الخطوة المستعجلة لطيش الشباب عند قادة الكرد المراهقين
إياد محمود حسين
قطع التلفزيون الكردي برامجه الاعتيادية وتم البدء ببث برامج تعبوية مع اذاعة مارشات واغاني عسكرية بعد أن اتخذت قيادة الحزبين الكرديين قرارا بضم محافظة كركوك لاقليم كردستان , واتخذ هذا القرار ليلة امس . والاخبار الواردة من كركوك تشير لتصاعد حالات التوتر والترقب وحالة الاحتقان بلغت مستوى خطير تتطلب التدخل الدولي والاقليمي بعد أن أصاب ( كاكا تالباني وبرازاني وزبانيتهم) و الحزبين الكرديين وكل دعاة الانفصال في شمال العراق صدمة الدوار في الرأس بسبب صحوة العرب التي انطلق بقوة هذه المرة للتصدي للإخطار الكردية تحذرهم من التوسع على حساب العرب والتركمان والاستيلاء على ا أراضيهم بعد أن تعلموا فنون التوسع من دولة الكويت وإيران الصفوية . لقد أصيب قادة الفكر القومي الكردي الانفصالي والتقسيمي بصدمة لم يستيقظوا منها إلى ألان ناشئة من التصويت الاخير على قانون الانتخابات اربكهم وجعلهم يتخبطون هنا وهناك فتر ى المظاهرات الموجهة والزيارات والاتصالات بين الاطراف العميلة . فقد قدم البارزاني الى بغداد بسرعة فائقة ( بعد أن كان يكره بغداد ويستنكف القدوم اليها ) لشعوره بوجود شيئا ما يعد في الكواليس اكبر من الكتل نفسها والا كيف يتجرء العامري على مخالفة عبدالعزيز.
لان قضية كركوك تتجه نحو التدويل وهذا مايبرر تدخل الامم المتحدة السريع والمتكرر ، وكذلك انشغال الدول المجاورة بمصير العراق ولان طغيان الحزبين الكرديين قد وصل الى مستوى الاستهتار والتحدي للجميع -فنراهم يحرقون المقرات التركمانية بعد أن احبط مشروعهم الانفصالي في الاستيلاء على كركوك . أما حكومة المالكي العميلة فنراها قد سكتت على تجاوزات عصابات الحزبين الكرديين وتهديداتهم المستمرة للشعب العراقي ، الا انها حكومة امتهنت لحس اللحى وتقبيل بساطيل الأمريكان في سبيل بقائها على الكرسي .
بعد احتلال العراق مباشرة لم يكن أحد أكثر من الأكراد أنفسهم قد فوجئ بسرعة صعود الأكراد الى أعلى مناصب الحكومة العراقية؛ الرئيس كردي، ونائب رئيس الوزراء كردي، ووزير الخارجية كردي، نائب رئيس هيئة الأركان في الجيش كردي، وكثيرون موجودون في مناصب أقل مسؤولية لكنها محورية كالتي يحتلها الأكراد في أجهزة الأمن والمخابرات. يعمل الأكراد على تفريغ الحكومة المركزية من محتواها وتهميشها، لكي لا تكون قادرة على مهاجمة السكان الكرد مرة أخرى، وأيضاً لمضاعفة فرص تأسيس دولة كردية مستقلة. وبمرور الوقت وبعد أن شعر الاكراد أن قوة العرب بدأت بالظهور والنمو واعادة القوة وفقدان سيطرتهم تدريجيا على المركز في بغداد ، وذلك الدستور اليهودي الذي يعطيهم سلطة اعتراضية (فيتو) في عملية التشريع.
يقول (جوست هلتيرمان) نائب رئيس برنامج مجموعة الأزمة الدولية في تقرير نشرته صحيفة ذي ميل أند كلوب الكندية إن الأحزاب الكردية التي كانت تنظر الى نفسها على أنها (صانعة قرارات الملك) وأن الحكومة الفيدرالية في بغداد عاجزة عن القيام بأية خطوة من دون نيل رضاها، وأنها تعمل بكل الوسائل السياسية التي توسّع (أرض كردستان العراق) وتوفر لها المزيد من السيطرة على مصادر الثروة، إنما تتحرك لبناء الأساس المتين لـ (دولة كردية مستقلة). إلا أن الأكراد يحتاجون الى الأمن لدرجة أكبر من الأرض , ربما يكون الأكراد الآن قد فقدوا صورة ((الأقوياء المسيطرين)) أو ((فرسان الغزو)) كما كانوا في سنواته الأولى، إلا أنهم الآن باتوا في (زاوية الضغط) ولذا يصبح محتماً عليهم (الاختيار) بين أن يتمتعوا بـ (العيش الآمن) أو بـ (السيطرة على كركوك) لكنهم لن يقووا على التمتع بكلا المطمعين معاً .
و في خطوة سخيفة وحمقاء جدا من قبل المراهقين السياسين الاكراد تبين لنا مدى غباء هؤلاء السياسيين الذين جلبهم الاحتلال معه من الخارج ومنهم من اتخذ الجبال ملجأ له وسكنوا المدن بعد ذلك بفضل الاحتلال رغم انف الشعب العراقي. فهذه الزمر المتأمرة اتخذت خطوتها الانتهازية بعد احتلال العراق بضم كركوك ، فقد اتخذ مجلس محافظة كركوك البارحة (تراجع عنه بعد ذلك) قراراً يدعو الى ضم كركوك الى اقليم كردستان في خطوة وصفه السياسيون العراقيون بغير الحكيم والمتسرع ، وقراراً لا يستحق التعليق لعدم قانونيته متجاهلين الرفض العربي والتركماني داخل المحافظة . ان هكذا قرار هو غير قانوني وفاقد للشرعية ، والاكرد بتصرفهم هذا يحاولون استخدام اسلوب لي الاذرع الذي لن يخدم احداً وسيعقد الامور اكثر . أن هذا التصرف يثبت لنا سذاجة السياسين الكرد وطيشهم الشبابي ،( وفق أسلوب فلم طيش الشباب لجيمس دين ) في تصرفاتهم الرعناء وإنهم ابعد عن الحكمة والتعقل بحيث يعقدون الامور عليهم وكأنهم يدفعون الاخرين بالوقوف صفاً واحداً ضد هذه النزعات التوسعية . ان بعض ردود الافعال قد تكون عنيفة تجاه هذه الخطوة وتنعكس على الوضع الامني للعراق اجمالاً وليس كركوك فقط لانها تفتقر إلى البعد الاستراتيجي . أن قرار ضم محافظة كركوك لاقليم كردستان , جاء بناء على قرار قادة الحزبين الكرديين بعد اجتماعهم ليلة الامس في بغداد , حيث تم ابلاغ ((علي )) بقرار القيادة بضم كركوك بهذه الطريقة الهزلية والفوضوية .
هذا القرار الاستعجالي جعل العرب والتركمان يدعون إلى الاستعداد والنفير العام في كركوك وقرارهم باخراج اكراد الحزبين من المدينة وقد تراجع مجلس كركوك الكردي بعد ذلك وبنفس اليوم عما قرره بضم المدينة الى الاقليم الكردي . وأكد العضو الكردي محمود محمد أحمد إن ما جرى اليوم كان طلبا وليس تصويتا بالانضمام إلى (إقليم كردستان) وقال احد الصحفيين انه كان بقرب رئيس المجلس الكردي رزكار وسمعه احد الصحفيين المقربين له وهو يتمتم ويقول (والله حيرونا كل لحظه تعليمات شكل ) في اشارة الى الطلب العاجل بالتصريح ان الامر هو مجرد طلب وليس تصويت على الحاق المدينة الى (الاقليم) مشيرا إلى أن "22 عضوا من مجموع 41 عضوا أيدوا طلب الانضمام إلى( الإقليم) جاء ذلك في اجتماع لمجلس محافظة كركوك حضره أعضاء المجلس من الاكراد فقط فيما قاطعه الأعضاء العرب والتركمان . مع العلم أن الاكراد لايستحقون الحصول على نصف اصوات الاعضاء لولا سيطرتهم بقوة السلاح على كركوك وممارسة التزوير في الانتخابات السابقة .
ومن اهم الاسباب التي دعت هؤلاء الشباب الطائشين في الرجوع عن قرارهم هو ماجاء من مصادر سياسية أوروبية بأن حكومة إحدى دول الجوار العراقي.. وهي الحكومة التركية تبدي انزعاجا واضحا لتصرف القيادة الكردية العراقية حول كركوك ، وقد استدعت قائد قوات المظلات في جيشها وامرته بأن يقطع إجازته الصيفية ويستعد للقيام بحملة عسكرية قد تكون لها علاقة بالوضع في كركوك . وتشير تلك المصادر إلى أن من شبه المؤكد أن تقوم تلك الدولة بعملية عسكرية كبيرة على شكل إنزال جوي لتامين كركوك والسيطرة عليها وطرد المليشيات الكردية منها في حال مضت القيادة السياسية الكردية قدما وقررت فعلا اقتطاع محافظة كركوك وضمها الى الإقليم الشمالي الكردي ، فيما يستبعد مراقبون آخرون قيام تلك الدول بخطوة كهذه دون تنسيق أو تشاور مع قوات الاحتلال الأمريكية في العراق
أما كمال كركوكلي نائب رئيس برلمان كردستان فقد فرح بهذا القرار المستعجل كأن الامر بأيديهم والظروف الحالية تخدم مصالحهم حيث قال (ان البرلمان الكردي سيدرس ويناقش مطالبة مجلس محافظة كركوك، وياخذه بعين الاعتبار، مؤيداً مطالبهم بالقول: ان اهالي كركوك واهالي كردستان يطالبون بتطبيق المادة 140 من الدستور التي تمنحهم حق الحاق محافظة كركوك باقليم كردستان في اسرع وقت. وقد تناسى هذا المحافظ أن الاكراد اقلية في مدينة كركوك وان الطوائف الأخرى خاصة التركمان والعرب يرفضون رفضا قاطعا مطاليب الاكراد الغير شرعية . وان مجلس محافظة كركوك لايمتلك أي سند قانوني يؤهله اتخاذ هكذا قرار او التعبير عن هذه التطلعات بمجرد رفعه لمذكرة موقعة من 22 عضواً في مجلس المحافظة لتبت بشان انضمام محافظة الى اقليم من الاقاليم ، شدد الخبير القانوني طارق حرب على عدم جواز الحاق اية محافظة لاقليم اخر او تحويلها الى اقليم بحد ذاته ما لم يتم اجراء الاستفتاء الشعبي وبموافقة اكثر من 50 % من شعب المحافظة على القرار، لو رجعنا إلى الدستور العراقي الخائب الذي تم فرضه على الشعب العراقي بالتزوير والارهاب من قبل العملاء اولهم البرزاني والطالباني سنجد أن بنوده تقر على تقديم طلب من قبل مجلس المحافظة او عدد من الناخبين يتم ارساله الى المفوضية المستقلة للانتخابات التي تتولى بدورها مخاطبة مجلس الوزراء ، لتقوم فيما بعد باجراء استفتاء شعبي في المحافظة ، مفترضاً ان عدد المشمولين بالتصويت مليون ناخباً تعدوا الثامنة عشر فيجب ان يكون عدد الموافقين على ضم المحافظة الى الاقليم اكثر من نصف مليون ناخب . وثم أن هذا الضم وبالقوة العسكرية يعتبر انقلابا عسكريا جديدا على دستورهم الذي وافقوا على تطبيقه وهم ألان ينقلبون عليه لأنه لم يعد يلبي طموحاتهم وتفردهم بالقرار السياسي في التطبيع والاحصاء والاستفتاء في كركوك لكي يتمكنوا من الحاق المحافظة باقليمهم وكانت المادة 140 من الدستور العراقي قد اشترطت قطع ثلاثة مراحل للاكراد من اجل ضم كركوك الى اقليم كردستان او تحويلها الى اقليم مستقل ، وهي مرحلة التطبيع والاحصاء والاستفتاء ،
وقد اجتمع العملاء الاربعة بين قيادتي كتلتي التحالف الكردستاني والائتلاف العراقي الموحد، عقد مساء الأربعاء في مقر الرئيس جلال الطالباني في بغداد، حضره كلاً من الطالباني والمالكي وعادل عبد المهدي ورئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني وعبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي. ودراسة مستجدات هذا التحالف الاستراتيجي بين العملاء الذي ثبت بالامر الواقع انه تحالف كارتوني قائما على الورق في كيفية تقسيم العراق ، هذا لك وهذا لي .
ومن جانبه، قال النائب العربي الجبوري إن ( جلسة اليوم غير دستورية؛ لان مجلس محافظة كركوك في هذه المرحلة لا يحق له تشريع أي قانون أو إصدار هكذا قرارات كون قانون انتخاب مجلس المحافظات لم يقر بعد وانها عقدت بغياب العرب والتركمان، اي بمعنى غياب مكونين رئيسين في كركوك عن جلسة اليوم"، محملا في الوقت نفسه قائمة التآخي الكردية ومجلس محافظة كركوك أي مشكلة تحدث وان مطالبة الأكراد تعتبر خلق فتنة وبلبلة في كركوك ، وطالب الحكومة إسناد العرب والتركمان في كركوك بقوة أخرى من بغداد تكون محايدة؛ لاننا نرى ان الاكراد مصرون على حرب أهلية في كركوك نحن لا نريدها )
كركوك فتيل مشتعل في قنبلة موقوتة تمارس القيادة الكردية برضى الإدارة الأمريكية عملية تأجيج سعيرها .لقد تم دعم قيادات الاحزاب الكردية وبصورة لاتضاهيها أي عملية دعم في التاريخ على حساب المصلحة العراقية . اما الوضع الامني في كركوك فتؤكد جميع المصادر ان حالة التوتر وصلت لدرجة خطيرة توحي بانفجار كبير سيعم كافة المناطق الاخرى , بينما تسود حالة من التوتر لابناء القوميات المختلفة في كافة المحافظات نتيجة قرار قيادة الحزبين الكرديين وخصوصا الاكراد الساكنين في بغداد خوفا من حدوث ردود فعل عنيفة من الجهات التي تعتبر نفسها ظلمت في كركوك .
إن الظروف الدقيقة والحرجة والخطيرة التي يمر بها العراق اليوم وهو ما يزال يخضع لنير الإحتلال تقضي أولا بأن تتّحد الإرادات الوطنية العراقية الحقيقية لبناء العراق القوي الموحد ذو الإرادة الوطنية الصلبة والقادر على إدارة وحماية نفسه بنفسه لإجبار قوات الإحتلال على الإنسحاب من العراق في أسرع وقت ممكن، وهذا مطلب وطني مشروع لكل شعوب الأرض قاطبة إذا ما أبتليت بالإحتلال، وهو هدف يتقدم على أي هدف آخر يقل عنه أهمية وتأثيرا لأنه يتعلق بالكرامة الوطنية وبالقرار السيادي العراقي وبالمستقبل المنشود للعراق و شعبه.
إياد محمود حسين
قطع التلفزيون الكردي برامجه الاعتيادية وتم البدء ببث برامج تعبوية مع اذاعة مارشات واغاني عسكرية بعد أن اتخذت قيادة الحزبين الكرديين قرارا بضم محافظة كركوك لاقليم كردستان , واتخذ هذا القرار ليلة امس . والاخبار الواردة من كركوك تشير لتصاعد حالات التوتر والترقب وحالة الاحتقان بلغت مستوى خطير تتطلب التدخل الدولي والاقليمي بعد أن أصاب ( كاكا تالباني وبرازاني وزبانيتهم) و الحزبين الكرديين وكل دعاة الانفصال في شمال العراق صدمة الدوار في الرأس بسبب صحوة العرب التي انطلق بقوة هذه المرة للتصدي للإخطار الكردية تحذرهم من التوسع على حساب العرب والتركمان والاستيلاء على ا أراضيهم بعد أن تعلموا فنون التوسع من دولة الكويت وإيران الصفوية . لقد أصيب قادة الفكر القومي الكردي الانفصالي والتقسيمي بصدمة لم يستيقظوا منها إلى ألان ناشئة من التصويت الاخير على قانون الانتخابات اربكهم وجعلهم يتخبطون هنا وهناك فتر ى المظاهرات الموجهة والزيارات والاتصالات بين الاطراف العميلة . فقد قدم البارزاني الى بغداد بسرعة فائقة ( بعد أن كان يكره بغداد ويستنكف القدوم اليها ) لشعوره بوجود شيئا ما يعد في الكواليس اكبر من الكتل نفسها والا كيف يتجرء العامري على مخالفة عبدالعزيز.
لان قضية كركوك تتجه نحو التدويل وهذا مايبرر تدخل الامم المتحدة السريع والمتكرر ، وكذلك انشغال الدول المجاورة بمصير العراق ولان طغيان الحزبين الكرديين قد وصل الى مستوى الاستهتار والتحدي للجميع -فنراهم يحرقون المقرات التركمانية بعد أن احبط مشروعهم الانفصالي في الاستيلاء على كركوك . أما حكومة المالكي العميلة فنراها قد سكتت على تجاوزات عصابات الحزبين الكرديين وتهديداتهم المستمرة للشعب العراقي ، الا انها حكومة امتهنت لحس اللحى وتقبيل بساطيل الأمريكان في سبيل بقائها على الكرسي .
بعد احتلال العراق مباشرة لم يكن أحد أكثر من الأكراد أنفسهم قد فوجئ بسرعة صعود الأكراد الى أعلى مناصب الحكومة العراقية؛ الرئيس كردي، ونائب رئيس الوزراء كردي، ووزير الخارجية كردي، نائب رئيس هيئة الأركان في الجيش كردي، وكثيرون موجودون في مناصب أقل مسؤولية لكنها محورية كالتي يحتلها الأكراد في أجهزة الأمن والمخابرات. يعمل الأكراد على تفريغ الحكومة المركزية من محتواها وتهميشها، لكي لا تكون قادرة على مهاجمة السكان الكرد مرة أخرى، وأيضاً لمضاعفة فرص تأسيس دولة كردية مستقلة. وبمرور الوقت وبعد أن شعر الاكراد أن قوة العرب بدأت بالظهور والنمو واعادة القوة وفقدان سيطرتهم تدريجيا على المركز في بغداد ، وذلك الدستور اليهودي الذي يعطيهم سلطة اعتراضية (فيتو) في عملية التشريع.
يقول (جوست هلتيرمان) نائب رئيس برنامج مجموعة الأزمة الدولية في تقرير نشرته صحيفة ذي ميل أند كلوب الكندية إن الأحزاب الكردية التي كانت تنظر الى نفسها على أنها (صانعة قرارات الملك) وأن الحكومة الفيدرالية في بغداد عاجزة عن القيام بأية خطوة من دون نيل رضاها، وأنها تعمل بكل الوسائل السياسية التي توسّع (أرض كردستان العراق) وتوفر لها المزيد من السيطرة على مصادر الثروة، إنما تتحرك لبناء الأساس المتين لـ (دولة كردية مستقلة). إلا أن الأكراد يحتاجون الى الأمن لدرجة أكبر من الأرض , ربما يكون الأكراد الآن قد فقدوا صورة ((الأقوياء المسيطرين)) أو ((فرسان الغزو)) كما كانوا في سنواته الأولى، إلا أنهم الآن باتوا في (زاوية الضغط) ولذا يصبح محتماً عليهم (الاختيار) بين أن يتمتعوا بـ (العيش الآمن) أو بـ (السيطرة على كركوك) لكنهم لن يقووا على التمتع بكلا المطمعين معاً .
و في خطوة سخيفة وحمقاء جدا من قبل المراهقين السياسين الاكراد تبين لنا مدى غباء هؤلاء السياسيين الذين جلبهم الاحتلال معه من الخارج ومنهم من اتخذ الجبال ملجأ له وسكنوا المدن بعد ذلك بفضل الاحتلال رغم انف الشعب العراقي. فهذه الزمر المتأمرة اتخذت خطوتها الانتهازية بعد احتلال العراق بضم كركوك ، فقد اتخذ مجلس محافظة كركوك البارحة (تراجع عنه بعد ذلك) قراراً يدعو الى ضم كركوك الى اقليم كردستان في خطوة وصفه السياسيون العراقيون بغير الحكيم والمتسرع ، وقراراً لا يستحق التعليق لعدم قانونيته متجاهلين الرفض العربي والتركماني داخل المحافظة . ان هكذا قرار هو غير قانوني وفاقد للشرعية ، والاكرد بتصرفهم هذا يحاولون استخدام اسلوب لي الاذرع الذي لن يخدم احداً وسيعقد الامور اكثر . أن هذا التصرف يثبت لنا سذاجة السياسين الكرد وطيشهم الشبابي ،( وفق أسلوب فلم طيش الشباب لجيمس دين ) في تصرفاتهم الرعناء وإنهم ابعد عن الحكمة والتعقل بحيث يعقدون الامور عليهم وكأنهم يدفعون الاخرين بالوقوف صفاً واحداً ضد هذه النزعات التوسعية . ان بعض ردود الافعال قد تكون عنيفة تجاه هذه الخطوة وتنعكس على الوضع الامني للعراق اجمالاً وليس كركوك فقط لانها تفتقر إلى البعد الاستراتيجي . أن قرار ضم محافظة كركوك لاقليم كردستان , جاء بناء على قرار قادة الحزبين الكرديين بعد اجتماعهم ليلة الامس في بغداد , حيث تم ابلاغ ((علي )) بقرار القيادة بضم كركوك بهذه الطريقة الهزلية والفوضوية .
هذا القرار الاستعجالي جعل العرب والتركمان يدعون إلى الاستعداد والنفير العام في كركوك وقرارهم باخراج اكراد الحزبين من المدينة وقد تراجع مجلس كركوك الكردي بعد ذلك وبنفس اليوم عما قرره بضم المدينة الى الاقليم الكردي . وأكد العضو الكردي محمود محمد أحمد إن ما جرى اليوم كان طلبا وليس تصويتا بالانضمام إلى (إقليم كردستان) وقال احد الصحفيين انه كان بقرب رئيس المجلس الكردي رزكار وسمعه احد الصحفيين المقربين له وهو يتمتم ويقول (والله حيرونا كل لحظه تعليمات شكل ) في اشارة الى الطلب العاجل بالتصريح ان الامر هو مجرد طلب وليس تصويت على الحاق المدينة الى (الاقليم) مشيرا إلى أن "22 عضوا من مجموع 41 عضوا أيدوا طلب الانضمام إلى( الإقليم) جاء ذلك في اجتماع لمجلس محافظة كركوك حضره أعضاء المجلس من الاكراد فقط فيما قاطعه الأعضاء العرب والتركمان . مع العلم أن الاكراد لايستحقون الحصول على نصف اصوات الاعضاء لولا سيطرتهم بقوة السلاح على كركوك وممارسة التزوير في الانتخابات السابقة .
ومن اهم الاسباب التي دعت هؤلاء الشباب الطائشين في الرجوع عن قرارهم هو ماجاء من مصادر سياسية أوروبية بأن حكومة إحدى دول الجوار العراقي.. وهي الحكومة التركية تبدي انزعاجا واضحا لتصرف القيادة الكردية العراقية حول كركوك ، وقد استدعت قائد قوات المظلات في جيشها وامرته بأن يقطع إجازته الصيفية ويستعد للقيام بحملة عسكرية قد تكون لها علاقة بالوضع في كركوك . وتشير تلك المصادر إلى أن من شبه المؤكد أن تقوم تلك الدولة بعملية عسكرية كبيرة على شكل إنزال جوي لتامين كركوك والسيطرة عليها وطرد المليشيات الكردية منها في حال مضت القيادة السياسية الكردية قدما وقررت فعلا اقتطاع محافظة كركوك وضمها الى الإقليم الشمالي الكردي ، فيما يستبعد مراقبون آخرون قيام تلك الدول بخطوة كهذه دون تنسيق أو تشاور مع قوات الاحتلال الأمريكية في العراق
أما كمال كركوكلي نائب رئيس برلمان كردستان فقد فرح بهذا القرار المستعجل كأن الامر بأيديهم والظروف الحالية تخدم مصالحهم حيث قال (ان البرلمان الكردي سيدرس ويناقش مطالبة مجلس محافظة كركوك، وياخذه بعين الاعتبار، مؤيداً مطالبهم بالقول: ان اهالي كركوك واهالي كردستان يطالبون بتطبيق المادة 140 من الدستور التي تمنحهم حق الحاق محافظة كركوك باقليم كردستان في اسرع وقت. وقد تناسى هذا المحافظ أن الاكراد اقلية في مدينة كركوك وان الطوائف الأخرى خاصة التركمان والعرب يرفضون رفضا قاطعا مطاليب الاكراد الغير شرعية . وان مجلس محافظة كركوك لايمتلك أي سند قانوني يؤهله اتخاذ هكذا قرار او التعبير عن هذه التطلعات بمجرد رفعه لمذكرة موقعة من 22 عضواً في مجلس المحافظة لتبت بشان انضمام محافظة الى اقليم من الاقاليم ، شدد الخبير القانوني طارق حرب على عدم جواز الحاق اية محافظة لاقليم اخر او تحويلها الى اقليم بحد ذاته ما لم يتم اجراء الاستفتاء الشعبي وبموافقة اكثر من 50 % من شعب المحافظة على القرار، لو رجعنا إلى الدستور العراقي الخائب الذي تم فرضه على الشعب العراقي بالتزوير والارهاب من قبل العملاء اولهم البرزاني والطالباني سنجد أن بنوده تقر على تقديم طلب من قبل مجلس المحافظة او عدد من الناخبين يتم ارساله الى المفوضية المستقلة للانتخابات التي تتولى بدورها مخاطبة مجلس الوزراء ، لتقوم فيما بعد باجراء استفتاء شعبي في المحافظة ، مفترضاً ان عدد المشمولين بالتصويت مليون ناخباً تعدوا الثامنة عشر فيجب ان يكون عدد الموافقين على ضم المحافظة الى الاقليم اكثر من نصف مليون ناخب . وثم أن هذا الضم وبالقوة العسكرية يعتبر انقلابا عسكريا جديدا على دستورهم الذي وافقوا على تطبيقه وهم ألان ينقلبون عليه لأنه لم يعد يلبي طموحاتهم وتفردهم بالقرار السياسي في التطبيع والاحصاء والاستفتاء في كركوك لكي يتمكنوا من الحاق المحافظة باقليمهم وكانت المادة 140 من الدستور العراقي قد اشترطت قطع ثلاثة مراحل للاكراد من اجل ضم كركوك الى اقليم كردستان او تحويلها الى اقليم مستقل ، وهي مرحلة التطبيع والاحصاء والاستفتاء ،
وقد اجتمع العملاء الاربعة بين قيادتي كتلتي التحالف الكردستاني والائتلاف العراقي الموحد، عقد مساء الأربعاء في مقر الرئيس جلال الطالباني في بغداد، حضره كلاً من الطالباني والمالكي وعادل عبد المهدي ورئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني وعبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي. ودراسة مستجدات هذا التحالف الاستراتيجي بين العملاء الذي ثبت بالامر الواقع انه تحالف كارتوني قائما على الورق في كيفية تقسيم العراق ، هذا لك وهذا لي .
ومن جانبه، قال النائب العربي الجبوري إن ( جلسة اليوم غير دستورية؛ لان مجلس محافظة كركوك في هذه المرحلة لا يحق له تشريع أي قانون أو إصدار هكذا قرارات كون قانون انتخاب مجلس المحافظات لم يقر بعد وانها عقدت بغياب العرب والتركمان، اي بمعنى غياب مكونين رئيسين في كركوك عن جلسة اليوم"، محملا في الوقت نفسه قائمة التآخي الكردية ومجلس محافظة كركوك أي مشكلة تحدث وان مطالبة الأكراد تعتبر خلق فتنة وبلبلة في كركوك ، وطالب الحكومة إسناد العرب والتركمان في كركوك بقوة أخرى من بغداد تكون محايدة؛ لاننا نرى ان الاكراد مصرون على حرب أهلية في كركوك نحن لا نريدها )
كركوك فتيل مشتعل في قنبلة موقوتة تمارس القيادة الكردية برضى الإدارة الأمريكية عملية تأجيج سعيرها .لقد تم دعم قيادات الاحزاب الكردية وبصورة لاتضاهيها أي عملية دعم في التاريخ على حساب المصلحة العراقية . اما الوضع الامني في كركوك فتؤكد جميع المصادر ان حالة التوتر وصلت لدرجة خطيرة توحي بانفجار كبير سيعم كافة المناطق الاخرى , بينما تسود حالة من التوتر لابناء القوميات المختلفة في كافة المحافظات نتيجة قرار قيادة الحزبين الكرديين وخصوصا الاكراد الساكنين في بغداد خوفا من حدوث ردود فعل عنيفة من الجهات التي تعتبر نفسها ظلمت في كركوك .
إن الظروف الدقيقة والحرجة والخطيرة التي يمر بها العراق اليوم وهو ما يزال يخضع لنير الإحتلال تقضي أولا بأن تتّحد الإرادات الوطنية العراقية الحقيقية لبناء العراق القوي الموحد ذو الإرادة الوطنية الصلبة والقادر على إدارة وحماية نفسه بنفسه لإجبار قوات الإحتلال على الإنسحاب من العراق في أسرع وقت ممكن، وهذا مطلب وطني مشروع لكل شعوب الأرض قاطبة إذا ما أبتليت بالإحتلال، وهو هدف يتقدم على أي هدف آخر يقل عنه أهمية وتأثيرا لأنه يتعلق بالكرامة الوطنية وبالقرار السيادي العراقي وبالمستقبل المنشود للعراق و شعبه.