الأخبار
إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوعنعيم قاسم: لن نكون جزءاً من شرعنة الاحتلال في لبنان ولن نقبل بالتطبيعفتوح: تهجير عشرات العائلات من عرب المليحات امتداد مباشر لسياسة التطهير العرقي والتهجيرالنيابة والشرطة تباشر إجراءاتهما القانونية في واقعة مقتل شابة في مدينة يطاالغرفة المشتركة لفصائل المقاومة: ياسر أبو شباب وعصابته خارجون عن الصف الوطني ودمهم مهدور(القناة 12) الإسرائيلية: (كابينت) يصادق على إدخال المساعدات لجميع أنحاء قطاع غزةالحوثيون يعلنون استهداف مطار "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتيشاهد: خامنئي يظهر علنا لأول مرة منذ الحرب الإسرائيلية على إيرانمؤسسة هند رجب: الحكومة الإسرائيلية تخصص موارد كبيرة لإيقاف عملناالرئيس اللبناني: لن يكون في جنوب البلاد قوة مسلحة غير الجيشإعلام إسرائيلي: عملية (عربات جدعون) مُنيت بفشل ذريع"الأغذية العالمي" يدعو لفتح مزيد من الطرق الآمنة في قطاع غزةالاحتلال يعلن اعتراض صاروخ من اليمن بعد دويّ صفارات إنذار
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

يا دعاة التجرد من العاطفة الوطنية تريثوا بقلم : عطا مناع

تاريخ النشر : 2008-07-31
يا دعاة التجرد من العاطفة الوطنية تريثوا بقلم : عطا مناع
بقلم- عطا مناع

إنهم كمن يسبح في الرمال المتحركة لا يتقدمون قيد أنملة، يطلوا علينا بين الحين والأخر بفتاوى سياسية ووطنية وأيدلوجية وحى عاطفية، فهم يحشرون أنوفهم حتى في مشاعرنا الوطنية وتعاطفنا مع من نعتقد إننا نتقاطع معهم في همنا وألمنا وقهرنا وطموحنا التحرري من قيود القهر ألاحتلالي والطبقي، لدرجة أن البعض أصبح يجرم ويشوه تحيزنا لأبناء جلدتنا ويصفنا بالسطحية وحراس العاطفة الذين لا يقيمون وزنا للمنطق أو العقل أو التفكير العلمي ويضعوننا في قفص الاتهام لأننا نقول نحن نتعاطف مع قضايا امتنا العربية التي تشكل امتدادا طبيعيا لوجودنا وحاضنة لها الفضل الأكبر في استمرار أسباب صمودنا.

يا أنصار الفكر الأسمنتي، لا يمكننا أن نتجرد من عواطفنا في معالجة قضايا شعبنا، كيف لا نتعاطف مع الزعيم العراقي الشهيد صدام حين نشاهده كالمارد أمام الموت يقرأ علينا وصيته الأخيرة فلسطين ومقاومة الأجنبي؟ ولماذا ننساق وراء أفكاركم السوداء وتحريضكم الأعمى على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي يشاطرنا همنا ويقارع من استباح أرضنا ويوقع به الهزيمة تلو الهزيمة، إنكم تنكرون علينا عاطفتنا تجاه الأسرى في سجون الاحتلال وفرحنا لتحرير عميد الأسرى العرب سمير القنطار وتقديسنا للأسير الفلسطيني سعيد العتبة الذي دخل عامة الثاني والثلاثين في سجون الاحتلال.

يا أصحاب الفكر المعلب لا يمكننا إلا أن ننحاز لدماء من ضحوا بحياتهم من اجل كرامتنا ورفعتنا، أنا لا اعرف كيف يصف البعض الكلمنجيي هذه الدماء لبناء أمجاد مزعومة، ولا استوعب فلسفة الأستذة والإسقاطات الأكاديمية الجامدة التي يمارسها علينا أصحاب المدرسة التي تستهدف تكويننا الوطني الذي بني على حب الوطن والانتماء له، بربكم قولوا لي لما يضحي الإنسان بحياته سجنا أو شهادة من اجل وطنه، هل تعلمون لماذا؟ لان الوطن عبارة عن نسيج متكامل لسلة من الحلقات للمفاهيم والتجارب والإبداع الفكري والثقافي والفني والتراثي الذي جاء كعصارة للتفاعل الاجتماعي لامتدادنا كفلسطينيين وعرب، لن تقنعونا أن الشيعة أعداءنا، ولن نقبل إلا بامتدادنا العربي بتكويناته وتعقيداته، لان العاطفة الوطنية والهم المشترك والتاريخ المشترك العامل الرئيس لخروج المسيرات والمظاهرات التضامنية مع الفكر المقاوم الذي قضى على الفكر الشيطاني في صحراء التفريط لدى الأنظمة الرسمية التي أصبحت عاجزة عن تبرير ذاتها أمام شعوبها لتأتوا انتم وتلقوا بالقشة في محاولة يائسة وبائسة لإنقاذ ماء وجوههم المسودة بسبب انجازات الفكر المقاوم الذي ترجم نفسه بانتصارات على عدو عبث بأمتنا لستة عقود مضت.

يا أيها الديمقراطيون الجدد: نحن لسنا بالبلهاء لتنطلي علينا ألاعيبكم المكشوفة، فمرة تطلبون منا أن نكون واقعيين، وأخرى تقولوا أننا نعتمد العاطفة ونجافي العقل والمنطق في معالجتنا الفكرية لواقعنا، تخرجون علينا بما تعتقدون أنة اكتشاف وبلسم لمشاكلنا وحلا لقضيتنا، تتبادلون الأدوار المطلوبة منكم بسذاجة، تقولون لنا ضحوا بعودتكم إلى أرضكم التي هجرتم منها من اجل الأقصى، تسالون وتجيبون في نفس الوقت، أحسدكم على تفانيكم للخدمات الجليلة التي تقدمونها لأعدائنا بقصد أو بدون قصد لا يهمنا لأنكم تعبثوا في واقعنا وتقتحموا عالمنا المختلف عن عالمكم.

يا أيها العابثون تريثوا، ويا أيها المتخمون انسحبوا من عالمنا، نحن وإياكم على طرفي نقيض، انتم من طبقة يطيب لها أن تستسهل العبث بعالمنا، هذا العالم الذي اتخذ من الحلم إكسير لمواجهة قهرنا وتشردنا وفقرنا، يا أيها الذين لا تتقنوا إلا الطعن من الظهر انظروا حولكم ودققوا لتروا حجم المأساة التي نعيشها جراء العنف الداخلي الذي أصبحنا نحن الفقراء حطبا رخيصا لناره الغير مقدسة، نعتقل على الهوية السياسية ، تصادر حريتنا، وتنتهك حقوقنا، يا أيها المنظرون اعلموا أن لا فرق بين الفلسطيني والفلسطيني كان عزيا أو ضفاويا، لا فرق بين لبناني وفلسطيني ومصري وعراقي وأردني وسعودي ويمني وسوري، نحن أبناء الجلدة الواحدة، لهذا يتزود الشباب المصري بحبهم لفلسطين ويجتازوا حدود غزة للتضامن معنا، ويتحمل طفلا سوريا لمن يتجاوز الحادية عشر سنة مشاق السفر مشيا على الأقدام من سوريا للبنان ليقول تحيا المقاومة.

يا سادتي الذين لا ارغب في التعرض لهم بالأسماء والألقاب، أتريدون منا أن نتجرد من عاطفتنا ونتحول إلى ظل للآخر الذي يسطوا كل يوم على ثروتنا التراثية الأصيلة وجرنا إلى ثقافة المكدونلد البائسة المسطحة التي تستنفر فينا غرائزنا، أتريدون منا أن ننحاز لفكر الهزيمة ونغطي شمس المقاومة بالغربال، قد يكون لكم وجهه نظر، ويفترض بنا أن نسمعها لكن لن تقرضوا علينا يا أصحاب الفكر الأسمنتي أن نلتزم الصمت ونتنكر لمئات آلاف من الشهداء الذين كانت العاطفة الوطنية العامل الرئيس لتضحياتهم من اجلنا.
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف