
بروفيسور كيدار : حرصك على الديانة اليهودية يتنافى مع اصرارك على يهودية الدولة !
بقلم : عيسى صوف
لم اكن اتوقع من بروفيسور يشارك في الحوارات المتمدنه , و يعمل في احدى الجامعات العريقة في اسرائيل ( تلك الدولة الراقية والديمقراطية التي اقيمت على انقاذ شعب غلبان وبسيط , تم تشريد جزءا منه بقوة السلاح , وتم قتل الجزء الآخر منه ) تحت مجموعة من الاكاذيب والخزعبلات مثل ارض بلا شعب لشعب بلا ارض ان يعجز عن الرد بمنطقية على نقاط بسيطة جدا وبديهية جدا ليهرب من خلالها الى التظاهر بالاستهداف بسبب الدين ليجلب التعاطف من كل من يرى ويسمع ويقرا كلماته التي توحي بالوداعة والمسكنه والاضطهاد الديني .
وعليه فلقد اصبح من اللازم ان اعود لتذكير سعادة البروفيسور كيدار بالامور التالية :
1- انك يا سيدي البروفيسور تتقن بابداع الدروس التي تلقيتها ( عن كيفية التنصل من الحوارات المنطقية بعدة طرق منها :
• - الظهور بمظهر المضطهد دينيا , والبدأ بتذكر معاناة اليهود وتشردهم وتذكر المحرقة وسرد قصص عن الناجين منها , تجبر المرء على التعاطف معهم وتراه يبدأ بذرف الدموع لا شعوريا , وهذا هو سبب دمج الجنسية بالديانة , وبهذا ايضا يجعلون أي انتقاد لاسرائيل وممارساتها العدوانية واللاخلاقية ضد الفلسطينيين بمثابة انتقاد للارادة الالهية من خلال انتقاد الديانة اليهودية , وبذلك يمنعون ضمنيا قدر الامكان أي شخص ان يحاول انتقاد اسرائيل مهما فعلت , وهذا الامر هو الذي يجعلها فوق القانون الدولي , وفوق الارادة الدولية .
• اتهام المحاور ببعض التهم الجاهزة لديكم والتي تناسب المقام مثل الارهابي ( اذا كان في داخل حدود دولتكم الدينية لتبرير قتله واغتياله او اعتقاله ) او اللاسامي ( اذا كان خارج حدود دولنكم وتحديدا في اوروبا لتبرير ملاحقته قانونيا وعزله امام الراي العام ) او المحرض اذا كان لا يوجد ضده أي دليل مادي يدينه قانونيا سواء في قانونكم او في القانون الدولي , من منطلق ان خير وسيلة للدفاع هو الهجوم.
2- بهذه الطريقة فانكم تتحولون من الجلاد الى الضحية فورا , ويصبح من يحاوركم يبحث عن ما يدافع به عن نفسه , وان لم يجد فما عليه الا الاعتذار على الملآء .
3- انك تتجاهل يا سيد مردخاي ان الايمان في الشريعة الاسلامية لا يكتمل الا بالايمان بالرسل جميعا وبالكتب السماوية جميعا , وبدون ذلك فان ايمان الشخص يكون منقوصا , وبدون اكتمال الايمان لا يجوز الاسلام بناء على الآية الكريمة التي تقول (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) من سورة البقرة
4- لا يمكن لاحد ان يكفر في الديانة اليهودية او في انبياء بني اسرائيل , ولكن السلوك العدواني لليهود عبر التاريخ جعل الكثير من الناس يمتعضون من ذلك , وتجاهل اليهود سلوكهم العدواني تجاه الآخرين وباتوا يروجون ان هذا الامتعاض بسبب اعتقادهم الديني , وادرجوه في اطار الاضطهاد الديني .
5- ساعدهم على ذلك ما جرى ضدهم في اوروبا في العهد النازي ( الهولوكوست ) الامر الذي استوجب الاعتذار لهم ووضع حد لما يتعرض له هؤلاء المساكين المضطهدين بايجاد وطن قومي لهم على حساب الفلسطينيين , وكأنهم هم من تسبب في تلك المحرقة او هم من شجع ودعم هتلر للقيام في ذلك .
6- انكم انتم يا سيد كيدار وانتم وحدكم من يسيء للديانه اليهودية ولانبياء بني اسرائيل , بتحويلكم لدولة استعمارية اقيمت في الاساس لتملاء الفراغ الذي نتج بعد انتهاء الاستعمار الاوروبي للمنطقة الى دولة يهودية , وبالتالي فان سلوك هذه الدولة الدينية سينعكس تلقائيا على الدين الذي تدين به هذه الدولة , ولانكم تستعملون الدين كسيف تدافعون به عن انفسكم من خلاله عندما تواجهون انتقادات ناتجة عن سلوك دولتكم العدواني بطبيعته الاستعماريه , تماما كما استعمل بن لادن الاسلام واساء له .
7- انت صادق عندما تحدثت عن الاستقرار في المنطقة العربية حتى ولو كان ذلك باتحاد عربي حقيقي من المحيط الى الخليج لكي يصبح وجودكم طبيعيا في هذه المنطقة العربية وهذا اقصى ما تتمنوه في هذه الفترة تحديدا , ولكني لا اعتقد ان هذا الامر ممكنا لان هذه المنطقة اسمها المنطقة العربية ووجود دولة اسرائيل فيها هو من غير الطبيعي ولذلك تم تغيير اسم المنطقة الى منطقة الشرق الاوسط لكي تبعدوا من الاذهان عربية المنطقة وتبدوا اسرائيل فيها امرا عاديا , ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل اطلقتم على الخليج العربي اسم الخليج الفارسي لنفس السبب , ورغم ذلك فانني اعتقد ان الامر ما زال بعيد المنال .
8- ان كنت حريصا على الديانه اليهودية من التشويه فيجب ان ترفض انت وكل اليهود في العالم الاعلان عن يهودية دولة اسرائيل , وبغير ذلك فانك تساهم في تشويه اليهود والديانة الهودية كما شوه بن لادن الاسلام , لان السياسات التي تنتهجها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة منذ استقلالكم ونكبتنا لغاية الآن لا تنم عن التعاليم اليهودية الحقيقية , فلا يمكنني ان اصدق ان التوراه تدعوكم الى احتلال ارض الغير بالقوة , وطرد اصحابها الاصليين منها عنوة , واضطهاد من بقي منهم فيها , واغلاق مسجدهم المقدس ومنعهم من الصلاة فيه , ومحاولة هدمه .
9- ان كنت حريصا على الديانة اليهودية فعليك ان تنادي اليهود بالكف عن استعمال الشعارات العنصرية المؤذية للغير مثل ( يهودي لا يطرد يهودي ) ( يهودي لو ميجاريش يهودي ) وهذا يعني بان اليهودي يطرد غير اليهودي من بيته وارضه كما حصل ويحصل يوميا مع الفلسطينيين منذ النكبة ولغاية الآن .
يا سيد كيدار , ان اكذوبة ارض الميعاد التوراتية لم تكن الا وسيلة لاستغلال مشاعر وعواطف اليهود البسطاء حول العالم , ولاقناعهم بالقدوم الى فلسطين والاستيطان فيها لتنفيذ الاطماع الصهيونية , حيث صوروها لهم بانها ارض اللبن والعسل , وعندما كانوا يأتون ( عوليم حداشيم ) يجدون انفسهم على الارصفة بلا مأوى ولا مأكل ولا مشرب , وبالتالي يضطرون اما الى الالتحاق بوحدات الجيش او الى الذهاب للكيبوتسات لكي يتمكنوا من الحصول على لقمة عيشهم الى ان يتدبروا امورهم , وهناك يتم غسل ادمغتهم بترسيخ المفاهيم الصهيونية اللازمة في عقولهم لقتل ضمائرهم وتحويلهم الى متعصبين الى دولة اقيمت على انقاذ شعب آخر , دون ان يشعروا بالذنب , وهناك ايضا يعلموهم انهم مستهدفون فقط لانهم يهود وليس لانهم محتلين لارض ليست لهم ولا تربطهم بها أي علاقة , اما الامر المفاجيء والمؤسف ان تنطلي هذه الاكاذيب على رجل وصل الى درجة عالية من التعليم ( درجة البروفيسور ) ومربي اجيالا , فبما انك متدين الى هذا الحد فلا بد انك مؤمن بالبعث بعد الموت وبالحساب امام الله , فهل ترضى لنفسك ان تحمل وزر كل من علمتهم وزرعت فيهم تلك الافكار العنصرية والشعور الدائم بالظلم والذي من شانه ان يجعلهم يرتكبون المزيد من الجرائم ضد الاخرين بدافع رفع الظلم والدفاع عن النفس , ام انك تؤمن ببعض الكتاب وتكفر ببعض , ام انك تؤثر ان تكون ممن قال الله فيهم في القرأن الكريم (وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) من سورة البقرة .
يا سيدي :
ان الاستقرار لا ياتي بالتمني او بمجرد كلام لا يسمن ولا يغني من جوع , بل انه يحتاج الى الكثير من الاجراءات العملية المهمة , ويتطلب التغيير الدراماتيكي في السياسات التي تنتهجها الدول المعنية بهذا الاستقرار واهمها اسرائيل , هذا اذا اردنا ان نتخلى عن العدل الكامل وهو ( ان يعود كل المستوطنين الى بلادهم الاصلية ) والذي من المفروض ان يكون القاعدة المتينة للسلام بين العالم واسرائيل , وان نقبل بالحد الادنى منه وذلك بان تقبل اسرائيل بالدولة الديمقراطية الواحدة للشعبين الفلسطيني والاسرائيلي وضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم , اذ من غير العدل ان يكون للمستوطن القادم من جنوب افريقيا او من روسيا او من اسكندنافيا الحق في العودة الى ارض الميعاد ويكون ذلك محرما على الاصحاب الاصليين للارض اللذين طردوا منها عنوة بالنار والدم , ام انك تفهم العدل بغير ذلك .
عيسى صوف
[email protected]
بقلم : عيسى صوف
لم اكن اتوقع من بروفيسور يشارك في الحوارات المتمدنه , و يعمل في احدى الجامعات العريقة في اسرائيل ( تلك الدولة الراقية والديمقراطية التي اقيمت على انقاذ شعب غلبان وبسيط , تم تشريد جزءا منه بقوة السلاح , وتم قتل الجزء الآخر منه ) تحت مجموعة من الاكاذيب والخزعبلات مثل ارض بلا شعب لشعب بلا ارض ان يعجز عن الرد بمنطقية على نقاط بسيطة جدا وبديهية جدا ليهرب من خلالها الى التظاهر بالاستهداف بسبب الدين ليجلب التعاطف من كل من يرى ويسمع ويقرا كلماته التي توحي بالوداعة والمسكنه والاضطهاد الديني .
وعليه فلقد اصبح من اللازم ان اعود لتذكير سعادة البروفيسور كيدار بالامور التالية :
1- انك يا سيدي البروفيسور تتقن بابداع الدروس التي تلقيتها ( عن كيفية التنصل من الحوارات المنطقية بعدة طرق منها :
• - الظهور بمظهر المضطهد دينيا , والبدأ بتذكر معاناة اليهود وتشردهم وتذكر المحرقة وسرد قصص عن الناجين منها , تجبر المرء على التعاطف معهم وتراه يبدأ بذرف الدموع لا شعوريا , وهذا هو سبب دمج الجنسية بالديانة , وبهذا ايضا يجعلون أي انتقاد لاسرائيل وممارساتها العدوانية واللاخلاقية ضد الفلسطينيين بمثابة انتقاد للارادة الالهية من خلال انتقاد الديانة اليهودية , وبذلك يمنعون ضمنيا قدر الامكان أي شخص ان يحاول انتقاد اسرائيل مهما فعلت , وهذا الامر هو الذي يجعلها فوق القانون الدولي , وفوق الارادة الدولية .
• اتهام المحاور ببعض التهم الجاهزة لديكم والتي تناسب المقام مثل الارهابي ( اذا كان في داخل حدود دولتكم الدينية لتبرير قتله واغتياله او اعتقاله ) او اللاسامي ( اذا كان خارج حدود دولنكم وتحديدا في اوروبا لتبرير ملاحقته قانونيا وعزله امام الراي العام ) او المحرض اذا كان لا يوجد ضده أي دليل مادي يدينه قانونيا سواء في قانونكم او في القانون الدولي , من منطلق ان خير وسيلة للدفاع هو الهجوم.
2- بهذه الطريقة فانكم تتحولون من الجلاد الى الضحية فورا , ويصبح من يحاوركم يبحث عن ما يدافع به عن نفسه , وان لم يجد فما عليه الا الاعتذار على الملآء .
3- انك تتجاهل يا سيد مردخاي ان الايمان في الشريعة الاسلامية لا يكتمل الا بالايمان بالرسل جميعا وبالكتب السماوية جميعا , وبدون ذلك فان ايمان الشخص يكون منقوصا , وبدون اكتمال الايمان لا يجوز الاسلام بناء على الآية الكريمة التي تقول (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) من سورة البقرة
4- لا يمكن لاحد ان يكفر في الديانة اليهودية او في انبياء بني اسرائيل , ولكن السلوك العدواني لليهود عبر التاريخ جعل الكثير من الناس يمتعضون من ذلك , وتجاهل اليهود سلوكهم العدواني تجاه الآخرين وباتوا يروجون ان هذا الامتعاض بسبب اعتقادهم الديني , وادرجوه في اطار الاضطهاد الديني .
5- ساعدهم على ذلك ما جرى ضدهم في اوروبا في العهد النازي ( الهولوكوست ) الامر الذي استوجب الاعتذار لهم ووضع حد لما يتعرض له هؤلاء المساكين المضطهدين بايجاد وطن قومي لهم على حساب الفلسطينيين , وكأنهم هم من تسبب في تلك المحرقة او هم من شجع ودعم هتلر للقيام في ذلك .
6- انكم انتم يا سيد كيدار وانتم وحدكم من يسيء للديانه اليهودية ولانبياء بني اسرائيل , بتحويلكم لدولة استعمارية اقيمت في الاساس لتملاء الفراغ الذي نتج بعد انتهاء الاستعمار الاوروبي للمنطقة الى دولة يهودية , وبالتالي فان سلوك هذه الدولة الدينية سينعكس تلقائيا على الدين الذي تدين به هذه الدولة , ولانكم تستعملون الدين كسيف تدافعون به عن انفسكم من خلاله عندما تواجهون انتقادات ناتجة عن سلوك دولتكم العدواني بطبيعته الاستعماريه , تماما كما استعمل بن لادن الاسلام واساء له .
7- انت صادق عندما تحدثت عن الاستقرار في المنطقة العربية حتى ولو كان ذلك باتحاد عربي حقيقي من المحيط الى الخليج لكي يصبح وجودكم طبيعيا في هذه المنطقة العربية وهذا اقصى ما تتمنوه في هذه الفترة تحديدا , ولكني لا اعتقد ان هذا الامر ممكنا لان هذه المنطقة اسمها المنطقة العربية ووجود دولة اسرائيل فيها هو من غير الطبيعي ولذلك تم تغيير اسم المنطقة الى منطقة الشرق الاوسط لكي تبعدوا من الاذهان عربية المنطقة وتبدوا اسرائيل فيها امرا عاديا , ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل اطلقتم على الخليج العربي اسم الخليج الفارسي لنفس السبب , ورغم ذلك فانني اعتقد ان الامر ما زال بعيد المنال .
8- ان كنت حريصا على الديانه اليهودية من التشويه فيجب ان ترفض انت وكل اليهود في العالم الاعلان عن يهودية دولة اسرائيل , وبغير ذلك فانك تساهم في تشويه اليهود والديانة الهودية كما شوه بن لادن الاسلام , لان السياسات التي تنتهجها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة منذ استقلالكم ونكبتنا لغاية الآن لا تنم عن التعاليم اليهودية الحقيقية , فلا يمكنني ان اصدق ان التوراه تدعوكم الى احتلال ارض الغير بالقوة , وطرد اصحابها الاصليين منها عنوة , واضطهاد من بقي منهم فيها , واغلاق مسجدهم المقدس ومنعهم من الصلاة فيه , ومحاولة هدمه .
9- ان كنت حريصا على الديانة اليهودية فعليك ان تنادي اليهود بالكف عن استعمال الشعارات العنصرية المؤذية للغير مثل ( يهودي لا يطرد يهودي ) ( يهودي لو ميجاريش يهودي ) وهذا يعني بان اليهودي يطرد غير اليهودي من بيته وارضه كما حصل ويحصل يوميا مع الفلسطينيين منذ النكبة ولغاية الآن .
يا سيد كيدار , ان اكذوبة ارض الميعاد التوراتية لم تكن الا وسيلة لاستغلال مشاعر وعواطف اليهود البسطاء حول العالم , ولاقناعهم بالقدوم الى فلسطين والاستيطان فيها لتنفيذ الاطماع الصهيونية , حيث صوروها لهم بانها ارض اللبن والعسل , وعندما كانوا يأتون ( عوليم حداشيم ) يجدون انفسهم على الارصفة بلا مأوى ولا مأكل ولا مشرب , وبالتالي يضطرون اما الى الالتحاق بوحدات الجيش او الى الذهاب للكيبوتسات لكي يتمكنوا من الحصول على لقمة عيشهم الى ان يتدبروا امورهم , وهناك يتم غسل ادمغتهم بترسيخ المفاهيم الصهيونية اللازمة في عقولهم لقتل ضمائرهم وتحويلهم الى متعصبين الى دولة اقيمت على انقاذ شعب آخر , دون ان يشعروا بالذنب , وهناك ايضا يعلموهم انهم مستهدفون فقط لانهم يهود وليس لانهم محتلين لارض ليست لهم ولا تربطهم بها أي علاقة , اما الامر المفاجيء والمؤسف ان تنطلي هذه الاكاذيب على رجل وصل الى درجة عالية من التعليم ( درجة البروفيسور ) ومربي اجيالا , فبما انك متدين الى هذا الحد فلا بد انك مؤمن بالبعث بعد الموت وبالحساب امام الله , فهل ترضى لنفسك ان تحمل وزر كل من علمتهم وزرعت فيهم تلك الافكار العنصرية والشعور الدائم بالظلم والذي من شانه ان يجعلهم يرتكبون المزيد من الجرائم ضد الاخرين بدافع رفع الظلم والدفاع عن النفس , ام انك تؤمن ببعض الكتاب وتكفر ببعض , ام انك تؤثر ان تكون ممن قال الله فيهم في القرأن الكريم (وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) من سورة البقرة .
يا سيدي :
ان الاستقرار لا ياتي بالتمني او بمجرد كلام لا يسمن ولا يغني من جوع , بل انه يحتاج الى الكثير من الاجراءات العملية المهمة , ويتطلب التغيير الدراماتيكي في السياسات التي تنتهجها الدول المعنية بهذا الاستقرار واهمها اسرائيل , هذا اذا اردنا ان نتخلى عن العدل الكامل وهو ( ان يعود كل المستوطنين الى بلادهم الاصلية ) والذي من المفروض ان يكون القاعدة المتينة للسلام بين العالم واسرائيل , وان نقبل بالحد الادنى منه وذلك بان تقبل اسرائيل بالدولة الديمقراطية الواحدة للشعبين الفلسطيني والاسرائيلي وضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم , اذ من غير العدل ان يكون للمستوطن القادم من جنوب افريقيا او من روسيا او من اسكندنافيا الحق في العودة الى ارض الميعاد ويكون ذلك محرما على الاصحاب الاصليين للارض اللذين طردوا منها عنوة بالنار والدم , ام انك تفهم العدل بغير ذلك .
عيسى صوف
[email protected]