاستئناف العملية السلمية المتوقفة منذ حين مع الدولة العبرية، خاصة وأن سوريا تدخل في هذه الايام بشكل غير رسمي في مفاوضات مباشرة مع الاسرائيليين برعاية تركيا، وهو تحذير يشير إلى مصير من يقدم على السلام مع الاسرائيليين دون التواجد الايراني، خاصة وأن فكر الخميني القائم على تصدير الثورة كان له دور فاعل في عملية اغتيال السادات.
المثير للدهشة أن العالم العربي وبعد أحداث العراق بدأ يفكر جديا في تغيير منهجية تعامله مع الجمهورية الإيرانية الإسلامية على قاعدة التبادلية الامنية التي لا تسمح للغرب مهاجمة إيران من أراض عربية، إلا أن تجليات السياسة الإيرانية في تعاطيها مع العرب تؤكد أن إيران تسعى لفرض اجندتها بحسب مصالحها وحسب، الشيء الذي لا يصب إلا في مصلحة اعداء الامتين العربية والإسلامية.
نعم اخطأ الجانب الإيراني في إنتاج فيلم " إعدام فرعون " المستفز للسياسة المصرية، ولكن اتمنى الا تعالج مصر الخطأ بآخر مضاد عبر تبني فكرة إنتاج فيلم " إمام الدم " حتى لا يصبح إعدام فرعون على يد إمام الدم سيناريو سجال سياسي لا طائل من ورائه، فإن أهرام مصر الفرعونية لا تهزها عواصف صحراء إيران الفارسية.

بقلم: أحمد زكارنة
[email protected]
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف