الأخبار
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لمصلحة من يتم تدمير العراق والعرب ؟ بقلم:عراق المطيري

تاريخ النشر : 2008-07-30
بسم الله الرحمن الرحيم

لمصلحة من يتم تدمير العراق والعرب ؟

عراق المطيري

لا يريد الكثير ممن يحسب نفسه على الصف الوطني في الوطن العربي أن يصدق إن هناك تحالف أمريكي – صهيوني – فارسي وتعاون لا يقف عند التعاون ألتسليحي والإستخباراتي بين أركان هذا التحالف لتنفيذ مشروع يخدم الأهداف المشتركة بينهم وسواء كان ذلك الرفض عن قصد أو حسن نية فان ذلك يصب في النهاية في خدمة هذا المشروع الذي يستهدف تفتيت المنطقة العربية تحديدا وإضعافها , فثمة تلاقي أكيد في الأهداف , فكلهم يضع نصب عينه محاربة فكرة القومية العربية أولا ومحاربة كل نشاط عربي يعمل على إحيائها وبعثها إلى الوجود , أضف إليها الأهداف التوسعية لهم وتحقيق أطماعهم في التوسع على حساب الأمة العربية , وذا أدركنا ذلك فان أي تعاون بينهم يصبح أمرا متوقعا ومفهوما وان أي اختلاف ينتج عنه صراع عسكري يبدوا بعيدا ومن غير المحتمل حصوله وان حصل في ظل الظروف الحالية للمنطقة فسيكون العرب أدواته وأرضهم مسرحا له وهم الخاسر الأكبر والوحيد فيه .

ومن الممكن إرجاع ذلك التحالف إلى عدة عوامل تبدو واضحة إلا لمن ينتفع ضمنا منه من بينها :

1- إن الغزو الأمريكي للعراق قد حقق تدميرا للآلة العسكرية الحربية العراقية ومنح الكيان الصهيوني فرصة ذهبية لتحقيق أهدافه بتصفية القضية لفلسطينية على اعتبار أنها عمقا عربيا استراتيجيا شرس وقوي مضمون عن طريق فرض المشاريع الاستسلامية على الأنظمة العربية بشكل عام وعلى القيادات الفلسطينية بشكل خاص خصوصا بعد أن وصلت إلى درجة كبيرة من القطيعة والاختلاف حد رفع السلاح بصدور بعضهم البعض والاقتتال الفلسطيني – الفلسطيني ، لان الكيان الصهيوني ومعه حلفائه يدرك تمام الإدراك إن بناء عراق قوي يعني خلق قاعدة عسكرية متينة قادرة على حسم أية معركة لتحرير الأراضي العربية المحتلة فكان احتلاله إبعادا له عن ممارسة دوره النضالي القومي وكان من أهم العوامل التي شجعت الكيان الصهيوني على ضرب لبنان وتدميره خلال حرب صيف 2006 وما آلت إليه نتائج العدوان .
لقد كان العراق قطرا مهما له دور أساسي في جبهة الدول العربية الرافضة لمشاريع الاستسلام ومعاهدات الذل , فموقف العراق المعروف من اتفاقية كامب ديفيد دفع حاييم هيرتسوغ مدير شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق في معرض تحديده لأهمية الاعتداء الفارسي على العراق على امن الكيان الصهيوني إلى القول " إن العراق الذي يملك قوة عسكرية هائلة كان يشكل طرفا مهما في الجبهة الشرقية وكان الدور الذي حدده لنفسه في إطار هذه الجبهة دورا رئيسيا , والآن وفي ظل المعطيات الجديدة ونتيجة لهذه الحرب لا يستطيع العراق أن يقوم بأي دور في هذه الجبهة أو في مواجهة إسرائيل ولا يتوقع أن يتمكن العراق من أداء مثل هذا الدور على المدى القريب ".

2- إن أهمية الفرس الإستراتيجية بالنسبة للكيان الصهيوني لم تتغير بتغيير نظام الشاه إلى نظام الملالي فيما يتعلق بالعداء للعراق بشكل خاص والعرب عموما بدلالة مقولة الجنرال احتياط اهارون باريف , مدير الاستخبارات العسكرية السابق ومدير معهد الدراسات الإستراتيجية في جامعة تل أبيب آنذاك عن دور نظام الشاه عام 1978 ينطبق تماما على دور نظام الملالي بعد عام 1979 فقد قال باريف في معرض تقويمه للدور الايجابي الذي يؤديه الفرس لصالح الكيان الصهيوني " لولا وجود إيران على الحدود الشرقية للعرب , إيران القوية صاحبة السطوة بقوتها العسكرية وتطلعاتها التي تتخطى مجال إيران , لواجهت إسرائيل حشدا عربيا هائلا, فإيران بسيطرتها وقوتها تؤدي دورا لا يستهان به في تعزيز وجود إسرائيل نتيجة لما يربط الجانبين من أهداف ومصالح مشتركة .

3- لقد مهد الغزو الأمريكي للعراق إلى دخول أعداد كبيرة من الفرس وعملائهم إلى العراق , وبعد أن عملت هذه العناصر على سرقة الأموال العامة وتفكيك مصانع الدولة ونقلها إلى بلاد فارس بشهادة الأمريكان نفسهم والعبث بسجلات ووثائق الدوائر الحساسة مثل الأحوال المدنية والتسجيل العقاري وإحراق ما بقي منها , عملوا على إثارة الفتنة الطائفية فأشاعت مليشياتهم القتل على الهوية الأمر الذي أدى إلى تهجير الملايين من أبناء شعبنا داخل وخارج القطر ما نتج عنه كساد في الاقتصاد العراقي وغلاء المعيشة وارتفاع نسبة الفقر بشكل خطير وما يترتب على ذلك , والآن بدأت هذه العناصر بالاستيلاء على الدور والأراضي الزراعية مقابل أسعار لا تتناسب مع ثمنها الحقيقي أو بالاستيلاء عليها عن طريق إبراز أوراق ثبوتية مزورة بمساعدة القضاء الخاضع لإرادة مجلس عزيز طباطبائي وابنه , وأخير فان ابرز ملاحظة على الأسواق العراقية هي سيطرة البضائع الفارسية عليها مع ملاحظة انتهاء صلاحية المواد الغذائية أو احتوائها على جراثيم وبائية فتاكة وقد تم تثبيت ذلك في أكثر من مناسبة ومكان .

4- كثيرا ما يضن البعض إن أمريكا ستوجه ضربة عسكرية للفرس بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق الكيان الصهيوني بموافقة ومباركة أمريكية , إن هذا الضن يبتعد عن الحقيقة كليا , فقد طور الفرس أسلحتهم بعد أن سرقوا منشآت التصنيع العسكري العراقية بعد الغزو الأمريكي بموافقة ومباركة الأمريكان أنفسهم كجزء من الثمن لدورهم في إضعاف العراق والتهيئة لغزوه, صحيح إن القوات الأمريكية انطلقت من الأراضي العربية المجاورة للعراق ولم تنطلق من بلاد فارس لكنها قدمت ما هو أكثر , فقد قدم الفرس ما يكفي من المعلومات الاستخباراتية المظللة عن أسلحة العراق وقدراته النووية وقدراته الدفاعية , غير الكذب عن استعداد الشعب العراقي للتعاون مع قوات الغزو .

5- إن الجعجعة الفارغة التي تثيرها أمريكا عن التسليح النووي الفارسي دفع بحكام المحميات الخليجية إلى مزيدا من الارتماء بأحضان الغرب عموما وأمريكا خصوصا فاستقبل بوش فيها بعد أن أدى الطقوس اليهودية في القدس وربط بين امن الكيان الصهيوني وامن أمريكا كصانع نصر وراعي سلام بالورود والأحضان وقلد ارفع الأوسمة وحمل يأثمن الهدايا غير العقود التي ابرمها وغير القواعد المنتشرة في المنطقة وكذلك فعل الرئيس الفرنسي ساركوزي مما ولد مزيدا من استنزاف أموال الخليج وعائداته النفطية بما يناسب ارتفاع أسعار النفط , كل ذلك يجري في الوقت الذي ينمي الفرس قدراتهم العسكرية .
لقد أصبح الشرق العربي بين ترسانتين من الأسلحة الرهيبة , الأولى فارسية من الشرق والأخرى صهيونية تفرض نفسها في قلب الوطن العربي وهما لهما قواسم مشتركة كثيرة أهمها الأطماع في المنطقة والتي انبثق عنها مزيدا محاولات قضم الأراضي العربية والتوسع على حسابها ومزيدا من القتل والترهيب وتشريد العرب وتجنيد أعداد هائلة من العملاء تحت واجهات مختلفة , كل ذلك وأكثر يتم برعاية الولايات المتحدة الأمريكية لوضع المنطقة بين فكي كماشة قاتلة . وعجبي لمن لا يدرك عمق التحالف الأمريكي – الصهيوني – الفارسي ضد العرب .

[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف