المجتمعات العربية وخاصة الاسلامية .. أو كما هي تعتقد وتؤمن بقربها أو امتزاجها بالمعنى الحقيقي للدين .. هي مجتمعات أنانية بالفطرة .. الفطرة التى أودعتها اياها العادة والتعود على الأفعال والأقوال وحتى المشاعر.. مجتمعات مبرمجة الحس والعاطفة .. تناقلت وتوارثت أبشع ألوان الجهل وتربت على أنه السمو والارتقاءالحقيقي للمعنى الواعي للحياة والروح وارضاء الخالق وخلقه .. وقد يكون إرضاء الخلق أولا أقصد الناس الذين تعودوا فتح آذانهم وعيونهم بحثا عن شيء لا يعجبهم أو لم يتعودوا وجوده لكي يتقربون إلى ربهم الوهمي بإنكار هذا الدخيل الذي بعثر رموز عقولهم ومفاهيم العفة والشرف والخطيئة لديهم ، كل البشر هنا أنانيون الأب أناني بأبوته والأم أنانية بأمومتها والقائد أناني بسلطته والكل أناني بما يقدر عليه .. والبقاء للأقوى من يمتلك القدرة على الغاء مشاعر الأخر وحبه لإرضاء أنانيته وحبه لسير الأموركما يرى ويحلم ..ما يثير غضبي حقا هو المظلوم الذي يقضي حياته مظلوما تحت سطوة القوى الذي فرض أنانيته على الجميع ولم يحس بأنه مظلوم أبدا لأنه اعتاد على أن تكون حدوده مرسومة دون أن يختارها أو يقرر مصيرا واحدا يخصه لدرجة أنه اقتنع بأنه يجب عليه أن يعيش هكذا ...والمرعب أنه عندما يمارس ذلك القوى سلطته وأنانيته أنه في أغلب الأوقات لا يشعر بما يفعل بل وقد يؤدي مهمته التى أوكلها له شيطانه القابع في وجدانه دون أن يشعر إلا بأنه يؤدي رسالته العظيمة في هذه الكون ودوافعه الواضحة لذلك هي من أسمى ما يكون .. (وكم من إناء كسرناه ونحن نضع فيه الزهور ) .. ألا يحق لي أن أصفهم بالأنانية .. الأنانية الفكرية والحسية والعاطفية كل منهم يرى يرى الأشياء ويقيمها بمنظوره الخاص الذي فطرته عليه برمجة العادة لمعتقداته وتعود المجتمع على جهله وغالبا ما تجد الأبناء نسخ مصغرة عن آباءهم.وبذلك يضمن حراس الفكر والمعتقد والمحافظة على كنوزهم التى تحمل أسمىمعانى العفة والشرف .. طبعا هذه المعاني تخضع لقانون النسبية الذي انتشر بين مجتمعاتنا وقلوبنا .. بحيث أن كل شخص وكل جماعة ترى الحقيقة بمنظورها الشخصي وتعتقد أنها بذلك تلمس النور الذي أودعه الله في قلوبنا لولا أن جهل أسلافنا أفسده باندفاعهم وانفعالهم وإدمانهم الدين والعادة .. فسحقا لكل جاهل وغبي وسحقا لكلخائف وجبان .. وسحقا لكل من يرضى أن يشتري قناعته خوفا من تحمل المسؤولية .. أقصد من يقولون أفتنا يا شيخ .. ويطبق فتوى الشيخ دون أن يحاول التفكير والاقتناع
محمد أبودياب
محمد أبودياب