هل تريدون لنا أن نبيع الحمار؟؟بقلم:احمد النعيمي

ورد عن جحا ذلك الإنسان البسيط التي اشتهر بفكاهته وصار مضربا للأحاديث الطريفة ، انه وابنه كانوا يحزمون أمتعتهم استعدادا للسفر إلى المدينة المجاورة ، فركبا على ظهر الحمار لكي يبدءا رحلتهما ... وفي الطريق مرا على قريةٍ صغيرة فأخذ الناس ينظران إليهم بنظراتٍ غريبة ويقولون : " أنظروا إلى هؤلاء القساة يركبان على ظهر الحمار ولا يرأفون به " ، وعندما أوشكوا على الوصول إلى القرية الثانية نزل الابن من فوق الحمار وسار على قدميه لكي لا يقول عنهم أهل هذه القرية كما قيل لهم في القرية التي قبلها ، فلما دخلا القرية رآهم الناس فقالوا : " أنظروا إلى هذا الأب الظالم يدع ابنه يسير على قدميه وهو يرتاح فوق حماره " ، وعندما أوشكا على الوصول إلى القرية التي بعدها نزل جحا من الحمار وقال لابنه اركب أنت فوق الحمار ، وعندما دخلا إلى القرية رآهم الناس فقالوا ،: " أنظروا إلى هذا الابن العاق يترك أباه يمشي على الأرض وهو يرتاح فوق الحمار " ، فغضب جحا من هذه المسألة
وقرر أن ينزل هو ابنه من فوق الحمار حتى لا يكون للناس سُلْطَةً عليهما ، وعندما دخلا إلى المدينة
ورآهما أهل المدينة قالوا : " أنظروا إلى هؤلاء الحمقى يسيرون على أقدامهم ويتعبون أنفسهم ويتركون
الحمار خلفهم يسير لوحده " فلما وصلوا إلى المدينة باعا الحمار .
وسمعت في رواية أخرى تقول ولا بد أنها فيما وصلني من سابق الأخبار أنهما قاما بحمل الحمار بعد ذلك ... ولا تناقض في هذه ولا تلك ويبدوا أنهما بعد ذلك قاما ببيع حمارهما ..
بالفعل عجيب وغريب أمر ناس هذا الزمان ، زمان المتناقضات والعجائب ..
إذا حاولت أن تبين لهم الخطر الذي يتهددنا من قبل الرافضة الفرس والمجوس ، الذين هم بالفعل يعملون بكل جهد وصبر من اجل محاولة تصدير ثورتهم إلى أقطاب العالم كافة ، فهم معهم آياتهم وأموال خمسهم بينما نحن معنا حكامنا وطابور طويل من أصحاب التطبيل والتزمير ....
هذه الثورة التي يحاول هؤلاء القوم تصديرها تقول أن الصحابة ارتدوا بعد رسول الله إلا خمسة ، وان الأئمة فوق البشر والأنبياء معصومين كعصمتهم مكملين للرسالة التي لم يكملها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتي تحولت من ثم إلى عصمة الآيات الآن بعد أن اخفوا آخر الأئمة وغيبوه لكي ينتقل الأمر إلى الفرس والمجوس ...
وهذه العصمة التي تعرف الآن بما يسمى بمصطلح ولاية الفقيه عندهم .. وأنا سأقرأ لكم عنها ، وكم هو صعب أن تقرا لإنسان غير أمي ؟؟
فولاية الفقيه هي بدعة خمينية كفرية خبيثة ، يدين بها حزب الله وزعيمه حسن نصر الله والرافضة في العالم ، ومعناها طاعة ولي الأمر ( الخميني ) ثم ( علي الخامنئي ) ثم من بعده إلى زمن ظهور مهدي الشيعة طاعة مطلقة ، دون اعتراض عليه فيما أمر ونهى ، ولا يجوز رد حكم الولي الفقيه أو الجدال فيه !! ويسمى الولي الفقيه بالمرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران ، أو نائب صاحب الزمان ، وهذا يعد المنصب السياسي الأول للشيعة في العالم كله ..
ولقد وضح حسن نصر الله هذا المفهوم بقوله : (( الفقيه هو ولي الأمر زمن الغيبة ، وحدود مسئوليته اكبر واخطر من كل الناس ، نحن ملزمون بإتباع الولي الفقيه ولا يجوز مخالفته فـ ( ولاية الفقيه ) كولاية النبي صلى الله واله والإمام المعصوم ، وولاية النبي والإمام المعصوم واجبة ، لذلك فان ( ولاية الفقيه ) واجبة ، والذي يرد على الولي الفقيه حكمه ، فانه يرد على الله وعلى أهل البيت ( ع ) )) من كتاب الإسلاميون في مجتمع متعدد للدكتور مسعود الهي ص 322 ..
ويبدوا أننا نحب أن نكون أتباع هذا الفكر الفاسد لا أن نتبع ما يرضي الله ورسوله ، فالثورة ستطرق بابك فاستعد لها وكان من أتباعها ، أيها المخلص ...

كل هذا يجري في الوقت الذي نحن فيه مفتحة عيوننا نيام ، وليس هذا فحسب فإذا حذرنا وبينا خطر هذا التلويث الفكري القادم ، صرخ فينا أننا صهاينة امبرياليون ودعينا لفتح سفارات لنا في تل ابيب ...

وإذا ما بيننا أننا نكره أمريكا واليهود وكل دول الإلحاد صرخ فينا بأننا فرس الاتجاه والمشرب ، ونعتنا بأننا اكبر أعداء الديمقراطية والتقدم ، وأننا متخلفون لا نحب التقدمية ...

وإذا قلنا أننا نكره أمريكا واليهود والفرس وكل قوى الظلام ، وأنهم جميعا أعداء لنا صرخ فينا ، بأننا وأننا وأننا ...

فهل تريدون منا أن نبيع الحمار ..
ولكن ما رايكم لو أنكم ترحلون بذلكم وعاركم وخزيكم وتدعون الشعوب لتقول كلمتها فقد سئمنا من كذبكم ، بدلا من بيع الحمار ...
أليست هذه الفكرة أفضل !!!!

احمد النعيمي
[email protected]