الأخبار
إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوعنعيم قاسم: لن نكون جزءاً من شرعنة الاحتلال في لبنان ولن نقبل بالتطبيعفتوح: تهجير عشرات العائلات من عرب المليحات امتداد مباشر لسياسة التطهير العرقي والتهجيرالنيابة والشرطة تباشر إجراءاتهما القانونية في واقعة مقتل شابة في مدينة يطاالغرفة المشتركة لفصائل المقاومة: ياسر أبو شباب وعصابته خارجون عن الصف الوطني ودمهم مهدور(القناة 12) الإسرائيلية: (كابينت) يصادق على إدخال المساعدات لجميع أنحاء قطاع غزةالحوثيون يعلنون استهداف مطار "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتيشاهد: خامنئي يظهر علنا لأول مرة منذ الحرب الإسرائيلية على إيرانمؤسسة هند رجب: الحكومة الإسرائيلية تخصص موارد كبيرة لإيقاف عملناالرئيس اللبناني: لن يكون في جنوب البلاد قوة مسلحة غير الجيشإعلام إسرائيلي: عملية (عربات جدعون) مُنيت بفشل ذريع"الأغذية العالمي" يدعو لفتح مزيد من الطرق الآمنة في قطاع غزةالاحتلال يعلن اعتراض صاروخ من اليمن بعد دويّ صفارات إنذار
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

وللحرية الحمراء باب..! بقلم:د.صلاح عودة الله

تاريخ النشر : 2008-07-30
وللحرية الحمراء باب..! بقلم:د.صلاح عودة الله
وللحرية الحمراء باب..!
'عفواً يا مولاي فما أخرج من حانتك الكبرى إلا منطفأً سكران..أصغر شيء يسكرني في الخلق فكيف الإنسان؟ سبحانك كل الأشياء رضيت سوى الذل,وأن يوضع قلبي في قفص في بيت السلطان..وقنعت يكون نصيبي في الدنيا.. كنصيب الطير, ولكن سبحانك حتى الطير لها أوطان.. وتعود إليها..وأنا ما زلت أطير.. فهذا الوطن الممتد من البحر الى البحر..سجون متلاصقة..سجان يمسك سجان'...!"مظفر النواب".
لقد أكون مبالغا ان قلت بأني لم افاجأ عندما قامت من تطلق على نفسها"سلطة وطنية" باختطاف واعتقال البروفيسور والمفكر الفلسطيني الكبير عبد الستار قاسم.فهذه السلطة وان لا سلطة لها تحت نير الاحتلال الصهيوني مثلها مثل باقي بلاد العرب..فالحريات ممنوعة والحاكم"أمر من الله" لا يجوز انتقاده, بل يجب "تأليهه".
عُرِفَ البروفيسور عبد الستار قاسم بحبه وإخلاصه وانتمائه الذي لا حدود له لوطنه منذ ان كان محاضراً في الجامعة الأردنية و كانت النتيجة أن فصلته الجامعة الأردنية من عمله في العام 1979م، و لكن ذلك لم يوقف عقلاً نَيِرَاً و فكراً مستقيما و قلماً حراً. زادت هذه الحادثة الإصرار و العزيمة لدى البروفيسور عبد الستار قاسم فكان جزاؤه الاعتقال على أيدي الحتلال و التعذيب و فرض الإقامة الجبرية و منعه من السفر و غير ذلك. و هذا كله متوقع من المحتل الظالم الذي ملأ الأرض سجوناً ليعتقل فيها كل الأوفياء لوطنهم.
ومن المعروف ان بعض عناصرالسلطة قد أطلقوا النار على قدمي الدكتور عبد الستار قاسم عام ١٩٩٨ قرب جامعة النجاح التي كان يحاضر فيها ، ولا زال يعاني من هذه الاصابة حتى يومنا هذا..!
السلطة بخطفها هذا المفكر الحر تكون قد أعتدت على ضمير فلسطين الحي ووجهها المتحضر.. تكون قد كشفت عن تخلفها بلا حدود...!
تكون كشفت عن تخبطها وغبائها فخطف الدكتور عبد الستار قاسم تزامن مع خطف العشرات من أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية من أجل عرقلة العدالة في جريمة بشعة أرتكبت في في غزة ، وبهذا التصرف تكون السلطه قد أشتركت في إرتكاب هذه الجريمة ، فالمدافع عن المتهم قبل أن تثبت براءته هو شريك في الجرم.
كان حكيم يسير مع تلاميذه على جبل التاي، فرأى امرأة تنوح على قبر، فأسرع باتجاهها، ولما اقترب أرسل أحد تلاميذه ليسألها: إنك تولولين وتنوحين نواح من عانى أحزانا على أحزان؟ فأجابت نعم هو كذلك! إنها أحزان على أحزان؛ فقد قتل النمر والد زوجي في هذا المكان، ثم قتل النمر زوجي هنا أيضا، والآن قتل النمر ابني بالطريقة نفسها!
قال الحكيم: لماذا لا تتركين هذه المكان؟ فكانت إجابتها:'إنه لا يوجد حكومة ظالمة في هذا المكان'.! قال الحكيم:تذكروا يا بني إن الحكومة الظالمة أسوأ من الوحوش الضواري..! انتهت قصة النمر على جبل التاي، وختمت لك قصة هذه المرأة وتلك العائلة ذات الضمير الحي، والعزة العالية، حيث تقبل الموت بأنياب السباع ولا تقبل جوار الطغاة من حيوانات البشر الأدنين، طغاة البشر يقتلون الروح، وينشرون المهانة والمذلة ولا يقبلون بغير ذلك...'وظلم ذوي القربى أشد مرارة..على النفس من وقع الحسام المهند..!
ومن المعروف ان الاستنكارات توالت للجريمة البشعة التي ارتكبت على شاطئ بحر غزة وراح ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى وأدت الى حالة من الاحتقان في غزة والضفة الغربية ادت الى اعتقالات عفوية من قبل حركتي فتح وحماس وبدأت عملية"شد العضلات"..!
يروى عن الحكيم الصيني 'كونفوشس' عندما سأله أحد تلاميذه: ما هي الأشياء التي يجب أن يوفرها الحاكم إلى رعيته حتى يستتب له الأمر؟ فقال له 'كونفوشس' هي ثلاثة:
لقمة العيش ، الأمن ، وثقة الناس في عدله و عدم الظلم .
فسأله التلميذ فإذا كان لنا أن نستغني عن واحد منهما فما هو؟ فرد الحكيم 'الأمن', فسأله التلميذ, فإذا كان لنا أن نستغني عن أحد الشيئين الباقيين فأيهما نضحي به؟ فقال له في هذه الحالة نستغني عن 'القوت', لأن الموت كان دائماً مصير الناس, وقد يميت فقدان القوت بعضا منهم, لكنهم إذا فقدوا الثقة في'عدله', فلن يبقى شيئا يحيون من اجله لأن العدل هو أساس الحياة الكريمة.
وصدق في ذلك فان العدل هو اساس الحياة بل ان قيام السموات والارض يعتمد عليه..وعند غياب العدل وفواته وشيوع الظلم..فلا تسأل عن كآبة الدنيا وظلمتها..ويا لعذاب البشريه والعمران والحضارة..' فالظلم مؤذن بخراب العمران' كما جاء في مقدمة ابن خلدون.
اننا نطالب السلطة بأن تقوم بملاحقة العملاء واعتقالهم بدلا من ملاحقة المفكرين والصحافيين,وهذا مطلب نطلب من حركة حماس تنفيذه ايضا.
نعم لحرية التعبير عن الرأي واحترام الرأي الاخر..لا والف لا لسياسة كبت ألأفواه..!
د. صلاح عودة الله
القدس المحتلة
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف