التربية النقابية والتربية الحزبية أو التناقض الذي يولد الضعف المتبادل.....1
محمد الحنفي
[email protected]
v إلى أي مناضل نقابي قاوم التحريف
v إلى القادة النقابيين الذين اخلصوا للعمل النقابي الصحيح
v إلى الشغيلة التي تنبذ تحريف العمل النقابي عن مساره الصحيح
v إلى الطبقة العاملة التي تخلص في نضالها النقابي إذا اقتنعت به
v إلى شهداء الطبقة العاملة الذين سقطوا في مختلف المحطات النضالية في كل مكان .
v إلى روح شهيد الطبقة العاملة الشهيد عمر بن جلون الذي عانى الأمرين من أجل مناهضة تحريف العمل النقابي
v من أجل أن تصبح مناهضة تحريف العمل النقابي هما عماليا.
v من أجل نقابة تقتلع جذور التحريف.
v من أجل ك.د.ش نقابة مناضلة .
مقدمة :
كثيرا ما تعمل الكثير من الجمعيات على عقد ندوات تكوينية تهم التربية على نوع النشاط الذي تهتم به . وكثيرا ما نجد أن الجمعيات الحقوقية تهتم بعقد دورات تكوينية في موضوع التربية على حقوق الإنسان . وقد قطعت في هذا الإطار عدة أشواط . وأخذت تسري هذه التربية كمصطلح وكممارسة في العديد من المؤسسات الرسمية وغير الرسمية . وخاصة منها الجمعيات المهتمة بحقوق الإنسان وعلى الأخص الجمعية المغربية لحقوق الإنسان التي عقدت دورات تكوينية في موضوع حقوق الإنسان وحقوق العمال .وقد كان من المفروض أن تعمل النقابات المناضلة على عقد دورات تكوينية من أجل التربية على العمل النقابي من أجل التأسيس لممارسة نقدية مبدئية ومناضلة بعيدة عن التأثر بالعمل الحزبي ، وقادرة على الفعل في شرائح الشغيلة . والتربية على العمل النقابي تقتضي تحديد المفهوم فيما يخص العمل النقابي واختلافه عن العمل الحزبي وعلاقته بالعمل السياسي ولماذا يسعى الحزبيون إلى التأثير على العمل النقابي وجعله تابعا للحزب أو لمجموعة من الأحزاب، ولماذا تتحول النقابة إلى مجال للصراع الحزبي، أو ما هي الوسيلة أو الوسائل التي تساعد على إبعاد كل ذلك من الساحة النقابية حتى تبقى خالصة للعمل النقابي الصحيح
إننا عندما نطرح التربية على العمل النقابي في مواجهة التربية الحزبوية ، إنما نريد أن نلفت الانتباه إلى المخاطر التي تحدق بالعمل النقابي في الإطارات المناضلة ، تلك المخاطر التي قادت إلى ما وقع في بنية الك.د.ش التي عرفت صراعا حزبيا ،حزبيا قاد إلى انقسامها إلى نقابتين ، وإذا لم يتم التخلص من الممارسة المنتجة لذلك الصراع فإن الك.د.ش ستعرف نفس الصراع الذي يقود إلى ضعفها . واستنزاف قدرتها على الفعل.لأنه لازال هناك من يعمل على تحزيب النقابة والنقابيين بالدفع في اتجاه التطابق بين النقابة والحزب وهو ما يمكن اعتباره تعسفا على العمل النقابي الذي يقحم في أمور لا علاقة لها بالنقابة
ولذلك ، فالعمل النقابي في حاجة إلى ممارسة تربوية مبدئية تعد النقابيين بصفة عامة ، والأطر النقابية مهما كان انتماؤهم الحزبي لإنتاج ممارسة نقابية صحيحة حتى تكتسب النقابة والعمل النقابي إشعاعا إيجابيا وسط الشغيلة بصفة عامة ووسط الطبقة العاملة بصفة خاصة
وللوصول إلى ذلك لابد من العمل على تحديد مفهوم التربية النقابية ، ومفهوم التربية الحزبية وعلاقة التربية النقابية بالتربية الحزبية وضرورة تحديد أهداف التربية النقابية وتحديد أهداف التربية الحزبية ، والوقوف على أثر التربية النقابية على العمل الحزبي وأثر التربية الحزبية على العمل النقابي ومصير النقابة المتأثرة بالعمل الحزبي ومصير الحزب المتأثر بالعمل النقابي وآفاق الفصل بين النقابي والحزبي وتحديد نقط الالتقاء والاختلاف بين النقابي والحزبي، وكيف نحافظ على ربط النقابي والسياسي لنصل إلى الك.د.ش كإطار لتفاعل النقابي والسياسي الذي يراد له ان يفيد معنى تفاعل النقابي والحزبي الذي لا يمكن اعتباره إلا تحريفا للعمل النقابي .
وبذلك نتبين ضرورة التربية على العمل النقابي الصحيح حتى نعمل على استئصال الأمراض التي تعشش في النقابة وفق برنامج مدقق يستهدف المحلي و الجهوي والوطني أو يعمل على التمرس على كيفية التأطير والبرمجة والتنفيذ والتواصل والاستقطاب والتنسيق وقيادة النضالات المطلبية القطاعية والعامة حتى يصبح ذلك التكوين وسيلة لبناء نقابة مبدئية قوية . ووجود إشعاع نقابي يقود إلى ارتباط الشغيلة بالنقابة التي تخلص في الدفاع عن مصالحها
فهل تقدم النقابات المناضلة على وضع تصور شامل وعلى جميع المستويات للتربية على العمل النقابي إسوة بالتربية على العمل الحقوقي ؟ أم أنها ستبقى مجال تفريخ أشكال التحريف ؟
إننا عندما نطرح هذا الموضوع للنقاش إنما تتوخى إعادة النظر في الممارسة النقابية حتى تساهم في بناء عمل نقابي صحيح يمتلك مناعة ضد التحريف . وضد المحرفين مهما كان لونهم الحزبي وموقفهم السياسي رغبة في الوصول إلى جعل الشغيلة وطليعتها الطبقة العاملة تحتمي بالنقابة باعتبارها الإطار الذي يقود نضالها في أفق تحسين أوضاعها المادية والمعنوية . ومجالا لامتلاك أسس قيام وعي طبقي حقيقي يؤهل الشغيلة وطليعتها الطبقة العاملة لأن تلعب دورها في حدة الصراع الطبقي في أفق القضاء الاستغلال المادي والمعنوي للشغيلة .
مفهوم التربية النقابية
إن مفهوم التربية النقابية بالنسبة إلينا هو مفهوم عام لعلاقته بالنظام التربوي السائد الذي يعيد انتاج نفس التشكيلة الاقتصادية والاجتماعية السائدة ،وانطلاقا من هذه العلاقة نجد أن الممارسة النقابية السائدة هي نتيجة لتلك التربية. ولذلك لا نستغرب إذا وجدنا أن الممارسات التحريفية تعشش في النقابة .لأنها تتسرب إليها من خلال النقابيين الذين يصبحون أطرا نقابية . وتعقد عليهم آمال ايجاد تربية على العمل النقابي الصحيح ومن خلال الأطر النقابية تتسرب الذاتية والحزبية والشعبوية و الاسلاموية والانتهازية و الوصولية . وممارسات تحريفية أخرى .و إذا كان لابد من معاناة في العمل النقابي فإن تلك المعاناة تأتي من خلال تسرب الأمراض المشار إليها والتي لا يمكن تجاوزها إلا بتكريس تربية نقابية بديلة تضع حدا فاصلا أمام كل أشكال التحريف مهما كان مصدرها
ومفهوم التربية النقابية أيضا هو مفهوم خاص .لأنه يقودنا إلى الرجوع إلى الأدبيات النقابية التي تحمل تصور للعمل النقابي الصحيح .إلا أن ذلك التصور لم تتم تترجمته على أرض واقع العمل النقابي ولم تتم أجرأته عبر برامج للتربية على العمل النقابي تستهدف القوانين النقابية وقوانين الشغل ، وقوانين الحريات العامة والنقابية وقوانين الوظيفة العمومية ومبادئ العمل النقابي وعلاقة النقابي بالسياسي والنقابي بالحزبي وتوسيع القاعدة النقابية وأشياء أخرى حتى تكون الاطر النقابية في مستوى متطلبات العمل النقابي الذي يستهدف تحقيق المطلب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية . ورفع مستوى الشغيلة على جميع المستويات
وانطلاقا من البعد العام والبعد الخاص لمفهوم التربية على العمل النقابي نجد أنه التمرس على احترام العمل النقابي لإكساب الممارسة النقابية بعدها الديموقراطي والتقدمي والجماهيري والاستقلالي والوحدوي حتى يتم انضاج الشروط الضرورية الموضوعية والذاتية لجعل العمل النقابي مؤديا دوره في استقطاب الشغيلة .و طليعتها الطبقة العاملة وجعلها تساهم في صياغة المطالب العامة والقطاعية ووضع برنامج نضالي قابل للتنفيذ . والعمل على تنفيذه في مراحل محددة وصولا إلى انتزاع مكاسب لصالح الشغيلة ولصالح الطبقة العاملة بالخصوص ومرورا بالتمرس على اختيار الأجهزة المختلفة اختيارا حرا ونزيها
فالتربية النقابية إذن هي ممارسة يومية تنتجها الاجهزة النقابية المختلفة ، وينتجها النقابيون لتحقيق الأهداف الآتية:
1) تحصين النقابة والعمل النقابي ضد كل أشكال التحريف النقابي البيروقراطية أو الحزبية أو الشعبوية أو الاسلاموية ، بل واستئصال ما هو قائم منها بالفعل إما في الأجهزة أو في الممارسة اليومية النقابيين .
2 ) إعادة الاعتبار لمبادئ العمل النقابي على مستوى بناء الأداة النقابية ، وعلى مستوى الممارسة اليومية حتى تصبح الديمقراطية حاضرة بشكل مختلف في بناء الأجهزة النقابية . وفي تصنيف المطالب ووضع البرامج وتنفيذها وهو ما يزيد الشغيلة ارتباطا بالنقابة واستجابة للعمل النقابي وحتى تصبح التقدمية باعتبارها تعبيرا عن تحسين الأوضاع المادية والمعنوية للشغيلة ، وعن امتلاك الوعي الطبقي في مستواه النقابي . حاضرة في الممارسة اليومية للأجهزة النقابية والنقابيين وحتى تصبح الجماهيرية متمثلة في الإشعاع الواسع للنقابة في أوساط الشغيلة التي تزداد ارتباطا بها . ومساهمة في تنفيذ برامجها ، وحتى تصير الاستقلالية جزءا من بنية العمل النقابي لتقطع الطريق أمام حزبية العمل النقابي او اسلامويته أو شعبويته ،أوبيرقراطيته. وحتى تصبح الوحدوية في التنظيم وفي البرنامج النقابي وفي النضال النقابي هي الهاجس الذي يحكم الشغيلة كامتداد لما تسعى إليه الأجهزة النقابية ويسعى إليه النقابيون .
3) خلق الاهتمام بالعمل النقابي ، وبالنقابة وبالمحافظة عليها كتنظيم يؤطر الشغيلة ، وجعله حاضرا في الممارسة اليومية. لأن الشغيلة عندما تهتم بالعمل النقابي تحرص على الانتماء إلى النقابة وتؤطر نفسها فيها وتسعى بواسطتها إلى تحسين أوضاعها المادية والمعنوية وتسعى باستمرار إلى تحصين مكتسباتها ، و تناضل من أجل المتع بحقوقها الاقتصادية والاجتماعية كما هي مدونة في المواثيق الدولية ويترتب عن ذلك الاهتمام : امتلاك الوعي النقابي والوعي الحقوقي كمظهر من مظاهر امتلاك الوعي الطبقي من قبل الشغيلة التي لا يكتمل وعيها إلا بامتلاك الوعي الإيديولوجي ، والوعي السياسي الذي ينقلها إلى مستوى النضال من أجل القضاء على الاستغلال
4) اعتبار العمل النقابي قنطرة يمر عبرها الوعي الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي والمطلبي والحقوقي والتنظيمي إلى عموم أفراد الشعب فيكون ذلك حافزا على الانخراط في الإطارات الجماهيرية والديموقراطية والنضال بواسطتها من اجل تحسين أوضاعها المادية والمعنوية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية لتجاوز الأزمات الحادة التي تعاني منها الجماهير ولقطع الطريق أمام إمكانية حدوث أزمات أخرى .
5) إعداد الأجيال على أسس تربوية بديلة ، و نقيضة للأسس التربوية التي يقوم عليها النظام التربوي السائد والذي أبان عن فشله في إعداد أجيال مسؤولة عن مصير المجتمع .فإعداد الأجيال على أسس الديموقراطية والتقدمية والجماهيرية والاستقلالية والوحدوية سيعطينا ، ولاشك ، أجيالا من نوع جديد . وسينعكس وجود هذه الأجيال على جميع جوانب الحياة ، كما ينعكس على العمل النقابي ، وعلى المنظمات الجماهيرية الأخرى . وعلى مستوى أداء الأحزاب السياسية وسيعمل على وضع حد لكل أشكال التحريف التي تعرفها جميع الإطارات .
وبذلك نكون قد وضعنا تصورا للتربية النقابية التي تقتضي منا وضع برنامج لتلك التربية يختلف في أبعاده المحلية والجهوية والوطنية بسبب الاختلاف في الشروط الذاتية والموضوعية التي تستلزم اعتبارها في وضع أي برنامج حتى يكون فاعلا في الواقع وبتنفيذ البرنامج المحتمل تتحول النقابة والعمل النقابي إلى مدرسة لتكوين الأطر من جهة . ومدرسة لتربية الشغيلة على العمل النقابي الصحيح من جهة ثانية ، ومدرسة لتربية الجماهير الشعبية على المطالبة بحقوقها من جهة ثالثة وهكذا ….
محمد الحنفي
[email protected]
v إلى أي مناضل نقابي قاوم التحريف
v إلى القادة النقابيين الذين اخلصوا للعمل النقابي الصحيح
v إلى الشغيلة التي تنبذ تحريف العمل النقابي عن مساره الصحيح
v إلى الطبقة العاملة التي تخلص في نضالها النقابي إذا اقتنعت به
v إلى شهداء الطبقة العاملة الذين سقطوا في مختلف المحطات النضالية في كل مكان .
v إلى روح شهيد الطبقة العاملة الشهيد عمر بن جلون الذي عانى الأمرين من أجل مناهضة تحريف العمل النقابي
v من أجل أن تصبح مناهضة تحريف العمل النقابي هما عماليا.
v من أجل نقابة تقتلع جذور التحريف.
v من أجل ك.د.ش نقابة مناضلة .
مقدمة :
كثيرا ما تعمل الكثير من الجمعيات على عقد ندوات تكوينية تهم التربية على نوع النشاط الذي تهتم به . وكثيرا ما نجد أن الجمعيات الحقوقية تهتم بعقد دورات تكوينية في موضوع التربية على حقوق الإنسان . وقد قطعت في هذا الإطار عدة أشواط . وأخذت تسري هذه التربية كمصطلح وكممارسة في العديد من المؤسسات الرسمية وغير الرسمية . وخاصة منها الجمعيات المهتمة بحقوق الإنسان وعلى الأخص الجمعية المغربية لحقوق الإنسان التي عقدت دورات تكوينية في موضوع حقوق الإنسان وحقوق العمال .وقد كان من المفروض أن تعمل النقابات المناضلة على عقد دورات تكوينية من أجل التربية على العمل النقابي من أجل التأسيس لممارسة نقدية مبدئية ومناضلة بعيدة عن التأثر بالعمل الحزبي ، وقادرة على الفعل في شرائح الشغيلة . والتربية على العمل النقابي تقتضي تحديد المفهوم فيما يخص العمل النقابي واختلافه عن العمل الحزبي وعلاقته بالعمل السياسي ولماذا يسعى الحزبيون إلى التأثير على العمل النقابي وجعله تابعا للحزب أو لمجموعة من الأحزاب، ولماذا تتحول النقابة إلى مجال للصراع الحزبي، أو ما هي الوسيلة أو الوسائل التي تساعد على إبعاد كل ذلك من الساحة النقابية حتى تبقى خالصة للعمل النقابي الصحيح
إننا عندما نطرح التربية على العمل النقابي في مواجهة التربية الحزبوية ، إنما نريد أن نلفت الانتباه إلى المخاطر التي تحدق بالعمل النقابي في الإطارات المناضلة ، تلك المخاطر التي قادت إلى ما وقع في بنية الك.د.ش التي عرفت صراعا حزبيا ،حزبيا قاد إلى انقسامها إلى نقابتين ، وإذا لم يتم التخلص من الممارسة المنتجة لذلك الصراع فإن الك.د.ش ستعرف نفس الصراع الذي يقود إلى ضعفها . واستنزاف قدرتها على الفعل.لأنه لازال هناك من يعمل على تحزيب النقابة والنقابيين بالدفع في اتجاه التطابق بين النقابة والحزب وهو ما يمكن اعتباره تعسفا على العمل النقابي الذي يقحم في أمور لا علاقة لها بالنقابة
ولذلك ، فالعمل النقابي في حاجة إلى ممارسة تربوية مبدئية تعد النقابيين بصفة عامة ، والأطر النقابية مهما كان انتماؤهم الحزبي لإنتاج ممارسة نقابية صحيحة حتى تكتسب النقابة والعمل النقابي إشعاعا إيجابيا وسط الشغيلة بصفة عامة ووسط الطبقة العاملة بصفة خاصة
وللوصول إلى ذلك لابد من العمل على تحديد مفهوم التربية النقابية ، ومفهوم التربية الحزبية وعلاقة التربية النقابية بالتربية الحزبية وضرورة تحديد أهداف التربية النقابية وتحديد أهداف التربية الحزبية ، والوقوف على أثر التربية النقابية على العمل الحزبي وأثر التربية الحزبية على العمل النقابي ومصير النقابة المتأثرة بالعمل الحزبي ومصير الحزب المتأثر بالعمل النقابي وآفاق الفصل بين النقابي والحزبي وتحديد نقط الالتقاء والاختلاف بين النقابي والحزبي، وكيف نحافظ على ربط النقابي والسياسي لنصل إلى الك.د.ش كإطار لتفاعل النقابي والسياسي الذي يراد له ان يفيد معنى تفاعل النقابي والحزبي الذي لا يمكن اعتباره إلا تحريفا للعمل النقابي .
وبذلك نتبين ضرورة التربية على العمل النقابي الصحيح حتى نعمل على استئصال الأمراض التي تعشش في النقابة وفق برنامج مدقق يستهدف المحلي و الجهوي والوطني أو يعمل على التمرس على كيفية التأطير والبرمجة والتنفيذ والتواصل والاستقطاب والتنسيق وقيادة النضالات المطلبية القطاعية والعامة حتى يصبح ذلك التكوين وسيلة لبناء نقابة مبدئية قوية . ووجود إشعاع نقابي يقود إلى ارتباط الشغيلة بالنقابة التي تخلص في الدفاع عن مصالحها
فهل تقدم النقابات المناضلة على وضع تصور شامل وعلى جميع المستويات للتربية على العمل النقابي إسوة بالتربية على العمل الحقوقي ؟ أم أنها ستبقى مجال تفريخ أشكال التحريف ؟
إننا عندما نطرح هذا الموضوع للنقاش إنما تتوخى إعادة النظر في الممارسة النقابية حتى تساهم في بناء عمل نقابي صحيح يمتلك مناعة ضد التحريف . وضد المحرفين مهما كان لونهم الحزبي وموقفهم السياسي رغبة في الوصول إلى جعل الشغيلة وطليعتها الطبقة العاملة تحتمي بالنقابة باعتبارها الإطار الذي يقود نضالها في أفق تحسين أوضاعها المادية والمعنوية . ومجالا لامتلاك أسس قيام وعي طبقي حقيقي يؤهل الشغيلة وطليعتها الطبقة العاملة لأن تلعب دورها في حدة الصراع الطبقي في أفق القضاء الاستغلال المادي والمعنوي للشغيلة .
مفهوم التربية النقابية
إن مفهوم التربية النقابية بالنسبة إلينا هو مفهوم عام لعلاقته بالنظام التربوي السائد الذي يعيد انتاج نفس التشكيلة الاقتصادية والاجتماعية السائدة ،وانطلاقا من هذه العلاقة نجد أن الممارسة النقابية السائدة هي نتيجة لتلك التربية. ولذلك لا نستغرب إذا وجدنا أن الممارسات التحريفية تعشش في النقابة .لأنها تتسرب إليها من خلال النقابيين الذين يصبحون أطرا نقابية . وتعقد عليهم آمال ايجاد تربية على العمل النقابي الصحيح ومن خلال الأطر النقابية تتسرب الذاتية والحزبية والشعبوية و الاسلاموية والانتهازية و الوصولية . وممارسات تحريفية أخرى .و إذا كان لابد من معاناة في العمل النقابي فإن تلك المعاناة تأتي من خلال تسرب الأمراض المشار إليها والتي لا يمكن تجاوزها إلا بتكريس تربية نقابية بديلة تضع حدا فاصلا أمام كل أشكال التحريف مهما كان مصدرها
ومفهوم التربية النقابية أيضا هو مفهوم خاص .لأنه يقودنا إلى الرجوع إلى الأدبيات النقابية التي تحمل تصور للعمل النقابي الصحيح .إلا أن ذلك التصور لم تتم تترجمته على أرض واقع العمل النقابي ولم تتم أجرأته عبر برامج للتربية على العمل النقابي تستهدف القوانين النقابية وقوانين الشغل ، وقوانين الحريات العامة والنقابية وقوانين الوظيفة العمومية ومبادئ العمل النقابي وعلاقة النقابي بالسياسي والنقابي بالحزبي وتوسيع القاعدة النقابية وأشياء أخرى حتى تكون الاطر النقابية في مستوى متطلبات العمل النقابي الذي يستهدف تحقيق المطلب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية . ورفع مستوى الشغيلة على جميع المستويات
وانطلاقا من البعد العام والبعد الخاص لمفهوم التربية على العمل النقابي نجد أنه التمرس على احترام العمل النقابي لإكساب الممارسة النقابية بعدها الديموقراطي والتقدمي والجماهيري والاستقلالي والوحدوي حتى يتم انضاج الشروط الضرورية الموضوعية والذاتية لجعل العمل النقابي مؤديا دوره في استقطاب الشغيلة .و طليعتها الطبقة العاملة وجعلها تساهم في صياغة المطالب العامة والقطاعية ووضع برنامج نضالي قابل للتنفيذ . والعمل على تنفيذه في مراحل محددة وصولا إلى انتزاع مكاسب لصالح الشغيلة ولصالح الطبقة العاملة بالخصوص ومرورا بالتمرس على اختيار الأجهزة المختلفة اختيارا حرا ونزيها
فالتربية النقابية إذن هي ممارسة يومية تنتجها الاجهزة النقابية المختلفة ، وينتجها النقابيون لتحقيق الأهداف الآتية:
1) تحصين النقابة والعمل النقابي ضد كل أشكال التحريف النقابي البيروقراطية أو الحزبية أو الشعبوية أو الاسلاموية ، بل واستئصال ما هو قائم منها بالفعل إما في الأجهزة أو في الممارسة اليومية النقابيين .
2 ) إعادة الاعتبار لمبادئ العمل النقابي على مستوى بناء الأداة النقابية ، وعلى مستوى الممارسة اليومية حتى تصبح الديمقراطية حاضرة بشكل مختلف في بناء الأجهزة النقابية . وفي تصنيف المطالب ووضع البرامج وتنفيذها وهو ما يزيد الشغيلة ارتباطا بالنقابة واستجابة للعمل النقابي وحتى تصبح التقدمية باعتبارها تعبيرا عن تحسين الأوضاع المادية والمعنوية للشغيلة ، وعن امتلاك الوعي الطبقي في مستواه النقابي . حاضرة في الممارسة اليومية للأجهزة النقابية والنقابيين وحتى تصبح الجماهيرية متمثلة في الإشعاع الواسع للنقابة في أوساط الشغيلة التي تزداد ارتباطا بها . ومساهمة في تنفيذ برامجها ، وحتى تصير الاستقلالية جزءا من بنية العمل النقابي لتقطع الطريق أمام حزبية العمل النقابي او اسلامويته أو شعبويته ،أوبيرقراطيته. وحتى تصبح الوحدوية في التنظيم وفي البرنامج النقابي وفي النضال النقابي هي الهاجس الذي يحكم الشغيلة كامتداد لما تسعى إليه الأجهزة النقابية ويسعى إليه النقابيون .
3) خلق الاهتمام بالعمل النقابي ، وبالنقابة وبالمحافظة عليها كتنظيم يؤطر الشغيلة ، وجعله حاضرا في الممارسة اليومية. لأن الشغيلة عندما تهتم بالعمل النقابي تحرص على الانتماء إلى النقابة وتؤطر نفسها فيها وتسعى بواسطتها إلى تحسين أوضاعها المادية والمعنوية وتسعى باستمرار إلى تحصين مكتسباتها ، و تناضل من أجل المتع بحقوقها الاقتصادية والاجتماعية كما هي مدونة في المواثيق الدولية ويترتب عن ذلك الاهتمام : امتلاك الوعي النقابي والوعي الحقوقي كمظهر من مظاهر امتلاك الوعي الطبقي من قبل الشغيلة التي لا يكتمل وعيها إلا بامتلاك الوعي الإيديولوجي ، والوعي السياسي الذي ينقلها إلى مستوى النضال من أجل القضاء على الاستغلال
4) اعتبار العمل النقابي قنطرة يمر عبرها الوعي الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي والمطلبي والحقوقي والتنظيمي إلى عموم أفراد الشعب فيكون ذلك حافزا على الانخراط في الإطارات الجماهيرية والديموقراطية والنضال بواسطتها من اجل تحسين أوضاعها المادية والمعنوية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية لتجاوز الأزمات الحادة التي تعاني منها الجماهير ولقطع الطريق أمام إمكانية حدوث أزمات أخرى .
5) إعداد الأجيال على أسس تربوية بديلة ، و نقيضة للأسس التربوية التي يقوم عليها النظام التربوي السائد والذي أبان عن فشله في إعداد أجيال مسؤولة عن مصير المجتمع .فإعداد الأجيال على أسس الديموقراطية والتقدمية والجماهيرية والاستقلالية والوحدوية سيعطينا ، ولاشك ، أجيالا من نوع جديد . وسينعكس وجود هذه الأجيال على جميع جوانب الحياة ، كما ينعكس على العمل النقابي ، وعلى المنظمات الجماهيرية الأخرى . وعلى مستوى أداء الأحزاب السياسية وسيعمل على وضع حد لكل أشكال التحريف التي تعرفها جميع الإطارات .
وبذلك نكون قد وضعنا تصورا للتربية النقابية التي تقتضي منا وضع برنامج لتلك التربية يختلف في أبعاده المحلية والجهوية والوطنية بسبب الاختلاف في الشروط الذاتية والموضوعية التي تستلزم اعتبارها في وضع أي برنامج حتى يكون فاعلا في الواقع وبتنفيذ البرنامج المحتمل تتحول النقابة والعمل النقابي إلى مدرسة لتكوين الأطر من جهة . ومدرسة لتربية الشغيلة على العمل النقابي الصحيح من جهة ثانية ، ومدرسة لتربية الجماهير الشعبية على المطالبة بحقوقها من جهة ثالثة وهكذا ….